الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وثائق الكونفرنس الثالث للحزب الشيوعي العراقي / تقييم سياسة حزبنا وخطه العام بين المجلس ( الكونفرنس ) الحزبي الثاني 1956 والمجلس الثالث 1967/ الجز الثاني

خالد حسين سلطان

2012 / 4 / 14
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


1ـ ثورة 14 تموز 1958 حتى اواسط 1959
كانت ثورة تموز ثورة وطنية ديمقراطية من حيث محتواها، السياسي والاجتماعي ومن حيث القوى المشتركة فيها. ولا يمكن فهم اسباب اندلاع ونجاح الثورة بتلك السرعة من دون الحسبان التام للنضالات الشعبية التي سبقتها، والتي0 كان الحزب الشيوعي المنظم الاول لها. فالنضالات الجماهيرية الوطنية والطبقية، في المدينة والريف، والدور الطليعي لحزبنا في هذه النضالات، والوعي الثوري الذي اكتسبته الجماهير عبر عشرات السنين، والعزلة الشاملة التي كان يعانيها النظام الملكي العميل ـ كل ذلك يفسر سر تحول الانقلاب العسكري في / 14 / تموز ( زحف القطعات العسكرية على بعض النقاط الاستراتيجية في بغداد ) كرأس رمح للثورة، الى ثورة شعبية حقيقية صنعتها الملايين. ولكن واقع وجود الضباط البرجوازيين والبتي برجوازيين، على رأس العملية التي دشنت الثورة قد وضعا سلطة الدولة في أيدي ممثلي البرجوازية الوطنية وبعض الفئات البتي برجوازية واستبعاد ممثلي الطبقة العاملة وحزبها عن تلك السلطة. ان طبيعة اي نظام حكم سياسي يمكن تقريرها من القلية التي تقوده والسياسة التي ينهجها، والمصالح الطبقية التي يخدمها لقد حققت الثورة استقلال العراق السياسي وحطمت حلف بغداد وشرعت قانونا تقدميا، رغم انه غير جذري، للإصلاح الزراعي وأطلقت بعض الحريات الديمقراطية الهامة للجماهير، وأقرت بعض الحقوق القومية للشعب الكردي وكانت هذه الخطوات الوطنية والديمقراطية تتحقق عبر نضال الجماهير وضغطها المستمرين بقيادة حزبنا الشيوعي. لقد تنامى دور حزبنا وتعززت مواقعه بعد الثورة بسرعة كبرى ولعب الدور الرئيسي في اقامة النقابات الجماهيرية والجمعيات الوطنية وتنظيم جمهرة العمال والفلاحين والجنود والضباط والمثقفين الثوريين والطلبة والنساء والشباب والفئات الشعبية الاخرى من العرب والاكراد والاقليات القومية وقاد الحملة الجماهيرية لتسليح الشعب ولعب الدور الاول في فضح ودحر جملة من المؤامرات الرجعية المتعاقبة .
لقد برزت منذ بداية الثورة التناقضات بين مصالح البرجوازية الوطنية وبعض فئات البرجوازية المدنية الصغيرة وبين مصالح الطبقة العاملة وحلفائها الطبيعيين. فقبل ان تتسلم البرجوازية الوطنية سلطة الدولة كانت هذه التناقضات في المؤخرة ولكن ما ان نقلت الثورة هذه السلطة الى البرجوازية الوطنية حتى اخذت تعمد الى منع خروج الثورة عن الاطار الذي ارادته لها خوفاً من ان تتعمق وتتطور وتؤدي الى وضع الطبقة العاملة في سلطة الدولة، ولكن محاولات الحكم كانت تصطدم في العام الاول بواقع النهوض الثوري للجماهير وبضغطها وتتعثر بواقع التناقضات الخاصة بين فئات البرجوازية الوطنية نفسها هذا بالإضافة الى استمرار المؤامرات الرجعية .
ومع ان قاسم لم يكن ممثلاً ( كلاسيكياً ) للبرجوازية الوطنية، وانه لم يكن قائد حزب برجوازي حاكم، وان منحدره الطبقي كان برجوازياً صغيراً. فان العقلية التي قاد بها سياسة البلد والنهج الذي اختطه لها، كانا يدلان على انه كان منذ البداية ممثلا للبرجوازية الوطنية كطبقة، من الناحية الموضوعية على الاقل.
ان من ابرز الاخطاء التي تعرض لها حزبنا هي نظرتنا اللاطبقية الى قاسم في الفترة الأولى من الثورة، ووضعه فوق الطبقات والاحزاب، واعتباره ضمن معسكر الجماهير الكادحة والحركة الثوري. وهذه النظرة اللاطبقية جعلتنا نبالغ في تقدير امكانياته على مواصلة السير بالثورة ونتردد في انتقاد تذبذبه وتردده. وتثقيف الجماهير بحقيقته وحقيقة نظام الحكم الذي يقف على رأسه وبالتالي فإننا بنينا كثيرا من الحسابات على تطور الثورة من خلال قاسم بالذات وبالاعتماد على (( حسن نواياه )). كان ينقصنا الاتجاه الثوري المبرمج والمتكامل لتطوير الثورة الديمقراطية وتعميقها والعمل الثوري في اخراجها عن الاطار الضيق الذي فرضه قاسم والبرجوازية الوطنية من ورائه ودفعها الى امام لتحقيق اهدافها الاساسية، ولا سيما الاصلاح الزراعي وبالطريقة الثورية اي عن طريق الجماهير الفلاحية وخلق الممهدات اللازمة للتحول الاشتراكي .
ان قاسم وحكومته اصبحت الممثل الرئيسي للبرجوازية الوطنية كطبقة، بحكم استيلائها على زمام السلطة. وبحكم سياستها التي كانت تخدم بالأساس مصالح هذه الطبقة، وبالأخص مصالحها الاستراتيجية العليا الممثلة في كبح جماح الثورة الشعبية، ثورة العمال والفلاحين والحد من قوة الحزب الشيوعي، وقد حقق لها قاسم ذلك بأمانة وبدرجة حاسمة. وليس من دون مساعدة اخطائنا السياسية. انتصر معسكر البرجوازية الوطنية على معسكرنا معسكر العمال والفلاحين .
لقد وجدت افكار تستصغر دور حزبنا في تنظيم وقيادة ثورة 14 / تموز وعلى اعتبار ان تلك الحفنة من (( الضباط الاحرار )) التي قادت عدة مئات من الجنود المسلحين في صباح 14 تموز، هي صانعة الثورة . وبما ان حصتنا كانت قليلة بين حفنة الضباط تلك، فيجب ان نكون متواضعين. وان لا ندعي ما ليس لنا. وان لا نطمح الى تطوير الثورة الى اكثر من الحدود المرسومة لها من قبل اولئك الضباط البرجوازيين والبتي برجوازيين، وتقيس وجهة النظر هذه قوة حزبنا السياسي بعدد اعضاءه قبل الثورة الذي كان عدة مئات ايضا .
فلنفرض جدلا ان كل تلك التقديرات كانت صحيحة، افلا يحق لحزبنا ان يعمق الثورة ويطورها ويقاوم ميل البرجوازية لتقليص الثورة؟ ألم يكن من واجبه ان يهيئ الجماهير فكريا ونفسيا ويعبها سياسيا لاقامة نظام دولة ديمقراطي ثوري يتمتع فيه الشعب الكردي بحقوقه القومية وبالحكم الذاتي ؟
هل كانت سياسة حزبنا وشعاراته متفهمة ومتطابقة مع واجبات ومهام الحزب في الثورة الوطنية الديمقراطية التي اندلعت منذ 14 تموز 1958 ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة التركية ومتظاهرين احتجاجا على إغلاق ميدا


.. اشتباكات في حرم جامعة كاليفورنيا بين مؤيدين لإسرائيل ومتظاهر




.. اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين لإسرائيل وآخرين مؤيدين لفلسطين


.. أنصار إسرائيل يعتدون على متظاهرين مؤيدين لغزة بجامعة كاليفور




.. اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في ميدان تقسم بإس