الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمل المنزلي عمل غير منتج (2)

منى حسين

2012 / 4 / 28
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لقد تخلت المجتمعات الذكورية عن حماية المرأة كما فعلت باقي الجهات ليكون غلافها عنوانه أضطهاد المرأة، القوانين لاتحمي المرأة والذكورية تتسيد لتسلبها حقها الطبيعي لممارسة دورها كموجود مستقل وفعال، ومن أجل تركيز تابعيتها بمصادرة حق أستقلالها الأقتصادي بحجة الحفاظ على الأسرة وأبقائها سجينة العزلة مابين الجدران والعمل المنزلي، فالمؤسسة الأسرية أمر لايمكن أو التغاضي عنها الألتفات منها لاهمية الأسرة البالغة في مسار الحياة عموما، لكن هذا لايعني أن يتم تركيزه على النساء فقط، بل وابعد من ذلك عن طريق سلبها حق الحياة في ممارسة دورها كأنسان منتج.
بين أربعة جدران وخلف أسوار العزلة تبقى المرأة قابعة بحجة العمل المنزلي الغير منتج هذا من ناحية، من ناحية اخرى نرى أن التكنلوجيا بزحفها الرأسمالي لم تتمكن من حل مشكلة العمل المنزلي، بل أدخلت موازين الربح والخسارة من خلال أستثمار العمل المنزلي بأنتاج وتطوير الألة التي خصصت لمساعدة المرأة. هراء ما يدعون بأن الألة حلت مشاكل المرأة بالنسة للعمل المنزلي.
ولو قارنا حياة المرأة في فترات زمنية سابقة وحياة المرأة العصرية سنجد أن الأعمال المنزلية تضاعفت أضعاف مضاعفة، الحياة في السابق كانت بالنسبة للعمل المنزلي اسهل بكثير من الحياة العصرية، فقد كانت الدور السكنية تشتمل على غرف قليلة وبأمكانيات بسيطة، وكان أفراد الأسرة يشغلون غرفة واحدة أوغرفتين لا أكثر، بمعنى أن الأولاد يشتركون في غرفة واحدة فيها يأكلون وينامون والغرفة تحتوي على أثاث بسيط جدا، أما اليوم نجد أن غرف السكن للأسرة الواحدة كثرت واصبح البيت ذو طابقين أوثلاث، وصار الأفراد في العائلة كلا يشغل غرفة على حدة كذلك الأثاث والأجهزة تضاعفت وغيرها من أمور الحياة اليومية، أي بمعنى أن الأعمال المنزلية تضاعفت على المرأة بفعل أرتفاع المستوى المعيشي للأسرة.
بالمقابل نجد أن المرأة العصرية تراجعت صحيا وفكريا وذلك بسبب الأزمات السياسية التي مر بها التاريخ الحديث، والضغط الذي فرض عليها من قبل الجهات التشريعية والسياسية، أن الأعمال المنزلية أعمال غير منتجة ومنهكة تسلب من المرأة الكثير الكثير، ولو قضت المرأة حياتها بغسل الصحون وكي الملابس وتحضير الخبز، وتقوم بأعمال التنظيف وتقضي معظم أوقاتها في المطبخ لتحضير وجبات الطعام، ذلك لايعود على وضعها ووضع عائلتها الأقتصادي بشيء، ولايمكن للمجتمع أن يتقدم أقتصاديا من الأعمال المنزلية بل على العكس ستتحول الى عبأ على ميزانية الدولة والمجتمع، لأن النساء ستتحول الى موجود عاطل عن العمل، أما بالنسبة للمكننة التكنلوجية والنظام الرأسمالي فقد سعوا الى أستثمار العمل المنزلي على حساب حياة المرأة ووقتها وقابلياتها الصحية والجسدية، بتحويل العمل المنزلي الى سوق استثماري للألة بأنتاج ألات أستهلاكية، عليه لم يتمكن النظام الرأسمالي من حل مشكلة العمل المنزلي الغير منتج أساسا، بل على العكس ركزه على المرأة، وذلك لأن الألة التي حلت محل العمل اليدوي تحتاج الى من يقوم على بالعمل عليها، مثل غسالة الملابس والمكنسة الكهربائية وغيرها من الأجهزة والألات التي يتصورالبعض أنها حلت مشكلة المرأة عموما والمرأة العاملة خصوصا.
كما وأن الأطعمة الجاهزة والأكلات السريعة التي أوجدت كحل بديل للطبخ هي صارت من الأسباب الرئيسية للأمراض السرطانية المعلومة، وهناك أمراض في الطريق ألينا مجهولة تعود أسبابها الى جشع النظام الرأسمالي، أن الحل لمشكلة العمل المنزلي هو ما تروم أليه الدولة الشيوعية في بناء عالم أفضل للأنسان عالم الحرية والمساواة التامة بين المرأة والرجل، أن الحل لمشكلة العمل المنزلي وبشكل جذري هو أن يحل محله العمل الأشتراكي، وذلك عن طريق أداء الأسرة للعمل الجماعي وتخلي الرجال الذكور عن الأفكار المزروعة في ثقافتهم حول الشعور بالأنتقاص من مزاولة العمل المنزلي، أرى أن العمل المنزلي ظلم كبير وتخلف عميق عندما تتفرد به المرأة والصورة ستكون كالأتي: اسال نفسك عزيزي الرجل المتسيد لماذا على أن أعد لك الطعام.. وأنظف ملابسك.. وأكويها.. لماذا علي تنظيف فراشك.. ومكانك.. لماذا علي السهر على راحتك.. وأنت بالمقابل تسلب حقي الطبيعي في العمل والأنتاج والتفكير والدراسة.. يكفيك تسيد سنعيش أنا وأنت بشكل مشترك ومتساوي شئت أم أبيت.
***************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم تكن المرأة غير منتجه أبدا
عبد الحسن حسين يوسف ( 2012 / 4 / 28 - 20:56 )
العزيزه منى حسين تحياتي اعتقد ان المرأة في كل التاريخ البشري لم تكن يوما غير منتجه لان انتاج النسل هو انتاج للقوى العامله التي تستخدمها الطبقات المسيطره في تكوين ثروتها الماديه ولذلك ان استغلال المرأة أستغلال مركب من خلال سرقة اطفالها وسوقهم لساحات العمل حتى في كثير من الاحيان قبل بلوغهم السن القانونيه للعمل مثل ما يحدث في البلدان المتخلفه ومنها العراق .... تحياتي


2 - العمل المنزل اكثر الاعمال ارهاقا لصاحبه
فؤاده العراقيه ( 2012 / 4 / 28 - 22:09 )
تحياتي عزيزتي منى

لا أعلم السبب في عزوف الرجل عن عمله في المنزل ,,نعم عمله هو ايضا فالمفروض ان يكون العمل المنزلي واجب عليه أيضا كما عليها بالضبط , لكن ما حصل اليوم ازدادت اعباء المراة بعملها خارج المنزل , فمن الاجرام ان تكون المرأة عاملة خارج منزلها لكنها تتحمل عبأ العمل المنزلي بمفردها ومتابعة الاطفال وكأنهم اطفالها لوحدها والرجل خارج قوس من كل هذه المعاناة
بالاضافه الى كون هذا العمل لو تفردت المرأة لوحدها به وهي قابعة ايضا بين الجدران دون ان مشاركتها وعلاقاتها في الخارج سيؤول حالها الى خراب نفسي ولا نفع منها في تربية أطفال وما شابه

سلم قلمكِ واكرر التحية لكِ وللعزيز عبد الحسن حسين


3 - العمل و الرياء
صادق امين ( 2012 / 4 / 29 - 18:17 )
الاستاذة العزيزة منى حسين ------- العمل عبادة --- نقطة راس سطر ---- من قال هذا وعمل به فهو صادق امين اما من يضع شروط بان يقرن العمل بان يكون صالحا والعمل الصالح يعني الصلاة والصوم --- الخ من العبادات ليسلب من العمل قوته الا وهو الانتاج فهذا هو الهراء المبين ---- ان توفير فرص العمل هي من ابسط الواجبات التي يمكن ان تقدمها الدوله للمواطنين --- اما من يحمل اجندات تؤدي الى زيادة البطالة فهو بالتاكيد يريد ان يسلب المراة حقها في العمل ذلك لان ابسط جواب على هذا السؤال ان الرجل ما لاقي عمل فكيف بالمراة -- لذا فان الصراع بدا اشد وضوحا --- هنالك معسكرللراسمالية يقف على ابوابه الاسلامويون وهنالك معسكرللكادحين كان ومازال وسيضل يدق على رؤوسهم انا يؤفكون --- ولن تهزم الراسمالية مالم يتم القضاء على حراس ابوابها الذين يشيعون التخلف والقهر ويتخندقون خلف الايات الكريمة بتفاسير تحبط قيمة العمل الحقيقية ---- وتقبلي تحياتي ----------------------------------------ملاحظة مهمة--- ان اغلب نساء رجال الدين عاطلات عن العمل حتى في بيوتهن ولديهن خادمات مستوردات من مناشئ اسلامية


4 - ارى تحت الرماد وميض نارٍ
باسم الكندي ( 2012 / 4 / 29 - 19:26 )
الدولة الشيوعية هي الكلمة التي تؤرق الاسلامويين وهي الشرارة الكامنة تحت رماد اهاتنا واضطهادنا ------- وقودها العمائم واللحى ان شب لهيبها


5 - دور رأس المال في أضطهاد المرأة
منى حسين ( 2012 / 5 / 1 - 20:32 )
عزيزي عبدالحسن حسين يوسف
تحية طيبة
أنتاج النسل خصيصة مشتركة بين المرأة والرجل لديمومة واستمرار الجنس البشري، صحيح أن المرأة لها الدور الأكبر فيه، لكن علينا أن نركزعلى دور الرأسمال في أدامة أضطهاد المرأة وتركيزه، وبالذات القوى الرأسمالية المستمدة من الدين والغيبيات منهاجا لها، والتي تتمادى في غيها وصلافتها القذرة تجاه المرأة كموجود أنساني له الحق في الحياة والعمل والحرية والمساواة التامة.
أكرر تحياتي


6 - العاملين في المطاعم والمقاهي والتعصب الذكوري
منى حسين ( 2012 / 5 / 1 - 20:42 )
تحياتي وأمنياتي عزيزتي فؤادة
المسألة مرتبطة بالبنية الذكورية التي تربى عليها الرجل، فهناك رجال مهنتهم أعمال منزلية يتقاضون عليها أجور، مثل غسل الصحون وتنظيف الأرضيات في المطاعم وأعداد الشاي وصبه في المقاهي والكافتريات، وخبازي المخابز وغيرها من المهن المرتبطة بالعمل المنزلي، لكنهم أبدا أبدا لا يزاولا تلك الأعمال في المنزل مع أنها عناوينهم الوظيفية. فذلك يتعبرونه أهانة لذكوريتهم ورجولتهم. فأنضري الى أي حد يصل التعصب الذكوري
دمت لي وسلمت

اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير