الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحلام المسلمين المقدسة

عامر الأمير

2005 / 1 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


روى البخاري بالاسناد المتصل من حديث ابي قتاده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من رآني في المنام فقد رآني حقاً فأن الشيطان لا يتزيا بي" او " لا يتمثل بي " ..
اختلف العلماء في معنى (فقد رآني).. فقال الباقلاني معناه أن رؤياه صحيحة ليست بأضغاث ... وقال آخرون بل الحديث على ظاهره والمراد فقد أدركه ولامانع يمنع من ذلك !!!
يقول عالم الاجتماع علي الوردي : ان المسلمين هم اكثر من غيرهم تمسكا بأوهام الاحلام .. وهذا لايعني أن الأمم الاخرى خالية من هذه الأوهام نهائيا .. ولكن المسلمين امتازوا عن غيرهم بكونهم أدخلوا بعض الأحلام في صلب شريعتهم وأيدوها بما أوتوا من كتاب وسنة . فصارت لديهم بمثابة الوحي المنزل ...
وقد شذ عن المسلمين المعتزلة والزيدية فهم لم يقدسوا الاحلام وشككوا في مصداقيتها ويرون انها أضغاث وأوهام ...
فيما يرى الغزالي أن مايبصره الأنسان أثناء نومه أولى بالمعرفة مما يدرك عن طريق الحواس !!
أما المتصوفة فقد عدوا الأحلام مصدرا للوحي والألهام والكشف .. وقد كان المتصوف الكبير ابن عربي يفتخر بأحلامه وحتى بأصابته بالجنون أكثر من مرة !!!
يقول الشيخ الصوفي محيي الدين بن عربي :" ... وكشف الله بصري وبصيرتي وخيالي فرأيت بعين البصر ما لايبصر الا به ... ورأيت بعين الخيال ما لايدرك الا به ... ورأيت بعين البصيرة ما لايدرك الا بها .. فصار الأمر مشهودا والحكم المتخل بالتقليد موجودا . فعلمت قدر من أتبعت ... وهو الرسول المبعوث الي محمد صلى الله عليه وسلم . وشاهدت جميع الأنبياء كلهم من آدم الى محمد صلى الله عليه وسلم . وأشهدني الله تعالى المؤمنين بهم كلهم حتى مابقي منهم أحد ممن كان ويكون الى يوم القيامة .. خاصهم و عامهم الا شهدته ..."
ان ابن عربي في كشوفاته وأحلامه يعتبر نفسه وارثا للعلم النبوي فقد رأى أن النبي محمد يطلب من عيسى ان ينصب منبرا " منبر المقام المحمدي " ليرقى فيه أبن عربي لوراثة العلم النبوي ... ولا نريد هنا أن نشكك في بصيرة وكشوفات ابن عربي ولكننا نرى في هذا المثال أن الأحلام ليست بالضرورة تعبر عن رؤيا أو وحي !!!
و قد حدث معي شخصيا أنني رأيت النبي في المنام رغم أنني لم أكن ملتزما دينيا !!! ففي ليلة المولد النبوي من العام 1988 وكنت وقتها مجندا في الحرب العراقية الأيرانية ... ونظرا لقلة الماء فقد كنا لانستحم لفترة طويلة أقصرها أسبوع .. في تلك الليلة نمت وأنا على جنابة (ولم أغتسل ) !!! والمفاجأة كانت هي أنني رأيت النبي محمد في المنام .. ولازال ذلك الحلم في ذاكرتي حتى هذه اللحظة أتذكره بالتفصيل .. فقد رأيت النبي وهو جالس في غرفة من طين وحوله جمع من الناس بحدود العشرين شخصا بملابس بيضاء جالسين على دكة تحيط بالغرفة من ثلاثة جوانب .. أما الجانب الرابع ففيه فتحة الباب وقد وقفت عند الباب أنظر اليهم .. فنظر الي النبي وقال لي : أدخل الغرفة !! قلت له : سأبقى عند الباب ... ثم تغير لون وجه النبي فجأة وحدثت له مايشبه الأغماءة ... فقال الجمع حوله : لقد جاءه الوحي !!! وبعد أن صحى النبي من تلك الأغماءة بدأ يردد كلمات لا أتذكرها حتى بعد أن صحوت من الحلم ... ثم خرج النبي من الغرفة يسير في أرض صحراء مع جمع من الناس وكان يتقدمهم ... وأتذكر ملامحه الآن : شخص متوسط الطول ذو بشرة حنطية ولحية سوداء قصيرة وعمره في منتصف الأربعينات عيونه سوداء مكحلة وملامحه جميلة ... وأنتهى الحلم بهذا المشهد !!!
عند الصباح تحدثت الى بعض زملائي في وحدتي العسكرية عن هذا الحلم وقد شعر أحدهم بعاطفة كبيرة وأنفعال شديد وبدأ يسألني بالتفصيل عن الحلم المرة تلو الأخرى .. وكان هذا الشخص على درجة عالية من التدين وذو نزعة سلفية وقد هنأني على هذه الرؤيا وأعتبرها بشارة خير لي !!.. ثم بدأ يجلب لي بعض الكتب الدينية يحاول من خلالها أقناعي بأن مارأيته هو الرسول حقا !! وأن هذه الرؤيا يتمناها أكثر الناس أيمانا ... علما انني لم أكن أصلي أو أصوم رمضان كما يفعل غالبية زملائي في الوحدة العسكرية !!! ومع ذلك أصر هذا الشخص المتدين أن الرؤيا صحيحة حتى لو كنت مجنبا ودار بيننا نقاش طويل حول صدق مثل هذه الأحلام ...
فقد كنت متشككا في صحة أن تكون رؤياي للرسول في المنام هي في حقيقتها رؤية له حقا ... وكنت غير مقتنع بذلك ... لأسباب عديدة لاداعي لذكرها !!!
قبل معركة الفلوجة الأخيرة والتي سقط فيها مايقارب الستة آلاف قتيل بين أرهابي و بريء.. لعب رجال الدين كعادتهم بعقول الناس ولجأوا الى الأحلام المقدسة لحث المقاتلين على القتال والنصر المبين الذي ينتظرهم ... فكانت الكارثة التي حلت بالفلوجة وأهلها ... فقبل سقوط المدينة بيد القوات الأميركية بدأت الخطابات الدينية تلعلع في مساجد المدينة !!! ونقلا عن أحد المواقع فقد " حث الشيخ عبد المنعم الكبيسي عالم الفلوجة الكبير رجال المقاومة بالمدينة على الصبر والمقاومة حتى يكتب لهم النصر.
وجاء حديث الشيخ الكبيسي بعد صلاة فجرالجمعة في جامع الفردوس بحي النزال الواقع إلى الجنوب من الفلوجة، والذي تحدث خلاله على فضل الجهاد وشرفه، وأثناء ذلك تطرق الشيخ إلى رؤيا قال إنه رآها .
وقال العالم والخطيب المشهور: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عليه عمامة امتدت من رأسه وأحاطت بالفلوجة، فعلمت أن الله عز وجل حافظ الفلوجة وناصر أهلها.
إثر ذلك، كبر جميع الحضور من مجاهدي الفلوجة، ثم هدأت الأصوات، إلا أن الجميع لاحظ استمرار رجل في التكبير لمدة طويلة أثارت استغراب الحضور.
كان الرجل هو الشيخ عبد الله الجنابي رئيس مجلس شورى المجاهدين .
بعد ذلك توقف الجنابي عن التكبير، ثم قال: أين الشاب محمود الدوسري ، فقام أحد الشباب، فقال له رئيس مجلس الشورى: أخبرهم ماذا قلت لي الأسبوع الماضي .
فتحدث محمود الدوسري عن الجهاد بشكل حماسي، مطالبًا ببذل الأنفس في سبيل الله، وقال للحضور: إنكم تشاهدون اليوم ما كنتم ترجونه .
وأوضح الدوسري أنه قبل قدومه إلى العراق بحوالي أسبوع زار المدينة المنورة، وقابل أحد الشيوخ الفضلاء المشهود لهم بالصلاح، والذي حدثه حول رؤيا شاهدها.
ووفقا لما قاله الدوسري أمام رجال المقاومة، قال له الشيخ في المدينة: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام حاسر الرأس، قلت يا رسول الله أين عمامتك؟ فقال صلى الله عليه وسلم قد أحطت بها الفلوجة ...وارتفع التكبير إثر ذلك وسط رجال المقاومة، حتى غلب بعضهم البكاء !!!"
بمثل هذه السذاجة يخاطبون الجهلاء و بمثل هذه الهذيانات دفع اهل الفلوجة ثمنا باهضا بتصديق مثل هذه الاحلام الخرافية التي اعتاد على اشاعتها مشايخ المسلمين ليلعبوا بعقول الشباب العربي و يدفعونه الى الانتحار بدعوى الجهاد!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah