الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهدايه الى الالحاد - 1 من 2

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 4 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


افرز مجتمعنا اليوم طبقه جديده من الملحدين تدعى الالحاديه الجديده وهؤلاء الملحدون الجدد لايحتفظون بأرائهم لانفسهم بل يشنون حملة شعواء بحده وحماس وشغف لهداية المتدينين الى مذهبهم حسبما كتب المحرر الصحفى ريتشارد برنستاين وهم يستهدفون حتى اللاأدريين لان الشك عندهم غير مقبول والامر محسوم لايقبل الجدل.
يقول ستيفن واينبرغ الحائز جائزة نوبل ان المعتفدات الدينيه كابوس تسلط طويلا على العالم ولابد ان يصحو منه ويتابع علينا نحن العلماء ان نستغل كل الوسائل للحد من هيمنة الدين وقد يكون ذلك فى النهايه اعظم خدمه نؤديها للحضاره واحدى هذه الوسائل هى الكلمه المكتوبه الى تستقطب اهتماما ملحوظا على مايبدو فقد اصبحت بعض مؤلفات الملحدين الجدد بين الكتب الاكثر مبيعا فى الاسواق .
وهذه الحمله التى يشنها الملحدون الجدد يوفر لها الدين مرتعا خصبا لان الناس ضاقوا ذرعا بما يبتلى العالم من تطرف وارهاب وصراعات بأسم الدين .يذكر احد الملحدين الجدد البارزين:يسمم الدين كل شئ ولايقصد بهذا السم الاراء المتطرفه فحسب بل المعتقدات الدينيه بشكل عام .ففى رأى الملحدين الجدد يجب تشهير العقائد الجوهريه ونبذها واستبدالها بالعقلانيه والمنطق . كما كتب الملحد سام هارس انه ينبغى ان يتجرأ الناس على المجاهره برأيهم فى فيض الترهات الهدامه التى تحفل بها الكتابات المقدسه ويضيف لم بعد بالامكان التعامل مع المسأله بمداراه مراعاة لمشاعر المتدينين.
ان الملحدين الجدد يستهينون بالدين فيما يجلون العلم الى حد ادعاء البعض انه يثبت عدم وجود الله ولكن هل هذا صحيح او بالاحرى ممكن؟يقول هاريس :فى نهاية المطاف لابد ان يخرج احد طرفى الجدال منتصرا والاخر خاسرا .
فأى الطرفين سينصف الزمن برأيك؟ اسأل نفسك فيما تفكر مليا فى هذه المسأله هل الايمان بوجود خالق مؤذ بحد ذاته وهل ستتحسن اوضاع العالم اذا الحد جميع الناس؟ لنتأمل اولا فيما قاله بعض العلماء والفلاسفه المحترمين فى الالحاد والدين والعلم.
هل يدحض العلم وجود الله؟
طوال 50 كان الفيلسوف البريطانى انتونى فلو ملحدا رفيع الشأن فى نظر اقرانه وقد نشر سنه 1950 مقالا يهاجم اللاهوت اصبح الاوسع انتشارا بين المؤلفات الفلسفيه المعاد طبعها فى القرن العشرين . كما دعى فلو سنه 1986 الناقد الاكثر تعمقا بين النقاد المعاصرين لمذهب التأليه المذهب القائل بوجود اله او اكثر لذا صدم كثيرون عندما اعلن فلو عام 2004 انه رجع عن رأيه.
وماذا حدا بهذا الفيلسوف الملحد الى العدول عن وجهة نظره؟ الجواب بكلمه واحده هو العلم فقد اضحى مقتنعا ان الكون وقوانين الطبيعه والحياة بذاتها لايمكن ان تكون وليدة الصدفه.فهل هذا الاستنتاج منطقى.
كيف نشأت قوانين الطبيعه؟
يشير الفيزيائى والمؤلف بول دايفنز ان العلم يقدم شرحا وافيا للظواهر الطبيعيه؟ كالمطر لكنه يقول : حين يدور البحث حول اسئله مثل لم توجد قوانين فى الطبيعه؟ لايقدم العلم جوابا شافيا.ما من اكتشافات علميه محدده تجيب على هذا النوع من الاسئله فمنذ نشأة الحضاره نحن نراوح مكاننا فى الاجابه عن كثير من الاسئله المهمه التى لاتزال تحيرنا الى هذا اليوم.
وفى هذا الخصوص كتب فلو عام 2007 ليست النقطه الرئيسيه ان هناك قوانين فى الطبيعه بل ان هذه القوانين دقيقه حسابيا مطلقه ومترابطه وقد رأى فيها اينشتاين ادله ملموسه على وجود عقل مدبر والسؤال الذى ينبغى لنا طرحه هو من اين للطبيعه هذه الحله المنسقه؟هذا مافعله علماء امثال نيوتن وهايزنبرغ واينشتاين وكان جوابهم عقل الله.
حقا ان العديد من العلماء المحترمين لايعتبرون الايمان بعله اولى ذكيه امرا يتنافى مع العلم بالمقابل يبقى الكثير من التساؤلات دون اجوبه شافيه اذا قلنا ان الكون وقوانينه والحياه اتت بمحض الصدفه فالتجارب تعلمنا ان كل اله لها مصمم وخصوصا اذا كان تصميمها بالغ التعقيد .
اى ايمان نختار
رغم ان الملحدين الجدد يرفعون راية العلم ففى الحقيقه انه لا الالحاد ولا التأليه يعتمدان كليا على العلم.فكلاهما يتطلب الايمان: الاول ايمانا بصدفه عمياء لاهدف لها والثانى ايمانا بعله اولى ذكيه يقول جون ليوكس وهو بروفسور فى الرياضيات فى جامعة اكسفورد بأنكلترا ان الملحدين الجدد يروجون المفهوم القائل ان الايمان الدينى بكل اشكاله ايمان اعمى ثم يضيف يجب ان نشدد انهم على خطأ لذا فالسؤال الحقيقى هو:ايما يثبت على المحك ايمان الملحدين ام المتدينين ؟ تأمل على سبيل المثال فى اصل الحياه
الى اللقاء فى الجزء الثانى من المقاله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بداية معقولة
عبد الله اغونان ( 2012 / 4 / 25 - 23:28 )
هذا ماكنا نرد به على بعض المتملحدين اذ في نظري لايوجد ملحد متيقن انما الحادهم رد فعل حتى على سوء سلوك بعض المتدينين من بني البشر الخطائين
العلم المادي الصرف محايد اذ لو كان العلم حجة لفصل القضية منذ القدم. لذلك نجد النتاقض في العلماء الماديين انفسهم فمنهم مؤمن ومنهم كافر
باسكال يقول للقلب حججه التي لايملكها العقل وهذا يقرره الغزالي استنباطا من القران الكريم
جاء في اية لهم قلوب لايفقهون بها فجعل المنطق في القلب ووهو افتراض توصل اليه بعض العلماء اخيرا
بداية طيبة لكن ننتظر فلعل الكاتب ينحرف بنا الى منعرجات


2 - تعقيب لاغونان
نور الحرية ( 2012 / 4 / 26 - 11:27 )
على فرضية ان الايمان محله القلب اي شيئ معنوي غير مادي وملموس كما ذكرت اخ اغونان فهل من مبرريعقل لهذا الاله الموسوم بالرحمة كي يعذب ويرمي عباده الذين خلقهم وقدر لهم من قبل مصائرهم في نيران جهنم

اخر الافلام

.. مختلف عليه| النسويّة الإسلامية والمسيحية


.. كلمة أخيرة - أسامة الجندي وكيل وزارة الأوقاف: نعيش عصرا ذهبي




.. من يدمر كنائس المسيحيين في السودان ويعتدي عليهم؟ | الأخبار


.. عظة الأحد - القس تواضروس بديع: رسالة لأولادنا وبناتنا قرب من




.. 114-Al-Baqarah