الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلام الغدر

أحمد عبد العزيز

2012 / 4 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عندما تدق ساعات الحقيقة وتنكشف الوجوه، وتسقط جميع الأقنعة، فلا خداع اليوم ولا كذب، تبدو الحقيقة ساطعة، لم يكن الغدر ليقوى على الاستمرار لفترة أطول من تلك التي قضاها منبسطاً على مضجع حسن النوايا.

موقف مؤلم لا راد له، لكنه حقيقة لا مراء فيها؛ عندما تذهب البراءة المصطنعة لتبدو شيطاناً مريدا، لا عمل له سوى العربدة وأخذ الإتاوات، فيمر بهذا وذاك ليسرق منهم أجمل اللحظات، ثم يتركهم في أوج تلك اللحظات، ويذهب ويكأنه محق، سيجد الكثير من المبررات التي تريح ضميره، لكنها في الواقع ليست مبررات، ليست سوى خداعاً للنفس.

لطالما ارتبط الغدر بالخداع، أما الكذب فهو الضلع الثالث لهذا المثلث اللعين، ولقد شرب كثير من تلك الكأس، لكنها كأس لا تسكر، قد تذهب العقل في بدايتها، لكنها في آخرها تفيق شاربها، تريه ما لم يكن ليراه من ذي قبل.

هناك العديد ممن يمارسون طقوس الغدر والخداع والكذب، هم قد خلقوا لذلك، فدورهم هو ابتلاء البرية، فينتقلون من إنسان لآخر ليمارسوا الدور نفسه، لا يملون ولا يضجرون، فقط يفرحون بآلام الآخرين، ويسعدون بنجاح الخطة، يلعبون أسوأ الأدوار ببراعة يحدسون عليها، لكنهم ميسرون لما خلقوا له، لن يعطوا أكثر من هذا، كما أنهم لن يقصِّروا في أداء واجبهم نحو مزيد من نشر الخداع.

مجموعة من الأشواك يمكن تلافيها للاستمتاع بدورة الحياة التي لا مراء بأنهم جزء من تكوينها –كمصاعب- علينا مواجهتها وتجنبها إن شئنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: ما مدى تأثير تخفيض التصنيف الائتماني على حياة المواطن


.. زيلينسكي ينتظر من القمة الدولية للسلام بسويسرا نهاية الحرب و




.. بايدن: الجنود الأمريكيون المشاركون في إنزال النورماندي قاموا


.. بايدن يلتقي زيلينسكي ويعلن منحه حزمة مساعدات تفوق المئتي ملي




.. السودان: مقتل 40 شخصا على الأقل جراء قصف مدفعي في أم درمان ق