الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائية الخوف والتملق:انا اخاف اذن انا متملق

عباس سامي

2012 / 4 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الخوف سلطة تفرض على الذوات فرضا جماليا ومعرفيا .تبدو في ظاهرها كانها تعبير عن خطاب عفوي ونزيه لكنها تمثل مرحلة متقدمة من الاستبداد واللاحرية .يمكن ملاحظتها ودراستهامن خلال امثلتها ونماذجها الكلاسيكية على شكل متكرر يبعث الملل والقرف. الخوف لايمكن الاحساس والشعور به الا عن طريق تجربة شخصية يمر بها الانسان .ورغم اهمية التجربة الانسانية في معاناتها كوثيقة اركيلوجية يمكن الاخذ بها في الدراسة وكشف زيف وتناقضات ونفي السلطة.كشكل من اشكال القمع والحرمان والتهميش التي يعاني منها الانسان . وماتسببه من امراض جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية. الا ان هذا لايعنينا الان .بقدر مايعنينا كشف الزيف والرياء والكذب والخداع الذي يقع خلف احد اهم تجليات وامكانيات الخوف الا وهو التملق في حركته السياسية والدينية والمعرفية.يتخذ التملق اوالرياء عدة اشكال منها جمالية(فنيةوادبية)اي توظيف الفن والادب كاداة في خدمة الخوف من خلال التاكيد على اهمية الشخص المتآله . وبالتالي يصبح ذلك الشخص رمزا لدولة او مذهب اوقبيله اواي شيئ اخر يوظف كرمز (علامة) .لايمكن مناقشتها او محاورتها او التشكييك بشرعيتها على هيئة خطاب فني وادبي يؤدي وظيفته الايدلوجية من جانب ووظيفته الجمالية والمعرفية من جانب اخر.فتصبح لوحة او قصيدة عن دكتاكتور -كمثال-قيمة فنية وجمالية بذاتها تلاقي اعجاب ودهشة المتلقي والمشاهد وتؤدي وظيفتها الايدلوجبة في الوقت ذاته.كرمز ومثال وايقونة لقوة وبطش السلطة وتفردها في امتلاك السيطرة .فهى المصدر الوحيد والصحيح والقادر على انتاج المعرفة والطاعة.وبالتالي هذه السلطة متجسدة في افراد معيين لايمكن المساس او الشكيك بقدرتهم ونواياهم . من خلال سلطة سياسية اوسلطة دينية . تمجد وتقدس ذلك الشخص(السياسي،الاصولي).وبالطبع هو ليس حبا وكرما لذلك الشخص بل خوفا ودفعا لتهمة الخيانة وعدم الطاعة.من اقرب الافراد اوضمن المؤسسة او الدولة بالنسبة لسلطة السياسي اوتهمة التكفير لسلطة الاصولي.نلاحط ان ادوات الغدر والخيانة تكون من الدائرة القريبة من مركز القرار احيانا(السلطة). كما يكون خوف عامة الناس مصحوبا بالحصول على بعض الامتيازات .يمكن ملاحظة ماتم ذكره ومطابقته على ارض الواقع من خلال مشاهدة القنوات الفضائية وتغزلها(تملقها)للكثير من رموز السياسة .اومن طريقة عرض الكثير من الصور والاسماء والشعارات والكلمات والمقولات والخطابات في الساحات والشوارع والبيوت والمؤسسات والصحف والمجلات والكتب . كلما كانت الدعاية قوية كلما كانت السلطة -اي سلطة- قوية. تقديس الاشخاص ظاهرة متاصلة تلاقي الاقبال والرفض من الكل.لكن الجميع يمارسها ويطبقها حسب مقتضيات حاجته لها والوظيفة التي تؤديها من اجل خدمته ومصالحه. ليس على مستوى السياسة فقط انما على مستوى العادات والتقاليد والاعتقادات ايضا.وهو تملق يكون مصحوبا بالطاعة العمياء (التقليد) واحيانا بالبكاء وتانيب الضميرواحيانا بالتقديس .اذن تملق من اجل مكاسب دنيوية وتملق من اجل مكاسب اخروية.المظهر الثاني من مظاهر تجليات الخوف في تملقه هي ظاهرة التصفيق وتقبيل الراس واليد والخدود.وهذه ظاهرة تتعلق بحركات الجسد وقدرته على اخفاء خوفه من خلال المظاهر التي تم ذكرها.باصطناع ادوات للتملق.تبعد عنه تهمة الخيانة والتكفير.وهي تهمة جاهزه في كل زمان ومكان. هذه المظاهر كانت جزءا من تركيبة القبيله والعشرة في الماضي.فقدت قيمتها الاخلاقية والاجتماعية .واستغلت كاداة من ادوات الخوف والتملق. كما نجد مظاهر التملق حتى في اختيار الاسماء للابناء وفي طريقة ارتداء الملابس ولونها وتشجيع النادي الرياضي او اللاعب اي يصبح كل شي على شكل محاباة (تملق)واخطر انواع التملق هو التملق اوالمحاباة الفكرية .فنجد الكثير من الباحثين والدارسين والمفكرين .يقومون بتزوير حقائق التاريخ وتاليف الكتب تمجد وتتملق لمرحلة ما على حساب الحقيقة والمعرفة العلمية .وهذه ظاهرة خطيرة واكبت المجتمع العربي منذ مرحلة التدوين ومازالت مترسخة فيه. فتكون هنالك قطيعة معرفية مع بعض العلوم او مع بعض الاعلام المهمين او مظاهر وادوات الحياة.فلا عجب ان نرى فئات كثيره في مجتمعاتنا العربية لا تعرف بعض العلوم او الفنون او الالعاب الرياضية اواسماء اعلام مهمة في مجتمعاتها .او على الاقل لاتتاثر بها.هذا الاقصاء والتهميش والحذف تم عبر السلطة في مرحله ما .وهو في الحقيقة يكشف زيف وكذب السلطة لاحقا. لايوجد فرق بين السلطة السياسية والدينية فهما متفقان على امتلاكمها الحقيقة لوحدهما .وبالتالي توزيع الادوار فيما بينهما فقط.مع ان هذه العلاقة بدات تضمحل ولاتفي بالغرض بعد اكتشاف الوعي الانساني الزيف والخداع الذي يوجد وراء هذه العلاقة المشبوهة.تملق يرتبط بالخوف من السلطة بنوعيها السياسي والاصولي .تملق معرفي يرتبط احيانا بسلطة السياسة .ويدور في فلكها.وهذا الخوف المعرفي احيانا تملقه لاينتمي او يخضع لهذه السلطه انما يخضع لسلطة العقل من خلال تبنيه او انتماءه لافكادر وتيارات فكرية معينه خوفا من تهمة الشعور بالنقص و عدم المعرفة(الجهل والتخلف)التي يحاول التخلص منها .وبالتالي يصبح كالاصولي دوغماتيا في رفض وتقبل الآخر وافكاره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحزمة نارية عنيفة للاحتلال تستهدف شمال قطاع غزة


.. احتجاج أمام المقر البرلماني للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ تض




.. عاجل| قوات الاحتلال تحاول التوغل بمخيم جباليا وتطلق النار بك


.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف




.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟