الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلق العالم 2- المغزى

نعيم إيليا

2012 / 4 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في الملحوظة السابقة من (خلق العالم) أنّ العالم، في تصور أكثر الفلاسفة حتى الإلهيين منهم، أزليّ غير مخلوق. ولهؤلاء الفلاسفة في توكيد ذلك حجج عقلية كثيرة، ألمحنا إلى أبرزها في تلك الملحوظة على نحو خاطف، واكتفينا بالتلميح لشيوعها وكثرة تداولها.
إنّ فكرة أزلية العالم، تستدعي بالضرورة التفكير بالغاية منه. ولكنّ هذه الفكرة، وإن كانت قادرة على حلّ معضلات متعلقة بالعالم: مثل معضلة وجود الخالق، تبدو غير قادرة على إيجاد حلّ لمشكلة (الغاية) من وجود هذا العالم، بل إنها لتبدو عاجزة عن إيجاد حلّ لمشكلة الغاية من الحياة؛ التي هي جزء من العالم الكلي اللامحدود.
ما هي الغاية من وجود العالم؟
ما هي الغاية من الحياة؟
إنها لمعضلة حقاً! ولسوف تشغل العقلَ مذ يبدأ العقل يعي ذاته، ولسوف ينقسم العقل البشري إزاءها إلى اثنين: فمن عقل رأى للعالم والحياة غاية، ومن عقل لا يرى لهما غاية.
فالعقل الذي رأى للعالم غاية، حدَّ غايته في الكمال (التطور) أو الجمال، أو الانتظام والاتساق. وحدَّ الغاية من الحياة في الخير، أو اللذة، أو الإبداع، أو ما شاكل ذلك.
والعقل الذي لم ير للعالم غاية، لم ير فيه غير المادة المصمتة والحركة الأبدية. ولم ير في الحياة تبعاً لذلك، مغزىً أو غاية.
هذان هما التياران العقليان اللذان يتجاذبان معضلة الغاية – وقد أهملنا ما يدعى بالتيار اللاأدريّ؛ لأنه لا يخلو من أن يميل إلى هذا التيار مرة، وإلى ذاك التيار مرة - ففي أيِّ واحد منهما تتمثّل الحقيقة؟:
في مقالة لها بعنوان (تأملات في الحياة)، عبّرت الكاتبة السيدة فؤادة العراقية [1] عن اهتمامها بهذه المعضلة، فقالت:
((المتفائل والمبتهج بحياته، يرى دائمآ ضوءاً غير موجود، ولكنه يريد أن يراه ويعيش في الوهم؛ وهم حياة لم يخترها بإرادته، وهذه بدورها مهزلة الحياة حيث لا يوجد بيننا من اختار حياته.
فكرتُ؛ فاستنتجت أن هذه الدنيا أحقر من أن نفكر بها؛ لأن مقاييسها ضاعت وسط زحام رهيب.. فكل شيء زائل إلا الزوال، فإنه لا يزول. وكل حي مصيره الموت إلا الموت، فإنه لا يموت.
بديهيات لكنها غريبة وغير مقبوله لنا، فما معنى حياتنا إذا كانت بديهياتها غير مقبولة؟ إن كل طرقنا قصيرة، ما دامت تؤدي إلى الموت: ما نفع الكلام؟ وما نفع البحث؟ وما نفع كل ما نفعله وهو في النهايه زائل؟
أعلم أن الموضوع غير مجد، وأعلم أن الجميع يعلم بتفاصيله، ويعلم أن ليس من حل له ولا من بديل، ولكنه التفكير، ونحن مرغمون على التفكير، حتى لو كان عقيماً.
حياتنا صدفة لا نستطيع حساب حجمها لضآلتها.. إنها صدفة من عدد لا نهاية له من الصدف...)).
ومع أن قولها هذا مقصور على الغاية من الحياة، فإنه يحمل في داخله تصوراً عن مغزى العالم الكليّ أيضاً، يستنتج منه أن العالم يفتقد المعنى، ما دامت الحياة تفتقده.
ولكنها في مقالة أخرى بعنوان (حول الموت والآخرة) لن ترى الحياة زائلة فانية خاوية من المعنى، فهناك الخلود، الذي يسعى الإنسان إليه بالإنجاب وتوريث الجينات والأفكار إلى الأجيال المتعاقبة:
((فالإنسان لا يموت، طالما ترك وراءه بصمة تذكر. وهو غالباً ما يترك هذه البصمة سواء كانت فكرة مؤثرة أو أبناء باقين وراءه. أما الموت فللجسد فقط؛ فالجسد فان لا محالة ..)).
ويضيف السيد طلعت ميشو (الحكيم البابلي) إلى الحياة معاني أخر، تتفق مع النزعة (الإبيكورية) أشهرها: المتعة والسعادة، وذلك حين يتحدث عن حياة الناس في الغرب، مقارناً إياها بحياة الناس في الشرق:
((ولهذا تعجبنا حياة الغرب المبنية على العقل والحرية الشخصية وفهم المغزى الحقيقي الأصيل من هذه الحياة القصيرة الواحدة التي ليس بعدها حياة أخرى كما يدعي الخزعبلاتيون من عبيد الدين والمقدس.
الغربيون يعرفون حقائق الحياة أكثر من الشرقيين... ويُريدون أن يتمتعوا بأكبر وقت ممكن من حياتهم ووقتهم بكل حرية وسعادة وأوكسجين فكري لإدامة الفرح والإنعتاق من كل سخافات التخلف الإجتماعي...)).
وفي مجال المقارنة أيضاً، يؤكد السيد عبد الرضا حمد جاسم، أن الغربيين أدركوا من معاني الحياة الصدقَ والحبَّ:
(( لم يتعبهم الشك ومراقبه الآخرين؛ لأنهم لا يفكرون بإضاعة الوقت بالترهات، لذلك ترينهم مرتاحين يقولون ما يريدون ولا يطمعون بما يملك الغير؛ لأنهم يملكون أثمن الأشياء: الحب والصدق))
غير أن السيدة ليندا كبرييل، ستتصور للحياة غاية تتجاوز في خطورتها الغاية التي تصورتها فؤادة العراقية والبابلي والجاسم؛ إنها بناء العالم يبنيه جيلٌ لجيل، وقد صاغتها في إطار الواجب الأخلاقي:
((الحياة لا معنى لها، لو أمضيناها بلا هدف... الحياة مضحكة لو عشناها لأهداف ضحلة، ولم نفكر أن نجعل العالم أفضل للأجبال التالية. على كل إنسان كل يوم قبل أن ينام، أن يقيم جرداً لأفعال ذلك اليوم: ماذا قدم ؟ وماذا جنى؟ وكيف شارك؟ وأن يفكر لغده بنفس الأسئلة بصيغة المستقبل، ولا بأس ببعض التشاؤم شرط ألا ترجح كفته، وإلا فقدنا صانع الحلم : التفاؤل)).
أما السيد سامي لبيب، فله عناية خاصة بهذه القضية، تفوق عناية الآخرين ممن ذكرناهم، وقد خصَّها بأكثر من حديث ومقالة. ولكن منطلقه إليها لم يكن البحث الفلسفي المجرد، وإنما الطعن على أشدّ المعتقدات رسوخاً في الأديان؛ وهو الاعتقاد، لدى المتدينين، بأن الغاية من الحياة، إنما هي العبادة والخلود في الفردوس أو الاتحاد بالأول، يقول:
((فى مقال لى بعنوان (الدنيا ريشة فى هوا) من سلسلة مقالات (لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون) أثرت قضية مهمة تنطلق من أن الإنسان يخلق معنى وغاية فى عالم بلا معنى. فأسطورة الجنة والجحيم، لا تقف عند حد طلب الخلود والبقاء واللذة، ولكنها فى عمقها تحاول أن تعطي معنى للحياة والوجود؛ هو أننا كيانات مختلفة ومتميزة فلسنا دودة تسحقها الأقدام أو ريشة تذروها الرياح...)).
ويقول في مكان آخر شارحاً:
((الغاية التى أعنيها هى عدم وجود هدف تم التخطيط والتدبير له من قوى عاقلة ذات إرادة وشخصية؛ أى أن الوجود والحياة، ليس هناك من أعد لهما لهدف وغاية في نفسه.. بل نحن من نضع الهدف والغاية للأشياء حتى يكون لها معنى.
نحن نخلق الغاية، ونجعل للوجود معنى: فنتحمس لقضية ما حتى لو كانت بسيطة، نتعاطف مع أشياء، نحب الجمال والفن، نشغل أنفسنا، نمارس حياتنا كبشر، ولكن يبقى أننا لا نعيش وهم الغاية ونستسلم له كما يفعل المؤمنون فنحن ندرك جيداً أننا نخلق المعنى لنمارس الحياة...)).
بيد أن قوله بأن الإنسان يخلق المعنى، ويضفيه على حياته وعلى العالم – وهو قول كثير من الفلاسفة أمثال نيتشه وألبير كامو - لا يقدم حلاً للمعضلة؛ فهو، إما أنه حين يدعي أن الإنسان يخلق معنى للحياة، يتصور العدم؛ لأن الخلق لا يكون إلا من العدم، والعدم محال.
وعلى هذا، فكيف له أن يدعي مثلاً أنّ معنى اللذة مختلق!؟ هل كانت اللذة غير موجودة فخلقها الإنسان، ثم أضافها إلى حياته؟
وإما أنه ينظر إلى المعضلة بعين الإنسان الواعي المتطور، مع أنّ الحياة والعالم كانا موجودين قبل أن يوجد الإنسان ويتطور؛ مما يعني أن هذه النظرة إنسانية بحتة قاصرة عن فهم المغزى الحقيقي للحياة والعالم. فلو استطعنا أن نستبعد بخيالنا الإنسانَ من مشهد الحياة، فماذا يحدث؟ هل ينتفي المغزى من الحياة والعالم بالإضافة إلى الكائنات الأخرى، أو بالإضافة إلى العالم ذاته؟
ماذا عن الفيلة، والدلافين، والفئران، والحشرات والخلايا؟ هل الغاية من وجودها هي اللذة أو الخلود، أو البناء، أو ... كما هو عند الإنسان؟
وماذا عن العالم الذي لا يعقل في نظرنا ولا يحس ؟ أليس له من غاية؟ فإذا لم تكن له من غاية كما يزعم طائفة من الفلاسفة والعلماء، فلماذا هو موجود إذاً؟
وإن كان له مغزى، فما هو المغزى من وجود هذا المغزى؟
ربما بدت هذه التساؤلات حائرة عصيّة، وقد يعجز العلم عن الإجابة عنها، غير أن الفلسفة لا تعدم الجواب عنها: فإذا كنا لا نستطيع أن نتصور الحياة أو وجود الكائنات من دون أن يكون لوجود هذه الكائنات مغزى، ولا نستطيع أن نتصور العالم الكلي من دون غاية؛ لأنّ الغاية متى انتفت، انتفى وجود الكائنات والعالم؛ فإنّ الغاية من وجود العالم، لن تكون شيئاً آخر غير وجوده. إن الوجود هو غاية الوجود.
_____________________________________________

[1] استعنت بآراء الزميلات الكاتبات والزملاء الكتاب، ولم أستعن بآراء الفلاسفة والعلماء؛ لأن آراء هؤلاء لا تكاد تزيد عما جاء لدى الزملاء حول هذه المسألة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المتفضل الاستاذ نعيم ايليا المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 4 / 16 - 19:31 )
تحية وتقدير وامتنان
شكرا سيدي الكريم على هذه الرحله في التلافيف الدقيقه من منضومة التصور والتحليل عند الانسان
وشكرا لما تكرمتم علينا به
رغم ان التساؤلات هي من تحرك الراكد وتخفف من ضغط الجاهزات وهو الطريق الى الحياة فلذتها بالسؤال مع النفس وسعادتها التعب في البحث عن الجواب وغايتها خدمة الحياة
عندما نقول الغايه من وجود الشيء فهذا يعني ان هناك من فكر به وصممه واستحضر المواد اللازمه للانجاز وقبل التنفيذ انتبه الى ان يجد جواب لسؤال ربما يطرح عليه وهو لماذا؟التي تعني فيما تعنيه الغايه
لم تفكر الطبيعه بان تحدد الغايه من وجود ما عليها لكن ربما بعد ان ظهر الشيء اصبح السؤال لماذ؟اي ما الغايه من هذا الشيء سواء كان انسان او اي خليه حيه
لان الوجود الاول اعتقد انه بلا غايه ولكن ما نتج عنه اصبح لغايه المفروض انها تخدم الوجود الاول
شكرا استاذي الفاضل على هذه الوخزه الحاده التي تعيدنا الى التامل ومتعته لتسترخي المتشنجات بصفاء هذا التأمل


2 - لا غايه من الوجود
فؤاده العراقيه ( 2012 / 4 / 16 - 19:50 )
أهلا بك عزيزي نعيم وشكرا لك لأنك تناولت هذا الموضوع وكان الاجدر بك ان تنبهنا عليه من خلال التعليقات فلولا الصدفه لكنت لم انتبه له

عن نظرتي الخاصه دون الرجوع الى اي مرجع من فلاسفه والى ما شابه كما يفعل بعضهم , فانا أقول بأن غاية الوجود لم تكن لنا بها رأي فنحن اتينا له دون ارادتنا وسنذهب ايضا دون ارادتنا , أي ما يحكم الانسان والحيوان الغريزه ( غريزه الحياة ) دون تفكير ليس الا
لا غاية من حياة الانسان والحيوان سوى ان الغريزه هي التي تلعب به
ربما تكون نظرتي تشاؤميه نوعا ما لكنني اتصور بأنها الحقيقه
لا غايه من الوجود طالما النهايه العدم فمهما سعدنا ومهما عملنا ومهما تألمنا وفرحنا ستكون نهايتنا اللاشيء , فحقيقة الحياة الوحيده هي موتنا ولا غير


3 - لا غايه من الوجود
فؤاده العراقيه ( 2012 / 4 / 16 - 19:57 )
أهلا بك عزيزي نعيم وشكرا لك لأنك تناولت هذا الموضوع وكان الاجدر بك ان تنبهنا عليه من خلال التعليقات فلولا الصدفه لكنت لم انتبه له

عن نظرتي الخاصه دون الرجوع الى اي مرجع من فلاسفه والى ما شابه كما يفعل بعضهم , فانا أقول بأن غاية الوجود لم تكن لنا بها رأي فنحن اتينا له دون ارادتنا وسنذهب ايضا دون ارادتنا , أي ما يحكم الانسان والحيوان الغريزه ( غريزه الحياة ) دون تفكير ليس الا
لا غاية من حياة الانسان والحيوان سوى ان الغريزه هي التي تلعب به
ربما تكون نظرتي تشاؤميه نوعا ما لكنني اتصور بأنها الحقيقه
لا غايه من الوجود طالما النهايه العدم فمهما سعدنا ومهما عملنا ومهما تألمنا وفرحنا ستكون نهايتنا اللاشيء , فحقيقة الحياة الوحيده هي موتنا ولا غير


4 - عزيزي الأستاذ عبد الرضا جاسم المحترم
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 16 - 21:52 )
تقول:
عندما نقول الغايه من وجود الشيء فهذا يعني ان هناك من فكر به وصممه
---------------------
ولكن نحن متفقون على أن الوجود أزلي ليست له بداية، وفي هذه الحالة فلا معنى لافتراض وجود الصانع، كما افترض ذلك أرسطو وتابعه فيه الفلاسفة المسلمون.
وتقول:
لم تفكر الطبيعه بان تحدد الغايه من وجود ما عليها لكن ربما بعد ان ظهر الشيء اصبح السؤال لماذ؟اي ما الغايه من هذا الشيء سواء كان انسان او اي خليه حيه
---------------------
الطبيعة ليس لها إلا الوجود، وهذا الوجود هو الغاية. أما الحياة فلا أعتقد أنها ظهرت، بل هي أزلية. إن ظهور الحياة يقتضي الخلق، وفكرة الخلق مقترنة بالعدم. ونحن لا نتقبل العدم.
وتقول:
الوجود الاول انه بلا غايه ولكن ما نتج عنه اصبح لغايه المفروض انها تخدم الوجود الاول
_____________
ما دام الوجود أزلياً مطلقاً، فينبغي ألا يكون له أول
والعقل أعلم. شكراً لك عزيزي على تقديمك لهذه النظرات التأملية العميقة، والتي لا تقاس بميزان الخطأ والصواب.


5 - بل أهلاً بك أيتها العزيزة
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 16 - 22:23 )
لماذا فؤاده، وليس فؤادة؟
هل علمت الآن لماذا لم أعثر على موقعك الفرعي؟
الإنسان الفرد يموت، أي يتحول إلى شيء آخر ولا ينتهي إلى العدم. العدم لا وجود له
الحياة مادة، جزء من الكون فهي أزلية مثله: تتحول، تتغير، تتطور، تتنوع، ولكنها لا تفنى أبداً
إنها موجودة لا يفنيها الموت، ولأنها موجودة، فإن الوجود غايتها من الأزل إلى الأبد
ولوجوها في الإنسان أحوال وأطوار وألوان: كالولادة، والموت، والشقاء، والنعيم، والصحة والمرض، والخمول، والإبداع...
لك أجمل التحيات أيتها الفيلسوفة بالفطرة


6 - لا يهمني الجسد
فؤاده العراقيه ( 2012 / 4 / 17 - 00:09 )

اهلا بك عزيزي مجددا
كيف تريده ان يكون فؤادة ؟؟؟

نحن لا يهمنا جسدالانسان يا عزيزي وعندما نقول مات فلان اي انتهى الى الابد والى العدم ,, صحيح جسده لا يفى بل يتحول لكن ما يهم هو الروح ,,الحس والادراك
في هذا المقال فكرة الانسان والغايه من وجوده وأعتقد بأن الانسان هو ارقى المخلوقات وهو ما نبحث له عن غايه لوجوده وأنا قلت بأن لا غايه من وجوده طالما نهايته العدم ,, وكنت اتمنى ان تناقش هذه الفكره
هي نظره تشاؤميه لكنها حقيقه لا نريد لها التصديق

مع اطيب التحيات


7 - قال باسكال هناك كفاية من الضوء لكي يؤمن البعض
بشارة خليل قـ ( 2012 / 4 / 17 - 03:20 )
وكفاية من الظلام لكي لا يؤمن البعض الاخر
وقال احد القديسين:قليل من العلم يؤدي الى قليل من الايمان........ء
اعجب كل العجب لمن استسلم لكابوس العدمية المادية
اعجب كل العجب لمن يستريح لفكرة ان هذا الوجود اوجد نفسه بنفسه
اعتقد ان هذه الكلمات القليلة كافية للتعبير عما يجول في اعماقي
تحياتي


8 - اكثر من خمسمئة عالم بمختلف المجالات
بشارة خليل قـ ( 2012 / 4 / 17 - 03:43 )
خلال السنوات القليلة الماضية عاد من الالحاد الى الايمان
اليوم هنالك ردود حقيقية وصلبة على كل ايونات الالحاد وثوابت الوهم العدمي المادي
اقراوا قصة احد اشهر العلماء الملحدين البريطاني
ليس مقاومة الايمان بالله هي معركة انسان ما بعد الحداثة بل هي معركة تثبيت القيم الحضارية بظل ايمان عقلاني لا يتعاطى مخدرات الدروشة
تياتي مجددا Antony Flew


9 - المتفضل الاستاذ نعيم المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 4 / 17 - 07:23 )
اكرر التحيه والشكر
كم هو رائع جوابكم ايها المعلم الحق...لقد وخزت بالابر النعيميه مراكز التفكير العصبيه لتحفزنا على التأمل
وقلت حكمه اخرى سنعلقها على صدورنا وهي ما ختمت به ردكم علينا واسمحلي ان اعيدها وهي:
التأملات العميقه لا تقاس بميزان الخطاء و الصواب
شكرا ايها المعلم الوقور وهذا حافز للتأمل الجميل الذي يزيح الهم والتعب ويجعل الانسان هاديء وينام وهو مرتاح لا كما يظن اولاً انها تسبب الصداع والالم
اكرر التقدير و الامتنان والشكر والى المزيد لنتعلم ونستفيد ودمتم بصحه وعافيه وانتم تنعمون بالعلم و لا تبخلون به


10 - الأستاذة الراقية فؤادة العراقية
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 17 - 10:05 )
أستاذتي العزيزة، لاحظي معي هذه العبارة من فضلك: زيد فؤاده مليء بالمحبة
الهاء ضمير الغيبة المتصل للمفرد المذكر
والتاء المربوطة علامة التأنيث مثل: فؤادة، علية، سميرة
عزيزتي، أنت تفصلين بين الجسد والروح (الحس والإدراك) فهل هذا الفصل ممكن؟
أنا من الذين يعتقدون بأن الحياة شكل من أشكال المادة، ولا يمكنني أن أتصور هذا الشكل منفصلاً عن طاقته (الروح).. إذا تمكنا من الفصل بينهما، فلا بد حينئذ من الاعتقاد بوجود
الروح خارج الجسد واستقلالها عنه. فهل توجد روح خارج الجسد؟
إن الجسد مع الطاقة التي فيه، حين يموت يتحول إلى شيء آخر. التحول هو حقيقة الموت
تقولين:
لا غايه من وجود الإنسان طالما نهايته العدم
طيب، إن لم تكن ثمة غاية، فلماذا هو موجود؟
الموجود لا يمكن أن يكون إلا موجوداً بهذا الشكل أو بذاك. وتحقُّقُ هذا الوجود بهذا الشكل أو ذاك بقانون الصيرورة الأزلي هو غاية الكون وغاية الحياة
أما وأنت تعتقدين بالعدم نهاية للجسد، من دون اعتبار لقانون الصيرورة والتحول، فلا بد من التشاؤم
أعرض هنا جوهر القضية الكلي، وليس الصور والأشكال والأحوال والأطوار والأهداف الثانوية التي تتعلق بهذا الجوهر
لغتك لذيذة تعج


11 - إلى العزيز بشارة
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 17 - 10:27 )
أنا لست عدمياً، بل من خصوم العدمية
ولا أعتقد بأن الوجود خلق نفسه. الوجود أزلي أي هو موجود بلا زمان
ولم يخلقه أحد، لأن الخلق يقتضي العدم كما ذكرت
هل تؤمن بالعدم عزيزي؟
وإذا كان الله خلقه، فلا بد من أن يكون خلقه من ذاته، وحينئذ يكون الوجود مظهراً من مظاهر الله ، ويكون الله مادة. وبهذا التصور سنؤكد صحة نظرية الانفجار
فكرتي لا تتعارض مع القيم الدينية النبيلة، ولكنها تتخفف من أساطيرها وخرافاتها
والإلحاد لا يعني عندي التنصل من الأخلاق ولا سيما الأخلاق المسيحية
فأنا مسيحي أخلاقي، ومسيحيتي الإلحادية في نظري أجمل من المسيحية التي تؤمن بالعقاب والثواب
لك تحياتي أخي المحترم وشكراً لك على المداخلة
وأقدم خالص مودتي لأخي العزيز عبد الرضا جاسم على كلماته الشاعرية الطيبة


12 - غريزة الحياة
فؤاده العراقيه ( 2012 / 4 / 17 - 12:04 )
عزيزي نعيم بالنسبه للاسم استغرب على هذه التاء حيث في احدى مقالاتي ذكر احد الكتاب بأنني عداوه مع التاء المربوطه والحقيقه استغربت له ورجعت لمقالي ولم اجد اي خطأ ,,وانت اليوم تكرر نفس الكلام فسميره لا تكتب سميرة بل هاء مربوطه فسميرة ستلفظ بالتاء وهذا خطأ عزيزي فهي بالهاء المربوطه وكذلك عليه وفؤاده , لكن بدون ضمه فلا نلفظها بضمه بل نتركها بدون تحريك فتلفظ كفتحه , فليس شرط لتاء التأنيث بأسماء المؤنث وهي لا تأتي بجميع الاسماء

أما بالنسبه لوجودنا فغريزة الحياة تلعب الدور الاول بها , وما الانسان سوى غريزه تتحكم بأفعاله , فهل تستطيع ان تستغني عن الطعام او الشراب او الجنس او الحياة , حيث تسأل لماذا نحن موجودين طالما لا يوجد غايه ؟؟ عزيزي هو من أستشارنا وسألنا عن رغبتنا بالوجود حيث نأتي ونغادر دون اراده !!
أنا لا أفصل بين الجسد والروح أطلاقا لكن بالنتيجه وبالموت ستنفصل الروح وما الروح سوى الادراك والوعي والحس وليس شيء ملموس وبتوقف القلب ستغادر الى الفناء وكأنها لم تكن .. كلامي حسي وعفوي دون أن اطلع قانون كان وصار الكينونه والصيروره والخ .بل هي نظره واراها حقيقه نلمسها ودون عناء
جزيل الشكر


13 - الشجرة وأوراقها
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 17 - 14:14 )
كلتش زين! كلامك صحيح مئة بالمئة ، أصلاً ما حدا بيفحمني غيرك
بالنسبة للتاء المربوطة صديقتي العزيزة، هي فعلاً مشبوهة وسمعتها مع نون النسوة بالشرق كتير سيئة، بلاها لهالتاء إذاً، خليها هاء مربوطة، هيك أحسن
بس ما لاحظت أنو التاء والهاء تنيناتون مربوطين؟

الإنسان عزيزتي لم يخلق، الإنسان موجود، نقطة
حسنٌ، ما هي الآن الغاية من وجوده؟
لو كان مخلوقاً لسألنا خالقه: لماذا خلقته، ما الغاية من خلقه؟ أما وأنه ليس مخلوقاً، فليس من غاية له غير وجوده
ووجود الإنسان محفوف بالغرائز والمشاعر والأحاسيس والأفكار والتطلعات
وهو يولد ويموت في دورة وجودية مستمرة، مثل ورقة على شجرة
فلو كنت تراقبينه من فوق كوكب آخر، لما كنت رأيته إلا دائم الوجود
أحلى تحية للعزيزة فؤاده وبهاء مربوطة كمان، لحتى ما تزعلي


14 - الى الاخت فؤادة
شاهر الشرقاوى ( 2012 / 4 / 18 - 01:03 )
فنحن اتينا له دون ارادتنا ...وسنذهب ايضا دون ارادتنا
************
كوننا اتينا بغير ارادتنا .حقيقى الا حد كبير ولوان هناك من يرى غير ذلك
ودليلهم هوفى الجزء الثانى من جملتك وهو وسنذهب ايضا دون ارادتنا
دليلهم هو حب الحياة رغم كل شئ ..
ودليل حب الحياة هوالتمسك بها
والا لهان على من يرفضها ان يغادرها بارادته
يمكن لاى انسان ان يخنار ان يغادر الدنيا بارادته
والطرق كثير قوى

ومهما كانت نسبة المنتحرين واسباب انتحارهم
فهناك من الملحدين والغير مؤمنين بالله وباليوم الاخر المليارات .التى اختارت ان تحيا الحياة .ويستمتعوا بها ..رغم علمهم اويقينهم انه لا حياة ثانية ولا بعث ولا نشور ولا حساب

الا يعتبر موقف هؤلاء انهم اختارو الحياة بارادتهم ..على الرغم من كونهم يستطيعون مغادرتها بارادتهم ايضا؟
فلوكانوا متعجبين ومعترضين على كونهم اتوا الحياة بلا ارادة
فليتركوها بارادة ان كانوا حقا كارهين للحياة ومعترضين على وجودهم فيها

حفظك الله ورعاك واطال عمرك
واحيا الامل وحب الحياه فى قلبك
واراح بالك ونفسك وهدى عقلك . ,


15 - اعتذار واجب
شاهر الشرقاوى ( 2012 / 4 / 18 - 06:57 )
الاستاذ المحترم نعيم ايليا
ارجو تقبل اعتذارى لدخولى الى مقالك وتوجيه تعليق للاخت المحترمة فؤادة دون ان القى عليك التحية والسلام واعبر عن اعجابى بمقالك وفكرك المتميز واسلوبك الاكثر تميزا فى عرض افكارك وما تؤمن به

فقد علمت بهذا الموضع بمحض الصدفة من خلال الفاضل المتفضل استاذنا الكبير عبد الرضا حمد بن جاسم فى احدتعيقاته على موضوع لى ... فدخلت على الموضوع .متلهفا ..لاقرأه وبالذات رد فؤادة ....
فعذرا استاذى الفاضل
ولك تحياتى وتقديرى


16 - لا داعي للاعتذار
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 18 - 08:01 )
أخي العزيز الأستاذ المحترم شاكر الشرقاوي
لا داعي للاعتذار أخي، لقد شرفتني بحضورك، أنا سعيد فعلاً بوجودك الفكري معنا
أشكرك شكراً جزيلاً، وأتمنى لك الخير في الدنيا والآخرة

اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ