الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حان الوقت لتدويل المشاعر المقدسة

فاضل عزيز

2012 / 4 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ ان وضع آل سعود ايديهم على المشاعر المقدسة في مكة والمدينة، فقدت هذه المقدسات حيادها وتحولت من ملك لكل المسلمين في أرجاء المعمورة، إلى ضيعة في ايدي آل سعود الذين بتحالفهم مع دوائر الاستعمار الانجليزي ثم مع ورثته الامريكيين حولوا شبه جزيرة العرب والمشاعر المقدسة فيها الى سجن يمارسون فيه على الشعب المسكين اقسى وابشع ممارسات القهر التي تعود الى القرون الوسطى، ويبددون خيراته ومقدراته على موائد القمار والفسق التي يقيمون لها في ارض الحرمين اوكارا، ويمولونها في بقاع العالم بقوت ابناء البلد الذين يعانون الحرمان، في انتهاك صارخ وفاضح لتعاليم الاسلام الذي نصبوا من أنفسهم زورا وبهتانا حماة له ولمقدساته..

ويستغل آل سعود وبطانتهم من اللصوص وشيوخ الشعوذة المشاعر المقدسة والدين الاسلامي ابشع استغلال في تدجين مواطنيهم ورعايا الدول الاجنبية من المسلمين الذين اضطرتهم ظروف الحياة للعمل في بلاد السخرة والقهر، او رغبوا في أداء الركن الخامس من دينهم، اي زيارة المشاعر المقدسة، وذلك بتطبيق رجعي ومتخلف للنصوص المقدسة للقرآن الكريم في المحاكم والمعاملات القانونية، وتصل البشاعة والتسلط الى حد تطبيق تشريعات ارضية تحت يافطات سماوية ضد كل من يحاول الاقتراب من لصوصية آل سعود او ينتقد ممارساتهم المنافية لكل قوانين الارض والسماء، وآخر هذه الممارسات التي لا تحص ولا تعد اعتقالهم لمحام مصري بعد وصوله الى مدينة جدة لغرض زيارة المشاعر المقدسة والحكم عليه بالجلد والحبس لمدة عام على خلفية رفعه دعوى قضائية أمام القضاء المصري ضد المللك عبد الله بن عبد العزيز يطالبه فيها بإطلاق سراح المصريين المعتقلين في السجون السعودية من دون أحكام قضائية.

لقد حول آل سعود المشاعر المقدسة ، التي هي ملك لكل المسلمين في جميع انحاء العالم، بهكذا ممارسات الى مصيدة وكمائن لمطاردة من ينتقد حتى عبر المحاكم ممارسات خاطئة تجرمها كل قوانين الارض تقترف في ظل مملكة الظلام مملكة آل سعود، ضاربين بحقوق كل المسلمين في الحج وزيارة الاراضي المقدسة عرض الحائط.. ومستخفين بمشاعر كل المسلمين الذين يحثهم دينهم على قول كلمة الحق والجهر بها خاصة أمام الحكام الظالمين من أمثال آل سعود..

إن اعتقال المحامي المصري والحكم عليه وجلده تمثل تطورا خطيرا يهدد سلامة كل مسلم يرغب في أداء مناسك الحج او العمرة، وذلك بعد ان جرم آل سعود نقد ممارساتهم وجرائمهم من على اي منبر وأمام اية مؤسسة على وجه الارض، واللهوا انفسهم وتحولوا من بشر الى آلهة منزهين عن الخطأ؛ الاقتراب منهم يناظر الاقتراب من الله؛ بل يتجاوزه من حيث قدرتهم على تنفيذ عقوباتهم الدنيوية فورا على منتقديهم.. وأمام هكذا واقع لم يعد ممكنا الإبقاء على المشاعر المقدسة تحت هيمنة هذه الاسرة الفاسدة المتأللهة التي لم تكتف بممارسة ألوهيتها على شعبها المسكين وأصبحت تمارسها على كل مسلم يرغب في أداء ركن مهم من اركان دينه هو زيارة المشاعر المقدسة..

إن الحكومات والشعوب المسلمة مطالبة اليوم أمام هكذا ممارسات بأن تعمل على إخراج هذه المشاعر المقدسة من سيطرة هذه العائلة المارقة التي تتخذ من الاسلام ومقدساته غطاء لاقتراف ابشع الجرائم وأحطها في حق المسلمين الراغبين في أداء فروض دينهم، فهي لم تكتف بتحريف الاسلام وتحريم وتجريم اية محاولة لإعادة قراءة نصوصه المقدسة وعصرنة تفسيرها بما يواكب الواقع المعاش، بل ربطت نفسها بالاسلام وحولت احترام ممارساتها والصمت عليها ركنا اساسيا من اركان هذا الدين الذي حولته من دين يدعو الى الفضيلة والعدل والمساواة والحرية وفعل الخير، الى غطاء تقترف تحت يافطته ابشع الجرائم والانتهاكات ضد كل من يحاول قول كلمة الحق وينتقد ممارساتهم البشعة..

لقد حان الوقت لتدويل هذه المشاعر المقدسة وإخراجها من سيطرة آل سعود لضمان امن وسلامة وحرية زوار هذه المشاعر من الحجاج والمعتمرين ، خاصة وأن هذه المشاعر والمسالك المؤدية لها يجب ووفق الشريعة ان تكون آمنة ولا تخضع لأية سلطة سياسية أرضية، خاصة عندما تكون هذه السلطة فاسدة ومفسدة مثل سلطة آل سعود التي تحفل سجلاتها بجرائم وتجاوزات وانتهاكات لحقوق الانسان سواء من رعاياها او رعايا الدول الاجنبية العاملين لديها او زوار المشاعر المقدسة الذين اصبحوا مهددين في أمنهم وهم في مكان كان يفترض فيه ان يكون آمن مكان على وجه الارض بحكم الشريعة الاسلامية السمحاء لا شريعة آل سعود المزورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 154-Al-Baqarah


.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م




.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي


.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه




.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد