الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متلازمة مسلمهولم

أحمد عفيفى

2012 / 4 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



المسلمون، ربما دون وعى منهم، يقعون تحت تأثير متلازمة ستوكهولم، ومتلازمة ستوكهولم لمن لا يعرفها، هى ببساطة، تعاطف المجنى عليه مع الجانى، كأن يخطف احدهم رهينة ثم يعفو عنها، فتمتن تلك الرهينة للجانى لأنه أبقى على حياتها ولم يقتلها، وربما تدافع عنه أيضا عند محاكمته.

وهو ما يحدث تماما للمسلمين، فهم يدافعون بكل ضراوة وشراسة، وأحيانا بكل إيمان، عن هذا الوباء الذى لم يفلح فى شيء سوى فى مزيد من الكبت والقهر والتخلف لهم، الكبت الجنسى والقهر السياسى والتخلف الحضارى.

فعلى مدار تاريخهم، كان يجب إن يحكمهم رجل من آل البيت، ضاربين بعرض الحائط كل دعاوى الدين الحنيف بالتسامح والمساواة وإن أكرمكم عند الله اتقاكم وليس أقربكم من آل البيت، وأنكم سواسية كأسنان المشط، وكل ذلك الهراء المقدس الذى لم يطبق حرف منه على ارض الحقيقة.

حتى على مستوى العالم الافتراضى، الانترنت، فهم يصرون على مزاحمة وإزعاج اليساريين والليبراليين والعلمانيين واللادينيين والملحدين، بدس أنوفهم فى مواقعهم ومقالاتهم، رغم أن هؤلاء الأوائل يكتبون بعيدا عنهم وعن لغطهم ولججهم فى مواقع خاصة بهم، إلا أنه يبدو أن التطفل والتنطع آفة إسلامية.

فأنت تتخير موقع كموقع الحوار المتمدن لتكتب به ما يجول بخاطرك وتعبر فيه عن آراءك وقناعاتك بعيدا عن محافلهم السنية وعقولهم الصدئة التي دفنت مع نبيهم منذ 1400 عام إلا أنهم لا يفتئون يزاحمونك نفس المكان بكل سماجة ولجاجة المتطفلين غير المرغوب عليهم.

وهم هنا مثالا حيا على تلك المتلازمة، متلازمة ستوكهولم، أو فى حالتهم تلك متلازمة مسلهولم، فأنت تنتقد دينهم ومعتقداتهم وتفندها وأحيانا تسخر من رسولهم وإلههم والأولى بهم إن يتجنبوا كل ذلك الأذى واللغط ويعرضوا عنه ويتركوك لحالك أو يتركوا حسابك على الله طالما هم مؤمنون بالله وبحسابه.

الا انه يبدو إن هناك متعة خفية فى تلقى كل ذلك الركل والصفع والسب لهم ولرجلهم الميت، تلك المتعة التي يستشعرها المازوشيون أو المازوخيون ممن يستمتعوا بتعذيب انفسهم بقراءة سبهم وسب رسولهم وإلههم أو بقراءة نقد دينهم ومعتقداتهم البالية التي لا تقنع دابة ورغم ذلك تقنعهم أو تستحوذ عليهم بهراءها المقدس الخالى من المنطق والحكمة والعقل.

وذريعتهم فى تقبل ذلك الهراء والإيمان به، هو انه منزل من الله على كهل يعشق الزواج من القاصرات والأسيرات والمطلقات، وكل هراءه المقنع أخذه عن ورقة ابن نوفل النصرانى ابن عم زوجه وعراب زواجهما، ومن سلمان الفارسى المجوسى المسيحى ومن أحبار اليهود وأخبار الأولين، وليس من سماء صماء لا يقطن بها حتى كائنات افتراضية!

كل الشواهد تدل على إن الله لا يميز المسلمون بل ويبتليهم بفقر وفساد وغباء يجعل من أممهم فى ذيل قائمة الدول الإنسانية، ويدفع بالكفار والمشركين به الى مصاف الدول المتحضرة التي تحترم العقل وتحترم الحياة وتحترم الإنسان بل وتعمل من اجل خير تلك الحياة ورغد ذلك الانسان، وليس إلهائه بجنات وحياة اخرى وجهاد وتفجير وكراهية للناس والحياة.

الاسلام اكبر مقبرة جماعية عرفها التاريخ، وكل المسلمون مدفونون فى قبر رجل مات منذ 1400 عام، ومن يحيا منهم يستن بسنته التي لا عقل لها ولا حكمة من ورائها، فلا فطرة فى حف الشارب ولا حكمة فى تقصير الثوب ولا عقل فى مخالفة النصارى أو المشركين بإعفاء اللحى فكل رجال الدين النصارى بلحى وكل المشركين قديما كانت لهم لحى.

المسلمون لا يفتئون يطلبون من الله إن يغفر لهم ذنوبهم، حتى أولئك الطيبون الذين لا ذنوب لهم، وكأنهم بقرارة نفسهم لا يأمنون مكر الجانى أو الله أو امكر الماكرين على حد قول الله واصفا نفسه، ولا أدرى كيف يكون الله ماكرا، ولن اقبل اى تفسير مخرف يصف المكر بالدهاء أو الذكاء، فالمكر مكر، خبث وضعة ، ولا يجوز بحال إطلاقه على الله.

المسلمون خائفون وهالكون وتائبون على الدوام، وكأن الله سجان أو طاغية ويجب عليهم دائما الدعاء له وطلب العفو والمغفرة منه والطواف حول ناصيته حتى يعفو ويرضى، وكأنه لا يرضى سوى بدموعهم والمهم وبكائهم ودعائهم وحسرتهم وندمهم، اى اله هذا الذى يضع عباده تحت هذا الضغط النفسى طوال الوقت وطوال حياتهم، الا فى حال انطبق عليهم لفظ عبيد بدل من عباد، وهو بذلك لا فرق بينه وبين الطواغيت بل ويتساوى مع فرعون وكسرى وقيصر وكل الجبابرة والطغاة، ممن ترجا رحمتهم اتقاء لشرهم.

المسلمون محنطون فى توابيت كحفريات الديناصورات والماموث فى متاحف التاريخ الطبيعي، حتى ينفذ الله أمرا كان مفعولا، فلا إرادة لهم ولا رغبة فى الإرادة، طالما الإرادة الإلهية موجودة وحكيمة ومتحكمة ومتسلطة، وكفاهم عبئا وعزا أن تفنى إرادتهم فى إرادة الله، الكلى القدرة الكلى المعرفة، وأن يلقوا عن كاهلهم تلك المسئولية والأمانة الثقيلة والمزعجة، ولا عزاء لعقولهم ورغباتهم وإرادتهم الحرة.

المسلمون يتعاملون مع ذلك الرجل الميت ومع الله تماما كما يتعامل المجنى عليه مع الجانى، فدنيتهم فانية وحياتهم كلها عبارة عن ابتلاء ودار فرار وليست دار قرار، والويل كل الويل لمن فكر وقدر فقتل كيف قدر! وكفى بهم أن الله وهب لهم الإسلام وأن رجلهم الميت تركهم على المحجة البيضاء التي لا يعرف نصفهم ماذا تعنى تلك المحجة؟

ايها المسلمون، انتم تنزلون بالله من عليائه عندما تعترضوا وتتعرضوا لمقالاتنا، انتم تسخفون من رجلكم الميت عندما تنصروه وتناصروه على المذبح الخطأ، وتدفعوا بنا دفعا، وتعطوا لنا الذريعة لنكتب وننتقد ونسخر، فقط لأنكم تأتون وتجادلون وتستفزون وتغالطون.

ربما لو كنت مكانكم، لتركت الله فى عليائه، ينتظر ليقتص، ولم أزعج نفسى بمجادلات ومهاترات مع غير المؤمنين به، ربما تركت رجلكم الميت يرقد بسلام فى قبره بدلا من التمتع بالتمثيل بسيرته.

ربما لو تركتمونا نكتب ونتشدق ولم تعيرونا من وقتكم الثمين واهتمامكم المفرط، لفترت همتنا وذهب حماسنا، ولكنكم دون إن تدرون ودون وعى منكم وربما بوعى وقودنا لتلك المقالات وتلك الاستفزازات التي تنال من معتقداتكم ورجلكم والهكم.

رجاءا، تخلصوا من متلازمتكم وترفقوا قليلا برجلكم والهكم، فالله خير حافظا إن كنتم حقا تؤمنون وتفقهون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المسلمون خائفون وهالكون
‎هانى شاكر ( 2012 / 4 / 10 - 06:14 )
المسلمون خائفون وهالكون من أى شيئ و كل شيئ

أخطر قضية تواجه مصر الآن، والتى يجب على كل الشباب والشيوخ المصريين والعرب والمسلمين جميعاً الانتباه إلى أهميتها فى المرحلة القادمة، القضية التى كان يناقشها الشيخ المبجل محمد حسين يعقوب على شاشة برنامج ألداخلين إلى ألجنه : هى قضية التبول واقفاً!!

نبه الشيخ يعقوب إلى خطورة هذا الوضع الرهيب أثناء عملية التبول، وحذرنا من أن هذا الفعل المشين سيؤدى بك إلى عذاب القبر وما أدراك بالثعبان الأقرع الذى سيفتك بك لقاء هذه الوقفة التبولية المرحاضية القذرة التى تتعدى بها على حدود الدين والمعلوم منه بالضرورة

وأكد أن النبى، عليه الصلاة والسلام، لم يتبول واقفاً إلا مرة واحدة وكان مضطراً لأن المكان - على حسب تعبير شيخنا - كان «مزبلة»، وأثبت أن الحلال هو فى التبول جلوساً لا وقوفاً


2 - لا حياة لمن تنادي
سناء نعيم ( 2012 / 4 / 10 - 08:25 )
إنك تسمع لوناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي.
الخرافات التي يتبجح بها المسلمون ويتباهون بألوهية مصدرها هي اليوم تترنح تحت ضربات العلم الذي كشف تهافتها رغم محاولاتهم اليائسة بكذبة الإعجاز العلمي التي اختلقوها تعويضا عن عقدة النقص المبتلين بها.لكن الحبل الكذب قصير مهما طال وستنفضح كل إدعاءاتهم وأكاذيبهم مهما طال الزمن.


3 - فوائد
حمورابي سعيد ( 2012 / 4 / 10 - 08:33 )
اخي هاني..بعد اذن الاخ احمد..الا تعلم ان التبول جلوسا فيه حكمة وفائدة او فوائد عدة ..منها عدم سقوط البول على الارجل وكذلك رش اكبر مساحة من الارض لغرض التسميد .تحياتي لكما.


4 - مقال رائع
Faiz Polus ( 2012 / 4 / 10 - 09:28 )
كل يوم تتحفنا بمقال رائع وتشخيصا واقعيا لمرض ابتليت به شعوب كان لها ارقى الحضارات يوما ما الى ان احتلت من قبل العربان الاجلاف وتوقف العطاء وليومنا هذا لا مجال للتفكير والفرح والحب فقط صلي على محمد واله وصحبه الفاسقين٠مزيدا من العطاء اتمناه لك وحبا وفرحا وزهورا تنغمر حياتك٠


5 - متلازمة اخرى
نور الحرية ( 2012 / 4 / 10 - 11:48 )
وهذا ما يفسر باعتقادي متلازمة اخرى وهي الدكتاتورية والاسلام فاين ما وجدت الاسلام حتما ستجد الدكتاتورية والقهر والتخلف سبحان العقل العظيم


6 - عزيزى حمورابى
‎هانى شاكر ( 2012 / 4 / 11 - 02:41 )

بعد إذن أستاذنا أحمد

فلنتبول سيدى أنا أو أنت أو جمع رجال ألمسلمين ... أو حتى نصف ألبشرية واقفين .. أو قاعدين .. أو حتى نائمين ... هل سيحل هذا مشاكل ألتخلف وألقهر وألفقر وألدعارة ألمقننة فى كل إمارات ألمسلمين؟

مساجين أمير ألمؤمنين فى بلدى وفى بَلَدَك ياعزيزى يبولون .. مُعَلَقين ... !

تحياتى


7 - استحياء الشيوخ من امكر الماكرين
حكيم العارف ( 2012 / 4 / 11 - 05:42 )
استاذ احمد يقول :
المسلمون لا يفتئون يطلبون من الله إن يغفر لهم ذنوبهم، حتى أولئك الطيبون الذين لا ذنوب لهم، وكأنهم بقرارة نفسهم لا يأمنون مكر الجانى أو الله أو امكر الماكرين على حد قول الله واصفا نفسه،
-----------
كلام صحيح 100%

هذا يظهر فى استحياء الشيوخ فى وضعها ضمن صفات الله ال 100 ... ولايستطيع المسلم ان يضع صفة المكار بينهم ... على الرغم انها صفه واضحه جدا فى القران


8 - اسلاموفوبيا
عبدالله اغونان ( 2012 / 4 / 11 - 05:42 )
صحيح ان الاسلام يبعث الرعب في قلوب خصومه في القران الكريم واعدوا لهم ماستطعتم والقصد ارهاب العدو المعتدي وفي الحديث نصرت بالرعب
الخوف من الاسلام ظاهر سياسيا من زمن الدعوة والفتوحات الى الان حيث يفوز الاسلاميون اجتماعيا وسياسيا في كل الانتخابات الدمقراطية كمقياس للتعاطف والمصداقية والنماذج الراهنة منتونس والمغرب وليبيا ومصر تثير الخصوم في الداخل والخارج
فكريا منذ ناقش القران المشركين واهل الكتاب وقيام فرق اسلامية للتصدي للزنادقة والخارجين الى ابن تيمية والامام الغزالي الذان يعدان مكتبة في الرد بمنطق قوي على خصوم الاسلام من الملحدين والمتفلسفين تلامذة اليونان
رغبة البعض في ارسال القول واحتكاره دون رد او تعقيب هو في الحقيقة خوف يحتاج الى تحليل نفسية الخوف من الحقيقة والراي الاخر واستبطان لدكتاتورية غير مبررة
ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين


9 - لن نصفق لك
حامد يوسف ( 2012 / 4 / 11 - 12:11 )
استغرب من ان يدعوا كاتب القراء(المسلمين) عبر الفضاء الالكتروني من مقاطعة كتاباته باعتبار انها (تشتمهم وتحط من قدر الههم ورسولهم ) وهذا اعتراف لا اخلاقي بحد ذاته بان كتاباتك ما هي الا شتم وتحقير وردح ..والغريب ايضا ان الكاتب لا يعي ماهية والية التحاور عبر هذا الفضاء..مجرد وجود خيار على الموقع يسمح لي بالرد عليك فهو من حقي ,الاولى بك ان تكتب ولا تصغي لمن يردون او تكتب في مواقع يكون الرد فيها ممنوعا ..او تكتب بين اربع جدران وتلقي باوراقك في سلة المهملات حتى تكون نجواك العدمية اكثر روحانية ..او ان تجعلوها اشعارا بين اروقة محافلكم الشيطانية..ردودي عليك او غيرك ليست مرضا بل هو حق انت تنكره وحق لان كل شئ عندي قابل للتحليل حتى نفسيتك وكتاباتك ..مقالاتك المتتالية تشعرني بحالة الانهزام لديك لانك ظننت ان بقلمك السليط ستجعل من كتاباتك سحرا يفتن صدورنا ونصفق لك ممجدين ..وعندما ترى ان هناك نقدا ممن تنتقدهم تكون الكارثة بوصف من يقرأ وينتقد بالمرضى والمتخلفين ..الية الاقصاء انت تثبتها بانها طبيعة بشرية وليست منهجا ترتبط بفكر او دين ..


10 - بعد الاذن..استاذ احمد عفيفي..السيد حامد يوسف
سلام صادق ( 2012 / 4 / 12 - 00:10 )
السيد حامد يوسف ان اعتراض الاستاذ احمد عفيفي على تعليقات بعض المتاسلمين ليس لانهم مسلمين وانما بسبب سخافة تعليقاتهم(وبشكل متكرر) التي تحتوي على كل انواع الكذب والتدليس والتي تنافي الحاضر والتاريخ كأن يقول المعلق...ان محمد اشرف خلق اللة....وانه على خلق عظيم...مع العلم ان كل المؤشرات التاريخيه تشير عكس ذلك...وبالنتيجه هذا المعلق سيحتاج الى رد من قبل الكاتب ...رغم ان الكاتب قد رد ووضح وجهة نظره واعتقاده بمحمد في عدة مقالات وبأدله وبراهين من امهات الكتب الاسلاميه..ولكن المعلق المتاسلم يكرر نفس الكلمات مع التقديم والتاخير بالكلمات ليس الا..في محاوله منه وبسبب عجزه عن الرد المنطقي الى تشتيت الفكره الرئيسيه من المقاله..فلا تحاول ان تصطاد في الماء العكر.....تحياتي

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah