الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((مدينة النجف تقضم الكبار وغصة في فم الطغاة الصغار))

علي الشمري

2012 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا أصر المالكي أن يبعث رسالته عبر الأثير النجفي إلى خصومه المفترضين من الوطنيين والعلمانيين ,من خلال المؤتمر التأسيس الأول لفكر السيد محمد باقر الصدر,ولماذا لم يكن من بين الحضور نجله جعفر الذي سجل بأحرف من نور تاريخه الوطني المشرف و فضح الشلة بكل تلاوينها عندما قدم أستقالته من البرلمان العراقي,أيهما رسالته أبلغ ؟؟
هل يتدخل الزمان والمكان في توثيق رسالة المالكي الى معارضيه من القوى الوطنية والعلمانية؟هل لا زالت التجارة بأسماء وصور الموتى تجد لها سوق رائجة في المجتمع العراقي المتطلع الى الحداثة والتنوير؟
ماهية القوى التي أستمعت الى خطابه ؟وما المناسبة؟هل هي البديل عن كلمة الاحتفال بذكرى سقوط الصنم وديكتاتوريته البغيضة والتي ألغيت ,ليبلغ الشعب عبر الاثير النجفي بان هناك ديكتاتورية أخرى سوف تحل عليكم ,أم أنها دعاية انتخابية إسلامية مبكرة؟
وهل خطابه هذا يتوافق مع مقررات القمة العربية ورغبة زعمائها بأبعاد وتحجيم الدور السياسي للقوى العلمانية والوطنية عن الساحة السياسية طالما هناك مد أسلامي اجتاح الدول وحول ربيعها الشبابي إلى خريف إسلامي؟
أم أنها جاءت استرضاء وتقربا من المرجعية الدينية في النجف بعد أن أغلقت أبوابها بوجه لابتعاده عن تعاليمها وتوصياتها له؟أم أرضاء للولي الفقيه ,أم أنها أحياء لفتوى 63 السيئة الصيت والتي ذهب ضحيتها الآلاف من الشباب وما خلفته من يتم للأطفال وترمل للنساء.هل هي رسالة الى الشباب المتطلع للحداثة والتطور إن يبدأ البحث من جديد عن ملاجئ أمنة في بلدان الشتات ورغم إن الكثير لحد الآن لم يعودوا بعد الى وطنهم وتكتحل عيونهم بزوال أعتى الديكتاتوريات التي عرفها التاريخ الحديث, وعلى النساء ان تتهيأ للترميل والأطفال لليتم من جديد ,
لماذا التحذير من الحداثة,وماهو نقيضها ؟أليس التخلف والانحدار الى قعر الحضارة والتطور؟
ماذا يستدل من خطابه هذا؟هل هو فعلا مؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة .أم هو ليس مؤمن بالديمقراطية ولن يرغب بممارستها في حياته؟
هل استكمل كل مشاريع البلد التنموية والضرورية لحياة المواطن ,وحارب كل أنواع الفساد والمفسدين ليعلن انتصاره على الماركسية والعلمانية؟
أما الأجدر به أن يعلن من أرض النجف بأنه سوف يلاحق كل الخارجين عن القانون والذين يعرضون السلم الأهلي للخطر والقضاء عليهم مهما كانت توجهاتهم وأنتمائاتهم الفكرية والعقائدية,ألم يسمع كل جمعة تقام فيها صلاة من قبل أتباع أحد دعاة الدين يقومون بقطع الشوارع وتحدث مصادمات مع القوات الأمنية وما تسببه من رعب وفزع في قلوب الآخرين وتهدد السلم الأهلي للخطر ؟لماذا لم يعلن من هناك عن الانتصار على عصابات الجريمة المنظمة وبكل الاختصاصات بما فيها التجارة بالجنس والأعضاء البشرية والمخدرات وتهريب الإرهابيين القتلة من السجون وغيرها الكثير الكثير؟كان يتوجب عليه أن يذكر في خطابه ويشيد بالتعايش والتسامح الفكري الذي تمتاز به المدينة ويحث المدن الأخرى للاقتداء به كنموذج,لا أن يتخذ منها قاعدة لإطلاق سهامه الطائفية ضد مكونات الشعب العراقي الأخرى
هل انتصر على الإرهاب وقتلة الشعب من العرب ؟لماذا سلمهم الى حكوماتهم بعد وقبل انعقاد القمة,ومن نصبه قيما على أرواح ودماء العراقيين؟
كان عليه قبل خطابه هذا ان يستذكر تاريخ النجف وما أنتجته عبر عمرها الزمني الممتد الى أكثر من ألف عام ,كم هي أنجبت من القادة وفي مختلف المجالات وبالأخص قادة الفكر ,وأرضها كيف كانت مهدا لانطلاق الانتفاضات والثورات ,فهي المدينة التي ظلت عصية على الحاكم رافضة لكل أنواع العبودية والاستبداد مهما كانت تلاوينه ,وكم أسقطت من عروش الطغاة وأن أصطبغ البعض منهم بصبغتها الدينية ,كونها تستطيع التمييز بين من يحاول أن يقدم لها وبين من يريد ان يأخذ منها,ومدينة النجف عبر تاريخها الطويل هي الملاذ الأمن لكل العراقيين بمختلف قومياتهم ومذاهبهم ومشاربهم الفكرية ,الكل تعايشوا فيها متحابين,فقديما كان المسيحي بجوار المسلم واليهودي والصابئ والايزيدي ,وفي سبعينات القرن الماضي عندما هجر الطاغية المقبور الإخوة الأكراد كثيرا منهم تواجدوا فيها بين أخوانهم العرب,وفي حروبه العبثية أصبحت الخيمة الواسعة التي يستظل في ربوعها الآمنة كل أبناء المدن الحدودية التي تعرضت للقصف الإيراني,وفي الحرب الطائفية التي حدثت بين سنتي 2006_2007 ألتجأ اليها من الموصل شمالا الى البصرة جنوبا ,فهي مدينة عريقة بالحضارة والحداثة وترفض الأفكار الظلامية وتصدير الأزمات الطائفية اليها ,بل هي دوما الحل لمشاكل العراق وليس جزء من مشاكله,وهي أكبر من كل أن يحاول النيل منها وغصة في فم من يحاول أبتلاعها من الطغاة الصغار..................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشمري الكريم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 4 / 11 - 15:33 )
تحيه طيبه
نعم التجارة بصور الموتى
نعم هي رسال للشباب
نعم التخلف وهو الذي عشعشوا فيه ونما ريشهم على فضلاته
محنه كبيره اخي علي
الى اين لا اعلم الى الهاويه السحيقه
تقبل تحياتي اخي الفاضل


2 - مكارثيه جديده
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2012 / 4 / 11 - 15:55 )
هذه بداية العنف الدموي الذي سوف يلحق بالتيار التنويري في العراق


3 - احضتار
شمران الحيران ( 2012 / 4 / 11 - 20:15 )
من يتحدث عن الانتصارواالفوز ...على الحداثه والعلمانيه انما يعكس حالة الافلاس .....والفصول الاخيره للحاله .....مع تقدري


4 - تدوير العجلة الى الخلف
علي الشمري ( 2012 / 4 / 11 - 21:11 )
الاخ الفاضل الاستاذ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
انهم يغالطون التاريخ وانفسهم عندما يحاولون تدوير عجلة التطور الحضاري الى الخلف .وهذه قمة الكارثة الانسانية المعاصرة,لقد بدا غراب الشوم يحلق في الاجواء العراقية لتذكيرهم بماسيهم المتكررة كي لا ينسوا......ة.
تقبل تحياتي


5 - صدقت
علي الشمري ( 2012 / 4 / 11 - 21:18 )
الاخ الفاضل جاسم الزيرجاوي المحترم
أنها بداية لتكرار مأسي 63 ,وبالضبط ضد التيار التنويري بعدما شعر مؤخرا بانه قادر على احداث تغيير في المرحلة القادمة من خلال أستقطاب شرائح مهمة من المجتمع العراقي ,وأكثر ما أغاضهم المؤتمر الشعبي العام الذي عقد في بغداد الشهر الماضي وحضره أكثر من 1500 شخص غصت بهم قاعة المؤتمر


6 - فعلا انهاأحتضار سياسيا
علي الشمري ( 2012 / 4 / 11 - 21:28 )
الاستاذ الكريم شمران الحيران المحترم
قبلهم الطاغية ممن كان يتحدث يوميا عن انتصارات وهمية اوصلت البلد الى ما وصل ,اليه اليوم من خراب ودمار قد يستمر لاجيال قادمة طالما بقيت القوى الوطنية مشتتة الصفوف غير موحدة لرؤاها المستقبلية
شكرا لمرورك الكريم وتقبل فائق تحياتي


7 - اخي الشمري
محمد الرديني ( 2012 / 4 / 11 - 22:16 )
اجد في اسئلتك دوامة كبيرة وتيه لهؤلاء الذين لايقرأون التاريخ
ولا ابالغ ان قلت ان لكل سؤال ستكون اجابته مقال منفصل يستحق العناء
ادعي اني وضعت هذه الاسئلة في ملف خاص وساحاول ان اكون مع رتل المجيبين
قلت قبل قليل انهم لايقأون التاريخ ولو قرأوه لما قالوا الذي قالوه
تقبل تحياتي


8 - جاءنا مهزوما ويحاول استرضاء شركائه
حسين محيي الدين ( 2012 / 4 / 12 - 06:32 )
لا يعني الشهيد الصدر للمالكي الا سلما يرتقي عليه لقمة السلطة في العراق . هذا هو ديدن الاسلامويين . فلقد ارتقوا الدين نفسه لاهدافهم الحقيرة وهم مستعدين ان يتسلقوا كل شيء من اجل السلطه . خطاب المالكي لم يكن موجها للعلمانيين او الماركسيين او الديمقراطيين بل انه موجه الى حلفائه اعداء الديمقراطية ليقول لهم ان من وراءنا الكثير مما نتفق عليه . وصلت الرسالة وكلكم الى الجحيم


9 - شكرا لكل جهودك
علي الشمري ( 2012 / 4 / 12 - 20:37 )
الاخ العزيز محمد الرديني المحترم
جهدك واهتمامك يستحق الثناء والتقدير,كونك متابع جيد وحريص على ما يعانيه أهلك في الداخل,
تقبل تحياتي


10 - عين الصواب
علي الشمري ( 2012 / 4 / 12 - 20:40 )
الاخ الكاتب الدكتور حسين محي الدين المحترم
مثلما تفضلت هناك الكثير من المشتركات يلتقون عليها رغم اختلافاتهم في المنهج ,لان تأويلاتهم يوضبونها لخدمة أغراضهم الشخصية ,من خلال تحجيم الفكر لاتباعهم وكل على طريقته الخاصة,
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي