الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وثائق الكونفرنس الثالث للحزب الشيوعي العراقي / تقييم سياسة حزبنا وخطه العام بين المجلس ( الكونفرنس ) الحزبي الثاني 1956 والمجلس الثالث 1967/ الجزء الرابع

خالد حسين سلطان

2012 / 4 / 21
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


3ـ حلف العمال والفلاحين
ان حزبنا بذل جهداً جباراً في تنظيم الفلاحين تنظيماً جماهيرياً وديمقراطياً في الجمعيات والاتحادات وأحرز في هذا الصدد نجاحاً تاريخياً باهراً في فترة وجيزة جداً حيث نظم نحو نصف مليون فلاح خلال تسعة اشهر وكان نفوذ الحزب طاغياً بين جماهير الفلاحين ( الفقراء والمتوسطين ) بفضل جهود وتضحيات الطبقة العاملة وحزبها خلال عشرات السنين التعبوية والدعائية التي بذلها الحزب من اجل قيادة جماهير الفلاحين وتنظيمهم في السنوات التي سبقت الثورة، وبفضل قوة المثل النضالية الثورية التي ضربتها الطبقة العاملة وحزبها للفلاحين .
من خلال النضال الثوري الذي قاده الحزب في العام الاول من الثورة دفاعاً عن حقوق وحريات الجماهير الفلاحية تجسد في بلادنا بشكل لا مثيل له التحالف العظيم بين العمال والفلاحين كقوة دافعة كبرى للثورة ولحمايتها وتطويرها .
لقد طرح حزبنا برنامجه في تطوير وتعميق الاصلاح الزراعي، الى جانب دعمه وتنظيمه النضال الفلاحي من اجل تطبق الاصلاح الزراعي الجزئي الذي شرعته الحكومة البرجوازية الوطنية، وكان للعناصر الشيوعية والديمقراطية في أجهزة الاصلاح الزراعي تأثيرها في الحيلولة دون مسخ الاصلاح الزراعي من جانب الحكومة اكثر مما حصل .
ومع بدء تراجع الحزب عن طريق تطوير الثورة ودفعها الى الامام وخاصة في موسع ل.م 1959 أهمل الحزب الاجراءات الثورية الصحيحة التي بادر اليها أو شجعها في بداية الثورة، سواءاً ما يتعلق بمحاولة تطبيق الاصلاح الزراعي بالطرق الثورية وطرد الاقطاعيين من الريف وتشجيع استيلاء الفلاحين على حاصلاتهم أو المباشرة بفرض التنظيم الجماهيري الفلاحي. هذه الإجراءات التي كان على الحزب ان يمضي فيها ويطورها لقيادة حركة الفلاحين الكادحين الثورية كإجراء لا بد منه للوقوف بوجه ارتداد البرجوازية وحكمها .
ان الاتجاهات اليمينية في حزبنا ساهمت في غرس الشعور بالإثم ازاء البرجوازية الوطنية وغطت على ترددها وتقلباتها وغدرها وانانيتها، هذه الصفات الملازمة لها بحكم مركزها الاجتماعي .
ان هذه الميول كانت تبرز جانباً واحداً من سياسة الجبهة الوطنية الموحدة وهو الجانب غير الرئيسي، جانب ضمان التحالف مع البرجوازية الوطنية على حساب طمس الجانب الآخر، الرئيسي والاساسي، وهو المبدأ اللينيني الذي يؤكد دوماً ان ضمان حلف العمال والفلاحين هو الشيء الاساسي والقوة الرئيسية في الجبهة الوطنية الموحدة لقد ساعدت سياستنا ووقوفنا على الشعارات السابقة لفترة الانتكاسة، ساعدت البرجوازية وسلطتها على ان توجه ضربتها لحلف العمال والفلاحين وبسبب ضعف اهتمام الحزب بما يضمن استمرار وتوطد حلف العمال والفلاحين خسرنا كذلك الحلف مع البرجوازية الوطنية واشتد التذبذب والتردد في صفوف البرجوازية الصغيرة المدنية ايضاً .
فمنذ ارتداد حكم قاسم بدا تنفيذ قانون الاصلاح الزراعي يراوح وتضاءل امل الفلاحين في الثورة. وقام حزب البرجوازية الحاكمة آنذاك الحزب الوطني التقدمي بالاستناد على تعبئة اغنياء الفلاحين وصغار المالكين في الريف بتنفيذ مهمة ضرب حركة الفلاحين الكادحين ـ الفقراء والمتوسطين ـ معتمدا على جهاز الدولة البيروقراطي الرجعي الموالي للإقطاع، ولم يبدأ ( الزكم ) بشق الاتحاد والجمعيات الفلاحية الا بعد التواطؤ بين حزبه وعبد الكريم قاسم على كبح جماح حركة الكادحين الثورية واساسها الجماهيري المنظم ـ النقابات العمالية والجمعيات الفلاحية . . . الخ .
ان ترك الاصلاح الزراعي تحت مشيئة البرجوازية الانانية بدلا من التوجه لتطبيقه وتعميقه بالطرق الثورية كان المظهر الرئيسي لضعف الاهتمام بتحالف العمال والفلاحين، والمظهر الثاني ترك الجمعيات الفلاحية تحت رحمة الحكومة البرجوازية وجهاز الدولة الرجعي، بقدر ما يتعلق بجمعيات فقراء ومتوسطي الفلاحين. اما جمعيات اغنياء الفلاحين وصغار الملاكين فكانت تتمتع بمساعدات ودعم الحكومة واجهزتها. لقد نظم حزبنا حملة جماهيرية واسعة للدفاع عن الجمعيات الفلاحية وحرية التنظيم الفلاحي، وقدمت منظمات الحزب العشرات من المناضلين الشيوعيين ضحايا المقاومة ضد الهجوم الرجعي ـ البرجوازي، ولكن نضالنا ظل يدور ضمن دوامة حملة الفضح الصحفي والاحتجاجات الجماهيرية السلمية من جانب فقراء الفلاحين ومتوسطيهم .
كانت جمهرة الفلاحين الكادحين الاكثر وعيا وثباتا ورغبة في الاصلاح الزراعي الجذري، على استعداد لخوض النضال ضد عودة الاقطاع الى الريف وضد تخريب الاصلاح الزراعي وضد ثورة الردة، وقد وقفت ضد فتاوي كبار رجال الدين التي حاولت التلاعب بعواطفها وفصلها عن حزبها الشيوعي. وكانت على استعداد لامتشاق السلاح ايضا في النضال الفاصل ضد الهجوم الرجعي، وقد كان على حزبنا ان يتلمس هذا الاستعداد ويغذيه ويقود الفلاحين في سبيل النضال الثوري من اجل تحقيق الاصلاح الزراعي وتعميقه وايجاد الاشكال التنظيمية الضرورية والملائمة للأشكال الجديدة من النضال الجماهيري الاشد عنفا. كان على الحزب ان يدعو الجماهير الفلاحية صراحة وعلنا الى رفض أوامر السلطة في تسليم اسلحتهم الى الحكومة، ان يدعوهم الى التسلح، والى استخدام السلاح لمجابهة الهجوم العنفي الاقطاعي ـ الرجعي المتحالف مع سلطة البرجوازية .
لقد اكدت تجربة الفترة التي اعقبت انقلاب 8 شباط مباشرة، ذلك الاستعداد الثوري العظيم الكامن في الجماهير الفلاحية الكادحة في سائر ارجاء العراق. لكن سياسات وخطط حزبنا في الحركة الفلاحية ظلت تراوح وتتعثر وتدور في الاطار الذيلي التراجعي حتى الانقلاب الرجعي في 8 شباط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقالات ومواجهات بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين في برلين أث


.. عوام في بحر الكلام -محمد عبد القادر: أول زيارة لـ عبد الناصر




.. من قلب مسيرة 6 أكتوبر بالرباط في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى


.. محمد نبيل بنعبد الله بمناسبة مشاركته في المسيرة الشعبية الوط




.. اشتباكات في روما بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين