الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
دار المعنفات هل هوالحل؟
مرثا فرنسيس
2012 / 4 / 28حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
دار المعنفات وإعادة تأهيل الرجل
نوع جديد من الدور التي أخذت مكانها على ارض الواقع في الاسكندرية، ورغم أنه حلا مؤقتاً لمشكلة المشاكل التي تواجهها المرأة وهي تعرضها للعنف من قبل الرجل كأب وأخ والنسبة الأعلى كزوج، وهو قطعا ليس حلا جذرياً للمشكلة ولكنه مجرد توفير مساعدة مؤقتة حتى يتم رفع قضايا والحكم فيها وهذا يتطلب وقتاً ومالا ومساندة لنفسية للمرأة المعنفة. وفي حديث للاستاذة عزة سليمان رئيس مركز قضايا المرأة المصرية وهي ناشطة وحقوقية مصرية-أعطت فكرة عن هذه الدار والهدف منها وفي الاساس الهدف منها هو حماية المراة المعنفة والمتعرضة للضرب المبرح مرات عديدة وبعض السيدات يتعرضن للحرق والاعتداء عليهن بالآت حادة من الزوج ،وهذا يؤدي الى إصابات خطيرة وجروح عميقة وكثيرا ماتحدث تشوهات جسدية وبكل تأكيد لاحصر للتشوهات النفسية للأم والزوجة والاطفال.
تستقبل دار المعنفات هؤلاء السيدات وكثيرا مايكن مطرودات بأولادهن فتوفر لهن اقامة مؤقتة ومعالجة جسدية ونفسية وتختلف فترة العلاج حسب الحالة وعدد مرات التعرض لهذا العنف، وتقوم الدار بعقد ندوات ومحاضرات لتوعية السيدات وايضا لتوعية الاسر بشكل عام .
والزوجة المضروبة والمصابة تترك بلا علاج ولا اسعاف فالمستشفيات ترفض استقبالها خاصة وانها مطرودة ولا تستطيع توفير المال اللازم لعلاجها، وكما هو معروف أن دفع مبلغ من المال اصبح شرطا للدخول للمستشفى، والزوج يرفض تحمل مسئولية مافعله بها، بل أنه ينكره تماماً وقد يؤدي عدم اجراء جراحات معينة او اسعافات ضرورية في وقتها الى مضاعفات تصل الى حد الوفاة ومشاكل يصعب تقدير عواقبها، ولا يتم الابلاغ عن هذه الحالات خوفا من المسئولية.
واذا لجأت الزوجة الى اقسام الشرطة تطلب المساعدة والحماية تجد من يلقي عليها محاضرة في دور الزوجة تجاه غضب الرجل وملخص المحاضرة انها السبب الذي استفز الرجل وادى به الى ضربها وتعنيفها! وتخرج مكسورة ومظلومة اكثر مما كانت تشعر قبل دخولها قسم الشرطة.
في دار المعنفات ايضا تواجه المرأة مشاكل اخرى اهمها ان اقامتها في الدار تكون لفترة مؤقتة لحين ابتداء اتخاذ اجراءات قانونية ضد الزوج وهذا امر يطول لسنوات وسنوات فالقوانين تساند الرجل في مجتمعاتنا الذكورية ولا تنصف المرأة، وتكون المشكلة اكثر تعقيدا اذا قام الزوج المعتدي ببيع شقة الزوجية وضياع حق الزوجة بالكامل، اما المشكلة الثانية فهي وجود الكثيرات من ساقطات القيد وهذا يعني عدم وجود اثبات شخصية لهن فتتعطل الاجراءات القانونية
اللازمة، رغم توفر هذه المساعدة من الدار وهي رفع القضايا عن طريق محامين متخصصين،
تقوم دور المعنفات باستضافة متخصصين لالقاء محاضرات توعية للاسرة عن اهمية المساهمة في تقليل العنف ضد المرأة كأخت وكزوجة وكأم؛ وايضا توعية للمرأة عن كيفية التعامل مع هذا العنف ورفضه بدون عنف حتى لا تتحول الحياة في المجتمع الى صراع في الغابة! ويرفض عديد من الأسر وخاصة الازواج والأباء حضور هذه التوعية وهذا يجعل الأمور اصعب.
دور المعنفات حلا مؤقتا لمواجهة العنف ضد المرأة ومساندة المعنفات وتقديم المساعدة لهن، ولكنه لايزال حلا مؤقتا والمشكلة دائمة في ظل مجتمعات وقوانين تعطي للرجل كافة الحقوق للسيطرة وتهميش المرأة وتتيح له الفرصة لممارسة كافة اشكال العنف ضدها دون معاقبة او مراجعة، في مصر لم تتغير قوانين الاحوال الشخصية منذ عام 1920 ولكن تم ترقيع هذه القوانين محاولة للاصلاح ولكن هذه الترقيعات لم تحل مشاكل ولم تقلل من سلطان الرجل غير المحدود .وهكذا تدور المرأة في دائرة مغلقة.
رغم روعة فكرة دار المعنفات واهدافها الجميلة ودورها المؤثر الا انها لا تعالج المشكلة الاساسية ولا تقلل من عنف الرجل تجاه المرأة فما هو الحل؟
اظن ان الرجل يحتاج الى دور مماثلة يتم فيها اعادة تأهيل الرجل الذي يلجأ للعنف مع زوجته او ابنته، واعادة تصحيح المفاهيم المتأصلة في جذور افكاره عن مكانة المرأة وعن كيفية التعامل الانساني معها، كما اظن اننا نحتاج تفعيل قوانين لتجريم الاعتداء على المرأة بكل اشكاله، ولكن ماهو الحل مع المستشفيات واقسام البوليس؟ لنتخيل اليوم البنات الصغيرات ممن يشاهدن اعتداء الاب على الام امام اعينهن وافكر في ماقد يتكون داخل البنت من افكار حول الزواج والاسرة بشكل خاص، واتابع نسبة الفتيات اللاتي يلجأن الى تعلم الرياضات العنيفة بهدف الدفاع عن النفس، واتوجس خيفة ان تتحول هذه الصور والخبرات السيئة عن الرجل وعن الزواج داخل الفتيات الصغيرات الى طاقة انتقامية لا يمكن مواجهتها فتنقلب الامور الى العكس؛ ويتحول الطرف المعروف عنه الضعف الجسدي الى اسد عنيف لا يقبل الاهانة والتعرض للضرب ويبادر الى التكشير عن انيابه حتى لا يستضعفه الطرف الآخر(اي الرجل)! كيف يكون حال البيوت في مثل هذه الحالة ؟!! أليس هذا ممكناً؟
ماهي الحلول المقترحة امام المرأة في عصر الثورات والحريات والجرأة والمطالبة بالحقوق! ومازالت القوانين والمجتمع والدين الذي يعطي كل الصلاحيات والحقوق للرجل وسلبية رجل الشرطة المفترض فيه ان يدافع عن المعتدى عليه بدلا من تلقينه وابل من النصائح في دور المرأة ومكانة الرجل المقدسة! ماهي المخارج المقترحة أمام المرأة بدلا من كل هذه الحلول المؤقتة، ماذا تفعل؟
محبتي للجميع
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - مرثا العزيزة
محمد الرديني
(
2012 / 4 / 28 - 05:27
)
ودي لك
من السخرية فعلا ان نجد هذه الصورة في البلدان العربية وهي صورة غابت عن الكثير من الشعوب بل واصبحت في حكم المجهول
لماذا؟
لأننا شعوب نستلذ بالذل ونريد من يذلنا والا فما المانع لهذه المرأة او تلك زالتي لاتخسر حين تنام مع المئات من رفيقاتها في ميدان التحرير حتى تذعن الجهات المسؤولة وتسن قوانين تحترم انسانية هذه المرأة؟
قد يكون مستحيلا ما اطلبه ولكن على المرأة ان تفعل شيئا.. ان تمسك اذن الرجل وتقوده الى جادة الصواب لأن معظم الرجل ينطبق عليهم مصطلح ارعن فهو يتحجج بالفقر ليضطهد زوجته ومادرى انها فقيرة مثله
الحديث يطول يامرثا ولا داعي لتقليب المواجع
تحياتي
2 - من غرائب زماننا
محمد عبعوب
(
2012 / 4 / 28 - 10:07
)
هذه واحدة من غرائب زماننا العربي الردئ.. المرأة تعنف ليتم بعد ذلك اعتقالها في معتقل يحمل لافته ملطفة للواقع تسمى زورا دار المعنفات!!! أليس الاجدر ان يحجز من ارتكب التعنيف سواء كان زوجا او اخا او ابا في مصحة نفسية تعلمه ان العنف لا يولد سوى العنف، وان هناك طرقا أجدى لاصلاح الخطأ تسمى الحوار والاقناع والجدل ..
3 - دور حماية المرأة
وديع العبيدي
(
2012 / 4 / 28 - 10:29
)
دور النساء ظاهرة موجودة في بعض بلاد أوربا تستقبل النساء المشردات بسبب العنف العائلي وتساعد في معالجتهن النفسية والجسدية وإعادة تأهيلهن للحياة الاجتماعية والعمل، علما أن القوانين الأوربية تجرم العنف مهما كانت أسبابه وظروفه ومبرراته، ولذلك نجحت هذه الدور إلى حد ما في دورها ، رغم أنها في الغالب تشكل مرحلة تنتهي بالاستقلال أي الانفصال. وجود هذه الدور - تحت أسم المعنفات أو أي أسم آخر ، رغم استنكاري لهذا الاسم الذي يتضمن ادانة لغوية- فهو يصطدم بأمرين بنيويين في المجتمع العربي والاسلامي، الأول عدم وجود شرعة حقوق الانسان وعدم اعتبارها شعبيا أو رسميا، والثاني أن القانون في بلادنا لا يحرم العنف وقانون الاحوال الشخصية مشتق من النص القراني والاجتهاد الاسلامي الذي يجعل المرأة (ملك) الزوج وأمة الرجل. وهذا يعني عدم انسجام وجود هذه الدور من غير اجراء تغيير ردايسكالي في البنى القانونية والمدنية للمجتمع العربي، ولكن هذا الأمر مع صعود الاسلاميين للسلطة واحتلا مجلس النواب محسوم. بالمقابل ثمة منافذ في الشرع الاسلامي يجيز للمرأة طلب الطلاق أو الخلع أو ترك دار الزوج ، وعلى المرأة أن تتعلم حماية نفسها،ودمت
4 - الثورة القادمة للنساء فقط اخي محمد الرديني
مرثا فرنسيس
(
2012 / 4 / 28 - 17:59
)
سلام ونعمة لك استاذ
أظن ان الصبر قرب على النفاذ، اصبحت الفتيات اليوم اكثر وعيا واكثر دراية، ولم تعد فتاة اليوم المستكينة المغلوبة على أمرها، وهذا يجدد الأمل والرجاء في ثورة المرأة على كل ماهو مهين لانسانيتها وكرامتها
شكرا لمرورك اللطيف أخي
محبتي وتقديري
5 - صديقي العزيز طلعت الحكيم
مرثا فرنسيس
(
2012 / 4 / 28 - 18:08
)
سلام ونعمة اخي
يصيبني الذهول كلما شاهدت أو سمعت عن العنف البشع من الرجل تجاه المرأة، في ذكر دور المعنفات شاهدت أمرأة تحكي ماذا فعل بها زوجها وقد حبسها في حمام المنزل بعد ان انهال عليها ضربا مبرحا بقسوة وافتراء
عندما استطاعت ان تخرج وتغادر منزلها الى قسم البوليس وهي مضروبة ومصابة بجروح غائرة لم ينصفها الضابط بل قال لها كما ذكرت في المقال انه لابد ان تكون هي السبب وانها استفزته وهكذا من الكلام القاسي الجارح المستفز
لابد من قانون سيدي لانصاف كل انسان فلا تترك امرأة او طفل او رجل ايضا فريسة لآخر يبتزه ويستغله ويدمره نفسيا وجسديا بدون رادع
شكرا لمرورك وتعليقك الغني
محبتي واحترامي
6 - واهجروهن في المضاجع واضربوهن
فؤاده العراقيه
(
2012 / 4 / 28 - 20:29
)
وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ
فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً
فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا
تحياتي عزيزتي مرثا وشكرا لموضوعك المساند لحق من حقوق المراة المسلوبه وهي حقها بالحياة الكريمه وحفظ لكرامتها
يحق للرجل في الاسلام عزيزتي مرثا ان يضرب زوجته وهذا ما شجع المسلم على التفنن بهذا الحق له ويبدأ بالحجج والاسباب التي تبيح له ضربها لو حاولت ان تشتكي عليه , فكثرة هي الاسباب التي تبيح له الضرب وكأنها عبدة لديه عليه تأديبها وبطريقة غاية في البشاعه , وهذه طريقة المؤمن في التربية
7 - الزميل العزيز استاذ محمد عبعوب
مرثا فرنسيس
(
2012 / 4 / 28 - 22:07
)
سلام ونعمة أخي ومرحبا بك صديقا في صفحتي
اتفق معك تماما، رغم حسن نية هذه الدور ولكنها لا تحل المشكلة الاساسية ويتم التركيز على المرأة وكأنها السبب الذي ادى لعنف الرجل، وفي نفس الوقت يطلق الرجل المعتدي حرا طليقا يسانده القانون والشرطة والدين والمجتمع، فتزداد المشكلة تعقيدا ويزداد الرجل قسوة
شكرا لمرورك اللطيف
محبتي وتقديري
8 - الفاضل وديع العبيدي
مرثا فرنسيس
(
2012 / 4 / 29 - 14:31
)
سلام ونعمة اخي
نعم هذه الدور منتشرة ليس فقط في البلاد الأوروبية ولكن أيضا في بعض البلاد العربية، وهي اعلان رسمي عن الاساءات الموجهة للمرأة من الرجل في قالب من العنف المرفوض، اما مشكلة القانون والدين فيجب فصلهما تماما عن بعضهما البعض وقد يفيد تنفيذ القانون في حفظ كرامة الانسان بدون تمييز جنسي او ديني
شكرا لمرورك وتعليقك وزيارتك لصفحتي
محبتي وتقديري
9 - عزيزتي فؤادة العراقية
مرثا فرنسيس
(
2012 / 4 / 29 - 20:57
)
سلام لكِ وكل نعمة اختي العزيزة
الرجل يستحل لنفسه تأديب المرأة وقد أعطي كل السلطان لتأديبها وكأنه خال من العيوب ، وقد أعطاه المجتمع والقانون والدين كل الصلاحية لملكية المرأة والتحكم فيها ولكن ياعزيزتي كما يقولون كثرة الحزن تعلم البكاء واليوم أرى نساء كثيرات بدأن في التعبير عن انفسهن واحتياجاتهن وأخريات رائعات يكتبن ويؤيدن ويشجعن أخريات للمعرفة والتعلم والتثقف والمطالبة بالحقوق وان غدا الناظره قريب
شكرا لمرورك اللطيف ومداخلاتك القيمة عزيزتي
محبتي
.. الأمم المتحدة: يوجد القليل من الاهتمام من قبل الأسرة الدولية
.. باحثات وحقوقيات: الأوضاع الاقتصادية تسببت في تراجع حقوق النس
.. منسقة مشروع مناهضة العنف ضد المرأة إيمان محمد
.. عضوة مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة صباح هاشم
.. الصحيفة أمنية مكاوي