الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع : المتهم دائما

سلمان مجيد

2012 / 4 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نسمع ونقرأ دائمأ بأن المجتمع هو المسؤول عن كل جانب سلبي في الحياة ، فهو المتخلف وهو الجاهل وهو وراء كل سيئة وحالة سلبية بعيشها الافراد والجماعات الذين يعيشون في ظل بيئة ( طبيعية ) او سكانية موحدة ، وقد تكون تلك الحالة معاناة اقتصادية او اجتماعية او سياسية او ثقافية وحتى فكرية ، فأذا كانت المشكلة انتشار الفقر في المجتمع ، بالرغم من امتلاكه الثروات الطبيعية و الاقتصادية ، قلنا ان المجتمع هو السبب في ذلك ، لتكاسل افراده عن العمل وتخلفهم العلمي ، وان كانت المشكلات ( اجتماعية ) كاشاعة
العادات والتقاليد القديمة البالية التي لا تتوافق مع متطلبات النمو الطبيعي للحياة الفكرية للانسان ، مما قد يظهرعلى شكل ( الطلاق ، السرقة ، جنوح الاحداث ، الانحرافات الاخلاقية ، الثأر ، الايمان بالخرافات .....) قلنا ان المجتمع هو المسؤول عن كل ذلك ،او ان تكون مشكلات سياسية قد تتمثل ( بالصراعات السياسية والحزبية او ظهور الدكتاتورية في الحكم او الفساد الحكومي من الوساطة و اختلاس اموال الدولة او عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ..... ) قلنا ان السبب هو المجتمع ، اذن حسب
رأي كثير من الكتاب والمفكرين وحتى الناس العاديين ان سبب كل سيئة او ناحية سلبية يعاني منها مجتمع ما فان المسؤول هو المجتمع نفسه ، والصحيح يجب ان نعرف من هو المجتمع حتى نتهمه بكل هذه التهم .
حسب ابسط تشخيص للمجتمع هو : ان المجتمع لا يتجسد فقط من خلال ( افراده ) بل من خلال ما يطلق عليه ( المؤسسات الاجتماعية ) المتمثلة بالمؤسسات السياسية ( كالدولة التي تمتلك السلطة و الاحزاب و السياسية ..... ) ، و المؤسسات الاقتصادية ( كأدارة الثروة الطبيعية و البشرية .....) و المؤسسات الثقافية ( كوسائل التعليم من مدارس وجامعات و ادب وفن ..... ) و المؤسسات الدينية ( كالجامع والكنيسة وطقوس العبادة ..... ) و المؤسسات العسكرية ( كالجيش و قوى الامن الداخلي ..... ) و اهم من كل تلك المؤسسات الاجتماعية هي مؤسسة الاسرة و التي تتمثل ب : ( الابوة ، الامومة ، البنوة ، الروابط القرابية الاخرى ..... ) اذن هذا هو المجتمع ، و اذا اردنا ان نعرف كيف تتمكن هذه المؤسسات ان تقوم باداء ادوارها الاجتماعية لابد ان نعرف من اين تستمد كل مؤسسة من هذه المؤسسات سلطتها لكي تتمكن من اداء ادوارها ، هل مرجعية هذه السلطات واحدة ،
ام ان كل مؤسسة لها مرجعيتها الخاصة ؟ اذا ما عرفنا ذلك يحق لناعنده اتهام المجتمع ككل عن المشكلات و المساوئ التي يتعرض لها افراد المجتمع او ان نتهم مؤسسة واحدة عن تلك المشاكل و المساوئ ، وعندها سيكون المجتمع هو الضحية ، نتيجة لتسلط مؤسسة معينة من تلك المؤسسات الانفة الذكر، عند ذلك سنتوصل الى الفئة التي
تتحكم بالمجتمع وتوجهه الوجهة التي تخدم مصالحها الضيقة ، على حساب مصالح الفئات الاجتماعية الاخرى ، اذن اصبح الامر واضحا ، من هو المتهم ومن هو البرئ لذلك
ادعوكل من يتهم المجتمع بالمساوئ التي تحدث فيه ان يبحث عن المسؤول الحقيقي ، حتما سنجده متخفيا خلف واجهة مؤسسة اجتماعية ، يتحكم بمصائر الخلق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء ومعاناة نفسية وذكريات جميلة.. تفاصيل مراحل مختلفة عاشته


.. فرنسا تدعم مسعى الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قاد




.. ما رمزية وتداعيات طلب مذكرة توقيف بحق نتنياهو؟


.. إيران تبدأ تشييع رئيسي.. ومجلس خبراء القيادة يعقد أول اجتماع




.. الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية في محافظة البيضاء| #الظه