الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الأول من آيار
مقداد مسعود
2012 / 4 / 27ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012
ألأول من آيار..
سلاما...يامن بكم نبتدي واليكم نعود..
مقداد مسعود
*كيف أثر التطور التكنولوجي..ثورة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تركيب الطبقة العاملة كما ونوعا..؟
*على مستوى ثورة المعلومات علينا جميعا الإقرار ان هذي الثورة
تشترط التواصل معها عبر نظام مفاهيمي جديد ،علما ان هذا
النظام الجديد لم تكتمل ملامحه بعد،فهو يتدفق بسيرورة تنافس
الضوء بمستجداته ،من جهة ثانية علينا الدقة ونحن
نتعامل مع آليات المفهمة ،التي يشتغل عليها الخطاب السياسي
تبعا لمرجعياته السياسية،والمؤدية إلى إشكالوبات شائكة..
وهنا علينا ان نتأكد من تاريخية المصطلح،لمعرفة جذره ،قبل
أن تترك ألإنزياحات مؤثريتها عليه..من جراء التطور التكنولوجي ،فأن التكوين الطبقي التقليدي،محكوم عليه بالتحول الجذري على مستوى الكيف وهكذا يبقى مفهوم الطبقة العاملة، لكن محتوى المفهوم سيتعرض لمحمول إضافي ،ذلك لأن ثورة ألإتصالات ،تمثل نقطة تحول كيفي تفرض موضوعيا ألإنتقال الى نمط إنتاج جديد،وفي ذات الوقت فأن التطور التكنولوجي يشترط علينا ان نسيطر عليه إجتماعيا،وبتعبير أدق يشترط التخلي عن أشكال سيطرة تعمل من خلالها المصالح الجزئية وهذه ألأخيرة هي جوهر تعريف نمط ألإنتاج الرأسمالي / حسب المفكر سمير أمين
+هل ترى تراجعا لدور الطبقة العاملة التقليدية
في عملية ألإنتاج، مقابل تنامي دور شرائح
إجتماعية وسطى وتحلل الحدود الطبقية القديمة؟
*شخصيا ترى قرائتي الى السؤال كالتالي
السؤال هنا يشتغل على المطلق / العام ..مهمشما
تميزات النسبي/ الخاص.. على الكونية...
ان الطبقة العاملة..مشترطة في سيرورتها ضمن البنية ألأجتماعية.. وهذا ألأشتراط البنيوي يمنحها حرية التنوع
ألأجتماعي..فالطبقة العاملة في أوربا.. حازت مطاليبها في
الحقوقية في جوانب،معينة،حيث ألأتصاليات ألأفقية بين
بين المواطنين، في حين إنحصرت ألأتصاليات العمودية ضمن
البنية الفوقية ومن يمثلها ضمن الحيز القانوني، اي لاتعكس القبيلةوالطائفة المذهبية والعائلة ظلالها الداكنة على هيبة الدستور والمساواة والقضاء،وإنتزاعها لأمتيازات أشد سوريالية من لوحات سلفادور دالي.. أما الطبقة العاملة في البلدان النامية فهي ماتزال تضحي من أجل الحفاظ على الخطوات الأولى
التي أصبحت عرضت للحذف بين إنقلاب وآخر في بلدانها..
في حين واجهت الطبقة العاملة في المعسكر ألأشتراكي
السابق، مشكلات لم تكن في حسبانها..
هذا ألأمر يجعلنا أمام تنويعات إجابات كل إجابة تحاول ان تعبر
عن مجريات ألأصطفاف الطبقي في بنية مجتمعها..
وبالنسبة للشعوب العربية،خصوصا بعد المتغير العراقي بعد ربيع
2003 ...والذي نقل العدوى الى الشعوب العربية..
.فأن الطبقة العاملة مهيئة،لمسؤوليات توائم المجريات الجديدة..أن تنامي الشرائح ألأجتماعية،لايفّعل حذفا طبقيا أومحو
للطبقة العاملة..بل يحفزها لأخذ زمام المبادرة وألأنخراط في التقانة ألأنتاجية الحديثة..
ان الطبقة العاملة كمفهوم ،لايتراجع، او تنتهي صلاحيته، لكن ألأستجابة لإحتياجات النمو ألأقتصادي والتطور العلمي وألأتصالي
هو الذي يراكم محتوى موائما للتطورالمتصاعد بقدرات عالية
ومن الجدير بالذكر ان شرائح الوسطى المشاركة في ألأنتاج
ليس لها فاعلية مشاركة في التخطيط ألأقتصادي..فهم مجرد
موظفون منفذون، ويقتربون في مداخيلهم من الطبقة العاملة
حسب ألأحصائيات ألأخيرة..وهكذا إخذت الياقات البيض
من التقنين ومحاسبين ،تكابد مثل الياقات الزرق وماتزال..
وهكذا نرى ان التقانة،لم تناصر الطبقة العاملة، او تزيحها
من راتوبها الطبقي الى راتوب الطبقة البرجوازية،بل التقانة
سحبت فئات من البرجوازية الى الصف الطبقة العاملة..
وهنا أستعين بالمفكر محمود أمين العالم واقول :
علينا ان نعي ان سوء التخطيط يفضي الى تبديد عائد العمل
ألإجتماعي في إنتاج طفيلي،كما يفضي الى اهدار نتائج الثورة التقنية لغير التقدم والسلام
وهذا السؤال ،حين نقرأه قراءة فلسفية،يعيدنا الى ثورة آيار 1968الثورة الطلابية ،والتي كان من زعامتها
(كوهين بانديت) و(دوتشكة)
،حيث بث هربرت ماركيوز،وعيا مزيفا مفاده ان التكنولوجيا
غدت ممحاة للفوارق الطبقية،في كلا المعسكرين ..
(أن المجتمعات الصناعية المتقدمة –ألأشتراكية والرأسمالية
على السواء- قد نجحت بفضل عقلانيتها التكنولوجية،أن تحقق
سيطرة كاملة على توجيه ألإنتاج ،بل على توجيه وعي البشر
وإرادتهم.../ص24/ محمود امين العالم)
وسرعان ما فندت المتغيرات الثورية بطلان هذا التزييف
لسيرورة الحراك المجتمعي..ومع نهاية سبعينات القرن الماضي
إستقرت مدونات هربرت ماركيوز و كذلك مدونات أوجين كامنكا
صاحب الكتاب السيء الصيت(ألأسس ألأخلاقية للماركسية)..
أستقرت هذه المدونات في ذاكرة النسيان ..
+البطالة آفة إجتماعية وإقتصادية كبيرة جدا في العالم العربي كيف يمكن مواجهتها والحلول المناسبة لها..؟..
*لايمكن للبطالة ان تنفى من المجتمع،وتستقر في متحف التاريخ الطبيعي بغياب الديمقراطية..فمن خلال تفعيل الديمقراطية
في النسق الثلاثي للبنية ألأجتماعية( إقتصادي/ سياسي / مجتمعي)..ستكون المهيمنة السائدة هي الشفافية،
..ان مايجري آلآن هو تحجيم الديمقراطية من خلال تنويعات المحاصصات في التعيين ..
ونرى ان التعيين اخذ يتوجه اكثر شيء نحو العسكرة ،
نسبة لايستهان بها من الخريجين ،توجهوا نحو الشرطة والجيش
من أجل الخلاص من مذلة البطالة،وبالطريقة هذي فنحن نخسر
كفاءات إختصاصية، من خريجي الفيزياء والكيمياء والرياضيات
وبالنسبة لخريجات قسم الفيزياء، اصبحن مسؤولات مخازن
في المستشفيات،أو شرطيات أو موظفات في دوائر خدمية
أعلن ذلك من خلال مسح ميداني بسيط قمت به، شخصيا
..أما رواتب الرعاية ألأجتماعية، فهي لاتفي بالغرض وهنا نتساءل كيف تواجه عائلة عراقية الحياة من خلال 450 ألف تحصل عليها كل ثلاث أشهر؟ في بلد نفطي ..مثل العراق ..
علما ان قائمة اجور كهرباء هذي العائلة 250 ألف؟! ..
إذن وحدها الديمقراطية الحقيقية،من تحول التخطيط من حقول
الجداول والخطاطات الورقية،الى تنفيذ متوازن من اجل تحويل
حق العمل الى ملكية عامة مشاعة لكل مواطنة ومواطن ..
*لماذا لم تحقق الثورات العربية أهدافها لصالح الطبقة العاملة والجماهير الكادحة،التي كانت القوة الرئيسية المناسبة لها
*إنها إتصالية التضاد بين صعود العسكرتارية ومكابدات الكادحين..المتغيرات التي حصلت في المنطقةالعربية..معظمها،يطلق عليها من باب المجاز مفهوم الثورة أو من باب الميديا..
شخصيا أرى أن معظمها إنقلابات عسكرتارية، مما جعل القبضة الكولونيالية مطمئنة،على نفوذه في المنطقة العربية..
فالعسكرتارية ،متماهية معها،والتبعية بينهما، لاتكسر افق توقع المواطن خصوصا ..العسكرتارية، هي المصد الواقي ضد وصول اليسارللسلطة،رغم غزل العسكر في كل بداية يكون مع اليسار،ويتحالف معه،من باب ألأستقواء وما ان يذود اليسار دفعا عن مايراه مكتسبات جماهيرية..وتلتاف الجماهير بعفويتها حول السلطة ،حتى يعتزل العسكر التمثيل، كاشفا عن قبحه التوتاليتاري ثم نكاية باليسار يغازل اليمين مانحا له الفضاء المطلق..
أما العسكر فيسعون بطريقة كاريكترية لتذويب
التفاوت الطبقي من خلال مفهوم(الشعب العامل) أو تحويل العمال
الى موظفين بأمر رئاسي؟!..وزج القيادات العمالية في السجون
كدورة تأهيل للموت البشع..
فالعسكر كان يبلط الطريق الى جبال كوردستان،ليس لأغراض خدمية او سياحية ..بل من أجل تجسير الطريق
للقوات العراقية وصولا لإهدافها العسكرية، وهي إجتثاث الشعب
الكوردي والعسكر لايهمه من التصنيع،سوى ألإنتاج من أجل الهيمنة وزيادة ألأرباح،وهو غير معني بالبنية ألأخلاقية في كل ذلك....ومن جانب آخر ..
تعيش في المنطقة العربية ظاهرة الحكومات ألإفتراضية والتي هي بحق مرحلة ماقبل قيام الدولة..أقترضت هذه الحكومات ألأفتراضية علما ونشيدا وطنيا وسجونا من هياكل ألأنظمة الدولتية..وهكذا تشكل كاريكتر سلطوي أسود أسمه
الدولة الوظيفية وهذه الوظيفة وصلت لها الحكومات ألإفتراضية بالتعيين من قبل أمركة الرأسمال العالمي وهي دول مكتسبة لاكينونة لها خارج الرأسمالة ألأميركية
وهذه الدولة ألإفتراضية،إقتصادها يلجم تطورها السياسي فهي تعتمد إقتصاد الريع لاإقتصاد ألإنتاج،مما يجعل البنية السياسية لهذه الدول ذات سيرورة توزيعية نابذة للمتغيرات الحراك المجتمعي
+كيف تقيّم العلاقة بين ألأحزاب اليسارية والطبقة العاملة ومنظماتها ونقاباتها وهل لعبت تلك ألأحزاب دورا
في تقوية النقابات..؟
لم تلعب ألأحزاب اليسارية دورا في تقوية النقابات العمالية ..
بل هي التي شاركت في مأسسة النقابات،وحسب المناضل الشهيد
طالب عبد الجبار.(لم يكن في العراق قبل الحرب العالمية ألأولى من المشاريع الصناعية الكبيرة مايستحق الذكر/ص5)..وما كان متوفرا محض مؤسسات ملكا صرفا للرأسمالة البريطانية وألألمانيةمثل مشروع سكك حديد بغداد سامراء،ومشاريع في ميناء البصرةوأستعمل ألأحتلال البريطاني خلال الحرب العالمية ألأولى آلآلوف من الفلاحين والعمال في تعبيد الطريق..
أما اول إضراب عمالي فقد قام به مئات من العمال في المسفن / الدوكيارد، وتعامل معه قوى الأحتلال بوحشية،وكان ذلك قبيل
ثورة العشرين ،ويرى الشهيد النقابي طالب عبد الجبار
(عدم نجاح ألأضراب بسبب إنعدام التجربة لدى العمال )
وتزامن التضامن الطبقي،مع تأسيس المعامل الوطنية،لصناعة حلج ألأقطان والنسيج،ومع تأسيس شركات النقل والسيارات في آواخر عشرينات القرن العشرين،ولم يتم تأسيس أول نقابة عمالية إلا في
1929،وهذي النقابة العمالية ألأولى جاءت ثمرة ألإضراب الذي
شنه عمال السكك في بغداد – الشالجية في 1927و(هكذا تأسست(جمعية اصحاب المصانع) في بغداد وخارجها واصبح المناضل السيد محمد صالح القزاز رئيسا لأول مركز لمنظمات الكادحين والكسبة في العراق/ 7/ طالب عبد الجبار)...نلاحظ ان هذا الوعي النقابي ،لم يكن عفويا..فهو أيضا مسبوق ضمن حركية المجتمع العراقي..بوعي ايدلوجي تمخضت منه الحلقات الماركسية بقيادةالمثقف حسين الرحال وبداية السرد الروائي.محمود أحمد السيد.
المرحلة النقابية ألأولى والممتدة من (1929-1933) إنمازت بالعوامل التالية :
العامل ألأول: النقص التنظيمي ،يتجسد ذلك في(إفتقارها الى جهاز يؤمن لها العمل في كل الطوارىء)
العامل التنظيمي الثاني هو المزج الطبقي المؤدي الى ارباك حركية
النضال النقابي( كانت تركيبها الطبقي فيماعدا منظمات عمال السكك .تركيبا مختلطا فتجمع بين صغار اصحاب ألأعمال والعمال
في منظمة واحدة،بينما هؤلاء يمثلون طبقتين مختلفتين فغلب على قيادتها عنصر البرجوازية الصغيرة /15)
العامل الثالث: عدم تكيّف بعض قيادة النقابية للمستجدات الوعي النقابي الذي يشترط
( إعادة تنظيم النقابات على أسس قانون العمال/ 21)..
هذي العوامل الثلاثة،تشكل المفصل الجواني، أما المفصل البراني
فيتجسد بالهوية الطبقية للأطراف ألأخرى:
*التي توزعت بين التخلي وحل التنظيم ..
(وفي 1933 تخلى حزب ألإخاء الوطني عن النضال ضد قيود معاهدة 1930وحل الحزب الوطني العراقي نفسه بنفسه فكان
هذا مشجعا للرجعية ألإستعمارية للقضاء على الحركة النقابية /ص19/ طالب عبد الجبار)...كما يتجسد بتصنيع آليات تزيف
الوعي،والنخر من الداخل، من خلال تفعيل التناقضات الثانوية بين
فصائل الحركة الوطنية العراقية ،من خلال إيجاد منظمات نقابية
حكومية، تحت عنوان (الجبهة العمالية القومية) والتي تضم
نقابات عمال ألأحذية والخياطة والميكانيك وسواق السيارات..
وهكذا نرى ان الحركة النقابية،إذا كانت خطواتها ألأولى مدفوعة
بالحس الإجتماعي فأن هذا الحس ،سرعان ما تحول الى وعي طبقي وذلك من خلال فاعلية الحضور الميداني وليس ألأيدلوجي
فقط للفكر اليساري واليكم الشواهد الميدانية التالية:
*إمتاز ألإضراب في المنطقة الجنوبية بأنه قوبل بالعنف من وألأرهاب العسكري،وخاصة في البصرة 16 تموز1931
حيث سقط عدد كبير من المتظاهرين بين قتيل وجريح
وكان من أبرز قادة ألإضراب في هذه المنطقة المناضلون الوطنيون:
*يوسف سلمان يوسف (فهد)
*حسين عباس
*عبد الجبار حسون / ص13 طالب عبد الجبار
*إضراب عمال الميناء ،عام 1951
ننقل هنا شهادة المناضل سليم إسماعيل البصري
(رأيت بعض الرفاق مثل حميد بخش وعلي الشعبان ومحسن ملا علي،وثلاثتهم ليس عمالا في الميناء،يديرون ألإضراب ويشكلون
لجان لتنظيمه.../ ص 101سليم اسماعيل البصري)
وكان علي الشعبان عاملا في مديرية الصحة
للأمراض المستوطنة في البصرة،بإعتباره عاملا في الميناء،وبهذه الصيغة تفاوض مع الوزير وطرح مطاليب العمال ....
وهكذا نجحت مساعي ألأحزاب اليسارية،في تعميق الوعي النقابي
لدى العمال للذود عن مصالحهم المشروعة في حياة كريمة ،تليق بجهود قوة العمل التي يبذلونها في العملية ألأنتاجية..
الكتب التي إستعنا بها في ألإجابة
*سمير أمين
مناخ العصر/ رؤية نقدية /دارألإنتشار العربي/ بيروت/ ط1/ 1999
في نقد الخطاب العربي الراهن / دار العين /ألأسكندرية/
ط1/2010
*محمود أمين العالم/ ماركيوز أو فلسفة الطريق المسدود/ دار
آلآداب /بيروت /1972
*طالب عبد الجبار/ ربع قرن من تاريخ الحركة النقابية العمالية
في العراق/ المركز العراقي للثقافة العمالية / السلسلة العمالية/1
ط1/ لاوجود لسنة الطبع
*سليم اسماعيل البصري/ الصراع مذكرات شيوعي عراقي/ دار المدى/ط1/2006
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أب في غزة يحمل جثمان طفله الذي قتله القصف: منصور قوم جبتلك ش
.. غارتان على ضاحية بيروت بعد -تحذير إسرائيلي بالإخلاء-
.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية ثالثة تستهدف حارة حريك في الضا
.. منشور على إكس يجبر رحلة أقلعت من دلهي إلى شيكاغو على الهبوط
.. كوريا الشمالية: انضمام 1.4 مليون شاب إلى الجيش هذا الأسبوع