الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر بين حرية الإرادة ورغبة الإدارة

صلاح السيد عبد الحي

2012 / 4 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


"مصر بين حرية الإرادة ورغبة الإدارة"
بعد قيام الشباب المصريى يوم 25 يناير بثورته من أجل الحصول على العيش والحرية والكرامة الإنسانية من رئيس البلاد آن ذاك محمد حسنى مبارك ، ولكن بتعنت وبفقد للبصيرة عالج النظام هذه المطالب باللامبالاة وعدم الرغبة فى تنفيذها، والنظر فى تلك الوقفة وهذه المطالب بنظرة علوية مشبوبة بجبروت وكبرياء وعدم اكتراث وسوء معالجة. أدى فى نهاية الأمر إلى المطالبة برحيل النظام. وهذا ما جرى يوم 11 فبراير 2012 عندما تخلى حسنى مبارك عن الرياسة وأسند إدارة البلاد إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ومنذ ذلك اليوم صارت الحرية كاملة للمجلس العسكرى فى إدارة البلاد ، وتمتمع بحرية واضحة صريحة ، معتقدا هو فى شرعيتها لأنها أتت له من رئيس البلاد الشرعى ، وأعتقد أفراد الشعب وخاصة شباب الثورة منهم ، أنهم قد أنهوا مهمتهم وأزالوا النظام وأسقطوه. فأنتهت إدراتهم للثورة وتنظيمها ،وبالتالى تنازلوا هم وبارادتهم عن حريتهم ومنحوها وأعطوها للمجلس العسكرى الذى أتى به ليس هم - شباب الثورة - ولكن من خلعوه وأجبروه علىالتخلى عن إدارة البلاد. ولقد نسى هؤلاء الشباب الطاهر أن المجلس العسكرى راغب فى الثورة منذ أمد ، منذ قيامه بثورة 23 يوليو 1952 ، وأن محمد حسنى مبارك كان سوف يزيل عنهم هذه الرغبة بتوريث حكم البلاد لابنه جمال. ومن ثم نسى الشباب الغير طامع ولا طامح فى سلطة تعطش العسكر فى إدارةالبلاد . وهكذا وقعت مصر وانتقلت من حاكم كانت لدية الحرية الكاملة فى إدارة البلاد ولدية الرغبة الحقيقة بل والشرعية أيضاً فى تنفيذ رغبته وإرادته إلى يد متعطش راغب ، أتت له من حيث لا يدرى .
ومن ثم تسير مصر الآن فى دروب وطرق وعرة لا يبدو لها نهاية أو نور يسطع وينير دروبها أو مدقاتها، فاليوم يرى المجلس العسكرى أن انتخابات رئيس الدولة هو الأمر المهم والواجب تنفيذه. بينما تبح النخبة وتصوت بضرورة وضع دستور للبلاد أولا ولكن ليس هناك من مجيب أو منصت من أفراد المجلس العسكرى الذى أراد السلطة وأتت له بشرعية مشكوك فيها ، ويصر بشكل عسكرى بضرورة تنفيذ رؤيته ، وانتخب مجلس الشعب ووضع وشكل اللجنة التأسيسية للدستور بشكل مخالف ومغاير ، فيثور الناس وترفع القضايا ويصدر القضاء حكمه بضرورة إعادة تشكيل اللجنة التأسيسة للدستور بشكل قانونى صحيح. وهنا يجتمع المجلس العسكرى مع القورى السياسية ويرى ضورة الأنتهاء من وضع الدستور قبل انتخابات الرئيس . ويقتنع الناس ورؤساء الأحزاب ، ويردد بعض الصحفيون والإعلاميون ويلمعون أفكار المجلس العسكرى وكأنهم يقولن متهكمون على النخبة التى بح صوتها من قبل وعلى شباب الثورة أين كان هذا الحل منا ، وكيف لم نفكر فى هذا الأمر من قبل حتى ننهى خلافاتنا ونزاعاتنا. وهذه هى حكمة المجلس العسكرى فى إدارة البلاد ويا لها من حكمة ورؤية جديرة بالأحترام وإعطاء التحية العسكرية الواجبة لها.
إن مصر يا سادة فى أشد حالاتها احتياج لإرادة حرة شريفة نزيفة بعيدة عن الهوى والرغبة فى الحكم وحب الكراسى وإصدار التعليمات والتوجيهات. فمصر فى حاجة لحرية رأى حتى تصدر حكم وتنفذ أمر ، فمصر تريد إرادة حرة حتى تكون ورغبة قوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا