الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي

نزار جاف

2005 / 1 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


کثيرة هي التعليقات و التلميحات التي يطلقها القادة المعممون في أيران ضد کل أنواع و صيغ الديمقراطية المتبعة في العالم ، فيعتبرونها ناقصة أو مشوهة أو ظالمة ! وهم في خطبهم في کل جمعة يثنون على المنجزات و المکتسبات التي تحققت بفضل " الإمداد الخفي " الذي تخص السماء أيران به دون غيرها من بلاد الله الواسعة ، ومن خلال هذا الکلام المعسول " کله وعود و أماني " يمنون شعوب أيران بالصبر و المثابرة فقد بات " الفجر " قريبا ! وديمقراطيتهم التي بدت واضحة و مفهومة جدا من خلال عمليات القتل المتسلسلة للمفکرين و الادباء و الفنانين الايرانين الذين کانوا ينادون بالاصلاح . ديمقراطية يمسک بلجامها " الولي الفقيه " فيجرها يمينا و يمططها شمالا و يسحبها الى أقبية سجن " أيفين "کما يشاء فهو نائب الامام الغائب " الذي هو الحاکم الشرعي بأمر الله في الارض " وبهذا فالولي الفقيه هو ظل الله و الحاکم بأمره ولذا فمن حقه أن يعطل أو يلغي کل خطوة سياسية أو فکرية يراها تنافي الدستور السماوي الذي فوض إليه لوحده ! من هنا کان الرئيس المنتخب لدورتين محمد خاتمي مجرد فرقعة بالون خدعوا بها شعوب أيران و حاولوا من خلاله إمتصاص النقمة الجماهيرية المنصبة على رؤوس الثورة التي لم تحقق أحلامها الوردية التي وعدت بها الجماهير عند الخلاص من الطاغوت . ورغم إن القنوات الاعلامية المتعددة للنظام السياسي الايراني مضافا إليه المأجورة " عقائديا " أو " دولاريا" تحاول جاهدة تبرير الازمة العميقة التي يعاني منها النظام الاسلامي على أکثر من صعيد و تقديم مسوغات و مبررات للتستر عليها ، لکن الحقائق الدامغة تدحض کل تلک الفقاعات و الکلمات الواهية . بالامس القريب و في معقل الديمقراطية للجمهورية الاسلامية " مجلس الشورى الاسلامي " رأى العالم کله جانبا من اللعبة" المزيفة" للديمقراطية التي يمارسها المفوضون بأمر الله في طهران حين قاطع رئيس المجلس ممثلي أهالي مدينتي " سردشت" و " مهاباد" الکورديتين وأمرهما " وأکرر أمرهما " بالسکوت لأن کلامهما " ضد مصالح البلاد ! " ولکن عن ماذا تحدثا النائبين الکورديين حتى يضطر حجة الاسلام و المسلمين رئيس المجلس الى مشقة إسکاتهما على الطريقة الخاصة للديمقراطية الجمارانية ! لقد إنتقد السيد " محمدي کريميان" ممثل أهالي مدينة سردشت تصرفات و إجراءات حکومة الجمهورية الاسلامية بحق الکورد و تحدث عن الظلم و التجاوزات التي تجري على يد الاجهزة العسکرية و الادارية ضدهم و قال أن الکورد يعاملون على أنهم موطنون من الدرجة الثانية ! هذه التصريحات نزلت نزول الصاعقة على رئيس المجلس " المزکى من قبل الولي الفقيه" فلم يکن بوسعه سوى إسکاته الى حين إتخاذ الاجراءات الديمقراطية من قبل وزارة الامن بحقه ! وقد جاء کلام ممثل أهالي مدينة مهاباد تعقيبا على کلام زميله حيث ذکر رئيس المجلس أنه ليس من حقه بموجب قانون مجلس الشورى ذاته أن يقاطع نائبا ، لکن رئيس المجلس إتخذ هذه المرة أيضا نفس الخطوة السابقة مما أحدث ضجة بين النواب . و لکن هل تريد الجمهورية الاسلامية الايرانية بمثل هذه الاجراءات التعسفية أن تبني طريقها الى الديمقراطية ؟ إنه سؤال موجه للابواق التي تطبل و تزمر لهذا النظام الدکتاتوري الشمولي المستتر تحت برقع الدين ، ذلک أن النظام نفسه سوف لن يجيب على مثل هذه الاسئلة والسبب واضح وهو أنه ليس على الارض بل في السماء !!

کاتب وصحفي کوردي
مقيم في المانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تضييقات الاحتلال.. فلسطينيون يؤدون صلاة عيد الأضحى في ال


.. دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس تعلن عن تأدية 40 ألف فلسطيني




.. خطيب المسجد الحرام: فرحة العيد لا تنسي المسلمين مآسي ما يتعر


.. مراسل العربية أسامة القاسم: نحو 1.5 مليون مليون حاج يصلون إل




.. مبعدون عن المسجد الأقصى يؤدون صلاتهم عند باب الأسباط