الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث يوم 9 أفريل 2012: دعوة إلى المؤامرة أم إستراتيجية للهيمنة؟

سمير الزغبي
كاتب و ناقد سينمائي

(Samir Zoghbi)

2012 / 4 / 13
المجتمع المدني


ما هي أهم الإستخلاصات و الإستنتاجات التي يمكن أن يستنتجها الفكر في ظلّ ماحدث في يوم عيد الشهداء؟ ما الذي حول العيد إلى أزمة في تونس ما بعد الثور ة؟
تلك هي أهم الإحراجات التي مثّلت منطلقا للعديد من القراءات و المقالات الصحفية حول هذا الحدث. و لعل ما يغلب على القراءات هو إستنكار و إستهجان ما حدث، خاصة و أن البلاد قد أطردت الطغاة ، و القمع البوليسي. و الثورة هي في أصلها قطع نهائي مع أي إستهداف لحقّ المواطن في التظاهر السلمي. لكن ما حدث يعيد شبح إرادة الهيمنة الأمنية على شعب صنع ثورة مازالت طريّة العود.هل أن إستراتيجية مسؤولي الأجهزة الأمنية غابت عنهم حقيقة مفادها أنّ الثورة لن تقبل الركوع، و أنّ الشعب الذي لا يتوانى في تقديم الشهداء و الجرحى لن تنال من إرادته أية قوّة.
في مدّة وجيزة لم تتجاوز الأسبوع تمّ تعنيف الجرحى و عائلات الشهداء أمام مقر وزارة حقوق الإنسان ، ثم في ما بعد تمّ الإعتداء على مظاهرة المعطلين عن العمل ثم يوم 9 أفريل يتمّ الهجوم على مظاهرة إحتفالية بعيد الشهداء. و لايمكن نسيان ما حدث للصحفيين في أكثر من مكان و آخرها في مدينة صفاقس. هل يمكن إعتبار كل هده الأمور و التحركات مجرد أحداث معزولة، أم أنها مخطط يستهدف كل حراك مجتمعي مازال يعتقد في الثورة و ضرورة إستكمال أهدافها.
إنّ أي تحرك لا بد أن يندرج في واقع الأمر ضمن إرادة تحقيق أهداف الثورة و لا يجب أن يوجه ضد اي طرف كان سياسيا او حزبيا أو غيرها. كل تحرك لا بد ان يستهدف قوى الردّة، و قوى الإلتفاف على إرادة الشعب. و الإستئثار بالسلطة، و التفرد بالمراكز، و التلذّذ بالمقاعد الوثيرة.
شعب تونس المناضل قاوم و أطرد المستعمر و إنتصر على أعتى الجيوش، ثم و في تاريخ غير بعيد 14 جانفي المجيد كنس البلاد من أنذل دكتاتورية عرفها التاريخ. و لم يكن ذلك بمحض صدفة و لكن الأمر كان نتيجة مراكمة ، إنطلقت مند 26 جانفي 1978 وقفة الشرف التي خاضها مناظلو الإتحاد العام التونسي للشغل. و تلتها ثورة الخبز 3 جانفي 1984 ثورة القوة العاملة و المضطهدة ضد الإستنزاف الإجتماعي.
إن الشعب التونسي لن يفرط في مكتساباته النضالية و لن يسمح بعودة أي نوع من الإستبداد من أي طرف كان. فهو شعب لا يقبل الخضوع. اما الذين يتمسكون بالمقاعد الوثيرة فلا شك أنهم يفرطون في كل مبادئهم و يقبلون كل نوع من الإستكانة. إنها أخلاق العبيد. أم الأقوياء و الأسياد فإنهم يرفضون الذل. "موت الأحرار أفضل من عيش الجبناء" "والله لضربة سيف فى عزة أفضل عندى من ضربة سوط فى ذل" السيدة أم عبد الله بن الزبير.
د.سمير الزغبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | أعمال الإنقاذ والإغاثة تتواصل بعد العدوان الإسر


.. Kesaria should still be alive ??




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - اليونيسيف: إرتفاع عدد النازحين بق


.. لعبة إلكترونية في ألمانيا تشجع على ترحيل المهاجرين!




.. الأمم المتحدة تطالب بإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية