الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقسيم مصر بين الوهم والحقيقة

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2012 / 4 / 21
المجتمع المدني


كثيرا ما تناقلت وسائل الاعلام المختلفة ,المقرؤة والمسموعة فى السنوات الاخيرة خبر وجود مخطط لتقسيم مصر الى دولة مسلمة ودولة قبطية ودولة نوبية فى الجنوب ويصل الخيال ايضا الى دولة سيناوية بشبة جزيرة سيناء.
واذا اردنا دراسة هذه المقولة على ارض الواقع نجد الاتى :
- جميع مسلمى مصر سواء المتشتدين او المعتدلين لا يطالبون حاليا بدولة اسلامية وحدهم تكون خالية من الاقباط والنوبيين وهذا الطرح لم يرد من قبل وغير وارد حاليا.
-وفى نفس الاتجاه , الكنائس المصرية والشعب القبطى ليس لديه اى امال او طموحات او مخططات لدولة قبطية مصرية ... والدليل الاكبر على ذلك ان فى عز الازمات الطائفية التى تعرض لها الاقباط فى السنوات الاخيرة والتى اعقبها خروج الاقباط لاول مرة احتجاجا على الاذى الذى نالهم لم تطالب مظاهرة واحدة بدولة قبطية مصرية .. قد تكون فكرة الدولة القبطية هى فكرة نظرية تحمس لها البعض مثل المحامى المصرى موريس صادق الموجود حاليا بامريكا .. ولكنه لا يجد اى قاعدة شعبية قبطية فى مصر تساند فكرته.
_ خلال الاسابيع الاخيرة حضرت عدة ندوات تتحدث عن اهل النوبة و مشاكلهم بحضور نوبيين , وكانت شكواهم دائما عن ظلمهم ايام بناء السد العالى وعن تجاهل الحكومات المتعاقبة لمشاكلهم المختلفة, ولم يتحدث احد منهم عن فكرة الانفصال بتاتا رغم حرية اجواء الحديث .
وعلى ذلك يعتبر التقسيم المذعوم هو تقسيم خيالى لا يوجد له اى ادلة على ارض الواقع تؤكد امكانية حدوث هذا التقسيم سواء على المدى القريب ام على المدى البعيد .
هل معنى ذلك ان مصر بعيدة تماما عن التقسيم والحياة وردية فى هذا الخصوص .. للاسف الاجابة بالنفى ... لان مصر الان فى مفترق طرق , فبعد 25 يناير وسيطرة التيار الدينى على مجريات الامور ابتداءا من استفتاء مارس 2011 ثم انتخابات مجلس الشعب والتى سبق واعلن الاخوان انهم لا يريدون سوى 30 % من مقاعد مجلس الشعب, ثم انتخابات مجلس الشورى ثم لجنة الدستور والتى تم فضها اخيرا .. واخيرا انتخابات رئاسة الجمهورية والتى سبق وان اعلن الاخوان عدم خوضها ..
الصورة الحالية للمجتمع المصرى هو وجود انقسام حاد به فالتيار السلفى والاخوانى يمثل التيار الدينى الاسلامى المتشدد والذى يريد ان ينفذ الشريعة الاسلاميه طبقا لما جاء بالقران الكريم والاحاديث النبوية
وعلى الجانب الاخر يوجد المسلمون المعتدلون الليبراليون والذين يرون انهم لا يقلون اسلاما وفهما للاسلام عن هؤلاء المتشددون ومعهم فى نفس الجانب اقباط مصر وخصوصا ادا عرفنا ان القبطى يحب ويعتزبالمسلم سواء كان جارة قى السكن او زميله قى العمل انما لا يحب او يخشى جدا من المسلم المتشدد لانه يخشى ان يعامله بجفاء او خشونة او اضطهاد .وايضا المسلم الليبرالى يحب ويعتز بالقبطى سواء كان جاره او زميلة بالعمل ويقف كلا منهما بجوار الاخر فى افراحه وفى ازماته لان ثقافتهما متقاربة .
وبالرجوع الى نتائج استفتاء مارس 2011 والى نتائج انتخابات مجلس الشعب .. اتصور ان حجم التيار الدينى يمثل حوالى 25% من المجتمع المصرى وفى نفس الوقت يمثل التيار الليبرالى الاسلامى والاقباط ايضا 25 % ايضا من المجتمع المصرى ... ولكن التيار الدينى خلال الفترة الماضية نجح فى استقطاب 50 % الباقية من المجتمع المصرى والتى تمثل عامة الشعب والذين اغلبهم اميين وفقراء نظرا لسهولة دغدغه مشاعرهم الدينية . وبذلك اصبح حجم التيار الدينى فى الانتخابات او فى الاسفتتاء 75% ولكن خلال الاسابيع الاخيرة خسر تيار الاخوان الكثير من المؤيدين له لتناقض تصريحاته مع افعاله
وبذلك اذا ذاد الاستقطاب بين التيار الدينى المتشدد وبين التيار المدنى الاسلامى القبطى فسيحدث صراع سياسى فى البداية يتحول الى صراع ايدلوجى يتحول الى صراع دموى ....وبعد سقوط الالاف من الضحايا ياتى دور التدخلات الاجنبية ليبدا التقسيم الحقيقى بين مصر الاسلامية المتشددة وبين مصر الليبرالية
وهذا ما حدث فى يوغسلافيا والسودان والهند واحتمال فى سوريا .
والحل لعدم حدوث هذا السيناريو المرعب والوقوع فى مازق التقسيم هو الوفاق والتوافق وعدم الجنوح بمصر نحو تيار متشدد يحكم مصر وتظل مصر تحتضن حميع الثقافات والحضارات والاديان دون سيطرة فريق على اخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي


.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:




.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي