الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألنصرُ دوماً للعقل

محمد صادق

2012 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هُناك نادي وَحيد في الكُرةِ الارضّيةِ يَملِكُ أعضاؤهُ السلاح النووي , وأعضاؤهُ على عَددِ أصابع اليد , رُبَما أقلْ , لكن ألمُفرِح إنّهُ لِحَد ألآن لا يوجد أيةُ دولة مؤمنة تنتمي لهذا النادي المتحضر المحافظ على السلم العالمي , لأنّهُ لَمْ يَبق سِلاح متوفر لدى المؤمنين لم يستخدموه ضد بعضهم الاخر , المحرمة والغير المحرمة , فالمؤمنون يقتلون بعضهم الآخر حتى في الشهر الحرام , لمْ أسمَعْ قَطْ أنْ إستَخدَمَ المؤمنون الاسلحة ضد أعدائِهم بجدية, إلاّ بالحيلة ونقض العهود , فلايُمكِنُ ابداً لنا نحن المؤمنين كما ندّعي أنْ نَنتَصِرَ على أعدائِنا بِسلاح هم يصنعوه ويجهزوننا ويبيعونه لنا , ولاتكافُؤ في حربٍ بين العقول الناشطة والاجساد الميتة , هُم يستخدمون العقل , ونحن نستخدم اشلاء الجسد المُعَذّب في محاربتهم , هم جَيَّشوا عُقولَهم الفردية لِمُقارَعةِ العقل الجمعي لأفكارِنا ألمُدَمِّرَةِ للحياة , هُم إختاروا وفَضّلوا الحياة على الموت , ونحن إختَرنا العكس , إختَرنا وَفَضّلنا الموت على الحياة , ولك أنْ تَتَصَوَرْ نتائج حربٍ بين الاحياء والاموات ؟ هم يتجهون للحرب والموسيقى والفن والابداع والاختراع يُرافِقَهُم , ونحن نتجه للحرب والقَبَرُ اقرب من وريدنا والحورية تَرقُصُ على رمش عيوننا ؟ والموت أغلى أهدافنا, نَحنُ سَبَبَ إبْداعِهِم , نحنُ سَبَبَ تَطّورِهِمْ , نَحنُ البقرة الحلوب لتغذية حضارتهم , جَهلُنا وَاُمِيَتُنا وإصرارنا على جَهلِنا سَبَبُ تَقَدُّمِهِم وَتَطَّورِهِم وَإنسانيتهم , نحن نَنْطَحُ رُؤوسِنا الخاوية بِجبالِ عَزيمَتِهم القوية , هي حرب الجهلِ مع أصحابِ العلمِ , حَربُ المَرضى مع الاصحاءِ , حَربُ المجانين مع مُدراءِ المَصَّحَةِ , حَربُ مجانينَ يَمتَلِكونَ أعتى مبيدات العقول , مع أصحابِ العقول الحية والنيرة , والمبدعة والخلاقة , هي حرب الدعاة المنافقين الذين يصرخون من اعلى المنابر مع علماء المختبر الهادئون الصادقون مع انفسهم والشرفاء بعقولهم , المنهمكون في علمهم , حرب بين اسفل الانسان وبين رأسه , حرب بين الخيال والواقع , حرب بين السماء والارض , حرب بين ثقافة مصدرها واحد , وبين ثقافات مصادرها متعددة , حرب بين نصوص ثابتة لكل الازمنة وبين نظريات متغيرة وتجارب مخبرية واكتشافات مذهلة , انتصارات مزيفة وهمية بالجملة لنا , وانتصار واحد حقيقي وثابت للعقل لهم .
مَنْ هُوَ الإستعمارُ الحقيقي ؟ نَحنُ ؟ أمْ هُمْ ؟ الذي يحتل العقول هو الاستعمار الحقيقي , وهو الاستجهال , وهو المدمر للحياة , المدمر للانسانية , المدمر للاخوًة , المدمر للبراءة , المدمر وساجن العقول , من غير المعقول والمنطقي ان يكون لنا اعداءا من البشر , لماذا لنا دوماّ أعداء من البشر؟ من غير المعقول ان تجري دماء البشر انهارا بسب اختلاف افكارنا , بسب صراخنا يوميا من أعلى البنايات ولو لا الانسان لما كانت تلك الافكار المختلفة , الاستعمار الحقيقي هو من يفرض الاخلاق علينا ويُعَلِّمَنا التربية , الاستعمار الحقيقي هو الذي يتعامل مع الانسان دوما كأنّهُ مازالَ طِفلاً مُراهِقاً بَهيماً ويحتاج الى نصائح المرشدين طوال حياته, المستعمر لنا هو الذي دوما يصرخ فينا ويستهزء عِيوبَنا , المستعمر لنا هو الذي لازال يجتمع بنا اسبوعيا كل مرة لكي يعطينا التوجيهات التأريخية المكررة ويغسل عقولنا, المستعمر لنا , هو الذي اختطف عقولنا لاكثر من الف سنة , ولا نيّةَ لَهُ بِفَكِّ أسْرِ عُقولِنا المُغتَصَبَةِ , المستعمر لنا والمغتصب لعقولنا هو الذي يهددنا دوما بالسماء والفضاء وهول باطن الأرض.
لنعمل جاهدين متكاتفين نحن البشر من اجل تحرير ارضنا من المتربصين لنا في السماء وعملائهم ووكلائهم, ومن ثم نَنشُدُ الحل بيننا نحن البشر , عندما يغيب الاستعمار الفضائي انا متأكد اننا سنتفاهم وسنتحابب اكئر في الأرض والمآسي ستنتهي , والعقل سيكون الفيصل بيننا , ويا مَحلى العقل اذا اصبح حُرّا .
كل القنابل النووية التي في الارض لاتساوي رصاصة سماوية واحدة , وكل الاسلحة النووية للارض لايمكنها انهاء العقل والقضاء عليه , سَتَقتلُ بَشراً كثيرا , لكنها لا تستطيع احتلال العقل ابداً , الاسلحة النووية تستطيع ان تُدَمِر جزءاً من البشر , وجزءا من الارض , لكن الاسلحة السماوية النووية اكثر فَتكاً وَهدماً وإنهاءاً للعقل , ما هو مصيرنا نحن البشر اذا بقينا كلنا نعيش دون عقول ؟ السماء هي سبب كُرهِ بعضنا لبعض , وهي مأساة الانسانية , وهي مصدر الدكتاتورية والفساد وكل انواع الحروب والتعذيب وتفضيل الذكر على الانثى . تعليمات السماء هي التي قَسّمتنا الى مسلمين , ومسيحيين , ويهود , ويزيديين , وكفاراً , وملحدين ,رغم اننا جميعاً بشر , لنا نفس العيون , والأيادي والأرجل , اتمنى ان تعود علينا ايام وزمن الاربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي , لانه كان زمنا رومانسيا حيث كان يعيش المسلم والمسيحي واليهودي تحت سقف واحد كلٌ يخدم الآخر حسب طاقته ومؤهلاته , ولم يكن الدعاة والأئِمًة بهذه القسوة المفرطة ضد الانسان وعقله . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج