الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب الديني ومنظومة الأخلاق

عبد الله الحميدي

2012 / 4 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الخطاب الديني ومنظومة الأخلاق

ربما كانت القفزات التي حققها العلم على مدى القرنين السابقين والقرن الحالي بشكل كبيرا لم تنهي الجدل حول مكانة الدين في هذا العصر، بل ولا زالت المناقشات حول التضاد بين العلم والإيمان مستعرة ولم تحسم إلى اليوم. في البداية لا بد من إيضاح نقطة مهمة حول هذا الصراع. إذا ان أن نشوب هذا الصراع كان بسبب تقلص المساحات المعرفية لدى الدين لحساب العلم، خاصة تلك المتعلقة بالجوانب الطبيعية والتجريبية وكل ما يتعلق بها من ظواهر. والتي كانت منذ مدة تنتمى إلى الحقل المعرفي الديني والفلسفي بشكل أو بآخر. إلى هنا يبدو أن النزاع محسوم لصالح العلم وباعتراف الدين نفسه. من هذا الجانب تبدو المسألة وكأنها حسمت أو في طريقها للحسم. على الجانب الآخر، جانب الفكر والعلوم الإنسانية على وجه التحديد فيمكننا أن نلاحظ الاشتباك بين الدين وبين العلم، وهذا العلم الذي نقصده في العلوم الإنسانية ليس هو العلم الذي نقصده في العلوم الطبيعية، بعبارة أخرى ليس بدقة العلم في حقل الظواهر الطبيعية. بالرغم من تقدم مناهج العلوم الإنسانية إلا أنها لازالت تبدى نوعا من التردد والتذبذب حيال صياغة نظرياتها بنفس دقة العلوم الطبيعية. وذلك مفهوم تماما من حيث طبيعة الموضوع الذي تعالجه العلوم الاجتماعية، فإذا كانا في حقل العلوم الطبيعية إزاء ظواهر جامدة من الممكن قياسها. فإن العلوم الاجتماعية تضعنا أمام موضوع دائم الحركة والتغير بسبب تلك الحرية التي تطبع هذا الكائن الإنساني الفريد. الأمر الذي يجعل من قولبة الواقع البشري ضمن حدود ونظريات معينة أمرا شاقا.
لذا فإن المشكلة الحقيقية التى تواجه الدين ليست في حقل العلوم الطبيعية. إذ سرعان ما أبدى الدين اعترافه بأحقية العلم في هذا المجال. ذلك انه غير قادر على ان يثبت العكس. لكن المشكلة هي اصطدام الخطاب الديني بالقيم الأخلاقية. فبرغم من الزخم الذي يمتلئ به الخطاب الديني حول الأخلاق وحب الآخرين وعمل الخير. إلا أن هذا الخطاب الأخلاقي يتلاشى في العالم الآخر الذي لا يعاقب فيه الجناة والمجرمون الحقيقيون فحسب. بل حتى الحكماء وذوى الأخلاق الحسنة سوف يعاقبون بسبب عدم اعتناقهم للدين. إن معاقبة الناس ليس بناء على أخطائهم وجرمهم بل بسبب اعتقادهم بآراء أخرى موقف ربما لا يصطدم بالعقل بل بالمنظومة القيمية والأخلاقية.
فإذا كان نتحدث عن الإصلاح الديني فأعتقد بأنه يجب أن يتم من هذه النقطة تحديدا. أي عن طريق أنسنة المفاهيم الدينية وذلك بربطها بالإنسان أولا وأخيرا. وإلا فإن ما سيعطيه الدين بيد سيأخذه بالأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 133-Al-Baqarah


.. 136-Al-Baqarah




.. مستوطنون يقتحمون ساحات المسجد الأقصى ويرفعون العلم الإسرائيل


.. كلمة أخيرة - علاقة الكاتبة ريم بسيوني بالصوفية عميقة جدا.. ش




.. السيسي وسلطان البهرة.. من هو زعيم الطائفة الشيعية الذي حضر ا