الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميرلوبونتي ... بالمشاركة و الشفافية تتفاعل الذوات

عبدالنور شرقي
كاتب وباحث

2012 / 4 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الانسان في حاجة ماسة إلى الانفتاح على الغير، ولهذا تعد ماهيته ناقصة دونهم، و الفلاسفة الوجوديون يفرضون قيام صلة مزدوجة بين الغير , فهم من ناحية يرفضون تصور الوجود الانساني خارج موقف حياتي معين، فلا يمكن فصل الانسان عن الموقف الذي يوجد فيه كما أن الارتباط بالآخرين هو الوعاء الذي يضم الوجود الفردي.
نجد مثلا هيدغر قد أطلق على هذه العملية , الوجود مع الآخرين ، اما ياسبرس أسماه الاتصال في حين أن مارسيل أسماه اقتحام وجود الأنت .
وبما أن الذات في اختيارها لأفعاله انما تختار للناس جميعا، وحريتها تتوقف على حرية الآخرين فإن هذه الحرية تجعل الانسان أيضا مسؤولا يحقق ذاته وذوات الآخرين حيث ان هناك استئناف للآخر من خلال المشاركة اليومية التي تجمعني به و يحيلنا ميرلوبونتي إلى تداعيات العلاقة التي تجمع بين الآخر والأنا فيرى أن العالم اجتماعي يعمل دائم باعتباره مثيرا لكافة استجاباتي سواء كانت هذه الاستجابات ايجابية ولا يمكن اعتبار الدولة أو الطبقة نكبة تهاجم الفرد من الخارج كما انها ليست بقيم يصنعها الفرد من الداخل فهي أنماط من المشاركة نستدعيها كما انه لابد منها . وهذا ما يؤكد أن المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها تمثل الصورة الواضحة لمشاركتنا مع الآخر، وهي الأرضية والبنية الأساسية في تواصل الذوات وتفاعلها.
فلنتأمل الآخرين عبر ظهورهم في جسد العالم قد يقال أنهم ليسوا كائنين بالنسبة لي... إلا إذا اعترفت بهم... إذا اكتشفت عليهم علامة ما للحظور للذات أمتلك نموذجها الاوحد، انهم ليسوا تخيلات أعمر بها صحرائي وليسوا أبناء ذهني... وامكانات غير فعلية... إنهم توائمي أو جسد جسدي ، فالعلاقة بالآخرين تكون محدودة نوعا ما؟ حيث ان كل انسان يحاول ان يقيم في أعماقه عالما خاصا به، بالرغم من ان غيره يشاركونه الفرح أو الحزن، ذلك أن الذات في علاقتها بالآخر تفرض وجودا أو تملك دينامية فعالة، لهذا نجد أن ميرلوبونتي ينتقد الكوجيتو ويرى أنه يقلل من قيمة ادراك الآخر ويؤكد على الأنا فقط.
وفي المشاركة لا يعني ذوبان في الطرف الثاني حسب ميرلوبونتي، فالانسان لا يستطيع أن يدرك ماضي حياة الآخر، فحزن الآخر أو ثورته لا يحملان نفس المعنى بالنسبة لي كالمعنى الموجود بالنسبة له، فبالنسبة له هي مواقف يعيشها، أما بالنسبة لي فهي موقف تحدث أمامي فمهما حاولت أن أشاركه وأقرأ صورة الغضب أو الفرح على ملامح وجهه أو سلوكه , فإني أبقى عاجز في إدراكها كما يعيشها، وبالتالي لابد من أن أكون شفافا معه قدر الإمكان، لأن كل إنسان له حياة خاصة فهو يملك أفكارا وأسرار تبقى بينه وبين ذاته وأخرى يشاركه فيها الغير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف