الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاله الليبراليه فى قطر

عبد العزيز الخاطر

2012 / 4 / 12
المجتمع المدني


الحاله الليبراليه فى قطر

اللليبراليه ليست فقط تيار سياسى أيديولوجى و لكنها كذلك حالة وجود, ليس هناك مجتمع يخلو من الليبراليه كفكر يعبر عن حالة وجود متسامحه مع النفس ومع الاخر بل ومع الكون ذاته. إقصاء العنف وإلغاء أجندته حاله ليبراليه. يقوم الفكر الليبرالى اساسا على قيمة التسامح وتقبل الرأى الآخر. من عايش المجتمع القطرى فى بدايات نهضته فى الستينيات والسبعينيات يستطيع أن يؤكد هذه الحاله الليبراليه التى كان يعايشها المجتمع القطرى . حتى فى الناحيه الدينيه, لم نسمع بمن يكفر أحدا, يشار إلى العمل وليس إلى الشخص وهذه خاصيه ليبيراليه, يقال أن فلانا مثلا لايصلى ولا يقال عنه كافر, يشار إلى فلان بانه يشرب الخمر ولا يقال عنه زنديق . كانت كلمة"الله أعلم " هى السائده فى الفضاء الليبرالى آنذاك. تغير الوضع بعد ذلك وتسيدت لفظة"أنا أعلم" وكلمة هو من أهل النار و شاع مصطلح التكفير وانتقل التسامح ليتحول إلى ضيق أفق, وسحبت "الآخره" الى الدنيا سحبا وتجلى أصحابها حضورا قبل أوانها وبانت سيماهم من أثر سجودهم وأقصى من لم تكن له سيمة واضحه وإن كان قلبه لايعلم مافيه سوى الديان. لاأتكلم هنا عن الللبيراليه كتشريعات وقوانين وانحرافات. مثل هذه لاتخيفنى البته لأننى على يقين بأن المجتمع لا ولن يشرع إلا ما يرتضيه ويريده. أتكلم هنا عن الليبراليه كحالة وجود ملتصقه بحرية الانسان ورؤيته للكون. المجتمع القطرى كله مسلم وتربى على الاسلام المتسامح ولكن عندما تمت أدلجة الاسلام قلت جرعة التسامح وبات من يحكم على الشخص بلباسه , وأختفت سماحة الكبار لتظهر حماسة الشباب ممن تأثروا بهذه الأدلجة السياسيه للدين. على كل حال , اليوم الليبراليه الاقتصاديه هى السائده فى جميع المجتمعات وقطر أحد الدول القائم إقتصادها على الحريه والانفتاح ولكن خسرنا مع الاسف الليبراليه كحالة وجود وتسامح وهو مقتل ستعانى منه جميع المجتمعات العربيه وسينعكس بالتالى حتى على الحاله الاقتصاديه وربما تتحول المجتمعات الى ثكنات عسكريه وعقائديه. الدفع بالمجتمعات نحو الطائفيه ليس عملا إعتباطيا, نرى مجتمعا كالمجتمع الكويتى المعروف بتجربته الطويله والمتسامحه يتحول شيئا فشيئا الى ضيق الافق والتناحر الضيق الطائفى. بداية إغتيال المجتمعات تأتى من القضاء على حالة التسامح الاولى الفطريه لدى الانسان وهى حاله ليبراليه أوجدها الله للإنسان ليتعرف بها عليه عن طرق التفكر والنظر وأى السبل أهدى لذلك. الحاله الليبراليه القطريه مختلفه عن غيرها حيث تنطلق من فهم للدين يتجاوز الفرد ومصلحته الى المجتمع وتعايشه, هذا كان منوالها فى السابق أما اليوم فلم يعد سوى إقتصاد الليبراليه وتقوقع الايديولوجى وشهوته للإنتقام." الله يرحمنا برحمته"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا