الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية عادل أمام - حريةالفكر أم المقدس ؟

ليثال اليفن

2012 / 4 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قضية اتهام الفنان عادل امام بازدراء الاديان والحكم علية بالادانه والسجن تعود بنا الى العصور الوسطى ومحاكم التفتيش..
القضية لايجب تغليفها بشخص عادل امام او بمواقفة السياسية المعادية للثورة فهذا الموقف ايضا يدخل فى حريته الشخصيه التى يكفلها له الدستور ..
القضية أيضا لايجب ان تغلف بالمقدس حتى لاتخرج عن اطارها ..
القضية هى محاولة صارخة وبشعة من قبل التيارات المتأسلمة الوهابية المدعومة نفطيا من دول الخليج وآل سعود للقضاء على الثورة المصرية ..

الثورة المصرية التى قامت بشباب مصر الذى لاينتمى لتيارات الاسلام السياسى الممول وهابيا .. قام بالثورة شباب ينتمى اولا لمصر ويريد تحرير مصر من سطوة هذة الافكار التى انتشرت منذ السبعينات ومازالت ولم تجن مصر منها سوى الفتن الطائفية التى تبنتها الحركات التى خرجت من عباءة الوهابيه ( الاخوان والسلفيون والجماعات الاسلامية والتكفير والهجرة وانصار السنة ) ..
ماذا قدمت هذة التيارات لمصر سوى الخراب .. لقد تمكن النظام الفاسد من استخدامهم للتمكين لنظامه من الحكم بعد ان نجحوا فى اضهاد المسيحيين والمفكريين وانتشرت صيحاتهم الطائفية ليكفروا المجتمع كله حتى المسلمون الذين لايطبقون افكارهم وطريقتهم فى الحياة – امثال فرج فودة ونجيب محفوظ ونصر حامد والقمنى - لم يسلموا منهم ..
راح هؤلاء المتأسلمين يروجون للعلاج بالقران .. وطرد الجن ..والحجاب والنقاب .. وتحولت مصر فى الربع قرن المنصرم الى أفغانستان ...
لم يكن الاهتمام باصلاح نظام التعليم او الصحة او الفقر او العشوائيات من اهتمامتهم ..كان الحجاب اهم من الجوع وتوبة الفنانات اهم من التعليم وتكفير المجتمع ورفع قضايا الحسبة على النخبة المثقفة اهم من معالجة قضايا المجتمع الاجتماعية ونصرة المهمشون .

كل هذا وهم خارج السلطة فما بالك وهم فى الان فى السلطة .. ربنا يستر ...


الغريب ان القضاء قد حكم فى القضية لصالحهم رغم ان الحيثيات تؤكد براءة عادل امام ..فالافلام موضوع القضية تنتمى الى عقود ماضية ..بالاضافة الى ان الرقابة قد رخصتها ... وبما ان عادل امام مجرد مشخصاتى فهو لايحاسب على ماقدمه له المؤلف من أعمال فالمفروض ان يحاكم المؤلف ....
ولكن يبدو ان هذا القاضى من جيل الثمانينات الذى تربى فى احضان الفكر الوهابى الذى تمكن من الوصول الى مناهج التعليم فى مصر وتمت أدلجة عقول المصريين على الفكر الوهابى ..

والفكر الوهابى فى عمومه هو فكر سطحى يهتم بالشكل دون المضمون او الجوهر فمثلا يجب على المسلم ان يربى اللحية ويقصر الثياب ويمسك بالسواك وعلى المرأة ان ترتدى النقاب .. وعلى الجميع الصلاة فى اوقاتها حتى ولو بالفوة ..
لايهم اذا كنت مؤمنا بما تفعل او لا المهم الشكل العام ..
لايهم اذا كنت مقتعا بالصلاة او على وضوء ام لا ..المهم الذهاب للمسجد كالقطيع وقت الصلاة .
لايهم اذا كنت نصابا او مرتشيا أو ظالما المهم الشكل فما دمت ذو لحية وعلامة صلاة وترتدى اللباس الشرعى فأنت من الاتباع المرضى عنهم .. وان كنت غير ذلك فأنت البعيد من الكفار ويجب ان تستتاب ويقام عليك الحد الذى قد يبدأ بالتعنيف او الجلد او قطع اليد أو الرقبة او الرجم ..

وهذا مايروج له فى مصر الان حيث اعلنت الجماعات المتاسلمة عن نتيتهم فى استبدال كلمة المبادىء بكلمة الشراتع فى المادة الثانية من الدستور المصرى .

لايجب على عقلاء مصر ان يتركوا هؤلاء لخراب مصر ..
مصر عندما تستحضر قوتها وحريتها وحضارتها فكل هؤلاء الى افول وضياع لأنهم لاينتشرون ولاتروج بضاعتهم الا فى الظلام والتخلف والجهل ..
انهم ضد كل الحريات كافة .. فالابداع عندهم ضلال .. والفكر كفر .. وحرية العقيدة مرهونة بالردة وعقوبة الردة هى القتل .. والديمقراطية حرام .. والمراة ناقصة عقل ونصف الرجل فى الميراث والشهادة وهى ليست كفؤا للحكم او القضاء .. ومكانها البيت واذا خرجت فيجب ان تغلف بالنقاب لأنها مجرد اداة لأمتاع الرجال جنسيا ومجرد امتناعها عن مضاجعة زوجها ستغضب منها الملائكة ..

هذا الفكر المتخلف غريبا عن المجتمع المصرى ..

مصر مجتمع زراعى وله حضارة تمتد لأكثر من 7000 سنة .. مصر غير السعودية .. المراة المصرية عبر التاريخ كانت مساوية تماما للرجل وكانت تحكم وتعمل فى كل مجالات الحياة واحيانا أكثر من الرجل ..

المجتمع السعودى حتى وقت قريب كلن يعتمد فى حياته على الغزو والنهب .. والمراة كانت من الغنائم ولذلك اعتادوا على تغطيتها بالنقاب حتى لاتكون مطمعا للغزاة ...

هل يريد المـتأسلمون ان يعودا بنا الى عصر الغزوات .. وكيف نغزو وليس لدينا من العلم او السلاح مايؤهلنا حتى للقضاء على البلطجة فما بالك بدولة صغيرة كاسرائيل يساوى فيها الجندى شاليط أكثر من الف مقاتل فلسطينى ..

انتم تعلمون جيدا ايها المتاسلمون ان عدوكم الحقيقى هو العقل ومخرجاته ...
انت تحاربون الفكر والابداع ..وفى المقابل تروجون للتخلف ... والنتيجة الاعجاز العلمى لزغلول النجار .. ومحاربة الجن .. والرقية الشرعية .. والعلاج بالقران وبول البعير... والذباب .. والحسد .... أالخ الخ

وهذا مايسعى اليه آل سعود ..ان تظل مصر متخلفة فقيرة ذليلة ...ولذلك لاعجب ان تقف ضد الثورة وتدافع عن مبارك .. ولما فشلت فى ذلك تم تمويلكم بالمليارات لتكوين احزاب والانقضاض على الحكم فى لمح البصر ..

ان دول الخليخ وخصوصا السعودية لايريدون نجاج الثورة وعودة مصر الى وضعها الطبيعى لآن تجربة محمد على عندما تمكن من القضاء على الوهابيين بعد ان عجزت فى ذلك دولة الخلافة العثمانية مازلت ترعبهم وتهدد عروشهم الواهية .

أفيقوا ايها المصريون الاحرار ..
كلكم جميعا .. المسلمون شيعة او سنة
الليبراليون والمسيحيون والعلمانيون والبهائيون والشيعيون ..
كلكم مصريون ..
لاتتركوا الساحة لجماعة تدعى انها تمتلك الدين وتحاسبكم على قدر فهمها الضحل والمحدود لهذا الدين العظيم ..
لاتتركوا الساحة لعملاء آل سعود والوهابيون ...

حرية العقيدة.. وحرية الفكر ..وحرية الابداع هم الاركان الاساسية لصناعة الحضارة ولحياة البشر ..

لاتتركوا الساحة للعملاء والعابثون ..
حاكموهم كما يحاكموكم ..
حاكموهم على الكتب الرخيصة التى تنشر الجهل وتحرض على العنف والفتن الطائفية فى المجتمع المصرى ..
حاكموهم على استغلالهم للدين فى السياسة وفى الانتخابات .
حاكموهم على التخلف والجهل الذى ينتشر فى اعلامهم الفضائى ..
حاكموهم على انتهاكاتهم لحقوق المرأة والطفل باسم الدين ..
قائمة الاتهامات طويلة ويجب ان يدفعوا الثمن قبل فوات الاوان ..
لاتتركوهم يلجأون للمحاكم وكأنهم الضحية او كما يقول المثل الشعبى :
" ضربنى وبكى وسبقنى وأشتكى "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يؤسفنى ياسيدى ان 99,99% من قضاة مصر ازهريين
مـينا الطـيبى ( 2012 / 4 / 27 - 18:41 )
ماذا تنتظر ياسيدى من قضاة كانت دراستهم فى الكليات الأزهريه قاموا بدراسة الشريعه الأسلاميه والقانون (الفتاوى) فى الأسلام وهم متشددون بطبيعتهم منذ بداية طفولتهم فهم معظمهم من بيئات ريفيه حفظوا القرآن وهم فى الثالثه من اعمارهم وهم لا يفهمون معنى لكلمه واحده مما يحفظون تربوا فة وسط بيئى متشدد يحرضهم على كراهية الآخر او اى شخص يتعارض معهم فى فهمهم للدين الأسلامى فضلآ على الدراسه فى المدارس من الأبتدائيه والأعداديه والثانويه حتى مرحلة الكليات والمناهج الدينيه الأسلاميه التى تسيطر على عقولهم وعقول الآخرين بالأضافه الى الأعلام المرأى والمسموع والمقروء فماذا تنتظر ياعزيزى من شخصيات غير سويه العلم او الفهم يقمون بالحكم بهذه المبادىء الغير سويه ونرى احكامهم الظالمه فى القضايا التى يتمثل فيها الأقباط التى تجعل القهر والأفتراء لأقليه يحتكرها هؤلاء القضاة واننى لا انسى عندما رفض قاضى عدم الموافقه على شهادة قبطى فى المحكمه جاء ليفضى بشهادته مع مسلم ضد مسلم آخر !!اى يعقل غبى فى العالم يستوعب فكر هذا القاضى الذى يعرف انه يمثل العدل الألهى على الأرض وهو لا يعرف الا العدل الذى عرفه من خلال تخلفه البيئى

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في