الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقل معتاد وعقل خارق للعادة ؟

احمد مصارع

2005 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الجزء الثاني .
إن ما يمكن تسميته بالتنوير المصطنع يفعل من عوامل خارجية , لتجبره على العمل بنصفه الآخر , ويعيد للتناظر الموجود فعلا , وظائفه المتنحية , لأسباب مجهولة .
متى حدثت المفارقة ؟ وماهي الظروف الموضوعية التي أدت لوقوع النقصان الوظيفي ؟
لو كانت العضوية مبتورة , لغاب عن الفكر دعوى البحث , لاختفى مثال التناظر البنيوي , لماذا يوجد برزخ حاجز يفصل بين الجزأين المتناظرين ,ولماذا لايمكن التسلل الى الجزء الآخر في الأحوال الاعتيادية ؟
عمليات التسلل لم تشرعن حتى الآن ..
التسلل حقيقي رغم قوة العقول العادية , المتسلحة بقوة العلم , المحاط بهالة كبيرة من الشك الايجابي .
والى متى يبقى الجزء الآخر مهمشا رغم حقيقية وجوده المحتمل , وذلك انطلاقا من حقيقته الشكلانية في فضاء رياضي , ومثال , يستهزيء بالعقل ذاته , ولا يستطيع الواقع , مجرد جهد إنكاره .
المشكلة تكمن ابتداء في الحواس , وطريقة اعتمادها , بصفة سكونية فجة , وما الغموض , والشك سوى المؤشر الدائم الحضور في هيئة مستفزة للعقل المعتاد .
الحواس المعتادة لا تمثل مجموعة الحروف الكافية لكتابة إنتاج العقل , لأنها عقيمة الجدوى لمجرد بحث موضوع جديد , عنوانه , ما فوق الحواس .
إن سجين الزنزانة المنفردة , في ظلامها وصغر حجمها ومشاكلتها للقبر , في حالة موت مصطنع , حيث تصير الثنائية الوحيدة الممكنه , ( إنسان , كون ) , في وضع مفارق للاجتماعية , مع الحرمانية البالغة من أبسط حاجات الإشباع الغريزي , وبما يقل كثيرا عن الحالة المعتادة .
هل يتحول مثل هذا الكائن ضمن مثل هذه الشروط الى كائن آخر مع استطالة الزمن الفردي , بل من توقفه , بصورة لا زمنية , ولا شمسية , ولا فصلية , ولاشيء سوى الامتداد نحو اللانهاية .
المخ الذي تتسع دائرته , في حالة تحرر صوري خارج دوائر معناده , وفي اتجاه معاكس للاستقلاب الطبيعي , وهو تأثير الخارج نحو الداخل , ونحن هنا أمام الاتجاه المعاكس , في الانفراغ من الداخل نحو الخارج , وهو بشكل مبسط وساذج , من املاءات الحفاظ على الذات , وهذا ما يضعنا بشكل سطحي أمام الاستجابة السطحية من تحليل دارويني فج .
كما تنفجر النواة نحو الخارج , في تتكاثف في حالة الحرية الاعتيادية , بوصفها حركة مألوفة أو اعتيادية ؟
العقل الذي يتضخم يتنامى ليحاول يائسا ملامسة الكون في أغلفته الجوارية اللامتناهية , لايمكن أن نعيد على أسماعه البافلوفية التي تنتقص من معاملات الكرامة الإنسانية التي تؤدي به الى تحدي الخطر , بل شربه كالماء , واستنشاقه كالهواء ؟
ما الفرق بين الآلة , وبين الإله ؟!
هل الإنسان مجرد آله ؟ يدار بالخبز ؟
وهل كرامته تمتهن باللاحريه ؟
الغذاء هو تحت الحد الأدنى لاستمرار الحياة ...
والحشيش والمرعى , لا ينهض بغير مستوى معتاد من الأمطار , وعلاقة النبات والحيوان والإنسان , دراروينية غير ممتازة ؟
نقص السكريات , والزيوتاتيات , والمشكوك في قصدية الفيتامينات , وكل ما يتعلق من الغذائيات ؟!
إن غذاء السجين حقا هو من المستوى الأدنى لبقاء السجين على قيد الحياة ؟
إن كلمة سكر لها طعم ومعنى وصورة , وأشياء غير اعتيادية , تمر على عقله لمجرد ذكر مثل تلك التعابير .
مصادر الثقافة متنوعة بل ومتخالفة , في فضاء شجري الأبعاد , فهل تكون الاستجابة الإنسانية لمثل تلك الشروط متخالفة ؟! فواقع التجربة المأساوية للظلم بلا حدود , يثبت وحدة الإنسان , وتشابه الاستجابة بلا حدود ...
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل