الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانيه ضروره حضاريه 2

محمد عبدالحكيم

2012 / 4 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المشاعيه البدائيه هي المرحله الاولى من مراحل تطور المجتمع ، وقد استمرت لعشرات الالاف من السنين ، كان قوام هذه المرحله الصيد و القنص ، لم تُعرف خلالها الملكيه الخاصه ، وإنما كان كل شئ على المشاع ، كل شئ ملك للجميع ، من اراد ان يأكل فليذهب إلى الغابه و يقطف ثمراً ، و الثمر ليس ملكاً لأحد ، أو يصطاد حيواناً و الحيوانات ليست ملكاً لأحد. لقد كانت هذه المرحله ، فيما يرى جان جاك روسو ، بمثابه العصر الذهبي الذي عاشه الإنسان على الأرض ، وقد استمر هذا الحال حتى بدأ الصراع يدب بين القبائل البدائيه على مصادر الحياه الرئيسيه ، متمثله في أبار المياه ، و الغابات بما تحتويه من ثروات ، و أرض صالحه للزراعه ، ومن ثم كانت الحاجه للملكيه الخاصه وترتب عليها وجود قوه تحمي هذه الملكيه الخاصه فظهرت الدوله وتعرف الدوله بأنها هي الجهه الوحيده التي لها الحق الحصري في استخدام القوه.
وكان الدين في المشاعيه البدائيه ثانويا او ربما غير موجود ، ومع ظهور الدوله اصبح للدين دورا مهما في حياة البشر ، لأن الدين و الدوله و جهان لعمله واحده. فالدين مجموعه افكار تصاغ على هيئه أوامر ينفذها الافرد وكذلك الدوله.
الوسط الذي نعيش فيه هو جمله الظروف الماديه و الاقتصاديه و الحضاريه ، والانسان هو الكائن الذي يتجاوز الوسط ، ولكي يتجاوزه يجب ان يكون لديه مشروع ، و المشروع هو رفض للوسط ، والرفض هنا لا يعني التدمير وإنما يفيد معنى التغير، و التغير فعل ، و الفعل قيمته فيما يحدثه من تغير ، والتغير ينصب على الانتاج ، لأن الانتاج هو الطريق لأشباع الحاجه عند الانسان .
مع بدايه ظهور الدوله كان الحاكم هو الاله ولحاجه الانسان للتغير حسب مقتضيات العصر دخلنا في الاديان ذات الالهه المتعدده حتى وصلنا إلى ديانات التوحيد. بمعنى انه لنتيجه الترابط ما بين الدوله و الدين كان تغير الدين أمر حتمي لكي تتطور الدوله وكان من سلبيات هذا التغير هو ان النسخ الاحدث اكثر تعقيدا من النسخ الاقدم من الاديان وترتب عليه ان التغير في الدين اصبح اصعب ، بالتالي التطور الذي تحتاجه الدوله اصبح هو الاخر صعب نتيجه الترابط ما بين الدوله و الدين.
فيحدث جمود في الدوله وهذا يؤدي إلى رده حضاريه والدخول في البداوه ، لأن العالم متغير وحركه الكون لا تتوقف وعلينا مواكبه هذه الحركه.
فلو تابعنا ظهور المسيحيه سنجد انه قبل الاسلام المسيحيه كانت سائده وبعد ظهور الاسلام تراجعت المسيحيه واصبح الاسلام هو السائد وله الغلبه ، فقامت المسيحيه بعمليه تطوير لها من الداخل فتراجع الاسلام وسادت المسيحيه وعندما توقفت عمليه التطور ، دخلنا في العصور الوسطى حتى قامت المسيحيه بعمليه تطور عظيمه على يد مارتن لوثر في القرن الساس عشر .
كما ذكرت سابقا نتيجه التطور في الاديان اصبح مع مرور الزمن صعوبه استمراره لان التحديث المتكرر يفقد النص قدسيته ، ولحاجه الدوله التحديث المستمر فإن البشر امام معضله تتمثل في الأتي:
الدوله امورها نسبيه أي متغيره باستمرار
الدين مطلق لا يتغير
الحل لمواكبه حركه العالم ان نبحث عن دين جديد يواكب العصر الذي نعيش فيه او نقوم بتغيرات جوهريه داخل الدين نفسه وهذا الحل شبه مستحيل
إذاً العلمانيه هي الحل السحري
فالعلمانيه تحمي الدين من التلاشي لأنها ستحافظ على قدسيته و في نفس الوقت ستحل إشكاليه تطبيق نص متعارض مع العصر الذي نعيش فيه ، لأن العلمانيه تفصل ما بين الامور النسبيه للدوله و المجتمع التي تتميز بتغيرها المستمر وأي شئ مطلق "بما فيه الدين" لأنه ثابت لا يتغير. لكنها لا تلغي الدين ، فقط تضع حد فاصل ما بين النسبي و المطلق ، على سبيل المثال ملكه بريطانيا هي راعيه الكنيسه وعشرات الدول تضع الصليب على اعلامها .. هل هذه الدول ليست علمانيه ؟!
وبما اننا نتكلم في الالفيه الثالثه ونسعى لمواكبه العصر الذي نعيش فيها فعلينا ان نتأكد بأن العلمانيه ضروره حضاريه وإلا البديل ان نستمر في العصور الوسطى"البداوه" كما نحن الأن .
في المقاله القادمه سأوضح بالتفصيل الحضارات القديمه وارتباط الدين بالدوله خصوصا في الاسلام و المسيحيه.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah