الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهوة السلطة عند الاسلاميون العرب توقعهم في الفخ الامريكي

محيي المسعودي

2012 / 4 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يظن الاسلاميون بعدما سطع نجمهم فيما سميّ بالربيع العربي ان وصولهم السلطة جاء استحقاقاً سياسياً متأخراً لهم.. ويظنون ايضا انهم الاصلح والاقدر على حكم البلدان العربية الاسلامية ربما يجد المتابع لحراك »الربيع العربي« أن اعتقاد او ظن الاسلاميين في هذا الخصوص له ما يبرره. وهي الاصوات التي حصدوها في الانتخابات والمقاعد التي شغلوها في البرلمانات. ويرى الاسلاميون ايضا ان وقوف امريكا معهم او عدم رفضها ومحاربتها لهم جاء نتيجة قناعة حكومة الولايات المتحدة بهم او رغبتها بمساعدتهم او انها اصبحت في حال لا تستطيع فيه غير دعم وصولهم السلطة. وقد بات القليل جداً من الاسلاميين يدركون حقيقة السياسة الامريكية في المنطقة, وهذا القليل يبحث عن مصالحه وحسب ولا يعنى بمصالح البلاد او اخوته من العباد.. وفي ظل الحراك الشعبي الذي عصف بالمنطقة العربية غابت حقائق كثيرة وقد طمرها غبار ما يدعونة بالثورات والثوار والجيوش الحرة والمجاميع المسلحة والمظاهرات المليونية ووو ومن تلك الحقائق المغيبة وسط الفوضى هي ان الولايات المتحدة والغرب معها ليس لديهم اي مشروع جديد ينافس مشروع الابدي حماية اسرائيل, فمن اجل اسرائيل احرقت امريكا العراق باهله ومن اجل اسرائيل ايضا تجمع امريكا حطب العالم لحرق ايران ومن اجل اسرائيل اشترت امريكا زعامات الخليج بصمتها عن عبثهم وفسادهم واستغلالهم لاموال شعوبهم وهدرها. ومن اجل اسرائيل اعدمت امريكا والغرب شعب فلسطين عشرات المرات بحبال المشانق السياسية العالمية وبالآلة العسكرية الاسرائيلية المتوحشة ومن اجل اسرائيل تنازلت امريكا والغرب معها حتى عن مسيحيتهم. ومن يتنازل عن مسيحيته لاجل اسرائيل لم ولن ينصر نظاماً اسلامياً يعادي اسرائيل عقيدة ووجوداً. لقد عمدت امريكا الى اسلوب مختلف في حماية اسرائيل هذه المرة فبعد ان شاخت الدكتاتوريات العربية وهرمت ولم تعد تخدم اسرائيل كما كانت من قبل واصبح هرمها يسبب احراجاً لامريكا. من هنا اختارت امريكا مشروع استبدال الدكتاتور بالفوَضى وكانت تجربتها في العراق هي الاولى والعينة التي استدلت بها على هذا النهج والعمل عليه. ففي العراق ومنذ العام 2003 كانت الفوضى هي التي تحكم البلاد ثم جاء الصراع السياسي الازلي الذي لن يخرج منه العراق ابداً. وعليه فان العراق لن يستطيع يوماً ان يكون خطراً يهدد اسرائيل بل سوف ينشغل بصراعاته الداخلية ويكون عرضة للتدخلات الخارجية الاقليمية والدولية. حال العراق هذه ارادها الامريكيون للدول العربية. ولكل دولة حالها و صراعها المختلف عن الاخرى. ولكن الاسلاميون هم اهم عناصر الصراع في المنطقة واقواها. وهنا تكمن العقدة والسر في نصرة امريكا للاسلاميين ان مشروع امريكا الابدي والقاضي بحماية اسرائيل اسقط المشروع القومي العربي خلال عقود خلت بعد ان نفخه حد الانفجار حتى اصبحت اليوم موضوعة القومية العربية شيء من الماضي الذي لا يروق للاجيال المعاصرة ولم يبق للعرب من مشروع يجتمعوا عليه غير المشروع الاسلامي. وبسقوطه هذا المشروع سوف يعلن الانسان العربي استسلامه لمشروع العولمة التي تريدها امريكا للمنطقة من اجل تنشيط اسرائيل وكسر الحصار الثقافي والعقائدي والاجتماعي العربي عليها وأظن ان امريكا قطعت شوطاً طويلاً في مشروع اسقاط اخر ثوابت العرب وجامعهم وهو الاسلام.. سوف يرى الاسلاميون ان الدعم الامريكي لهم هو دفع نحو الهاوية والسقوط الابدي. وتبني امريكا مشروعها هذا والقاضي باسقاط ورقة الاسلام السياسي من الخيارات المستقبلية العربية جاء بناءً على وقائع وحقائق قد تكون امريكا هي التي ساهمت بوجودها وفعلها. كحركة الشباب العربي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي - الفيسبوك وتويتر - وغيرها كانت برعاية امريكية غربية واضحة وكانت امريكا قد اعدت لها منذ سنوات من خلال انشاء منظمات المجتمع المدني المرتبطة فكرياً بمشروع, امريكا والممولة في اغلبها من المال الامريكي والغربي. واكثر المنظمات وضوحاً تلك التي عملت وتعمل في مصر.. وبعد ان مكنت امريكا الحراك الشبابي العربي غير المتدين من الحشد والتظاهر حتى اسقاط الانظمة كما حدث في تونس ومصر. لم تتورع عن تسليح المنظمات الارهابية والمجاميع الاسلامية في ليبيا وسوريا. والهدف دائماً وصول اسلاميين متطرفين, او معتدلين الى السلطة وكان لها ما تريد فقد سرق الاسلاميون المعتدلون من خلال الانتخابات ثورة مصر وتونس بينما اخذ الاسلاميون المسلحون المتطرفون السلطة في ليبيا وهم الان يحاولون السيطرة على السلطة في سوريا. بينما نجد الاسلاميون في دول الخليج لا يحظون بأي دعم او مساندة امريكية طبعاً لان تلك الانظمة تجمع النهج الاسلامي بكل انواعه مع النهج العشائري في الحكم والسلطة اي انها تخدم المشروع الامريكي الخاص بحماية اسرائيل. والحال هذه سوف تشهد المنطقة العربية صراعاً محتدماً داخل كل بلد ما بين الاسلاميين وحركات التغيير الشبابية. وبعد ان يستتب الامر للاسلاميين سوف تدعم امريكا والغرب حركات التغيير الشبابية وتغذي الصراع لتظل الحال في غاية الفوضى الى سنوات طويلة يكون فيها المشروع الاسلامي قد بلغ اقصى درجات الفشل نتيجة التوجه الديني في عالم يعيش العولمة بكل مستوياتها. وسيفقد الاسلاميون مصداقيتهم حتماً لانهم سوف يتنازلون كثيراً عن مبادئهم المعلنة كي ينسجموا مع العالم. او ربما تدفعهم شهوة السلطة الى صياغة انظمة شمولية متطرفة متسلطة من اجل الحفاظ على سلطتهم.. وفي اخر المطاف لا بد ان يسقط المشروع الاخير عند العرب اي مشروع الاسلام السياسي.. مما يتيح الفرصة لنجاح مشروع بديل, لا بد ان يكون مشروعاً تضعف به الدولة العربية لصالح الحريات والحقوق الفردية على حساب هيبة وقوة الدولة في الداخل والخارج. كما هي الحال في العراق وعندها سوف تستريح اسرائيل من التهديدات العربية العقائدية والاجتماعية والعسكرية وحتى الخطابية وتستطيع التغلغل في ثنايا المجتمعات العربية من اجل احداث التغييرات المطلوبة لامن اسرائيل واستمرار هيمنتها على المنطقة والتحكم فيها كيفما تشاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 116-Al-Baqarah


.. 112-Al-Baqarah




.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟