الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اعملوا حدودي حبا لجمالي
كرمل عبده سعودي
2012 / 4 / 20العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

من المعلوم والواضح أن أعظم مناقب العالم الانساني إطاعة الله، فما شرفه وعزته إلا في اتباع أوامر الله الأحد والانتهاء عن نواهيه، وما نورانية الوجود إلا في التدين، وما رقي الخلق وفوزهم وسعادتهم إلا في اتباع أحكام الكتب الإلهية المقدسة. فلو تأملتم لتبيّن أنه ليس في عالم الوجود - ظاهرًا كان أم باطنًا – أساس أعظم متانة ورصانة وبنيان قويم أكثر رزانة من الديانة التي هي محيطة بالوجود، وكافلة للكمالات المعنوية الإلهية والصورية، وضابطة لسعادة الحياة البشرية ومدنيتها بصورة عامة. ولئن كان بعض البلهاء الذين لم يتدبروا أساس الأديان الإلهية ولم يتعمقوا فيها، واتخذوا من مسلك بعض دعاة التدين الكذبة ميزانا يزنون به كل المتدينين، لذا ظنوا أن الأديان عائق يحول دون رقيّ الناس بل عدّوها سبب النزاع والجدال وعلة البغض والعداوة التامة بين أقوام البشر. فانهم لم يلاحظوا أن أساس الأديان الإلهية لا يمكن إدراكه من أعمال دعاة التّديّن، ذلك لأن كل خير مما لا يمكن تصوّر وجود مثله في الوجود عرضة للاستغلال، مثله كمثل السراج النوراني، وإن وقع في أيدي جهلاء الصبيان أو العميان، فإنه لا ينير لهم المنزل ولا يزيل الظلمة المستولية عليهم، بل يحرقهم ومنزلهم جميعا. فهل يمكن اذا أن يقال أن السراج مذموم؟ لا والله ! بل ان السراج هادي السبيل، وواهب النور لكل بصير، غير أنه للأعمى آفة عظيمة.
بتلك الكلمات الالهية التي نزلت في الدين البهائي تظهر بصورة واضحه اهمية التدين الحقيقي الذي يتمثل في الاعمال وليس المظهرية فقط فاستغلال الدين للوصول الي اغراض دنيا هو بعيد تمام عن جوهر الدين وهدفه فما بعثة الله من تعاليم ومبادئ الهيه كان الهدف منها تغيير في سلوكيات البشر تجاه انفسهم وتجاه بعضهم البعض ووضع الدين في قوالب مادية ومحاولة السيطرة علي نفوس البشر بحجة الدين والحفاظ عليه فهو بعيد تمام فليس هناك دافع للانسان من عبادة ربه واتباع تعاليم رسالاته السماوية سوي الدافع الذاتي الذي ينبع من ارادة الانسان الواعي الذي ادرك مفهوم الحب لله وكما تفضل اعملوا جدودي حبا لجمالي فهذا مفهوم جديد وراقي للاتباع فليس الدافع لتنفيذ تعاليم الله هو الخوف وليس لمجرد ارضاء ضمير الفرد وتسكينه تجاه ربه ولكن الدافع هنا دافع قوي يتمثل في محبة الله نحن كثيرا مانتشدق بعبارات محبة الله ونزهو ونفتخر بهذا ولكن يأتي السؤال هنا هل فعلا نحن نحب الله وكيف يكون هذا الحب الاجابة عن هذا السؤال يحتاج الي امانة شديدة فالحب اذا اشتعل به قلب إنسان فأنه يتملك منه كل جوارحه ويكون فكره وشغله الشاغل فهل فعلا تملك منا حب الله لهذه الدرجة فاصبح دستور حياتنا واصبح يلازمنا في كل حالاتنا فحب الله يتمثل في تفعيل الفضائل الانسانية الشفقة الرحمة الكرم الامانة التسامح والعفو الايثار العدل الفضل والصدق وغيرها الكثير والكثير في جميع حالات الانسان يدفعه حب الله الي تحويلها من الحالة المادية التي يتعلق فيها الانسان بالدنيا وزخرفها لتكون حالة روحانية وتصان اعمالنا حينما تطبق بما يتوافق مع التعاليم الالهية ويشملنا التاييد والرحمة ونخرج من هذا الجسد الفاني بوجوه نوراء بيضتها الطاعة والمحبة لله سبحانة وتعالي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إيران في كفة واحدة مع إسرائيل؟ جدل يُقسم الإسلاميين في المغر

.. هل الأخلاق فطرية أم دينية ؟

.. وفاة الشيخ السعودي ربيع المدخلي أحد أبرز شيوخ السلفية

.. وفاة الشيخ السعودي ربيع المدخلي أحد أبرز شيوخ السلفية

.. بابا الفاتيكان يستقبل زيلينسكي وروما تستضيف مؤتمر تعافي أوكر
