الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاشيء

ميساء البشيتي

2012 / 4 / 24
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف



اللاشيء مرة أخرى ..
أنا لم أدعو اللاشيء إلى موائدي .. لم أوجه إليه أية دعوة صباحية كانت أم مسائية .. هو من طرق الباب ثم جلس دون استئذان إلى مائدة ذلك الصباح ..
أنا لم أحدثه ..
هو يقول أن قلبي حدثه .. وأن عيناي أسرَّت إليه .. وأن ابتسامتي التي أجهل زمان ومكان مولدها أغدقت عليه الفرح والأمل والحياة .. وأنه كان كل ليلة يرسم ضحكاتي على وسادة عمره .. وكان يذيب صوتي في فنجان قهوته ..
لذا أنا لم أشعر في الغربة معه ..
صوتي كان يخرج من أعماقه ويحدثني بكل ما أشتهي ..
كلي كنت أخرج من أعماقه ..
كنتُ أراني كل الوقت داخله .. كان يخيل إليَّ أنني أخرج مع كل زفير منه .. وأعود إليه مجدداً مع أول عملية شهيق ..
كنت متغلغلة في أعماقه حد الامتزاج .. حتى بات من الصعب جداً أن أعرف أهذا أنا .. أم هو اللاشيء ؟
اليوم يجلس اللاشيء قبالتي .. لكنه غريب عني ..
هل تغير اللاشيء ..
أم أنه أنا لم أعد أنا .. أنا لست أنا ؟
لم أعد أراني أنتشر على وسادة عمره وأذوب في فنجان قهوته .. ولم أعد أتأرجح كغيمة حبلى بالمطر في أثير شهيقه وزفيره ..
لكنه يجلس على موائد قلبي ..
لماذا ؟
هنا يبقى يراوح مكانه السؤال ..
لماذا يجلس اللاشيء على موائد قلبي ويحدثني بعينيه ويقدم إليَّ قهوته ويصرُّ على أنه يشربها فقط من عينيِّ ..
لماذا يجلس اللاشيء قبالتي طالما الأفق أمامه ممتداً .. واسعاً .. جلياً .. ومزدهراً ..
لماذا يبحر في فنجان قهوتي وهو يعرف كيف يبحر في الأفق القريب وكيف يواعد الشمس من خلفي وكيف يمد كفيّه لمصافحة القمر بحرارة وكيف يهمس لعصفورة الجوار أنه يعشق تغريدها على شرفات الفجر وما بعد الفجر ..
فلماذا يجلس اللاشيء على مائدتي ..
ولماذا ينتظر مني أن أقول له أنني لا أزال متغلغلة فيه ..
ولا يمكنني من أنفاسه أن أنسحب ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللاشئ
magdi zakaria ( 2012 / 4 / 25 - 20:49 )
السيده المحترمه ميساء
ذكرتنى مقالتك عن اللاشئ بطرفه قرأتها منذ وقت طويل
وهى ان جحا كان واقفا على الطريق وبجانبه حماره وزكيبه ثقيله يريد ان يضعها على ظهر حماره
ومر به احدهم فسأله جحا ان يساعده ان يضع الزكيبه على الحمار فقال له الشخص وماذا ستعطينى مقابل مساعدتى لك فقال لجحا لاشئ فوافق الرجل على ذلك بعد انتهاء المهمه قال له الرجل اعط
نى ماوعدتنى به فقال له جحا انا لم اوعدك بشئ انا قلت لك انى اعطيك لاشئ
فقال له الرجل انا اريد هذا اللاشئ الذى وعدتنى به مقابل مساعدتى لك فقالله جحا انت لاتفهم لاشئ يعنى لاشئ المهم قادتهم الامور الى قاضى المدينه بعد اصرار كل واحد على رايه وهناك استمع القاضى لهم ثم سأل الرجل وقال له تعال ضع يدك تحت الوساده هنا ماذا تجد فقال له الرجل لاشئ
فقال له القاضى حلو هذا هو ثمن مساعدتك لجحا خذه ولاترينى وجهك مره اخرى

ومغزى القصه اننا نحن البشر نظل نتصارع ونتقاتل فى الحياه من اجل لاشئ

اخر الافلام

.. امرا?ة ثمانينية كورية تشارك في مسابقة ملكة جمال الكون الكوري


.. عازفة على أوتار الأمل




.. دراسة مغربية حديثة ترصد أثار زلزال الحوز على الحقوق الاقتصاد


.. الناشطة الحقوقية عضو فيدرالية رابط حقوق النساء بجهة درعة تاف




.. المحامية وعضوة فيدرالية رابطة حقوق النساء فتيحة اشتاتو