الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابوكاطع - شمران الياسرى----- شهيدا

علي عجيل منهل

2012 / 4 / 26
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


شمران الياسري كان شخصية رفيعة وراقية المستوى ، حرص الحزب الشيوعي العراقي منذ اوائل خمسينيات القرن الماضي على تصديرها في اعلامه الحزبي والوطني كشخصية -لها خصائص شعبية ووطنية،- تكتب وتتحدث بنبض الشارع العراقي - لا يجدها الا (شمران..) نفسه.
.
ولد شمران الياسري في مدينة (الحي) ضمن المناطق الريفية الشاسعة جنوب محافظة واسط

منتميا الى اسرة متدينة ، على جانب من الرفعة والثراء ، وكانت الاسرة ذات مزاج محافظ ، لم تألف الخروج عن العقيدة ، ولا عن النظام الملكي حتى عام الثورة الجمهورية الاولى في عراق 1958 بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم، وبزوغ نجم شمران الياسري في هذه الثورة خلال برنامجه الاذاعي الشهير (احجيها بصراحة يابو كاطع )-، بصوته -، ونبراته الريفية الدافئة-
وفي اعقاب انقلاب الثامن من شباط 1963 الدموي استطاع ابوكاطع ان يفلت من ايدي الانقلابيين ويختفي في ريف الكوت. وبرغم ظروف الاختفاء الصعبة وقلة امكانيات العمل الصحفي استطاع تدبير تحرير مجلة تولى هو تحريرها بإسم " الحقيقة" وصلت اعداد منها الى اذاعة "صوت الشعب العراقي" ا-وكانت تبث برامجها من صوفيا عاصمة جمهورية بلغاريا الشعبية من حزيران 1963 حتى صيف 1968.
"ابوكاطع" يحتل مكانة خاصة في نفوس ابناء الشعب العراقي ومناضليه. والكل يتذكر - عمله الروائي الكبير الذي سـُمـّي بـ"رباعية ابو كاطع"، في سبعينات القرن الماضي.والكل يتذكرايضاً ما كانت تحظى به مقالاته اليومية في جريدة "طريق الشعب" التي صدرت علنية منذ 16ايلول 1973 حتى الخامس من نيسان 1979، المقالات ذات النكهة الخاصة في انتقاد الجوانب السلبية في الاوضاع. تلك المقالات التي كان النظام البعثي ينظراليها بعين حمراء حاقدة ويتحين الفرص للانتقام من كاتبها لدرجة انه سعى لتلفيق تهمة- لابوكاطع تودي به الى حبل المشنقة الامر، الذي حمل الحزب الشيوعي على الايعاز له بالسفر الى براغ حماية له من حقد النظام البعثي.وفي براغ ساهم الفقيد ابو كاطع في تحرير نشرة اصدرها الحزب عام 1979 قبل العودة الى اصدار جريدته "طريق الشعب" في النصف الثاني من العام نفسه واستعمل في ما كتبه في هذه النشرة التوقيع بإسم مستعار هو (باسم العباس)--.كما كتبت الاستاذ عبد الرزاق الصافى
لم يمت شمران عن مرض او داء عضال ، وانما مات في حادث سير في احد شوارع براغ ،

اللجنة الخاصة في-- مؤسسة الشهداء --اعادت النظر - في قرار كانت اتخذته -

وقررت اعتبار المناضل والكاتب الكبير الراحل شمران الياسري (ابو كاطع)-- شهيدا تنطبق عليه الاحكام الواردة في قانون المؤسسة.- واستند "قرار نهائي" في هذا الشأن اتخذته اللجنة، الى ثبوت كون الفقيد "فقد حياته بسبب معارضته للنظام السابق"، وبناء على ذلك قرر "شمول ذويه بكافة الحقوق المنصوص عليها في قانون المؤسسة". وجاء في قرار اللجنة الصادر في 22 شباط الماضي، ونشرت جريدة -- "طريق الشعب" القرار - انها نظرت في التظلم المقدم من قبل السيد احسان شمران الياسري، ابن الفقيد، الذي اعترض على رفض اللجنة في 5 كانون الاول 2011 طلب والدته اعتبار زوجها الراحل شهيدا. وقد اقام اعتراضه على اسانيد واضحة، ووجدت اللجنة وهي تعيد النظر في قرارها المذكور وفي التظلم وتدقق في معاملة الفقيد، ان التظلم ----"وارد للاسباب التي استند اليها ".
وفي ضوء ذلك وكما جاء في القرار --
---"ثبت ان المتوفى قد فقد حياته بسبب معارضته للنظام السابق". ولذلك قررت اللجنة" الغاء قرارها المتظلم منه.. واعتبار المتوفى-- شمران يوسف محسن علي-- شهيدا، وشمول ذويه بكافة الحقوق المنصوص عليها في قانون مؤسسة الشهداء الرقم 3 لسنة 2006". واعتبرت اللجنة الخاصة في مؤسسة الشهداء قرارها هذا "قرارا نهائيا".
وحمل القرار توقيع رئيسها (وهو قاضٍ)، وتواقيع اعضائها الذين يمثلون وزارات المالية والداخلية والعمل والشؤون الاجتماعية ومؤسسة الشهداء.-فى جريدة "طريق الشعب" قال السيد احسان الياسري انه عزز طلبه المقدم الى اللجنة الخاصة في مؤسسة الشهداء، بدليل لا يفوقه دليل وهو "ملف الوالد لدى امن النظام، الذي حصلنا عليه بعد سقوط الطغيان في 2003، والحافل بالكثير جدا من التقارير والكتب والاوامر الرسمية السرية، المتعلقة بمراقبة والدنا الراحل ومتابعته وملاحقته طيلة سنوات خلال السبعينات، داخل العراق ثم بعد سفره الى الخارج. كذلك مراقبة وملاحقة ابنائه واقاربه الآخرين، وبضمنهم الشخصية المعروفة المرحوم السيد مالك الياسري، الذي كانوا يسمونه في تقاريـــرهم -"مالك الشيوعي".
الجدير بالذكر ان "الشهيد" وفقا لتعريف قانون المؤسسة هو "كل مواطن عراقي فقد حياته بسبب معارضته للنظام المباد في الرأي أو المعتقد أو الانتماء السياسي، أو تعاطفه مع معارضيه أو مساعدته لهم، بفعل من أفعال النظام بشكل مباشر أو بسبب السجن أو التعذيب أو نتيجتهما، أو بسبب عمليات الإبادة الجماعية وضحايا الأسلحة الكيماوية والجرائم ضد الإنسانية والتصفيات الجسدية والتهجير القسري".
ما زالت حاضرة --ذكرى ابا كاطع -- في افئدة العراقيين الذين استمعوا الى صراحته من خلال اعمدته الصحفية ومن خلال اذاعة بغداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ علي عجيل منهل المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 4 / 27 - 06:43 )
تحيه وتقدير
لقد استطاع ابو كَاطع ان ينقل السياسه من الكتب الى اللسان العام واستطاع ان يصل الى عقول كبار السن من النساء والرجال الاميين في الغالب وصار حديثه حديث حتى المجالس الحسينيه النسائيه والرجاليه وصار همسهم في المقاهي والجوامع واماكن العمل والمقاهي ويكفي انه نشر مفردة بصراحه التي اقترنت باسمه و مست لازمه للكثير من الاحاديث وحتى النكات
تقبل تحياتي وشكرا على هذا التذكر للرجل الطيب ايها الطيب


2 - تحياتى لك استاذ عبد الرضا المحترم
علي عجيل منهل ( 2012 / 4 / 27 - 08:26 )
وشكرا للتعليق المعبر عن الشخصية الاجتماعية والوطنية ابا كاطع مع احترامى


3 - الذكر الطيب للمناضل الشعبي المبدع ابو كاطع
الدكتورصادق الكحلاوي ( 2012 / 4 / 27 - 12:22 )
تحيه حاره للكاتب الدؤب د على منهل مع شكري الجزيل لعواطفه وتمنياته الطيبه
كنت اعرف الكاتب والمناضل شمران الياسري كمعرفتي لغالبية مناضلي شعبنا من الرعيل الاول الذين لعبوا ادوارهم المحمودة لخدمة العراق واهله منذ 1945
ولكن وكاءن المصادفات تريد ان تجمعنا للوداع فقد التقيته مع صديقي الاعز
المغيب الدكتور صباح الدره وطيب الذكر عامر عبد الله والمرحوم ماجد عبد الرضا في صيف 1973 ايام مهرجان الطلبه والشبيبه العالمي في برلين وقد احتفلنا ليلة كاملة حتى الصباح حيث تركتهم وذهبت لعملي في المهرجان حيث كنت مترجما مباشرا
وفي حوالي 1976 وانا اسير في اروقةكلية الادارة والاقتصاد واذا بي اسمع احدهم يجاوب عن اسمه التقطت منها شمران الياسري فالتفت وحييت الشاب وساءلته بخفوت -ان كان على قرابة بابي كاطع فقال نعم انا ابنه واعتقد ان الاسم الاول كان احسان فسررت جدا واخبرته ان يعتبر نفسه مثل ابن اخي واريته مكتبي في الكلية العتيدة المذكوره-وللاسف لم احضر حفل تخرج الياسري الابن لان البعث الفاشي سرعان ما ابعدني عن الخدمة الجامعية واية وظيفة اخرى في سخونه الهيجان الجنوني للبعث وشنه الحرب على الجميع للتفرد بالعمل السي


4 - الذكر الطيب للمناضل الشعبي المبدع ابو كاطع
الدكتورصادق الكحلاوي ( 2012 / 4 / 27 - 12:22 )
تحيه حاره للكاتب الدؤب د على منهل مع شكري الجزيل لعواطفه وتمنياته الطيبه
كنت اعرف الكاتب والمناضل شمران الياسري كمعرفتي لغالبية مناضلي شعبنا من الرعيل الاول الذين لعبوا ادوارهم المحمودة لخدمة العراق واهله منذ 1945
ولكن وكاءن المصادفات تريد ان تجمعنا للوداع فقد التقيته مع صديقي الاعز
المغيب الدكتور صباح الدره وطيب الذكر عامر عبد الله والمرحوم ماجد عبد الرضا في صيف 1973 ايام مهرجان الطلبه والشبيبه العالمي في برلين وقد احتفلنا ليلة كاملة حتى الصباح حيث تركتهم وذهبت لعملي في المهرجان حيث كنت مترجما مباشرا
وفي حوالي 1976 وانا اسير في اروقةكلية الادارة والاقتصاد واذا بي اسمع احدهم يجاوب عن اسمه التقطت منها شمران الياسري فالتفت وحييت الشاب وساءلته بخفوت -ان كان على قرابة بابي كاطع فقال نعم انا ابنه واعتقد ان الاسم الاول كان احسان فسررت جدا واخبرته ان يعتبر نفسه مثل ابن اخي واريته مكتبي في الكلية العتيدة المذكوره-وللاسف لم احضر حفل تخرج الياسري الابن لان البعث الفاشي سرعان ما ابعدني عن الخدمة الجامعية واية وظيفة اخرى في سخونه الهيجان الجنوني للبعث وشنه الحرب على الجميع للتفرد بالعمل السي


5 - الذكر الطيب للمناضل الشعبي المبدع ابو كاطع
الدكتورصادق الكحلاوي ( 2012 / 4 / 27 - 12:22 )
تحيه حاره للكاتب الدؤب د على منهل مع شكري الجزيل لعواطفه وتمنياته الطيبه
كنت اعرف الكاتب والمناضل شمران الياسري كمعرفتي لغالبية مناضلي شعبنا من الرعيل الاول الذين لعبوا ادوارهم المحمودة لخدمة العراق واهله منذ 1945
ولكن وكاءن المصادفات تريد ان تجمعنا للوداع فقد التقيته مع صديقي الاعز
المغيب الدكتور صباح الدره وطيب الذكر عامر عبد الله والمرحوم ماجد عبد الرضا في صيف 1973 ايام مهرجان الطلبه والشبيبه العالمي في برلين وقد احتفلنا ليلة كاملة حتى الصباح حيث تركتهم وذهبت لعملي في المهرجان حيث كنت مترجما مباشرا
وفي حوالي 1976 وانا اسير في اروقةكلية الادارة والاقتصاد واذا بي اسمع احدهم يجاوب عن اسمه التقطت منها شمران الياسري فالتفت وحييت الشاب وساءلته بخفوت -ان كان على قرابة بابي كاطع فقال نعم انا ابنه واعتقد ان الاسم الاول كان احسان فسررت جدا واخبرته ان يعتبر نفسه مثل ابن اخي واريته مكتبي في الكلية العتيدة المذكوره-وللاسف لم احضر حفل تخرج الياسري الابن لان البعث الفاشي سرعان ما ابعدني عن الخدمة الجامعية واية وظيفة اخرى في سخونه الهيجان الجنوني للبعث وشنه الحرب على الجميع للتفرد بالعمل السي


6 - تحية الى روح شـــمران الياســـري
كنعــان شـــماس ( 2012 / 4 / 27 - 14:57 )
وتحية الى كل قلم نبيل يشـــــيد برموز العراق الكبــــار الذين حفروا بصماتهم في وجدان العراقيين كنت احتفظ بالعشرات من مقالاته الرائعة في جريدة طريق الشـــعب فكلماته كانت رصاصات تنطلق على لســـان ( خلف الدواح ) فتصيب المنافقين في المقتل وتصم افواههم ومن سخرياته الرمزية التي لاتنسى بحزب البعث لسنة 63 و سنة 68 التشبيه بذلك الملا الذي لايملك ساعة في احد صرائف الاهوار في شهر رمضان ويوم ممطر مغيـــم فيوذن بالفطور فتفطر الناس وبعد ساعة تنقشع الغيوم فاذا بالشمس في كبـد السماء فيهرب الملا الى الاذا ن ثانية ويقول : ياجماعة لحـد يصدك باذاني الاولي واللي يفطر خطيته بركبتــه ارقد بســـلام يا بيرق الحزب الشيوعي العراقي العالي وتحية يا استاذ على عجيل منهل على هذا الوفاء الذي يستحقه ابو كاطــــع شمران الياسري وتحية للنبلاء الذينن اعتبروه شـــــهيدا وهو بحق كذلك


7 - تلميح ما بين الاسطر و وفاء لشمران!ع
علاء الصفار ( 2012 / 4 / 27 - 15:56 )
الاستاذ علي عجيل منهل المحترم
التفاتة جميلة الى دور المناضل الكبير شمران الياسري, سيدي افهم ما تعني و متفق معك تماما في طرحك كيف يوجه القائد الجندي و الى اي هدف و الى اي مصير. لكن احيانا انظر ان شمران انحاز الى المبدأ و استغل المنبر جيدا اذ كان صادقا و مبدئيا و لم يقدر عليه احد كي يستخدمه جسرا بل هو من استخدم كل الاجهزة و المنابر و الفرص لانه كان ثورة و انحياز و صدق و مبدأ يفضح جلاوزة اليمين المساوم كما جلاوزة السلطة العبثية الفاشية! وكان يعبء و يحشد و يثقف من اجل الارتقاء في النضال الى المسار الصحيح بعيدا عن التخبط في نوادي ثقافة التمييع الطبقي الذي كان يرفضه شمران الياسري!ع
فلا عجب ان لا يحضى من اليمين المتكالب المسيطر العناية و الاهتمام اللازمين لكن شمران هو الاكبر في الضمير و هو يبقى رمز النصاعة و الوضوح ضد السلطة البعثية الفاشية, و هذا هو وسامه المنتزع رغم اي حيف و اهمال. يقال ان السارق لا يحب دخول الشارع الذي سرق فيه بيت ما!ع
بيت شمران الياسري قلوب الاحرار في العراق و هو خيمة و واحة الثوار في العراق!ع
مرة اخرى كل الاعتزاز


8 - تخية وتقدير الى استاذنا ابا حيدر
علي عجيل منهل ( 2012 / 4 / 27 - 19:07 )
الدكتور صادق الكحلاوى المحترم وشكرا للتعليق المعبر عن المناضل - ابا كاطع


9 - الاستاذ كنعان شماس المحترم
علي عجيل منهل ( 2012 / 4 / 27 - 19:10 )
تحباتى لك واحترامى للتعليق المهم


10 - الاخ الاستاذ علاء الصفار المحترم
علي عجيل منهل ( 2012 / 4 / 27 - 19:12 )
تحية مباركة للتعليق المعبر عن الشخصية الوطنية ابا كاطع الخالد فى تاريخ العراق الحديث

اخر الافلام

.. اليسار الفرنسي تغلّب على اليمين المتطرف.. فهل يتغلب على خلاف


.. شرطة لندن توقف متظاهرين داعمين لفلسطين




.. ردود فعل الدول المغاربية على فوز اليسار الفرنسي في الانتخابا


.. عد تقدم اليسار في الانتخابات.. ماكرون يطلب من رئيس الوزراء ا




.. بعد فوز اليسار.. سيناريوهات تشكيل الحكومة الفرنسية