الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عادل امام وخدعة ازدراء الاديان

ليثال اليفن

2012 / 4 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس هناك شىء فوق النقد حتى المقدس .. أى شىء يعرض على العقل يجب تمحيصه وغربلته ونقده اذا لزم الامر .. ليس هنالك مسلمات ابدا .. لقد خرج النبى ابراهيم من النار وكانت بردا وسلاما ورغم ذلك يسأل رب العالمين مباشرة وبدون وساطة رجال الدين الاشاوس والغيارى
" ارنى كيف تحى الموتى؟ " ويتعجب رب العالمين من هذا المخلوق المشاكس وقد خرج لتوه من النار سالما : "أو لم تؤمن ؟
فال : بلا ..ولكن ليطمئن قلبى "
أذن ابراهيم النبى مازال يشك ومازال يريد مزيدا من الادلة حتى يزول الشك .. ورغم ذلك لم يغضب الخالق العظيم ولم ينتعه بالكفر ولكن أجاز له البحث والتمحيص وليكن هذا درسا للبشر ..

حالة كهذة تجعلنا ننتقد المقدس مباشرة حتى تطمئن نفوسنا للأيمان ..ليس هناك شىء اسمه ازدراء الاديان ..هذه تهمه اخترعها رجال الدين حتى نقدسهم .. ومارأيك فى موقف ابليس عندما رفض امر الله المباشر بالسجود لآدم ..وليس هذا فقط ولكن يطلب من الله أن يمهله من الوقت ويعطيه من الامكانيات التى تجلعه يجرى فى آدم وذريته مجرى الدم لكى يثبت للخالق انه على استعداد لغوايتهم ...

الشىء الاخر المثير للتساؤل هو : هل الاسلام من الهشاشة بحيث انه لايتحمل نقد عادل امام وامثاله .. اعتقد ان المشكلة فى المسلمون أنفسهم فلقد صادروا "اولاد حارتنا لنجيب محفوظ " وكذلك الحال مع " آيات شيطانية " والان هذه الكتب متوفرة على الانترنت وبالمجان فهل ترك المسلمون دينهم ..أذن كل من يدعى الغيرة على الدين هو فى حالة عدم ثقة من درجة ايمانه ويخشى على نفسه الضعيفة من عادل امام وامثاله .. المشكله اذن فى ايمانكم الهش وليس فى الدين ... دعو الناس وشأنهم فأن للبيت رب يحميه..


بقى ان نذكركم بالمثل القائل " البراميل الفارغة أكثر ضوضاء" فلو ان المسلميين يهتمون بأمور الحياة الاساسية كتوفير لقمة العيش والسكن المناسب الذى يحفظ كرامة البشر والصحة والامن والتعليم المعاصر وليس التعليم الدينى ..لو انهم اهتموا بما يرفع من شأن البشر لرضى عنهم رب العالمين فى الدنيا والاخرة .. المسلمون فى كل انحاء العالم هم الاكثر صياحا وصخبا فى امور تخطتها البشرية منذ عصر النهضة ... فمن مشكلة النقاب فى فرنسا الى الرسوم المسيئه فى الدانمارك الى عادل امام فى مصر .. انهم لايهتمون بالقضايا الانسانية الكبرى كالمساواة والعدالة الاجتماعية ورفع الظلم ومحاربة الفقر والعشوائيات .. ولكن ينصب جل اهمامهم على القشور وعلى التنقيب والتفتيش فى ضمائر البشر رغم اشارة الرسول الكريم الى قلبه للدلاله على الايمان " الايمان هاهنا وأشار الى قلبه " .. " وفى الاية الكريمه " قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا "
واذا كان فعلا عادل امام قد أساء لكم فلماذا حصدتم انتخابات مجلسى الشعب والشورى ..ولماذا اعترف القرضاوى والشعراوى بانتشار الصحوة الدينية فى العفدين الاخريين فى مصر .. ولماذا تحول عدد من الفنانين عن الفن وأعلنوا التوبة ..وامتلات المساجد بالمصليين وزادت موائد الرحمن وانتشر النقاب والحجاب فى سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر ... اذن عادل أمام لم يزدرى الاديان لأن الصحوة الدينية كانت معاصرة لكل أعماله ..

اذن ازدراء الاديان بدعة من اختراع رجال الدين .. الدين ملك لكل البشر ومن حق كل انسان أن يدلى بدلوه فيه .. لايجب ان يمتلك هذا الدين بضعة افراد وينصبون من أنفسهم نوابا عن رب العالميين ..

ليس هناك مقدس سوى عقل الانسان وكل مخرجاته مهما كانت .." ولقد كرمنا بنى آدم "

هذه المحاكمات باسم الدين يجب ان تجرم لأنها ببساطه ضد سنة الله فى خلقه .. وعلى اللجنة التى ستكتب دستور مصر الجديد ان تراعى انه لاقدسية فوق احترام الانسان وعقله ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ---
حسين عمر ( 2012 / 4 / 28 - 14:05 )
يسيئون لدين الله أكثر من أعدائه .. سياسة تكميم الأفواه و قطع رقاب المخالفين تدل على ضحالة في الفكر و قلة الحجج و هشاشة في الدين و حاش لدين الله أن يكون كذلك.. المحاكمات الدينية في عصور سابقة كانت بسبب طبيعة الدول الثيوقراطية سواء مسلمة ام مسيحية كانت ولكن للأسف لا نستوعب ذلك و السلفيين و مموليهم النفطيين يريدون ترسيخ قيم العبودية و التخلف و الإستبداد على حساب مصالحنا و صورة الإسلام كدين..هناك مرضى سفهاء كلامهم حول الإسلام ملئ بحقد ولا يرقى لإن يكون مقالة في مجلة مدرسة ثانوية ولكن في نهاية الأمر من يسئ لدينهم هم هولاء السلفية.. تركوا مشاكل مصر و قضاياها و اتجهوا صوب عادل امام! مالذي سيقنع الناخب المصري أنهم عملاء وولائهم السياسي ليس لمصر؟


2 - لن اقنع ابدا
عدنان عباس ( 2012 / 4 / 28 - 17:21 )
لن اقنع ابدا ان تجار الدين من الاخوان والسلفيين غايتهم الدين والايمان
غايتهم السلطه والمال وما يتبعهما من غرائز تصل حتى مضاجعة الميت
ريما هم مجموعه من البشر قد انتابها فيروس معين كما صور ذلك كولن ولسن في احد كتبه
اما ان يتبادر للذهن ولو للحظه ان غايتهم نشر الدين والايمان به فكلا والف كلا


3 - إنه نهب مقدس
محمد البدري ( 2012 / 5 / 26 - 21:01 )
ومنذ متي يا استاذ عدنان عباس - تعليق 2- كان رجال الدين يبغون شيئا غير المال والسلطة؟ لقد تماحكوا في سلطة يصعب النيل منها الا بعقل واعي ورشيد املا في سلطة توفر لهم السيطرة علي البشر من اجل عوائد لا يشاركون في انتاجها. فرجال الدين طوال عهودهم طفيليين، لهذا فالفساد يجدد لهم الافكار الدينية ويروجها عن طريقهم ويعطيهم عمولتهم جراء النهب المنظم تحت سياده السلطة الاكبر في السماء والسلطة الاصغر علي الارض. شكرا لك وشكرا جزيلا وامتنان وتقدير للفاضل صاحب المقال الاستاذ ليثال اليفن.

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah