الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهدايه الى الالحاد - 2 من 2

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اصل الحياه : لايتردد مؤيدو التطور فى الاقرار بأن اصل الحياه لايزال لغزا محيرا رغم كثرة النظريات المتضاربه التى تتطرق الى هذا الموضوع . مثلا يطرح ريتشارد دوكنز احد الملحدين الجدد البارزين النظريه ان الحياه كان لابد ان تظهر فى مكان ما بالنظر الى العدد الهائل من الكواكب فى الكون . لكن علماء معتبرين كثيرين لايشاطرونه هذا اليقين . يقول البروفسور فى جامعة كيمبردج جون بارو ان الايمان بعملية تطور الحياه والفكر يصطدم بحائط مسدود فى كل مرحله فثمة عوامل كثيره تفوق الحصر يمكن ان تحول دون تطور الحياه فى محيط معقد وعدائى بحيث يعد منتهى الغطرسه الافتراض ان كل شئ ممكن بجرد توفر الكربون والوقت الكافيين .
لايغب عن بالك ايضا ان الحياه اكثر من مجرد مزيج من العناصر الكيمائيه فهو يقوم على شكل معقد من المعلومات المشفره فى الدنا DNA لذلك حين نتحدث عن اصل الحياه فنحن نتحدث ايضا عن مصدر المعلومات البيولوجيه وهل تنشأ المعلومات صدفه من تلقاء ذاتها ام انها تصدر من عقل مفكر ؟ هل تنتج الحوادث العرضيه معلومات معقده مثل برنامج كمبيوتر او معادله جبريه او موسوعه او حتى معلومات بسيطه كوصفه لاعداد فالب حلوى قطعا لا فكم بالاحرى معلومات تفوقها تعقيدا وفعاليه بأشواط كالمعلومات المختزنه فى الشفره الوراثيه فى الكائنات الحيه .
هل هو علمى ان نقول ان العله الاولى هى الصدفه ؟ يقول بوب دايفز المقتبس منه انفا ان الكون عند الملحدين موجود كما هو بصوره غامضه وقد شاءت الصدفه ان يسمح بوجود الحياه ففى رأيهم لو كان الوضع مختلفا لما كنا احياء اصلا لنتجادل فى الامر . فالكون سواء كان مترابطا ام لا . لاتصميم له او مغزى او هدف على الاقل ليس فيه شئ من هذا القبيل منطقى بالنسبه الينا وبعلق دايفز على هذا الرأى الذى يتبناه الملحدون : ان فائدة اتخاذ موقف كهذا هى سهولة تبريره بحيث يمكن استخدامه مخرجا سهلا اى عذرا للتملص من المسأله برمتها .
وفى كتابه التطور نظريه فى ازمه استنتج المؤلف مايكل دنتون المتخصص فى علم الاحياء الجزيئى ان نظرية التطور اقرب الى احد مبادئ التنجيم فى القرون الوسطى منها الى نظريه علميه جديه كما اعتبر التطور الداروينى من اعظم اساطير زماننا.
وفى الحقيقه ان اعتبار الصدفه عله اولى اشبه بخرافه لاتمت الى الواقع بصله .
على سبيل الايضاح اليك المثل التالى يرى عالم اثار حجرا خاما مربع الشكل تقريبا فيعزو شكل الحجر الى الصدفه واستنتاجه هذا منطقى لكن فى وقت لاحق يجد حجرا على هيئه تمثال نصفى متقن الشكل تبرز فيه ادق التفاصيل فهل ينسبه الى الصدفه ايضا ؟ كلا بل يستنتج منطقيا ان له صانعا . بشكل مماثل يعتمد الكتاب المقدس المنطق نفسه قائلا ان كل بيت يبنيه احد ولكن بانى كل شئ هو الله عبرانيين 3:4 فهل توافقه الرأى .
هل يغدو العالم افضل حالا بلا دين ؟
يتطلع الملحدون الجدد الى عالم بلا دين لاانتحاريين فيه ولاحروب دينيه ولامبشرين على التلفزيون يسلبون رعاياهم الاموال . فهل يروقك هذا التصور ؟
قبل ان تبادر الى الاجابه اسأل نفسك هل من ادله تؤكد ان الالحاد سيحسن العالم اذا عم الارض كلها ؟ تأمل فيما يلى ان الجهود التى بذلها الخمير الروج لاقامة دوله ماركسيه ملحده فى كمبوديا ادت الى موت مايناهز مليون ونصف كمبودى . وفى الاتحاد السوفيتى الذى تبنى الالحاد بشكل رسمى ازهق حكم جوزيف ستالين عشرات الملايين من الارواح . صحيح انه لايمكن نسب هذه الشرور مباشرة الى الالحاد لكنها تبرهن ان سيطرة الالحاد لاتضمن السلام والوفاق.
طبعا لاأحد ينكر ان الدين يتسبب بالكثير من المعاناه والالم ولكن هل يعنى ذلك ان الله هو الملوم ؟ قطعا لا فهل تلوم صانع السياره على حادث تسبب به سائقها وهو يتكلم على هاتفه المحمول ؟
علاوة على ذلك هناك اسباب كثيره لمعاناه البشر احدهما اعمق وأهم من المعتقدات الدينيه. والكتاب المقدس يحدد هذا السبب الجوهرى على انه النقص الفطرى الملازم للبشر فهو يقول : الجميع أخطأوا وليس فى وسعهم ان يعكسوا مجد الله . وهذا الميل الى الخطيه يشكل تربه خصبه للانانيه والكبرياء والعنف والرغبه فى التحرر ادبيا . كما يدفع الناس الى تبرير تصرفاتهم بأعذار غير صحيحه والانجذاب الى معتقدات تتغاضى عن الاعمال الشريره فكم كان يسوع محقا عندما قال من القلب تخرج افكار شريره وقتل وزنى وعهاره وسرقه وشهادات زور وتجاديف .
فرق هام : ثمة فرق لابد من التنويه به هنا بين العباده الحقه اى المقبوله فى نظر الله والعباده الباطله فالعباده الحقه تحث الناس على مقاومة الميول المنحطه كما تروج محبة التضحيه بالذات السلام اللطف الصلاح الوداعه وضبط النفس الامانه الزوجيه واحترام الاخرين فى غلاطبه 5 .
اما العباده الباطله فترضى اهواء الجمهور بدغدغة اذانهم كما يقول الكتاب المقدس اذ يتغاضى عن رذائل دانها الله .
وهل يمكن للالحاد ان يخلق الجو نفسه من التشويش والغموض فى المسائل الادبيه ؟ ان عدم وجود الله يعنى عدم تأدية حساب عن اعمالنا امام سلطه الهيه وانعدام اية قيم موضوعيه ينبغى لنا جميعا ان نحترمها حسبما يقول البروفسور فى الحقوق فيليب جونسون فتصبح الاداب مسأله نسبيه ويختار كل شخص مقاييسه الخاصه هذا اذا رغب اصلا بأية مقاييس وطريقة التفكير هذه تجعل الالحاد فلسفه جذابه فى نظر البعض .
لكن الوضع لن يبقى على حاله الى الابد فالله لن يظل صابرا على الاباطيل سواء ارتبطت بالالحاد او بالدين ولا على الذين يروجون لها فهو يعد المستقيمون اى الملتصقين بالحق ادبيا وروحيا ان يسكنون الارض والمنزهون عن اللوم يبقون فيها اما الاشرار فينقرضون . ل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التطور حقيقة
أحمد الوحيد ( 2012 / 4 / 26 - 21:31 )
التطور حقيقة تؤيدها الألاف من المتحجرات و علم الوراثة فيما يخص الطفرة الوراثية . الانتخاب الطبيعى أو كيفية التطور هو النظرية التي تحتمل الخطأ . أما تبرير وجود خالق على طريقة البعرة تدل على البعير فيجب أن تكون قد رأيت أو سمعت عن من رأى هكذا خالق يصنع كونا لنبرر الاستنتاج. و إذا سلمنا بوجود خالق ، لم يجب أن نفترض أنه كلي القدرة و المعرفة أو أنه يهتم لما خلق. أنا أؤيد فكرة أن الإيمان بقوة إلهية تحمي العدالة على الأرض تبث الطمأنينة على القلب و لكنها على شاكلة ان -فائدة اتخاذ موقف كهذا هى سهولة تبريره بحيث يمكن استخدامه مخرجا سهلا اى عذرا للتملص من المسأله برمتها- . و أعظم أساطير الزمان على فكرة هي الأديان.
مع التحيات


2 - كمسلم
عبد الله اغونان ( 2012 / 4 / 26 - 22:56 )
كمسلم اوافق وارى نفس الراي,اذ الملحد يبرر عجزه عن الجواب او مكابره تبعا لهواه الطبيعة غير عاقلة ولاهدف لهاولاارادةا ,ما الصدفة فهي خرافة لايصدقها عاقل


3 - عزيزي
ناصح نصر ( 2012 / 4 / 26 - 23:52 )
وبفرض وجود الله -مجرد فرضية- كيف يمكن التعسف بناء علي ذلك و إدعاء كل التفصيلات الأخري الدينية عنه و عن علاقته بالإنسان و الحياة الأخري إستنادا إلي المصادر الدينية المليئه بالخرافات التي لا حصر لها.. وكيف تري شخصية الاله في ظل الوحشية و المعاناة التي يتعرض لها البشر و سائر الكائنات ؟؟
لعل الله يكون ذو خلق و رحمة قبل ان يطلبها من البشر !!
تحياتي


4 - تعليق
atheiodontist dawkins ( 2012 / 4 / 27 - 05:06 )
تعليقي ببساطه . عندما سئل برتراند راسل عن إذا ما إتضح له وجود يوم قيامه وسأله الإله لما لم تؤمن بي؟! فقال سأجيبه : لم تقدم لي الأدله الكافية لإيمانى بك !!

فالإسلام الدين الأكثر إدعاء بأنه الحق صار مليئا بالثقوب والتراهات
فأي إيمان وأي دين لأي إله !!

اخر الافلام

.. من يدمر كنائس المسيحيين في السودان ويعتدي عليهم؟ | الأخبار


.. عظة الأحد - القس تواضروس بديع: رسالة لأولادنا وبناتنا قرب من




.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم