الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لمن ولماذا؟

نزار جاف

2005 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نشر " المجلس الشيعي الترکماني" مقالا غريبا بعنوان " هل الاعتراف بکردستان سيمنع الاستقرار في العراق ؟" تضمن العديد من المغالطات و القفز فوق الحقائق و التلاعب بالالفاظ . المقال الذي إفتتح بآية قرآنية کريمة " ولئن اتبعت اهوائهم من بعد ماجاءک من العلم إنک إذا لمن الظالمين" تمت صياغته أساسا بصورة توحي على إنه فتوى أو بيان سياسي موجه لمجموعة ضالة لاتعرف شيئا من الاسلام و السياسة و التأريخ فجاء المجلس الترکماني الموقر ليعلم شعب کوردستان کل ذلک عن طيب خاطر و لوجه الله تعالى حتى لايضيع الکورد في متاهاة الهوى من بعد الذي جاء المجلس الشيعي الترکماني من العلم في الاسلام السياسي الموجه و المبرمج من طهران و يريد أن يلقنه للمواطن العراقي الساکن في الشمال ! ويبدأ المقال ـ الخطاب ـ الفتوى بعد الآية المذکورة أعلاه بتساؤل " لماذا الاعتراف بکردستان... سيمنع استقرار العراق ؟" ويوضح المجلس الشيعي الترکماني البعد الشرعي للامر " وکأنه لايوجد في کوردستان فقيه و عالم دين " فيفتي المجلس الترکماني " لايمکن القبول أو الاعتراف بهذا الاقليم بدون ظلم وبخس لحقوق القوميات الاخرى. وسيتحمل عاقبة هذا الظلم الموقعين عليه و الراضون به." وهکذا وبجرة قلم " إفتائية " في شکلها و ديماغوجية في مضمونها يلقي المجلس الترکماني عاقبة الظلم من الاعتراف بإقليم کوردستان على کاهل الاحزاب الکوردستانية و الشعب الکوردي برمته ! ذلک أن الاعتراف بالاقليم الکوردستاني سوف يکون ظلما للقوميات الاخرى ولکن عدم الاعتراف به سوف لايکون ظلما للشعب الکوردي ؟!!! أي نوع من الفتاوي الفارغة و الباطلة هذه ؟ وإذا إفترضنا جدلا بصحة هذه الفتوى العقيمة اللاشرعية فلماذا لايتکرم المجلس الشيعي الترکماني و يلغي دولة الترک الشوفينية في أنقرة و دولة الفرس القومية المتسترة بالدين في طهران ؟ لماذا يجب أن يکون الولي الفقيه "والذي يعتبر في المقاسات الشرعية للجمهورية الاسلامية ولي أمر المسلمين جميعا" أيرانيا أبا عن جد ؟ وبعد ذلک يسوق إلينا المجلس الشيعي حقيقة ثانية و هي أن" هناک تعارض شديد بين مصلحة العراق من ناحية ، و بين مصلحة الاحزاب الکوردستانية من ناحية أخرى، وأخطر تعارض يتجسد في أن مصلحة الکوردستانيين " تميزا لهم عن الاخوة الاکراد" هي مع بقاء قوات الاحتلال في العراق" بهذا المنطق الاعرج السقيم يتحفنا المجلس الترکماني بطروحاته المشبوهة و الملقنة له أساسا من محور " طهران ـ أنقرة ـ دمشق " وکأن المجلس الموقر تناسى أن القوى السياسية العراقية الفاعلة على الساحة کانت متفاهمة مع الامريکان بل وحتى طهران کانت قابلة ضمنيا بالاجراء العسکري الامريکي في العراق وکل الاطراف الان " وليس الکوردستانية فقط " متفاهمة بشکل أو بآخر مع الامريکان . والمسألة الاهم هو أن هذا المجلس في " حقيقته الثانية" يتناسى إطلاقه القول جزافا في " حقيقته الاولى" حين جمع بين الاحزاب و الشعب الکوردي رغم إن هذه الاحزاب أساسا هي من مکونات الشعب الکوردي وليست مستوردة من جزر الواق واق! أما ماجاء في" الحقيقة الثالثة" لهذا المجلس فهو" أمان کردستان يتعزز بفقدان الامان في بقية العراق"!!! حقيقة أن المجلس بنفسه يبين للکورد أن هناک تعارض بين مصلحة الکورد و المصلحة العامة العراقية وهو بهذا يدعونا کي نفقد الامان في کوردستان حتى نتساوى في " الفلتان الامني" ولکن الظاهر أن المجلس الشيعي قد تناسى في غمرة " ترکمانيته المفرطة" أن السيد السيستاني قد أفتى بوجوب مشارکة الجميع في الانتخابات وما تدافع و حماس الاخوة الشيعة إلا مصداق لتجاوبهم مع فتوى مرجعيتهم الرشيدة ، إذن ماذا يعني هذا الکلام المدسوس المشبوه من أساسه؟ لکن ألطف ماجاء في المقال ـ الخطاب ـ الفتوى للمجلس الترکماني هو تنبؤهم الخارق بإنتهاء سيطرة الاحزاب الکوردستانية على کوردستان و العراق بخروج المحتل ! هذا المجلس في تنبؤه هذا أثبت ضحالة و سذاجة رؤياه السياسية مع قصور في فهمه لتأريخ کوردستان بشکل خاص و العراق بشکل عام ، فالقوى الکوردستانية لم تدخل على دبابات المحتل إطلاقا وإنما کانت تتواجد في کوردستان و في أحلک الظروف وهي تقارع الدکتاتوريات العراقية على إختلاف أشکالها و أسمائها ومحاولة إخراج هذه القوى من الساحة من قبل الدکتاتوريات المتعاقبة على العراق هو الذي قاد بالبلاد الى ?هذا الوضع المأساوي، وإن إعادة الکرة مرة أخرى سوف لن يکون مفيدا بالمرة لأن الدول التي جزأت الدولة العثمانية هي نفسها التي ستجزأ لا العراق فقط وإنما حتى إيران إذا رأت الضرورة تتطلب ذلک !

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني