الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألنخيل في ألتراث ألعربي

علاء دهلة قمر

2012 / 4 / 9
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


شَربنا ماء دجلة خيرَ ماء
وزِرنا أشرف ألشجر ألنخيلا
هكذا قال ألفيلسوف ألشاعر ألمعري وألذي سمى ألنخيل أشرف ألشجر .. والشعراء اعتيادياً يكونون مرآة تعكس ماتحس به مجموعة من ألبشر من قيم ومفاهيم .. وفي ألتراث ألعربي أُثير جدل حول صلة ألعربي بأداته أللسانية وقد كان ألوعاء أللغوي ومايزال ألملاذ ألأكثر فاعلية لتلمس ألفرائد وألمميزات ألحضرية عندها فاللغة العربية أعطت إسماً واحداً لأشجار ألرمان وثمرة ألرمان وشجرة ألزيتون وثمر ألزيتون ، وقد يكون العرب منذ بدايات تكوين اللغة قد اسموا ثمار واشجار النخيل بأسم واحدٍ مثل بقية ألأشجار .. إلا ان اهمية هذه الشجرة في حياة العرب فرضت اعطاء اسم للشجرة يختلف عن اسم ثمرها فاصبحت النخلة والتمرة هما تسميتان منفصلتان اختصت بهما النخلة وثمارها من دون بقية الاشجار وثمارها.
ولا يعرف بالضبط متى عرفت النخلة لأول مرة ، ولكن من المتفق عليه انها اقدم شجرة عرفتها ألأرض ويقول ألمؤرخون ان النخلة قديمة قدم الانسان وانها كانت موجودة منذ عصر ابينا آدم مبارك اسمه وهم يقولون انه عندما هبط الى ألأرض نزل الى اطراف دجلة والفرات .
ويكاد يجمع الباحثون النباتيون على ان النخل هو من صنع تربة العراق وحدها دون سواها وهو النبات العراقي القديم الذي تحدثت عنه ألأجيال وذكرتهُ التواريخ القديمة وسار مع الدهر جنبا الى جنب ...فهو يعتبر النبات الأزلي الذي نما وخاصة في المناطق الصحراوية نتيجة لنضال ألأنسان الصحراوي في سبيل البقاء ..ذلك الانسان الذي كان بحاجة لمادة غذائية وحيثما توفر الماء وهو العامل المحدد للنشاط الزراعي في الصحراء حاول الانسان جهده لأنشاء مزارع النخيل .
وان مايلاحظ حالياً في الصحراء من مزارع النخيل يمكن اعتبارها ميراث تلك الفترة من الزمان حيث اعتمد ألأنسان الصحراوي في تلك ألأزمنة غير البعيدة على النخلة التي جهزته بالغذاء (التمور) وبعلف لماشيته (نوى التمر والسعيفات) ومواد لبناء مأوى له ولعائلته ومواد لتدفئته (الجذوع والسعف) وكانت النخلة بالنسبة للانسان الصحراوي هي شجرة الحياة وبالمقابل فأن الانسان في الصحراء لم يأل جهداً للإهتمام بهذه الشجرة وذلك بغية استمرار حياته.
ولكون النخلة الشجرة المباركة دون سواها بين ألأشجار فقد فضلها الله تبارك وتعالى فقد جاء ذكرها في ألكُتب السماوية وفي ألأديان جميعاً .
ومن طريف مايروى عن اليهود ان لفظة (تامارا) العبرية تعني النخل والتمر معاً ، وانهم لاحظوا اعتدال جذع النخلة وقوامها المديد السامق وخيرها الكثير الوافر فاطلقوا اسمها (تامارا) على بناتهم رمزاً لجمالهن وتيمناً بخصوبتهن الاكيدة في (المال والبنين) . وقد خصصت شريعة حمورابي المادتين الرابعة والستين والخامسة والستين منها بتلقيح النخيل .. وقال الكاتب كمال الدين القاهري صاحب كتاب (حياة الانسان والحيوان) يصف النخلة (تشبه النخلة الانسان ..فالنخلة ذات جذع منتصب ومنها الذكر والانثى ، وانها لاتثمر إلأ إذا لقحت واذا قطع رأسها ماتت واذا تعرض قلبها لصدمة قوية هلكت واذا قطع سعفها لا تستطيع تعويضه من محله كما لا يستطيع ألأنسان تعويض مفاصله ، والنخلة مغشاة بالليف الشبيه بشعر جسم الانسان ،،،فهل لا تكون هذه الصفات شبيه بصفات البشر!!!!!).
ولم تكن كتب الادب والشعر بأقل تحدثاً أو تطرقاً للنخيل فقد تغنى بها الكثير من الشعراء فقد قال أحدهم ..
ألم ترَ ان الله قال لمريم
وهزي اليك الجذع يساقط الرطب
وقال أبو نؤاس الحسن بن هاني ..
لنا خمر وليس بخمر نخل
ولكن من نتاج الباسقات
كرائم في السماء زهين طولاً
ففات ثمارها ايدي الجناة
قلائص في الرؤوس لها فروع
تدر على اكف الحالبات
وجاء في (تاريخ العمراني) مانصهُ ... فلما صار الخليفة (هارون الرشيد) الى حلوان مرض ووصف له الطبيب (ألجمار) وكان على باب حلوان نخلتان متقاربتان فأمرَ بقطعهما واكل جمارها ، فدخلت اليه في ذلك اليوم جارية مغنية كان قد اصطحبها معه فأمرها بالغناء فغنت ..
اسعداني يانخلتي حلوان
وابكيا لي من صروف هذا الزمان
واعلما ما بقيتما ان نحساً
سوف يأتيكما فتفترقان
فقال الرشيد إنا لله وإنا إليه راجعون ..انا والله كنت النحس فتطير من ذلك وما زال يردد البيتين الى ان وصل الى خراسان فاشتدت علتهُ .
وذكرت السيدة ليدي دراور في كتابها (في بلاد الرافدين صور وخواطر)حكاية تعود روايتها الى ماقبل ميلاد السيد المسيح فقد سُئل احد العراقيين القدماء ماهي اثمار بلادكم ؟ أجاب التمر .. ثم ماذا ؟ فاجاب التمر ايضاً فلما استغرب السائل من هذا الجواب قال العراقي:
اننا نستفيد من النخل فوائد عديدة فنحن نستظلُ بهِ من وهج الشمس ونأكل ثمرته ونعلف ماشيتنا بنواته ونعلن عن افراحنا بسعفهِ ونتخذ من عصارته عسلاً وخمراً ونصنع من جريده وخوصه ألأواني والحصران وغيرها من ألآثاث ونصنع من جذعه خشبا لسقوفنا واعمدة لبيوتنا ووقوداً لطبخنا .
ترى بعد الذي ذكرناه هل يحق لنا ان نطرح سؤلاًعلى المسؤلين في عراق الديمقراطية الجديد وكل من يهمه امر هذة الشجرة العظيمة وهو (هل نسمح لمثل هذه ألشجرة بألأنقراض ؟).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألنخيل في ألتراث ألعربي
[email protected] ( 2012 / 4 / 9 - 18:14 )
للنخلة قدسية وذكرت في كل الاديان وذكرها النبي محمد (ص بحديث اكرمو عماتكم النخيل وتغنى بها الشعراء وثمر النخيل (التمور)توموطنها الاصلي العراق وتم نقل اشجار النخيل الى جمهورية مصر ابان حكم عبد الجمال ناصر وكذلك نقلت الى دولة الامارات العربية وله نشا كبير في هذا المجال من انتاج انواع من التمور واقامة المعارض الدولية وطرق التصنيع والتغليف والتسويق ولكن اجود انواع التمور هي التمور العراقية مثل البرحي والشويثي والخضراوي والاستعمران وقد سجلت عشرة اصناف دولية من حيث الطعم والقيمه الغذائية وهناك اكثر من 400 صنف يزرع في العراق لكن لاهتمام ضعيف في هذه الشجرة وان شحة المياه وعدم وجود سوق مباشرة وضمن تقنيات حديثة سببت الى تدهور تنميتها وتطويرها بالاضافة الى ملوحة بعض الترب العراقية التي سبب في هلاكها قسم كبير بالاضافة الى الحروب التي اجتاحت العراق التي ادت الى قلع وحرق الكثير وخاصة في محافظة البصرة كما لاتوجد دراسات فعلية حول القيمة الغذائية والدوائية والبيئية لاشجار النخيل تعبر غذاء متكامل لما يحويه من عناصر غذائية وهناك استخدامات كثيرة لباقي النخلةموضوع جيد وشيق باعتبار النخلة العنب هوي

اخر الافلام

.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي


.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا




.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات


.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة




.. بعد استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية.. توقعات ببداية س