الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغباء السياسى السلفى

أحمد عفيفى

2012 / 4 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الغباء السياسي، مصطلح ابتكره وأطلقه الرئيس الراحل محمد أنور السادات على أعضاء حكومته، الذين تقدموا جميعا باستقالتهم مرة واحدة للضغط عليه سياسيا وإحراجه أمام الشعب، فما كان منه إلا أن قبل استقالتهم الجماعية، مطيحا بهم جميعا فى ضربة واحدة من صنع أيديهم ومطالبا بمحاكمتهم بتهمة الغباء السياسي.

ولو عاش السادات إلى يومنا هذا لطالب بمحاكمة السلفيين بتهمة الغباء السلفى السياسى، فالسلفيين بقيادة محمد حسين يعقوب احد أضلاع ثالوث الغباء السلفى الدينى السياسى بالتضامن مع محمد حسان وإسحاق الحوينى إضافة إلى رئاستهم لمجلس شورى العلماء ذلك المجلس الخرافى الذى لا يعرف احد ما هى وظيفته على وجه التحديد.

محمد حسين يعقوب، الشهير بغزوة الصناديق، التي كانت على استفتاء تعديل الدستور المصرى بنعم أو بلا، والتى ترأس هو بغبائه السلفى منقطع النظير الدعوة والدفع بالاستفتاء لقبول الدستور كما هو، حماية للمادة الثانية الموجودة به، والتى تعتبر الشريعة الإسلامية مصدر التشريع الرسمى لمصر، دون أن يكلف عقله السلفى المحدود بإلقاء ولو نظرة واحدة على بنود ذلك الدستور وأهليتها للاستفتاء أم للتعديل أو الصياغة من جديد.

كان كل همّ راعى غزوة الصناديق السلفية وراعى الغباء السلفى فى مصر والمتحدث باسمه، أن يعجل بالموافقة على الدستور الموجود، والموجودة به المادة الثانية الخاصة بالتشريع، حتى ينقذ الإسلام ببعد نظرة وغيرته السلفية على البلاد والشريعة، وحتى يمنع المسيحيين من الالتفاف حول الدستور وتحويل المادة إلى بند مدنى لا علاقة له بدين أو عرق أو لون.

فراح يهلل هو وجوقة العامة والدهماء ممن يحرصون على حضور دروسه، بأن الإسلام فاز فى غزوة الصناديق وأن على المسيحيين إن لم يعجبهم ذلك فعليهم بالهجرة أو الرحيل خارج وطنهم الأم، وكأنه فرعون يطرد اليهود من مصر، والذى لا يعرفه من ضمن ما لا يعرفه فى حيز ضيق افقه وانحطاط اطلاعه وغباءه السلفى الموروث، أن مصر كانت مسيحية حتى دخلها العاص، فاسلم أهلها بالتبعية كعادة الناس فى الرضوخ للأقوى أو هربا من الجزية أو ربما عن قناعة، المهم أن تلك البلد كانت ولا زالت بلدهم ووطنهم الأم ولا حق لاى جاهل بمطالبتهم بالرحيل.

الدستور الذى دفع ذلك الجاهل وأتباعه الجميع للاستفتاء عليه بنعم، بدلا من لا التى كانت ستكفل وتضمن كتابته من جديد فى ظل ثورة ترغب فى الجديد والتجديد، ذلك الاستفتاء والإصرار على نعم حفاظا على البند الثانى وهوية البلد الإسلامية رغم أنها بحكم تعداد سكانها المسلمون كانت ستصبح إسلامية التشريع والدستور، ذلك الاستفتاء الذى تم الموافقة عليه، أطاح بمرشحهم الوحيد الكذاب حازم صلاح أبو إسماعيل الذى أخفى هو الآخر حقيقة جنسية والدته عندما كتب بجوار سؤال جنسية الأم فى استمارة الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وما إذا كانت تحمل جنسية أخرى غير الجنسية المصرية – الله اعلم – وكأنه لا يعلم أن والدته حصلت على الجنسية وتعامل كمواطنة اميريكية لها حق الترشيح ولها رقم ضمان اجتماعي، اى انه وشيخه الدجال الأفاق محدود الاطلاع والأفق وعضو مجلس شورى الجهلاء، أطاحا بفرصة حصول التيار السلفى على رئيس للبلاد عن طريق الصناديق التي احتكموا إليها وفرحوا بها ولم يكلف مجلس شورى العلماء نفسه أو احد أعضاءه أو احد أعضاء حزبه الهش الجديد حزب النور ضرورة قراءة بنود الدستور القديم الذى رفضوا هم أنفسهم تغييره وتغيير مواده وبنوده القديمة لحرصهم المميت على كل قديم ومميت ووافقوا على قبوله كما هو فراحوا هم أنفسهم ضحيته لبنوده التي تمنع الطعن فى قراراته باستبعاد المرشحين دون مراجعة.

الأمر معقد ومليء بالبنود والتعقيدات والسياسة وأنا اكرهها واكره الخوض بها ولكنه ثانية وثالثة والى الأبد الغباء الدينى متمثلا فى حراس العقيدة وجنود الرب الأغبياء المتعصبون محدودى العقل والثقافة والاطلاع، وأخيرا وليس آخرا، الكاذبون بمرشحهم السلفى الوحيد الذى أنكر جنسية والدته الاميريكية أو أنكر معرفته بها والأمر سواء، والمصرون على حماية العقيدة بعقولهم الضحلة وتوريث تلك الضحالة لخلفهم ومريديهم، والأمر أصبح أيسر لهم بفضائياتهم وتمويلها المشبوه الذى قفز بهم من أجلاف وصعاليك إلى مليارديرات بالمعنى الحرف للكلمة.

محمد حسين يعقوب، يتفاوض على أسعار حلقاته كما يتفاوض مطرب أفراح رخيص، وهو المفروض انه داعية والأصل فى الدعوة الإيمان والمصداقية وابتغاء وجه الله وليس التربح والمفاوضة، بل وأيضا يصر ببلاهة الكهول المحدثين على أن تُظهر الكاميرا وتوضح جلال لحيته البيضاء المهيبة ونور الرضى والإيمان الذى يشع من وجه الوضاء خاصة عينية الخضراوين - والتفاصيل تلك على لسان المعتز بالله محمد وهو مدير إنتاج وصديق وشاب مسلم معتدل وملتزم - والذى لم يكن مصدقا فى بادئ الأمر حتى أصر الرجل على طلباته وفى جملة اعتراضية هى الأغرب من نوعها على لسان رجل دين قال له – عمر دياب ليس أفضل منى، فليكن اجرى مثل اجره وتصويرى أفضل من تصويره.

ذلك هو الغباء السلفى الذى يجر وراءه ويدفع أمامه ملايين المسلمين نحو هاوية مستمرة من الضحالة وضيق الأفق والتعصب والتشدد والغباء الازلى والجمود الابدى الذين يغسل أدمغتهم ويجعل من روحهم بدلا من أن تكون متوثبة لفعل الخير وتواقة للعيش بسلام، ضيقة وحرجة ومندفعة بعنف وضراوة نحو تدمير نفسها وتدمير الآخرين.

الغباء السياسى السلفى بكل تمويله الخارق المشبوه ماليا وبشريا، وبدعوته السلفية ومجلس شورى علمائه وحزب نوره وشاشاته التي تأخذك للجنة حدف وتهبك حسنات بلا حدود، لم يجهد عقله السلفى المتكلس الكسول البليد بالاطلاع على مواد الدستور حتى المادة 28 فقط، والتى تقضى برفض الطعن على قرارات اللجنة العليا للانتخابات ناهيك عن باقى بنوده ومواده التي تبلغ 211 مادة وبالتالى رفض الطعن أو الإعادة لمرشح سلفى تم استبعاده كحازم صلاح أبو إسماعيل.

العقل السلفى – إن كان هناك عقل للسلفى – متحجر ومتسرع ومتعصب ومحدود، ولا يرى ابعد من انفه الضخم، ولا يسمع سوى صوته الجهورى المتعصب الفج الفظ، ولو انه حاول التحلى ببعض صفات النشوء والارتقاء والتطور الإنسانى، لفكر قليلا، كما تفكر الكائنات الأولية وليس العليا، فحتى الكائنات الأولية لها خطط دفاعية بعيدة المدى للحفاظ على حياتها كالتعلم المستمر ونقل الخبرات والاستعداد للملمات.

ولو أن تلك الدعوة السلفية، بحزبها وشاشاتها وتجاوزا علمائها وجيوشها المجيشة من الجهلة والبسطاء فكرت قليلا - والعياذ بالله - وتريثت قليلا وقرأت قليلا، كما أخبرتهم أول كلمة لهم فى كتابهم السلفى المقدس وكما أمرهم الله نفسه فى أول كلمة ألقاها لهم " اقرأ " لأصروا على تغيير الدستور، حتى يمكن الطعن على قرارت اللجنة العليا للانتخابات، وحتى يمكن لرجل مسلم سنى سلفى منهم أن يتقلد منصب رئيس الجمهورية فى حال حصلت أمه أو حصل أبيه على جنسية اميريكية أو اى جنسية أخرى، فليس فى ذلك رجس ولا بدعة ولا مراء، وإنما تكتسب الجنسية بالعمل الشاق والجدية والايجابية والرغبة الشديدة الصادقة فى تحصيل العلم ونفع الناس، وليس فى الحصول عليها غبن أو انتقاص أو خيانة لشخص رئيس الجمهورية، بدلا من إن يراوغ مرشحهم ويكذب ويتمادى فى الكذب حتى يُكتب عند الناس كذابا، وحتى لا يتخلى عنه حزبه ذلك التخلى المخزى المخجل، ويتركه فى نهاية الأمر علماء مجلس الشورى الأجلاء فى معركته التي أيدوه وناصروه فى بدايتها عارى الصدر والظهر والأطراف، مكللا بالخزى والخيبة والفشل، موصوما بالكذب.

وان آخر كلامى اننى لا اكره أو أُشهّر بالدعوة السلفية، وإنما أحاول أن اركل مؤخرتها السمينة، وأن أدكّ عقلها المتجمد المتكلس المتعصب المتشدد، حتى تقرأ وتتريث وتتفهم وتتفادى، تحديات المستقبل الكثيرة القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
محمد شرف الدين ( 2012 / 4 / 20 - 06:20 )
مقال رائع وأوصاف دقيقة بلغية للدعوة السفهية ومجلس شورى السفهاء المسمين زوراً واغتصاباً علماء ... ننتظر المزيد من ابداعاتك


2 - إشمعنى السلفيين ؟
عادل الليثى ( 2012 / 4 / 20 - 10:31 )
كلامك ينطبق على كل التيارات الدينية ... وليس على السلفيين فقط ... فالإخوان مثلاً أول ممن قضبوا .. قيضوا من الإنجليز وأول من قتلوا .. قتلوا المصريين ... غباء أيضاً ... والأغبى يا سيدى هم جملة متبعيهم ومريديهم


3 - إنها ثقافة إسلامية محمدية
أحمد حسن البغدادي ( 2012 / 4 / 20 - 10:57 )
إنّ هؤلاء لايهمهم ماذا يقول المنطق، وماهي أسس التفكير السليم، المهم لديهم هو أن يفرضوا هم منطقهم على المجتمع، وبالقوة إذا لم ينصاع لهم، فبه فوز للأسلام وإنتصار للأسلام. كيف لا، وقدوتهم وإسوتهم الحسنة محمد، محمد حين نشر دينه، لم يقدم محمد قرآنه للشعوب لتقرأه وتؤمن به، بل قال، من محمد رسول الله إلى هرقل زعيم الروم، أسلم تسلم، وإلاّ عليك إثم البريسين، أي بمعنى إستسلم لسيطرتنا تسلم من القتل وهذه القاعدة سائرة إلى يومنا هذا، فحين يطالبك المسلم كي تكون مسلماً لايقدم لك القرآن لتقرأ وتسأل، بل يقول لك لماذا لاتكون مسلماً، محين تقول له لماذا أكون مسلماً، يقول لك لأنك كافر، أي يهددك بالقتل.


4 - لم لم تترشح؟
عبد الله اغونان ( 2012 / 4 / 20 - 13:39 )
وانت صاحب العقل والذكي الالمعي لم تركت هؤلاء الاغبياء يستاثرون بالجماهير ويوجهونها
كيف تركتم الميدان وانعزلتم تكتبون المقالات التي لايقرؤها الشعب الامي المتخلف
اما انكم اغبياء غير واعين بغبائكم او انكم عاجزون تبررون هزيمتكم
لاتفعلون خيرا ولاتدعون من يفعل الخير
التاريخ سيقصيكم
ودامت لكم المقالات


5 - دالت لهم اخيرا
magdi zakaria ( 2012 / 4 / 20 - 20:49 )
عزيزى احمد عفيفى
دالت لهم اخيرا لقد سيطروا على الزمان والمكان
واخرجوا كل فنونهم
والايام دول


6 - عبد الله اغونان
حكيم فارس ( 2012 / 4 / 21 - 10:17 )
لماذا تدافع عن غبائهم هل هو غياء مقدس يتطلبه منك واجبك الديني السلفي الدفاع عنه لماذا لا تقر بغبائهم فهم من جلب الناس البسطاء للتصويت بنعم وها هم يطالبون بالغاء المادة 28 التي تم التصويت عليه بنعم كيف يمكن الغاء مادة صوت الشعب لها بنعم اليس هذا دليل على ان اغلب الناس الذين ساقوهم للتصويت لم يعرفوا عن ماذا هم يصوتون عموما لقد اتضح للمواطنين زيف اكاذيبهم واحس الجميع انهم قد خدعوا بهم واستعد لتلقي الصدمات القادمة والهزائم التي ستحل بهم بعد ان افاق الناس من تلك الغيبوبة التي ادخلهم فيها الاسلام السياسي

اخر الافلام

.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah


.. 178--Al-Baqarah




.. 170-Al-Baqarah