الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطورة اختيار رئيس مصر القادم

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2012 / 4 / 28
المجتمع المدني


الدول الشرقية عبر تاريخها الطويل والقديم اعتادت ان تقدس حاكمها وتعبده عكس الدول الغربية التى تحترم رئيسها ولكن لا تعبده وطبعا لكل قاعدة شواذ.
فعندما غزا الاسكندر الاكبر الشرق واستولى على بلاد شرقية ولاحظ متى تقديس الشعوب للحاكم تصرف بغرور قاتل حتى ثار عليه اتباعه وذكروه انه ليس اله وعليه ان يتعامل معهم كقائدهم وليس الههم .
ومنذ عدة سنوات نزل بالاسواق المصرية كتاب بعنوان الناس على دين ملوكهم يؤيد هذا الراى , واعتقد ان المقصود بالدين هو ايدلوجية الحاكم.
واذا رجعنا الى عهد الرئيس جمال عبد الناصر نجد انه شخصيا يتميز بالعلمانية والفكر الاشتراكى .. وتميز عهدة بالاشتراكية فى معظم مجالات الحياة من مجانية التعليم وتاميم المصانع وتوزيع الاراضى على الفلاحين وتعيين الخريجين وبناء المساكن الشعبية كما كان الاعلام علمانيا بدرجة كبيرة وبالطبع اصطدم بالتيار الاسلامى والتيار اليسارى فنكل بهم ووضعهم بالسجون والمعتقلات طوال فترة حكمه .
ثم جاء عهد الرئيس السادات وكان يتميز بميوله للتيار الدينى وللراسمالية ولذلك جاء الانفتاح الراسمالى واطلق يد التيار الدينى الاسلامى ليحارب به التيار اليسارى الذى كان يقلقه كثيرا ويسبب له كثير من المشاكل السياسية انذاك كما دخل جزء من التيار الدينى فى لعبة الراسمالية فنشات شركات توظيف الاموال بشعارات دينية . ونظرا لتوقيعه على معاهدة كامب ديفيد تم اغتياله اثناء عرض عسكرى على يد تيار اسلامى متشدد .
ثم جاء عهد الرئيس حسنى مبارك وكان يتميز عهده بالراسمالية ولعبة التوازن فاصبحت معظم جوانب الحياه فى مصر تدار بنظام راسمالى وتقلص دور القطاع العام تماما وتم بيعه بالتدريج كما اجاد النظام السابق لعبة التوازن سواء داخليا او خارجيا . فداخليا كانت رمانة الميزان دائما ين اطراف يديه سواء بين التيار الدينى الاسلامى وبين الكنيسة القبطية وبين الفلاحين والعمال ولذلك تعاظم دور وزارة الداخلية الى درجة لم تحدث بمصر من قبل وبصفة خاصة امن الدولة بالداخلية التى اصبحت عيونها فى كل مكان لامكان المحافظة على المواءمات والتوازنات ولكن هذة النظام قد يصلح لمدة عشر سنوات او اكثر اما ثلاثين عاما جعلت الفساد يصيب معظم اجهزة الدولة وكتب د جلال امين فى ذلك كتاب بعنوان الدولة الرخوة وادت تجاوزات الامن المستمرة مع انتشارالفساد وعدم وجود توزيع عادل للثروة الى انفجار الشعب المصرى بكامل اطيافه وباجماع لم يحدث منذ 6 اكتوبر 73 وذلك يوم 25 يناير يعبرون فيه عن غضبهم الشديد من الاوضاع التى الت اليه البلاد وكان هذا الغضب بدون قائد الى ان تنحى مبارك رغم ضراوة قوات الداخلية فى مواجهة المتظاهرين .
خلال شهرين من المفترض ان ينتخب المصريون رئيسم الجديد , فاذا جاء الرئيس الجديد من التيار الدينى فسيتم صباغة الاعلام والقوانين وجميع مؤسسات الدولة بصبغة دينية ويرى اصحاب التيار الدينى انها فرصة لتفيذ شرع الله بينما يرى العلماتى د. مراد وهبه انها ستكون كارثة على مصر .
وذا جاء الرئيس الجديد ذو خلفية علمانية فستكون مصر علمانية فى وسائل اعلامها وثقافتها وتعليمها وازياءها
ومن ضمن الاسئلة المطروحة ايضا ..هل يستطيع الرئيس الجديد ان ينفذ ايدلوجيته ايا كانت سواء علمانية او دينية بعد ما تحرر المواطن المصرى بعد 25 يناير من سلبيته واصبح ديناميكيا من الطراز الاول وكذلك بعد وجود ادوات الاتصال الحديثه من انترنت وموبيلات وكاميرات فى كل مكان؟ .و هل يستطيع هذا الرئيس ان يفرض ما يراه صحيحا وواجبا مع تعارض كافة التيارات وتصارعها ؟ وهل سيلتزم لتحقيق ذلك بالقانون ام الغايه تبرر الوسيلة .. هذا ما سوف تكشفه الايام القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي


.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:




.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي