الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرض السكر والمتاعب الجراحية

نيفين عاطف مشرقى

2012 / 4 / 13
التربية والتعليم والبحث العلمي


أصبح انتشار مرض السكر فى الآونة الأخيرة يؤرق الكثير من الأسر ، وذلك بسبب المضاعفات التى يسببها فى أجهزة الجسم المختلفة " العين - الجهاز العصبى – الدورة الدموية – الجهاز الهضمى -ا لفم والأسنان – الكليتان – القدم والجلد " . دكتور طلعت حلمى استشارى الجراحة العامة سيوضح لنا فى السطور التالية أسباب الإصابة بالسكر وطرق اكتشافه وكيفية التعامل مع القدم السكرية .
فى البداية يقول دكتور طلعت أن مرض السكر فى ابسط صوره عبارة عن ارتفاع منسوب سكر الدم لصورة غير طبيعية لأسباب مختلفة، قد تكون عضوية أو نفسية أو بسبب الإفراط فى تناول فالسكريات أو بسبب ميول وراثية ، والأشخاص المصابون بمرض السكر أما أنهم يعانون من عدم أو نقص إفراز الأنسولين فى أجسامهم بسبب ضعف البنكرياس ، وقد تكون كمية الأنسولين المفرزه عادية ولكن لا تعمل بصورة طبيعية بسبب خلل فى تركيب جزئياته، أو بسبب وجود أجسام أو هرمونات مضادة أو بسبب مقاومة الأنسجة أو خلايا الجسم تعوق وظيفة الأنسولين مما يؤدى إلى ارتفاع منسوب الجلوكوز فى الدم .
وأضاف دكتور طلعت أن اكتشاف المرض فى كثير من الأحيان يأتى بالصدفة وبدون أى شكوى من المريض ، وقد تقتصر على الإحساس بالضعف العام وفقدان الوزن أو يشكو المريض بالأعراض التقليدية لمرض السكر وهى الشعور بالعطش وكثرة التبول والإحساس بالإجهاد مع انخفاض ملحوظ فى وزن الجسم ، وفى بعض الأحيان يتم اكتشافه نتيجة الإصابة بأحد المضاعفات المعروفة وفى جميع الأحوال يصبح التشخيص نهائياَ بعد إجراء الفحوصات المعملية الأساسية وهى قياس نسبة الجلوكوز بالدم .
أما عن أهم المشاكل التى تواجه الجراحين وهى التهاب الجروح عقب العمليات الجراحية لمرضى السكر مما يؤدى إلى تأخير الالتئام ، ينصح دكتور طلعت بضرورة تنظيم نسبة السكر قبل إجراء العمليات الجراحية بواسطة الأنسولين ، حيث أنه من الممكن علاج مرض السكر بالأنسولين بعد العلاج بالأقراص ثم العودة للأقراص مرة أخرى بعد أتمام العمليات الجراحية والشفاء منها ، (ولكن للأسف هناك اعتقاد خاطئ عند البعض انه بمجرد العلاج بالأنسولين ولو لفترة تعنى الاستمرار فى العلاج مدى الحياة )، هذا بالإضافة إلى ممارسة الرياضة الخفيفة فهى تساعد على تمدد الأوعية الدموية كما تعيد ثقة المريض بنفسه ، وعلى المريض أيضاً إنقاص الوزن إلى الحد المعقول قبل العملية والتعامل بجدية مع العوامل الخطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الدهون فى والكروسترول ، أما عن القدم السكرية يقول د.طلعت من أهم أسباب حدوثها هو التهاب الأوردة والشرايين والتهاب الأعصاب الطرفية وأيضاَ القابلية للتلوث والالتهاب ، والتهاب الشرايين الكبرى والدقيقة قد تسبب عدم وصول الدم إلى القدم ، فإذا خفضت نسبة الدم المغذية للقدم فأن الجروح البسيطة لن تلتئم وغالبا ما يكون ذلك مصحوباً بالالتهاب للأعصاب وهذا يجعل المريض لا يشعر بالألم فى القدم المريضة مما يؤدى إلى التلوث والإصابة بالميكروبات خصوصاً الغير هوائية التى تزداد بنقص الدم فى الأنسجة، ويلاحظ أن زيادة احتمال الإصابة بالفطريات خاصة بين الأصابع تلعب دوراً هاماً فى زيادة احتمال الإصابة بالتلوث والالتهابات
أما عن العناية بالقدمين فينصح د. طلعت بضرورة غسل القدمين كل يوم بالماء الفاتر والصابون الطبيعى مع تجفيف القدمين جيداً بما فى ذلك ما بين الأصابع جيدا، وإذا كانت الأقدام جافة فيمكن استخدام كريم أو زيتً، أما أذا كانت كثيرة العرق فيمكن استعمال بودرة ، كما أنه يكون من الضرورى استبدال الجوارب يومياً وعدم ارتداد جوارب أو أحذية مبللة خصوصاً فى فصل الشتاء ، وتفضل الأحذية الناعمة المريحة المصنوعة من الجلود الطبيعية مع تجنب السير حافى القدمين خصوصاً خارج المنزل ولا سيما على على الشواطئ أو على سطح ساخن لان التهاب الأعصاب غالبا ما يؤدى إلى عدم الإحساس بالألم ، وهذا يؤدى إلى اختراق الجلد بالأجسام الغريبة كالإبر والمسامير، وأيضاً يراعى الحرص الشديد عند إزالة الكاللو أو تقليم الأظافر مع الامتناع عن نهائيا عن التدخين لأنه يؤدى إلى انقباض الأوعية الدموية مما يؤدى إلى نقص الدم بالأطراف .
أما عن التصرف فى حالة حدوث إصابة أشار د.طلعت أنه يجب فحص المريض عامة والقدم خاصة للتأكد من كفاءة الدورة الدموية بالأطراف أو نقص الإحساس بالألم لان حدوث ضعف فى الأعصاب الطرفية يؤدى إلى ضعف إشارة الإنذار الطبيعية للجسم وفى هذه الحالة يكون غياب الألم أمراً خطيرا، أذا أن أية إصابة بسيطة قد تؤدى إلى مضاعفات سيئة بسبب عدم اكتشافها .
أما عن علاج القدم السكرية أشار د. طلعت أنه يتلخص العلاج التحفظى أو التدخل الجراحى ، والأول يتضمن ضبط السكر جيداً بالأنسولين وتنظيم الغذاء واختبار السكر فى الدم والبول وتناول المضادات الحيوية تحت الأشراف الطبى مع الراحة ، كما أن التدخل الجراحى المبكر بفتح أى التهابات بالقدم وتطهيره بعناية فائقة باستمرار يعتبر الأسلوب الأمثل لتفادى مشاكل القدم السكرية لانه يصعب ضبط السكر فى الدم مع وجود الالتهابات، وبالذات الحادة وعدم انتظام مستوى السكر فى الدم مما يزيد من حدة الالتهابات ومضاعفاتها، أما بتر القدم أو جزء منها فانه يتم عند حدوث الغرغرينه الشديدة بالقدم لذلك تعتبر مشكلة القدم السكرية من المشاكل الدقيقة جداً ويجب علاجها مبكراً تحت أشراف الأخصائيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس بالأدب والسياسة فقط يحيا الأنسان
سداوي ( 2012 / 4 / 13 - 19:16 )
وكل الشكر والثناء للجهد المبذول في إطلاعنا على هذا الجانب المهم من الثقافة الصحية ..ولاسيما نحن أحوج ما نكون الى قيلوله للإبتعاد عن الشد للواقع السياسي المأساوي وتداعياته التي نعيشها اليوم والتي خلفت مرض السكر للكثيرين ؟ ولاأعتقد أنه بالأدب والسياسة فقط يحيا الأنسان.. مع وافر التقديروجزيل الأمتنان

اخر الافلام

.. الضفة الغربية: قتلى فلسطينيين في عميلة للجيش الإسرائيلي بقرب


.. غزة: استئناف المحادثات في مصر للتوصل إلى الهدنة بين إسرائيل




.. -فوضى صحية-.. ناشط كويتي يوثق سوء الأحوال داخل مستشفى شهداء


.. صعوبات تواجه قطاع البناء والتشييد في تل أبيب بعد وقف تركيا ا




.. قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين