الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لباس العلماء، الأعيان والمتصوفة بمغرب العصر الوسيط -1-

منير روكي

2012 / 4 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


أ/لباس العلماء:
جدير بالإشارة أن الرفاه الاجتماعي والنمو الاقتصادي الذي كانت تعرفه هده الفئة انعكس بشكل جلي في حياتها الاجتماعية بشتى مظاهرها وكان من أبرزها اللباس الذي يجسد بشكل ملفت للنظر المكانة المتميزة لهؤلاء.
وبالنظر إلى المستوى الذي كان يحظى به العلماء لاسيما في العصر المرابطي فقد توافرت لهم أسباب العيش،كما درجت أغلب المصادر على تسمية هده العناصر من المجتمع بفئة الأعيان.
.كانت ملابس الأعيان تميزت بأحكام صنعتها من الصوف الجيد ،فكانت رقيقة وناعمة وكانت البرانس ذات الشارات من الألبسة التي اعتادت فئة الأعيان ارتدائها،وقد كان لباس الفقهاء يطغى عليه البرنس العمامة والكرزية في حين لبس بعضهم الثياب المطرزة وتزينوا بأجود أنواع المنسوجات لاسيما منهم فقهاء الأندلس الذي زخر بهم البلاط المرابطي والموحدي،غير أنه جدير بالذكر أن بعض العلماء نهى عن اللباس المطرز وحسبنا في دلك جواب أحد الفقهاء في عهد يوسف ابن تاشفين ونهيه عن مثل هده الالبسة مما فيها من التباهي والكبر.
واتخذ العلماء في الجمع والأعياد ملابس خاصة حيت يخرجون في مثل هده الأيام بملابس حسنة من البرنس الأبيض أو الأصفر والعمائم ويحضرون مجالس العلم بالملابس الطويلة الكم والواسعة،كما حدا حدوهم الطلاب.
غير أن دلك لم يكن يشمل كافة العلماء، حيت اقتصر بعضهم على الضروري في لباسه،فهذا الفقيه ابن الحاج خرج للدرس بقميص خام غليظ وعلى رأسه طاقية ومنديل،بينما رفض ابن عمر ألأنفاسي ارتداء ألبسة فاخرة قائلا:"إن هذه الكسوة لا تصلح امثلي، وفيما علي من اللباس كفاية".
ب-لباس الأعيان:
اعتاد أعيان القبائل والمدن على لباس الأكسية المصنوعة من القطن والكتان ،أو من الكتان وحده أو من قماش يسمى السفسارى المجلوب من افريقية وهو خليك من الحرير والصوف والمتميز بتعدد أنواعه.ولعل أبرز دليل على دلك هدية يوسف ابن تاشفين لابن عمه يحيى بن عمر التي تضمنت "سبعمائة كساء مصبوغة" حسب صاحب الحلل الموشية.
وتشير المصادر إلى سيادة نوع أخر من الأثواب اعتاد الأعيان ارتياده وهو الأشكري نسبة إلى مدينو أشكر الأندلسية التابعة لغرناطة،فضلا عن نوع من الجلباب يسمى اشكرلاط الملف ارفيع ويبدو أنه من نوع الثياب الصوفية الرفيعة.
وفي معرض حديثه عن هدايا يوسف ابن تاشفين،ذكر صاحب الحلل الموشيية "مائتي قبطية شال" والغالب على الظن أنها من ألبسة فصل الشتاء كما كانت تنسج من ثياب الكتان الأبيض المصنوعة في مصر[شال كلمة فارسية وهو عبارة عن قطعة من النسيج الصوفي الذي يطوى ويلف عدة لفات حول الطربوش].
من جهة أخرى ظهرت لدى هذه الفئة أقمشة مرصعة بالحرير الشيء الذي يبرز المكانة الاجتماعية المتميزة التي كانوا يتبوءونها،وهو الأمر الذي نهى عنه ابن تومرت إبان بداية دعوته.أما في العصر الموحدي فقد تطورت أزياء الأعيان فبالإضافة إلى الألبسة السابقة ،لم يتوانوا عن لبس ألبسة فاخرة حيت أن القاضي عياض كان "يلبس الألبسة الرفيعة المنبئة عن حال قضاة الوقت".كما لبسوا ثياب الحرير الموشاة بالخيوط الفضية والذهبية و أضحى الأعيان يتفننون في الألوان فلبسوا في الشتاء الفراء وثياب الملف والقباطي والبرانس.
كما يمكن إضافة نوع جديد وخاص من الألبسة التي انتشرت عهد الموحدين ،وهو الفراء:نوع من اللباس مصنوع من جلد بعض الحيوانات.أما في فصل الصيف،فقد نوع الأعيان من لباسهم ،فتارة يرتدون الملابس السفسارية،وتارة أخرى ملابس حريرية وما شاكل دلك من خفايا الثياب دو اللون الأبيض أو الجلابية
وقد كثر الإقبال على لبس الحرير أواخر الدولة المرابطية وبداية الموحدية،جعلت الفقهاء ينهون عنه ،بل إن الخليفة يعقوب المنصور منع من لباسه وقطع الغالي منه.وقد امتد المنع ليشمل الديباج المذهب.
كما استعان الأعيان بثياب الخز وهو نوع من الثياب على ما سداه حرير ولحمته من غيره.
صفوة القول أن العصرين المرابطي والموحدي يعتبران بداية حقيقية للتركيز على اللباس كوسيلة من أهم وسائل رسم معالم السلطة وشاراتها السياسية بعد أن أضحت الدولة تتدخل في أزياء المجتمع.ففي العصر لمرابطي أنعمت الدولة بالأزياء على كبار موظفيها وتزايد تدخل الدولة في العصر الموحدي الذي وصل إلى حد المنع في بعض الأحيان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع