الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق ولغز الثنائيات الجديدة ؟

احمد مصارع

2005 / 1 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الشرق ولغز الثنائيات الجديدة ؟
الشرق التقليدي المتخم حتى الثمالة , من ثنائية ( الخير , الشر ) بوصفها من المعطيات المحلية , عليه أن يستقبل ثنائية من نفس الجنس , وهذه المرة مستوردة من خارج معاناته , وهي ثنائية من النوع (.؟., الشر ) , فلابد من تطهيره بقوة الاحتلال , وهذا ما يقودنا الى فراغ الثنائيات الجديدة , وهو فراغ كثيف , ممزق وغير مترابط , أو كما يقال فراغ منفصل , من نوع رمال صحارى , إن وجد الاسمنت فأين الماء , وأن وجد الماء , انعدم الاسمنت , ولذلك فان أقوى مرشح ملائم لملئ الفراغ الحادث هو المزيد من الزوابع الرملية , ومن عاش أجواء الزوابع الرملية , أدرك مدى انعدام الرؤية , ومدى الاختناق المصاحب لها , أما الحرارة الجهنمية , فوحدها تكفي لأن تكون مجهدا من غير عمل , فثنائية ( الإجهاد , لاانتاج ) ثنائية تصنعها الطبيعة .
في نفس الفراغ المحدث والمبتدع نجد الثنائيات المستوردة والمفصلة خصيصا له , ( الاحتلال , الديمقراطية ) , بينما من المعروف تقليديا , وقد عفا عليها الزمن وهي ثنائية ( الاحتلال , المقاومة ) , وعلى طريقة الكوجيتو الديكارتي الهزيل : أنا محتل , إذن أنا ديمقراطي .
وهناك ماهو أدهى وأنكي من الثنائيات , ( احتلال , جدار ,ديمقراطية ) وأنا متأسف لعدم قدرتي على تحويلها الى ثنائية , فالواقع هو المقرر الأول للحقيقة .
وقبل أن ننفذ الى الثنائيات الملغزة , فلابد من استعراض الثنائيات المنطقية المتولدة عن الفضاء المستحدث ,ومنها (احتلال , سلام ) , ( سلام , ازدهار ) , (أمن , انتخابات ) , ( حضارة , عقلانية ) , (حراب , خطاب ) , ( انتخاب , دستور ) , ولا ينقصنا شيء , فكل ما ينقصنا هو ( خام , طعام ) , أما النقط والغاز , والكهرباء , هي من متطلبات الاستهلاك العالي , فلابد من التضحية , والصبر , على متطلبات المرحلة .
ألا يكفي وجود الهواء , وفي البراري يعيش الذئب الشرقي أسابيع كاملة على الهواء فقط , فلماذا المبالغة في فرض الشروط التعجيزية ؟!
المحتل سيقدم لك على طبق من ذهب الاحتلال ديمقراطية , فلماذا يعربد الشرقي ؟
المواطن الشرقي مشهور بالصبر , وعملية شد الأحزمة , فلماذا الميوعة , لجيل البسكويت ؟! .
لماذا لا يصبرون كصبر أسلافهم , بانتظار دمقرطة حياتهم أولا , فالجائزة ستكون عظيمة لو يعلمون !
من الثنائيات التقليدية التي عفا عليها الزمن , ( النوم , شبع ) , ( النائم , دفء ) , ( النائم , غطاء ) , ينبغي تجاوز تلك الثنائيات الكلاسيكية , والتسامي , تحت الواقع , وشحذ الهمة الصبرية , والانتظار بشكل ذئبي , على الهواء , والعراء , لريثما يأتي الفرج , وتزول الغمة عن الأمم الشرق أوسطية .
من الثنائيات التي تزعج ذلك السهران بدون داع , هي ثنائية (السلام , السلام ) , فأين العقدة التي يشكو منها ؟
ألا يستطيع تصور إمكانية أن يكون السلام من أجل السلام , ولسذاجة السهران , قال , نعم عندك الحق , ولكن أقسى المتيقظين , أحرجني بالسؤال ألآت :
لقد قبلت كل الفضاءات التي تقترحها بالرغم عنا جميعا , ولكنني يا سيدي لم أفهم معنى الثنائية التي تقول :
(السلام , الهواء ) , أي السلام مقابل الهواء ...
قلت له باستعلاء الفليسوف :
اسمع يابني : لا تحاول الفهم , فبعض الفهم تشويش , والهواء في هذه الثنائية هو هواء نقي , فلا تفسده علينا , اصبر قليلا , وألا فسيفصل لك ثنائية خانقة , أشد وطأة من ثنائية , (ذئب , هواء ) ..!!
ولما لم يقتنع , هددته من خطورة فراغ الثلاثيات , وهو فضاء أعظم خطرا من هؤلاء جميعا , قال لي أعطني مثالا مفهوما , قلت له إليك هذا المثال : ( احتلال , ديمقراطية , هواء ) , وحينها قال سأدخل في سبات طويل .
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل