الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ممارسة العنف على الحيوان .. إلى الإنسان ...

أيسر الجرجفجي

2012 / 4 / 15
المجتمع المدني


قرأت سابقا في تقرير في علم النفس يبين بإن الطفل الذي يتعلم في صغره على قتل الحيوان بمتعة بالتالي يشير ذلك الى توفر خامة مجرم و قاتل في المستقبل حالما تتوفر له ظروف ارتكاب الجريمة .. و أن اغلب المجرمين و القتلة هم نتاج لطفولة كانت قد مارست القتل على الحيوان و بدم بارد.

هذا التقرير حضرني عندما شاهدت قبل أيام صورة تبعث على الاشمئزاز تبين الوصي عبد الإله معلقا و ممثلا بجثته - بغض النظر عن رأينا بشخص الوصي - و أيضا فيديو يعرض مجموعة من الصبية و المراهقين يقومون ( بسحل ) حمار بالإكراه و رميه من أعلى الجسر إلى النهر .. و قد أقشعر بدني و شعرت بألم شديد .. و تراءت لي باللحظة بعض مقاطع الفيديو التي شاهدتها بالماضي القريب عن كيفية قيام مجموعات إرهابية بذبح أناس بإسم الدين و هتافات بدأت تثير الرعب في نفوسنا بدل أن تجلب لها السكينة و هي ( الله أكبر ) قبل عملية الذبح .
أرعبني منظر هؤلاء المراهقين و كتبت في حينها تعليقا على الموضوع و فوجئت ببعض التعليقات التي كان فحواها ينصب حول هذا الحمار و كيف سخر للانتفاع منه ( و هو صحيح ) .. و لكنه ليس أساس تعليقي و سأبين للجميع الان و اقول ..
إني لو كنت واقفة بجوار هؤلاء الصبية و المراهقين و هم يتلذذون برمي الحمار بالإكراه و كذلك المنتج و المدبلج للفيديو الذي حوله الى مادة كوميدية ساخرة - و هو في حقيقة الأمر باعث للاشمئزاز - بأني كنت سأشعر بجزع و رعب كبيرين سيجعلني بالتالي أركض مهرولة الى بيتي و أغلق بابي و لن أجرؤ ثانية على الخروج و المرور من جانبهم لئلا يفكر هؤلاء الصبية بمتعة ثانية أكون أنا ضحيتها الثانية بعد الحمار المسكين .. و عسى أن يفهم من قرأ طرحي ما سر اهتمامي بموضوع الحمار ..

و للذين قارنوا بين مشكلة الحمار و مشاكلنا في العراق و ما يحصل فيه من جرائم ضد الإنسانية .. أقول أن ما حصل عندنا من إرهاب إنما هو سبب و نتيجة لما حصل للحمار! و لما حصل للوصي عبد الإله - الذي سبق و أن قام بإعدام الضباط الأربعة في نفس المكان -
أقول أنها سياسة السحل و القتل و التمثيل التي يتحلى بها مجتمعنا و هو موروث يمتد من جيل إلى جيل ... لذا فلا عجب لما حصل من إرهاب خلال السنوات الماضية ... !!
و بالتالي فهو نتيجة منطقية وحتمية للتربية التي تلقاها هؤلاء المراهقين المنحرفين و غيرهم , فلو كان الأهل على مستوى من الثقافة و الوعي لعرفوا كيف يربون أطفالهم على الرحمة و نبذ العنف و احترام القانون و التعامل السلمي الراقي ابتداءا مع الحيوان .. و الذي سينعكس حتما على شخصيتهم في كيفية التعامل و تقبل احدهم للأخر مهما كان اختلاف توجهاتهم و أطيافهم و أعراقهم .. فهم سيكونون نواة لمجتمع متطور و راقي و متحضر ينبذ سياسة العنف و يبني و لا يهدم و يفهم معنى التعايش السلمي و اذا اراد أن يحاسب فسيكون عن طريق القانون لا عن طريق الثأر و الانتقام و الهمجية .. و سيكون له من الوعي ما يجعله قادرا على تغيير مسار هذا البلد نحو الأفضل بالتأكيد .

ختاما أكرر إن الموضوع ليس بصدد مناقشة مصير الحمار و فوائد الحمار .. بل انه مبدأ العنف الموجود أسفا ضمن أخلاقيات مجتمعنا و علينا جميعا أن نعيد بناء شخصيات أطفالنا عن طريق توعية الأهل أولا .. و تطوير مفاهيم الدراسة و المناهج داخل المدارس .. هذا ان كنا نريد بناء مجتمع و وطن نستطيع جميعا أن نعيش فيه بأمان و ازدهار ( هذا صلب الموضوع لمن يهمه الأمر ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي لك عزيزتي ايسر
فؤاده العراقيه ( 2012 / 4 / 15 - 17:47 )
احيي فيك روحك
انا كذلك رأيت هذا الفديو واصابتني الكآبه من هؤلاء
عزيزتي آباء هؤلاء المراهقين لاهين بصلاتهم وصومهم دون ان يعلموا اولادهم الرحمه والعطف على الحيوان ,فقط فالحين ينجبون بأعداد منهم دون ان يقدروا على تربيتهم حيث هم ناقصين معرفه وفهم
شكرا لكِ عزيزتي

اخر الافلام

.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين


.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر




.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة