الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يحلق اخونجية الاردن لحاهم تمشيا مع قانون يحظر تشكيل احزاب دينية ؟

خليل خوري

2012 / 4 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



رغم حالة الاستنفار التي فرضتها قيادة اخونجية الاردن في صفوف كوادرها واعضائها منذ ان ا تخذ التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمين " كومنترن الاخونجية" قرارا ملزما لجميع الملتحين والمدموغين بزبيات الورع بالسطو على ثورات الربيع العربي وحرفها عن مساره لكى تتحول الى ثورات مضادة تخدم اهدافهم وفي مقدمتها سيطرتهم على مقاليد السلطة في اكثر من بلد عربي ورغم انهم فتحوا جبهة جهادية ضد النظام لنفس الغرض ولكن تحت غطاء تحقيق اصلاحات سياسية ومكافحة الفساد فقد انخفض هدير حناجرهم في شوراع عمان وغيرها من البلدات الاردنية كما تراجع زخم هجماتهم التكتيكية والاستراتيجية ضد النظام بعد ان قام اعضاء البرلمان قبل ايام بهجوم معاكس ومفاجىء اسفر عن تحقيق اختراق كبير في جبهة الاخونجية الصامدة منذ اكثر من سنة واشبه بثغرة الدفرسوارالتي فتحها جيش احفاد الفردة والخنازير في حرب 1973
وادت في نهاية المطاف الى تطويق الجيش المصري . وعن تفاصيل الهجوم المعاكس الذي استخدم فيها النواب صلاحياتهم التشريعية وتم نشر وقائعه في وسائل الاعلام الاردنية والاجنبية فقد قرر المجلس الموافقة على اقتراح تقدم به النائب ممدوح العبادي ونصه " لا يجوز تاسيس الحزب على اساس ديني او طائفي او عرقي او فئوي او على اساس التفرقة بسبب الجنس والاصل ". ولم يعترض على التعديل الا النائب عبد القادر الحباشنة ويبدو من ارتفاع صوته بالاعتراض وانتفاخ اوداجه انه من المقربين من الاخونجية حيث قال محذرا : ان التعديل موجه لالغاء حزب محدد موجود وهو حزب جبهة العمل الاسلامي ولهذا اطالب النواب بالتدقيق في خطورة الاقتراح . واظنه كان محقا في تحذيره لان ادخال التعديل في صلب قانون الاحزاب سيؤدي الى نزع الشرعية عن الحزب وحله او لاسمح الله وقدّر تغيير نظامه الداخلى بحيث يصبح حزبا اردنيا لا حزبا اخوانيا لا هدف له على الساحة الاردنية في المرحلة الراهنة الا الانتقاص من حقوق المراة وحريتها مثل حرمانها من تبؤ مراكز قيادية في اجهزة الدولة وتحديدا في جهاز القضاء تمشيا مع اجتهادتهم وتاويلاتهم للنص الديني " الرجال قوامون على النساء" ومثل فرض التحجب والتنقب على المراة والفصل بين الذكور والاناث في المدارس والجامعات والاماكن العامة والحافلات وذلك دراءا للفتنة النسائية وكسبا لمرضاة الله واستنزالا لرحمته على العباد ممثلة بالامطار والثلوج. اضافة الى اهداف اخرى مثل تحفيز الذكور على الزواج المبكر وعلى الاكثار من الزوجات وعلى اطلاق لحاهم تمشيا مع مشروعهم الجهادي الهادف الى تحرير الاندلس والوقف الاسلامي في فلسطين والشيشان والاقاليم الاسلامية في روسيا الفيدرالية وحيث يعتقد الاخوان الملتحون انه لا يمكن الحاق الهزيمة بالدول الكافرة وبشعوبها المشركة بدون مضاعفة معدل النمو السكاني كما لا يمكن للمجاهدين ان يرهبوا جيوش الكفار وادخال الرعب في قلوبهم باستخدام اسلحة العصر الحديث بل باطالة لحاهم والا كيف تفسرون ان الاخونجية دون سائر المسلمين يركزون على اطلاق اللحى ويجعلون منها قضية مركزية ومحور نشاطهم الدعوي والجهادي ؟ وايضا مثل عدم المساواة في الحقوق والواجبات بين المسلمين والنصارى المشركين تمشيا مع الترتيبات الالهية التي وضعت المسلمين الموحدين على راس السلم الاجتماعي ومنحتهم مرتبة" الاعلون " فيما وضعت الكفار والمشركين في اسفل السلم مع ارغامهم على الهرولة الى بيت مال المسلمين لدفع الجزية وهم صاغرين وهل يستطيع الاخونجية ان ينكروا ذلك بعد ان نشر منظّر وفيلسوف الاخونجية ومراقبهم العام همام سعيد بحثا في مجلة الجامعة الاردنية في سنة 80 من القرن الماضي عن الوضع القانوني لاهل الذمة فضلا عن اصرارهم على اعادة انتاج دولة الخلافة الاسلامية رغم تاكيد الفيلسوف والمفكر الاسلامي السوداني حسن الترابي انها تجربة اثبتت فشلها في السودان فضلا عن تعذر تطبيقها في أي بقعة من الارض لتعارضها مع قوانين التطور ومع شروط ومتطلبات تحديث المجتمعات وتحقيق العدالة الاجتماعية ، وهل يصح اعادة انتاج دولة دينية كانت ترعى نظاما يجيز استعباد اسرى الحروب واقتناء الجواري وبيعهم كأي سلعة في اسواق النخاسة ؟
بدلا من ان يتكيف قادة جبهة العمل الاسلامي مع القانون الجديد الذي يحظر تاسيس احزاب دينية بتعديل اغلب نصوص نظامهم الداخلي بحيث يتمشى مع قانون الاحزاب الجديد وحتى مع مفهوم أي حزب في هذا العالم يسعى الى الوصول الى السلطة وادارة دفة الدولة فلا يكون تبعا لذلك حزبا اسلاميا ودعويا ومغلقا على اصحاب اللحى فقد ادعى احد ابرز قادتهم على ابو السكر ان التعديل لن يضير حزب الجبهة وذلك ان الحزب غير قائم على اساس ديني في الاساس بل ينتهج العمل السياسي الحزبي زاعما ان عبارة الاسلامي المقترنة باسم الحزب لا تتعارض مع التعديل الذي اجراه مجلس النواب كما انه لن يؤثر على مسيرة الحركة الاسلامية او الحزب استنادا الى الالتزام الاسلامي لدى الشعب بل سيزيده على الالتزام وتمسكه بدينة . من هذا التصريح يبدو جليا ان قادة الحزب لن يعدلوا نظامهم الداخلي لان تعديله بنظرهم سيؤدي الى تخلى الاردنيين عن عقيدتهم الاسلامية وفقدان بوصلتهم الدينية وربما اختفاء الاسلام من الاردن !!! بدوره فقد كرر الامين العام للحزب حمزة منصور ما صرح به السكر حيث قال ان التعديل لن يضير الحركة الاسلامية . وهنا اتساءل كيف لا يضير التعديل الحركة الاسلامية وجبهة العمل الاسلامي طالما ان النظام الداخلى للجبهة وبرامجها وعلاقاتها التنظيمية بالاخوان الملتحين وتوجهاتها الدينية تتعارض مع التعديل المقترح فهل يمكن اعتبار جبهة العمل الاسلامي حزبا سياسيا كما يزعم حمزة والسكر عندما يتضمن نظامه الداخلى النصوص التالية : تحقيقا لواقعية الاسلام في مختلف شئون الحياة وتاكيدا للممارسة السياسية الملتزمة باخلاق الاسلام وقيمه وتفعيلا للجهود السياسة في البناء والتوجه نحو تطبيق الشريعة الاسلامية فقد بات لزاما قيام جبهة العمل الاسلامي لكي يسعى الحزب الى تحقيق الاهداف التالية : استئناف الحياة الاسلامية للمجتمع والسعي الى تطبيق الشريعة الاسلامية في مختلف ميادين الحياة ودعم المؤسسات الدينية ونشر رسالة المسجد ليكون مؤسسة ناشطة وفاعلة والارتقاء بمستوى الدعوة والتوجيه الديني والاهتمام بالداعية القادر على التعامل مع الثقافات والحضارات الاخرى واعداد مشاريع قوانين لتعديل التشريعات الحالية بما يتلاءم مع اهداف الجبهة . الا تؤكد هذه النصوص انه حزب ديني يسعى الى قضية واحدة هي تطبيق الشريعة الاسلامية ؟ واخيرا اذا صح انه حزب سياسي يضم مسلمين ومسيحيين فلماذا لا يسمح قادة جماعة الاخوان الملتحين وجبهة العمل الاسلامي بتشغيل ولو كافر ومشرك واحد في العشرات من الشركات التي يملكون الجزء الاكبر من حصصها ومساهماتها ويسيطرون على اداراتها وتستخدم الالوف من الموظفين ولماذا لا نرى من بين موظفي مجمع النقابات المهنية الذي يسيطرون عليه الا الملتحين والمحجبات ولا نرى بينهم ذميا واحدا الا يدل هذا ان قادة جبهة العمل الاسلامي وجماعة الاخوان الملتحين لا يديرون جمعيات وحزب ديني فحسب يسعون الى جانب ذلك الى نشر التعصب والتزمث الديني والى فرز المجتمع الاردني الى مؤمنين وكفار والى ترسيخ منظومة القيم الرعوية الطالبانية المستوردة في معظمها من مشيخات النفط والغاز التي لم يعد خافيا على احد ان هذه المشيخات باتت في ظل الربيع الاسلامي تشكل مصدر التمويل الرئيسي للاخوان الملتحين ولولاها لما كبر تنظيمهم وتعاظم انتشارهم على الساحة الاردنية واستقطباهم للبسطاء والسذج من الشعب الاردني ولما تغوّلوا على بقية الاحزاب الاردنية ناهيك عن تغوّلهم على الحكومة وشيطنتهم لبعض رموز النظام
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - واين خورجية الاردن؟
عبد الله اغونان ( 2012 / 4 / 24 - 01:29 )
من الاساليب الغير المؤدبة ان لم نقل عنها شوفينية خطاب السب والقدح والاستفزاز
بكلمات مثل الخوانجي والقومجي واليسارجي....بل ان اية كلمة يمكن ان ختمها ب جية
بقصد القدح والتحقير
لننتقد الاخوان او حتى الاعداء باسلوب محترم وحضاري
اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا


2 - اللهم احمي الاردن من شرورهم وكيدهم
حكيم فارس ( 2012 / 4 / 24 - 09:29 )
عزيزي الكاتب اعتقد ان الاسلام السياسي بشقيه الاخوانجي والسلفي قد تم تعريتهم وكشف حقيقتهم في تونس ومصر واتضح ان لاهم لهم سوى السطو وسرقة الثورات ولا شأن لهم بالاصلاح الاقتصادي او التخفيف عن الطبقات الفقيرة وكل همهم محاربة الحداثة وحرية المرأة وفرض مظاهر الاسلمة بالقوة وواجب على الجميع دعم قانون حظر الاحزاب التي تقوم على اساس ديني رغم ان انعكاسات ما حدث في مصر وتونس ساهم الان في تحجيمهم وتراجع شعبيتهم واعتقد ان سقوط الاسلام السياسي قد بدء وسوف ينهار بسرعة الى غير رجعة


3 - رب كلمه تقول لصاحبها دعني
محمد محمود ( 2012 / 4 / 30 - 14:15 )
عبد القادر حباشنه قومي لا علاقه له بالاخوان.والرفض جاء على ارضيه ان الاجتثاث لايمكن ان يكون الحل.فالاخوان جزء من النسيج الاردني لايمكن استثنائهم بقانون.ارجو ان تدقق جيدا قبل التعرض للاخرين


4 - بالتوفيق
ssss ( 2012 / 7 / 30 - 16:13 )
من الرائع وجود كاتب علماني صريح مثلك
لماذا لا تكتب في الصحف الاردنية بدلا من عباد الدينار الاخواني

اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا