الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطهارة بين القرآن والفقه السُني

رضا عبد الرحمن على

2012 / 4 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خـُـلِـقَ الإنسان في ثنائية معجزة من نفس وجسد ، والنفس هي القائد والمسيطر على جميع أفعال الجسد لأن النفس هي التي تأمر الجسد بالإلهام أن يفعل الخير أو الشر أن يقول الحق أو الباطل أن يؤمن بالله وحده بلا شريك أو يتخذ مع الله إلها آخر ، فالنفس تُسـَيِّـرُ الجسد في اختبار الدنيا حتى تنفصل عنه بالموت ، وخلال فترة الاختبار الدنيوي مطلوب من كل إنسان أن يُطََـهّـرَ نفسه وجسده ، ولذلك فإن الطهارة على قسمين : الأول:ــ (طهارة حسية) وهي طهارة الجسد بالماء كما في الوضوء و الغـُسل ، الثاني:ــ (طهارة معنوية) وهي نقاء العقيدة وعبادة الله وحده بلا شريك وتزكية النفس والسمو الخـُلقي ، ولكن الجسد والنفس يعيشان معا (كمُـتَّبَع وهي النفس ، ومُـتَّبِـِع وهو الجسد) ويقع الجسد أسيرا لإلهام النفس البشرية مع بداية خلق الإنسان وتحديدا مع سن التكليف ، وانتهاء بالموت ورجوع النفس لعالم البرزخ ، ورجوع الجسد للأرض ليتحلل ويتحول إلى تراب وهو أصل كل البشر ، وهنا تتجلى أهمية النفس وأفضليتها على الجسد ومسئوليتها عنه ، وبالتالي فإن طهارة النفس أهم وأعم من طهارة الجسد ، وليس معنى هذا أن نهمل طهارة الجسد ، ولكن من وجهة نظري أرى أن معظم المسلمين وقعوا في خطيئة تقديس الجسد والإفراط في الحديث عن طهارته ونظافته وهذا ما وضح جليا في صفحات الفقه السني ، فعلى الرغم أن الجسد في نهاية الأمر يتحلل ويتعفن ويتحول إلى تراب ، إلا أن معظم المسلمين اتخذوا طريق التدين الشكلي المظهري الذي يعتمد على المنظر العام للإنسان (اللحية ، والبنيان ، اللباس ) متجاهلين تشريعات القرآن التي تحدثت عن الطهارة حيث جاءت في معظمها تتحدث عن طهارة العقيدة وطهارة النفس ، وهذا هو موضوعنا اليوم:ــ
1ــ الـطــهـــارة فـي الـفـقـــه الـسـنـــي
ــ الفقه السُـني في حديثه عن الطهارة يركز على الجسد فحسب ، وفي كتب الفقه التي يدرسها طلاب الأزهر حتى اللحظة فصل كامل عن الطهارة (طهارة الجسد) دون أي كلام أو إشارة عن طهارة النفس ، ورغم هذا الاهتمام بطهارة الجسد ، والمياه التي يجوز بها التطهير نقرأ حديثا في منتهى السخرية يتهمون فيه خاتم النبيين أنه أجاز استعمال الماء الذي تُلقى فيه الحِيَـض ولحوم الكلاب والنتن وقال عنه أن الماء طهور لا ينجسه شيء في حديث رواه أحمد وغيره إسناده صحيح ج1 إرواء/14 الحديث يقولون فيه حسب زعمهم :(عن أبي سعيد قال: قيل يا رسول الله أنتوضأ من بئر بضاعة . وهي بئر يُلقى فيها الحِيَـضُ ولحوم الكلاب والنتن ــ فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "الماء طهور لا ينجسه شيء" ، وبالغوا في كتابة أحاديث عن عائشة تُعلم الناس وتشرح لهم كيفية الاغتسال وكيف كان يغتسل الرسول عليه السلام لدرجة أنهم ألّفوا أحاديثا دخلوا فيها غرفة نوم خاتم النبيين ليبينوا للناس كيف كان يغتسل مع آل بيته وكل هذا موجود في البخاري ، وتفوق وضاع الحديث على أنفسهم حين كذبوا على الله ورسوله بهذا الحديث الذي يدعون فيه أن النبي عليه السلام "أمر قيس بن عاصم أن يغتسل حين أسلم" رواه أبو داود ج1 إرواء/128 بإسناد صحيح ، "وأمره ثمامة بن أثال أن يغتسل" رواه البخاري ، وهو واجب عند أحمد ومالك ، ومستحب لا يجب عند الشافعي وأبي حنيفة لأنه أسلم خلق كثير ولم يأمرهم النبي عليه السلام بالاغتسال" وأطلقوا على هذا غسل الكافر.
وهذا ما اعتدنا عليه من تناقض الفقه السنـُي في الكتاب الواحد بل في الصفحة الواحدة.
2ــ تـدبـر مـعـنـى الـطـهــارة فـي الـقــرآن الـكـــريـم
ــ بتتبع موضوع الطهارة في القرآن الكريم سنجد العكس تماما ، فمعظم الآيات القرآنية التي تناولت موضوع الطهارة تتحدث عن طهارة النفس وطهارة العقيدة لأنها الأهم والأعم ، مع إشارات معدودة ومحددة عن الوضوء والغسل ، لأن طهارة العقيدة هي أساس نجاح الإنسان في اختبار الدنيا ولا مغفرة أبدا لمن يشرك بالله أو من تكون عقيدته غير طاهرة نقية خالصة لله جل وعلا ، بينما ربنا جل وعلا يبيح للإنسان وقت الضرورة التيمم إذا عـزّ الماء ، وهنا هو الفارق الجوهري بين طهارة النفس والعقيدة التي لا مفر منها للنجاة في الآخرة وبين طهارة البدن ، طهارة النفس والعقيدة مسألة مصيرية يتوقف عليها مصير الإنسان في الآخرة ، أما طهارة الجسد بالماء فبرغم أنها فرض لكن وقت الضرورة لا مانع من التيمم والطهارة الحسية أو النظافة البدنية عملية تشبه إلى حد كبير الغريزة الإنسانية فمسألة الاستحمام والغسل من الجنابة مسألة بديهية ولا تحتاج لعشرات الأحاديث التي ألفها البخاري لكي يدعي أن السيدة عائشة قالت هذا الهراء لكي تُعلم الناس المنهج العلمي للاستحمام.
وندخل إلى حديث القرآن عن موضوع الطهارة
أولا:ــ الطهارة الحسية مثل الوضوء والغسل ، وتحدث القرآن الكريم عن أحدهما بالتفصيل وهو الوضوء لأنه أمر جـدّ بنزول القرآن الكريم ولم يكن معروفا بهذه التفاصيل فاحتاج لتوضيح وشرح وتفصيل يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) شرح مفصل لأجزاء الوضوء ، ثم في بقية الآية جاء الحديث عن الطهارة (الغـُـسل)من الجنابة دون أي تفصيل لأن الغـُسل من الجنابة لم يكن جديدا ولم يكن غريبا على المجتمع لذلك جاء لتأكيد الفعل (فعل الاغتسال بعد الجنابة) بلا تفصيل كما جاء في الوضوء (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) ، ثم يأت تشريع جديد خاص بالتيمم لمن لم يجد ماءً للوضوء أو التطهر بعد الجماع ، تيسيرا على الناس في المرض أو السفر ( وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) والآية كاملة تقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)البقرة:6 ، وتكرر الأمر باعتزال النساء حتى يطهرن (أي يغتسلن من الحيض) ، وفي نهاية الآية إشارة واضحة أن من يلتزم بشرع الله جل وعلا ويعتزل النساء حتى يطهرن فهو من المتطهرين ، وحسب وجهة نظري أرى أن معنى المتطهرين هنا تفيد الطهارة الحسية والمعنوية معا (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)البقرة:222
ثم جاء الأمر مرة واحدة لخاتم النبيين في إشارة لتطهير الثياب عند قيامه بالدعوة ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)المدثر

ثانيا:ــ الطهارة المعنوية وتعني الهداية وتزكية النفس والسمو الخـُلقي وطهارة القلب والاعتقاد في عدم الشرك بالله جل وعلا والالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى والانتهاء بنواهيه في القرآن الكريم ، وطهارة القلب هنا معناها أن يكون قلب الإنسان سليما وعقيدته خالصة لله وحده لا شريك له يقول تعالى(يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)الشعراء:88 ، 89 ، والقلب السليم هو القلب الطاهر النقي من أي شرك أو كفر وإليكم التفاصيل:ــ
ــ أمر الله جل وعلا إبراهيم وإسماعيل أن يُـطـَهِّــرَا البيت الحرام من الأصنام ومعالم الشرك ليكون للعاكفين والمصلين الخاشعين الموحدين (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)البقرة:125، ولا يمكن أن نفهم هنا أن معنى (طَهِّرَا) يعني غسل البيت الحرام بالماء ، (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)الحج:26 ، وعن قوم لوط جاء وصف لوط ومن آمن معه بأنهم أطهار لنقاء عقيدتهم ولأنهم لا يمارسون الفحشاء (اللواط) وتميزوا عن قوم لوط جميعا بالسمو الخلقي وتزكية النفس ، لذلك تآمر عليه قومه ليخرجوه من قريته ووصفوه ومن معه بأنهم أناس يتطهرون يقول تعالى (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)الأعراف: 82 ، وتكرر نفس المعنى في قوله تعالى (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)النمل:56 ، وللتأكيد على أن الطهارة هنا ليس معناها الاستحمام والاغتسال بالماء ، ولكن هي الالتزام بالفضيلة وتزكية النفس والالتزام بالسمو الخلقي بالابتعاد عن الرذيلة يقول تعالى(وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ)هود:78 ، وهذه الآية فيها وصف قرآني رائع يفرق بين السلوك السيء الفاحش بأنه نجس أو رجس على العكس تماما من السمو الخلقي وتزكية النفس وهو الأطهر.
ــ إن اصطفاء الله جل وعلا لبعض خلقه بأن يُطهر قلوبهم من الشرك هو أفضل أنواع الطهارة يقول تعالى ((وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)آل عمران:42 ، (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)آل عمران:55 ، وعلى العكس تماما بعض الناس استحبوا الكفر وأدمنت قلوبهم الشرك ، مهما قالوا كلمة الإيمان بأفواههم فإن الله جل وعلا لا يريد أن يطهر قلوبهم (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنْ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)المائدة:41، واضح أن طهارة القلب هنا معنوية طهارة من الكفر والشرك بالله جل وعلا الذي يترتب عليه الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة.
ــ الصدقة من وسائل تطهير النفس ، لذلك ربنا جل وعلا أمر خاتم النبيين عليه السلام أن يأخذ الصدقات من المسلمين لكي يطهرهم بها (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)التوبة:103 ، إذن الصدقات وسيلة لتطهير القلوب والأنفس البشرية من الخطايا والسيئات ولا يجوز استغلال هذه الصدقات والمساعدات في الدعاية الانتخابية بالمساومة واستغلال الموقف ضد الفقراء والمساكين والمحتاجين كما يحدث من الاخوان والسلفيين.
ــ جاءت آيات قرآنية تبين كيفية مناجاة خاتم النبيين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)المجادلة:12 ، والآيات في سورة الحجرات تبين آداب الكلام مع رسول الله عليه السلام في مجلسه ، وآداب النداء عليه وهو في بيته يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ )الحجرات:2:4 ، واستكمالا للدعوة إلى الالتزام بطهارة القلب وإخلاص العقيدة والعبادة لله جل وعلا والالتزام بتشريعات القرآن الكريم في الحياة اليومية وفي العلاقات الاجتماعية يعتبر ضمن الطهارة المعنوية للنفس البشرية وتزكية لها ، جاء هذا أولا لنساء النبي عليه السلام يقول تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)الأحزاب:33 ، ولذلك جاء الأمر للمؤمنين يُعلمهم آداب التعامل مع بيت رسول الله عليه السلام وأفضل الطرق أدبا وطهرا ونقاء في التعامل مع نسائه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً)الأحزاب:53
ــ كما جاء في تشريعات الطلاق يحذر الرجال من تعطيل سبل العيش والحياة بالتآمر على نسائهم المطلقات بعد انقضاء العدة (وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)البقرة:232
ــ النهي عن الصلاة في أي مسجد يتآمر أهله على الإسلام والمسلمين ويمارس فيه الشرك بالله وجاء هذا التنبيه لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام ولنا من بعده في نهيه عن الصلاة في مسجد الضرار الذي بناه المنافقون للكيد للإسلام وكانوا يمارسون الكفر والشرك بالله فجاء التنبيه لخاتم النبيين ينهاه بألا يقيم فيه الصلاة ، دون الهجوم عليه أو هدمه أو محاربة من فيه (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)التوبة:108 ، ولكن الأحق أن تصلي مع رجال يحبون أن يتطهروا أي يعبدوا الله بلا شريك.
ــ وفي غزوة بدر حين استغل الشيطان ضعف المسلمين وخوفهم حين فوجئوا بحتمية المواجهة مع المشركين فتلاعب الشيطان بعواطفهم ووسوس إليهم وزين لهم متاع الدنيا ليقنعهم بالهروب من المعركة ، وهنا موقف يحتاج من كل مؤمن أن يستعين بالله جل وعلا فاستغاث المسلمون بالله جل وعلا فأرسل عليهم الملائكة (إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ)الأنفال:11 ، وفي شرح هذه الجزئية اسمحوا لي الاقتباس من بحص للدكتور أحمد صبحي منصور لتوضيح هذه المسألة
" ومن هنا نفهم دور الملائكة فى بدر حين فوجئ المسلمون بحتمية المواجهة مع جيش المشركين فتعرض بعض المسلمون لخوف شديد ..
لقد استغاث المسلمون بالله تعالى ربهم فأرسل الله تعالى الملائكة لتثبت المؤمنين يقول تعالى " بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) آل عمران "
إذن نزلت الملائكة فى بدر بشرى ولتطمئن قلوب المؤمنين ، أو كما يقول الله تعالى " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) الأنفال .
لقد كان للشيطان دور فى حفز المشركين للقتال أشار إليه قوله تعالى " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)الأنفال "
خرج معهم إبليس فلما رأى الملائكة هرب وكان إبليس يحاول تعكير الجو النفسي الإيماني للمؤمنين فكان تدبير الله تعالى أسرع من كيده ، يقول تعالى " إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) الأنفال" " انتهى الاقتباس http://www.ahl-alquran.com/arabic/printpage.php?main_id=6967&doc_type=1
ــ كما جاء وصف الوحي الإلهي بأنه مُطهر (كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16))عبس ، وتكرر وصف الصحف التي يتلوها الرسول بأنها مطهرة (رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً)البينة:2 ، وأن هذا الوحي القرآني الطاهر المطهر لا يفهمه إلا المطهرون أي أصحاب العقائد النقية الخالصة التي لا شرك فيها ولا كفر يقول تعالى (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)الواقعة
ــ ومن عظمة القرآن وعظمة العدل الإلهي أن ربنا جل وعلا يبشر المؤمنين الذين طهـّروا عقائدهم من الشرك وعملوا الصالحات أنهم خالدون في الجنة وكما كانوا أطهار في عقائدهم وأفعالهم وابتعدوا عن الفحشاء والمنكر فلهم الجنة يشربون فيها الشراب المطهر (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً)الإنسان:21
، ولهم أيضا أزواج (مُطهـّرة) وحسب وجهة نظري أن معنى مطهرة هنا أي مطهرة إلى الأبد حسيا أي لا تحيض ومعنويا أيضا لأن الجنة لن يكون فيها إلا أصحاب القلوب الطاهرة السليمة (وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)البقرة:25 ، ، وتكرر نفس المعنى في (آل عمران:15 ، النساء:57).
أخـيــرا:ــ
وجهة نظري في عدم تكرار الآيات عن الطهارة الحسية أن النظافة أو الطهارة الحسية من الأمور البديهية أو شبه الغريزية عند الأسوياء من الناس وربنا جل وعلا أعلم بنا من أنفسنا ، ولذلك أي إنسان مؤمن طاهر العقيدة طاهر القلب لو مات بعد جماع زوجته دون أن يغتسل وهو حي فلا إثم عليه ولا عقاب له في الآخرة سواء تم تغسيله قبل دفنه أو لا ، لكن على النقيض تماما من مات بقلب مريض مليء بالحقد والكره والبغض وعقيدة قلبية غير نقية وغير طاهرة يشوبها الشرك بالله فلن يغفر الله له يوم القيامة ولن ينفعه بعد موته الغسل بعد موته ، إذن انشغال الناس بالشكل والمظهر الخارجي ليس أساسا في العقيدة وإنما الأساس في العقيدة طهارة القلب ونقاء هذه العقيدة يكون بالتطبيق العملي بعمل الصالحات وإخراج الصدقات والبعد عن الفحشاء والسيئات.
هذا المقال وجهة نظر واجتهاد بشري يقبل الخطأ قبل الصواب ولا أفرضه على أحد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من أين تأتي طهارة المسلم؟
أحمد حسن البغدادي ( 2012 / 4 / 24 - 20:22 )
تحية لك عزيزي الكاتب،
تقول (الطهارة المعنوية وتعني الهداية وتزكية النفس والسمو الخـُلقي وطهارة القلب) طيبب، هنا السؤال، أنت تريد من المسلم أن يكثر من إيمانه بالقرآن كي تكون أخلاقه سامية،فهل الآيات التالية تنتج إنسان سوي أم شاذ أخلاقياً؟ بل أن غالبية المسلمين يسمونه عديم الضمير، الآيات;
وإنكحوا ماطاب لكم من النساء... وما ملكت أيمانكم، ...فساد وعبودية
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وشفي صدور قوم مؤمنين، ...حقد وغل يملأ قلوب المسلمين على غير المسلمين.
هذه عينة من إيمان املسلم الذي لايتطهر إلاّ به، وغيرها المئات من الآيات وألأحاديث الأرهابية والجنسية.
فهل هذا الأيمان ينتج شخصية نقية القلب وطاهرة.
نقوا تعاليمكم الدينية أولاً، لأنتاج بشراً قابل للعيش مع محيطه الأسلامي أولاً ومع البشرية ثانياً، بدل من إنتاج جحافل الأرهابيين والشاذين جنسياً.
بدل من الدعوة غير الواقعية، إقرأوا القرآن وإفهموه، ستفهمون لماذا الدول الأسلامية في الدرك المظلم، لأن حياة الشعوب هي إنعكاس لعقائدها الدينية.


2 - مهلا يا سيد بغدادي
رضا عبد الرحمن على ( 2012 / 4 / 24 - 21:57 )
كان من السهل جدا تجاهل تعقيبك بعدم الرد عليه لأنك بكل صراحة تطعن في القرآن الكريم كتاب رب العالمين وتتهمه بأنه يدعو للشذوذ والفساد والعبودية وهذه وجهة نظرك يحاسبك عليها ربنا جل وعلا وحده لا شريك له لأن القرآن الكريم كتاب معجز هو هدى وشفاء ونور ، وفي نفس الوقت يكون عمى على من يريد إذن هي إرادة بشرية خالصة يتحكم فيها ويختارها كل إنسان لنفسه وحسب نيته
أولا: الرد على -(وإنكحوا ماطاب لكم من النساء... وما ملكت أيمانكم، ...فساد وعبودية)-
لا يمكن أن تفهم أي موضوع من القرآن إلا بقراءة جميع الآيات التي تتحدث في نفس الموضوع وتربطها ببعضها لتفهم الموضوع كاملا إذا كنت فعلا تريد فهم الأمر ولا تريد اتهام القرآن بأنه كتاب يدعو لما تريد لتأييد وجهة نظرك أنت فهذه هي طريقة فقهاء المسلمين حين فسروا القرآن حسب هواهم وفرضوا وجهات نظرهم عليه دون احترام للمنهج العلمي والموضوعية في البحث عن الحقائق وتذكر يا سيد لو أردت أنت نفسك أن تفهم أي ظاهرة علمية معينة هل ستقوم بقص سطرين أو جملتين من كتاب يتحدث عن هذه الظاهرة لترفضها وتتهمها بالشذوذ والفساد ، وهل عندما يقوم مشرف على رسالة دكتوراه بقراءة سطور او صفحات قليل


3 - مهلا يا سيد بغدادي
رضا عبد الرحمن على ( 2012 / 4 / 24 - 21:58 )
يتبع ....
بقراءة سطور او صفحات قليلة من رسالة تلميذة سيكون عادلا في منحه الشهادة أو رفضه للرسالة فلماذا نتعامل مع القرآن بهذا الاهمال والتجاهل والعنجهية والكبرياء الذي لا يسمح أحدنا أن نحاكمه أو نحكم عليه بنفس المنطق والأسلوب .
إذا كنت تبحث عن الحقيقة فارجع للقرآن واقرأ جميع الآيات التي تتحدث في نفس الموضوع لتفهمه وأولا وأخيرا هذه حريتك وحقك ولكن من حقي أن أطلب منك أن تعدل في تعاملك مع القرآن مثل التعامل مع أي كتاب علمي آخر.
وهذا الرد يكفي على بقية التعليق لأن اسلوب اقتطاع الآيات من سياقها العام هو أسلوب تعجيزي لآيات القرآن وهو نفس الأسلوب الذي استخدمه ويستخدمه فقهاء وعلماء المسلمين ليفرضوا رؤيتهم الشخصية للدين ويجهروا بها على أنها صحيح الإسلام
أخيرا :: ما أقوله وما اكتبه يمكن تسميته مجازا جزء من الفكر الإسلامي ولا أدعى انه جزء من الاسلام ولا يمثل الاسلام ومن أكبر المصائب التي ابتلي بها الإسلام ما فعله المسلمون وما قالوه وما كتبوه ونسبوه للإسلام ظلما وزورا وبهتانا


4 - النظافة هي صفاء العقل السليم
أكرم رشاد هواش ( 2012 / 4 / 24 - 22:37 )
عزيزي الكاتب هناك مغالطات كثيرة في مقالتك، وأولها هو عدم المامك باعضاء الجسد ووظائفة واولها الخلط بين مفهوم النفس ومفهوم العقل ولا الومك على هذا ، لأن القرآن يخلط بين هذه الامور، إذ قال -آمنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم- القلوب يا عزيزي عاجزة عن اليمان العقل قادر على الايمان والقناعة، لأن القلب وظيفته ضخ الدم لباقي الجسد هذه اليوم أمرُ معروف طبياً. ولا لوم لكاتب القرآن لأن المصريين القدامى كانو يعتقدون أن الانسان يفكر بقلبه فقط ولم يعرفوا أن الدماغ تقوم بهذه الوظيفة ولهذا كانوا يحتفظون بقلب المومياء ويتخلصون من الدماغ.
النظافة عند الرسول ( صلعم ) كانت مهمة جداً لأنه كان يعاني من مرض عصابي نفسي وهذا المرض كان يلح عليه أن يغتسل بشكل دائم، وتقول عائشة أم المؤمنين أنه كان يستيقظ عدة مرات بالليل يغتسل ويعود للنوم ، وأيظاً كان حريصاً على استعمال المسواك وغسل فمه واسنانه كثيراً بالليل والنهار لأنه كان يحس بالمرارة في فمه. وكان يكره رائحة الزوار ورائحة أجسادهم وعرقهم. كان يحب الروائح العطرية ويقول الطبري عن لسان الصحابة أن الجميع كان يعرف أن محمد على مقربة لأن الروائح العطرية كانت تفوح منه.


5 - الجنابة
أكرم رشاد هواش ( 2012 / 4 / 24 - 23:01 )
الجنابة يا عزيز ليس وسخ بل يجب أن تكون تقديس للجنس والممارسة الجنسية ، أستغرب أمر ديننا الاسلامي من تحقير المرأة وممارسة الجنس معها واعتباره ليس طهارة (وسخ). الجنس هو أفضل شيء منحتنا بها الطبيعة وهو اللذ شيء بحياتنا. وممارسة الجنس مع امرأة هو أفضل شيء، ولذته أفضل من الأكل الشهي. استغرب تحقير المرأة بالاسلام واعتبارها سلعة للبيع والشراء والتخلص منها كما يتخلص الشخص من العفش القديم. المرأة يا عزيزي هي أمي وأختي وزوجتي ويجب احترامها كما احترم نفسي. واقدسها كما تقدس الرب التي تعبده. وأحترم بعض القبائل العربية التي كانت تعبد الرحم قبل الاسلام إذ كانوا يعتبرونه مصدر خروج الحياة منه. ولا تنسى آلهات العرب القدامى -الأناث-|: اللاة والعزى ومناة. الحيض ليس نجس وتجنب المرأة لأنها في الحيض هو جريمة وتحقير بحقها. آل لوط ولعنهم هي قصة خرافية وصفها القرآن بـ (آساطير الأولين) العبودية استمرت بعد الاسلام وكان المسلمين يبغون بالاولاد الاسرى بعد الغزوات والحروب.


6 - الأستاذ / أكرم لم أقل أن المرأة نجس
رضا عبد الرحمن على ( 2012 / 4 / 24 - 23:34 )
الأستاذ أكرم

أشكرك على التوجيه لكن أحيط سيادتك علما أنني لم أقل ان القلب هو القلب الذي يضخ الدم ، ووحديث القرآن عن القلب ليس فيه قصد لعضلة ضخ الدم وإنما قلب الإنسان هو عقله وإرادته ونفسه التي تتحكم وتسيطر عليه وعلى بمعنى أوضح فقلب الإنسان هو إرادته التي تؤمن أو تكفر فهو ليس عضوا جسديا لأنه لا فرق بينه وبين النفس وقلت في بداية المقال أن الإنسان مخلوق في ثنائية هي الجسد والنفس عضلة القلب المسئولة عن ضخ الدم هي ضمن الجسد لكن العقل والقلب المقصود في القرآن هما ضمن النفس والإرداة الإنسانية لذلك الذين يقولون كلمة الأيمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم لأن الفم واللسان جزء من الجسد لكن لن يكتمل هذا الايمان إلا إذا وقر في القلب وأصبح عقيدة راسخة

وبخصوص تحقير المرأة أنا من أول المدافعين عن حقوق المرأة ولا أفرق بين المرأة والرجل في الحقوق أبدا واحترم المرأة ولا انظر إليها كما تفضلت ولم يرد في المقال جملة واحدة تسيء للمرأة
ولم أقل أن الحيض نجس أو وسخ وأن الطهارة للتخلص من هذا الوسخ وحكمة الابتعاد عن المرأة في الحيض هي حكمة صحية طبية ترتبط بدم الحيض وما به من أمراض قد تصيب الرجل لو حدث جماع


7 - قرآن عربي مبينا
أحمد حسن البغدادي ( 2012 / 4 / 25 - 10:50 )
يا أستاذ رضا ...مع التحية
يا أستاذ رضا ...مع التحية.
أنت تطرح موضوعاً... يمثل وجهة نظرك في ألأسلام، ونحن نتساءل، والمفروض بك أن تجيب، لتتلاقح الأفكار عل وعسى نخرج بفكرة ناجحة،
فهل هناك عالم متأكد من علمه، يقول لمن يسأله ،كان من المكن أتجاهل وجهات نظرك إن لم تصدقني ؟ متى تفيقون من همجيتكم؟
إنكحوا ماطاب، وهو يؤكد على النكاح والمتعة الجنسية، وألأما هي الجواري. دون تحديد عددهن.


8 - من يتهم الآخرين بالهمجية فماذا يكون.؟
رضا عبد الرحمن على ( 2012 / 4 / 25 - 12:15 )
يا سيد حسن لقد رددت عليك من قبل في موضوع (انكحوا ما طاب لكم من النساء) على هذا الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=302182

لا أقصد أبدا ان اكون همجيا حين كتبت أنه كان بامكاني عدم الرد ولكن قلت هذا لأننا من الممكن أن نجادل بعضنا بعضا لمثل هذا اليوم من العام القادم بيدون فائدة لأننا باختصار على نقيضين انا أؤمن بالله وحده لا شريك له وأؤمن بالقرآن وحده لا شريك له وأؤمن بأن القرآن منهج إلهي راقي جدا يدعو للفضيلة والطهارة والنقاء والأدب والتسامح والحب والعدل وحقوق الإنسان والمساواة وجميع الفضائل الأخرى وأؤمن بهذا يقينا وأقتنع به ولا أجرؤ أن أفرض هذا عليك أو علي غيرك من الناس فكل إنسان مئول عن اختياره يوم الحساب
أما سيادتك فأنت وحدك تعلم ما هي عقيدتك وما قناعاتك تجاه القرآن وتجاه رب القرآن وليس من حقي أن أضعك في تصنيف أو درجة إيمانية أو عقيدية لأن هذا شأن الله الذي خلقنا ويرزقنا ويميتنا ويحيينا جميعا

لا أقصد ما فهمته نهائيا من هذه الجملة وأكرر قد أجبت على سؤالك من قبل والسؤال الثاني الخاص بالجهاد أجبت عليه أيضا وقلت أن الجهاد فرض في الاسلام لرد الاعتداء فقد
شكرا


9 - توضيح هام لابد منه
رضا عبد الرحمن على ( 2012 / 4 / 27 - 21:21 )
وقع فقهاء الأديان الأرضية فى التركيز على الأوامرالتشريعية ونسيان المقاصد التشريعية ، وهى الحاكمة لهذه الأوامر . وتحدثنا عن هذا كثيرا فى موضوع القتال فى التركيز على الأمر بالقتال ( وقاتلوا ) ونسيان القاعدة التشريعية وهى ان يكون القتال دفاعيا ، ونسيان المقصد التشريعى وهو أن يكون القتال لمنع الفتنة أو الاضطهاد الدينى ، مع المقصد العام وهو التقوى .

وفى موضوعنا هنا فالمقصد العام هو التقوى ، فكل العبادات ووسائلها كالوضوء والغسل لها مقصد التقوى . وتكلمنا فى هذا كثيرا . وهناك مقصد خاص هنا وهو التيسير والتخفيف ورفع الحرج . ومن خلال مقصد التخفيف ورفع الحرج ننظر الى الأوامر فى الوضوء والغسل والتيمم .


10 - توضيح هام لابد منه
رضا عبد الرحمن على ( 2012 / 4 / 27 - 21:22 )
فى البداية يقول جل وعلا عن رفع الحرج كمقصد تشريعى عام فى الاسلام : ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ( الحج 78 ) ويقول :( يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ) ( النساء 28 ). ثم يأتى هذا المقصد بطريق غير مباشر فى قوله جل وعلا فى تشريع الطهارة :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ) ( النساء 43 ). الاشارة غير المباشرة للمقصد التشريعى هنا فى تذييل الاية الكريمة بالتأكيد على أن الله جل وعلا عفو غفور .


11 - توضيح هام لابد منه
رضا عبد الرحمن على ( 2012 / 4 / 27 - 21:23 )
ثم يأتى المقصد التشريعى فى رفع الحرج مباشرا وصريحا فى الآية الأخرى من تشريع الطهارة فى الصلاة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ( المائدة 6 ). نزل تشريع التيمم للتخفيف ورفع الحرج ، ثم جاء تذييل الآية الكرؤيمة وختمها برفع الحرج .


12 - توضيح هام لابد منه
رضا عبد الرحمن على ( 2012 / 4 / 27 - 21:25 )
وعليه فنحن لا نتحدث عن الصلاة بل عن الاستعداد لها بالطهارة ، ثم يكون التخفيف هو أساس التشريع فى الاستعداد للصلاة . التخفيف يتجلى ليس فقط فى النّص على المقصد التشريعى ولكن أيضا فى تشريع البدائل ، فالمفروض إذا قمت للصلاة أن تتوضأ ، ولكن يأتى البديل للتخفيف بالكلام على نواقض الوضوء بما يعنى أنه يمكن ألا تتوضأ لكل صلاة . وحتى فى الوضوء والغسل يمكن لك التيمم بمسح الوجه واليدين بأى شىء ( طاهر ) .

مشكلتنا أننا نبحث عن المتاعب ، ونتزمت ونبالغ فى الأوامر وننسى المقصد التشريعى الحاكم على الأوامر ، وننسى إقامة الصلاة و الخشوع فيها لأننا أرهقنا أنفسنا فى تفصيلات الطهارة والاستنجاء ..ولقد وقع فى هذا الفخّ فقهاء الدين السّنى فكتبوا فى باب الطهارة مئات الالوف من الصفحات ، ولم يكتبوا صفحة واحدة فى الخشوع وفى التقوى .وصنع الغزالى فى ( إحياء علوم الدين ) حديثا يقول ( إن النبى علمهم كل شىء حتى الخراءة ) . إخص عليهم


هذه التعليقات الأربعة الأخيرة كانت وجهة نظر الدكتور أحمد صبحي منصور ورده على المقال ولأهميتها نقلتها تحت نفس المقال لتعم الفائدة ..!

اخر الافلام

.. -الجمهورية الإسلامية في #إيران فرضت نفسها في الميدان وانتصرت


.. 232-Al-Baqarah




.. 233-Al-Baqarah


.. 235-Al-Baqarah




.. 236-Al-Baqarah