الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصرة المذهب أم دولة القانون والحياة؟؟

واصف شنون

2012 / 5 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



يعد القرن العشرين الذي ولى ، من أكثر القرون الوحشية التي شهدتها البشرية جمعاء ،فعلى عكس سابقه القرن التاسع عشر الذي شهد الثورات الصناعية والفكرية والعلمية والطبية ، نجد القرن العشرين قد شهد اقبح حربين عالميتين راح ضحيتهما عشرات الملايين من بني الإنسان ،ثم استخدام(تجربة ) قنبلتين ذريتين لفناء البشرية في ناغازاكي وهيروشيما،ثم الهجمات الألكترونية بالصواريخ البعيدة المدى عبر البحار على العراق وعاصمته التاريخية بغداد ،انه قرن كامل من اللاجدوى الإنسانية حيث الديكتاتوريات والخيانات والمؤامرات والإنقلابات العسكرية بدوافع السلطة والمال والجاّه وحب العظمة من أجل دخول التاريخ ...!!
ثم طلّ القرن الواحد والعشرين ،الذي جاء بالقاعدة وزعيمها بعد اختفاء السوفيت وانزاوء الروس وبروز اوربا والولايات المتحدة الأميركية بسبب التفجيرات ،ومعه الجمهورية الإسلامية في ايران وأطماعها النووية وطيران دبي وقطر وسقوط الديكتاتورية في العراق ...كل تلك الأحداث العارمة في التاريخ الذي شهدناه ونحن في العقود الخامسة من أعمارنا ،يأتينا رئيس وزراء شرق – أوسطي منتخب ليقول إلينا : لقد هزمنا العلمانية والحداثوية والإلحاد من خلال تعاليم رجل دين هو مؤسس لحزبه الديني؟؟ ثم بالغ واستمر بالكذب ليقول :أن شباب تونس الخضراء اخبروه أنهم اعتمدوا فكر زعيمه الديني (محمد باقر الصدر ) في ثورتهم التي أطاحت بدكتاتورية بن علي ؟؟ "بينما الجميع يعلم أن شرارة الثورة انطلقت على يديي البوعزيزي الذي احرق نفسه وهو في حالة سكر بالكحول الرخيص وليس بالويسكي او النبيذ وواصل الثورة اصدقاؤه الممحويين والممحوقين" * من رسالة عن الثورة التونسية
ومع ان الديمقراطية تمنح الكثير للمسؤولين في تنفيذ الخدمات وتطبيق الأفكار ، فأن أنصار السيد محمد باقر الصدر وحزبه وتعالميه المذكوره في كتابيه الموسومين (إقتصادنا ) و(فلسفتنا ) ،ونحن معهم نتسائل هل تم تطبيق تلك التعاليم أو جزء منها خلال الأعوام الماضية التي حكم الإسلاميون فيها العراق ؟؟
حين يدين قائد وزعيم حكومي اسلامي تجربة حكم سابقة ، ثم يعلن إتباعه لتعاليم محددة في الإنسانية والتسامح ،مثل تعاليم السيد محمد باقر الصدر الخاصة بالعدالة والكرامة ، ثم لا نجد سوى اكوام من القمامة وانحسار في الخدمات وتراجع شديد في التعليم والصحة والبيئة ناهيك عن القتل المستمر والتحاصص وهدر اموال الناس والبلد ..،هل هذا يأتي ضمن تعاليم كتاب ( اقتصادنا)..أم (فلسفتنا) ؟؟ أم سياستنا وسرقاتنا واستروا علينا لأننا من مذهبكم ...مذهبكم الديني ..؟؟
ان من أحقر الصفات التي تثير وتستفز اي عراقي أن تسأله من اي دين أنت أو من أي طائفة ، والذي يجري الأن هو تكريس كامل للطائفية كواقع حياتي لابد منه لإستمرار المواطن العراقي في عيشه على أرضه كونه عراقي مستلب ومقهور وتابع ،وبدلا من بناء الوحدات السكنية وفتح القنوات المائية وتوزيع المنح الزراعية ودعم المعامل الإنتاجية الصغيرة وقطاع السياحة الأثرية والدينية ،وصيانة الرافدين (الفرات ودجلة ) والأنهر المتفرعة عنهما وبناء مراكز التكنلوجبا المتقدمة وربط التآخي بين الجامعات العراقية وجامعات العالم ، نرى العكس تماما ، فالأوهام السياسية والفكرية والإجتماعية السائدة هي أن الإسلاميين في العراق يعتقدون أنهم آل بيت النبي وأشياعهم أما معارضوهم فهم جيش يزيد بن معاوية وأحفاد الشمر بن ذي الجوشن ، أما باقي الإسلاميين في مصر وتونس والمغرب والسعودية والخليج فهم - الرسول وصحابته - أما معارضوهم فهم كفار قريش وأحفاد ابي جهل ،فالدولة الحديثة التي يريدها الإسلاميون في العراق وباقي البلدان هي دولة تعتمد مفهومين هما (زينة الحياة الدنيا :المال والبنون ) ثم (المؤمنون حلويون )...لذلك فأن تجربتهم في العراق الأن قد صرفت عقول الناس الى ملأ البطون وتحقيق الرغبة الجنسية مع ايمان روحي سطحي مبني على الغش الطائفي والنفاق في مطاوعة حكم السلطة الصفراء...!! انه نصرة المذهب العقيم على الوطن الواسع !!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى اين المسير
سيدة عشتار بن علي ( 2012 / 5 / 2 - 12:57 )
قرانا التاريخ وسمعنا حكايات من الاباء والاجداد عن اهوال القرون الماضية ودمويتها وسقوط الانسان فيها كقيمة ,لكن هذا القرن الواحد والعشرين وما حمله لنا من مفاجآت وصدمات جعلتنا ندرك المعنى الحقيقي للهزيمة والعجز.....اسئلة حائرة تحاصرنا وتشعرنا بالخجل والدونية ونحن نواجه اعتى اعاصير التخلف والجمود .....الدماء صارت بلا لون ,ورائحة الجثث تساوت برائحة الورد فالى اين المسير ??مقالك يا استاذ واصف باح بكل شيء وفيه فضحت كل مظاهر التخلف واسبابها بسطور قليلة لكن معانيها بليغة وعميقة ....هذا انت ...ملك الاختصار والتبليغ


2 - الى اين المسير
سيدة عشتار بن علي ( 2012 / 5 / 2 - 12:57 )
قرانا التاريخ وسمعنا حكايات من الاباء والاجداد عن اهوال القرون الماضية ودمويتها وسقوط الانسان فيها كقيمة ,لكن هذا القرن الواحد والعشرين وما حمله لنا من مفاجآت وصدمات جعلتنا ندرك المعنى الحقيقي للهزيمة والعجز.....اسئلة حائرة تحاصرنا وتشعرنا بالخجل والدونية ونحن نواجه اعتى اعاصير التخلف والجمود .....الدماء صارت بلا لون ,ورائحة الجثث تساوت برائحة الورد فالى اين المسير ??مقالك يا استاذ واصف باح بكل شيء وفيه فضحت كل مظاهر التخلف واسبابها بسطور قليلة لكن معانيها بليغة وعميقة ....هذا انت ...ملك الاختصار والتبليغ


3 - برجوازية بعباءة الرسول
جلال البحراني ( 2012 / 5 / 3 - 21:28 )
أستاذ واصف، في الحقيقة إحترت بكيفية كتابه هذه المشاركة،، لكن لا بد منها
منذ فتوى الكاهن الأرعن سيد محسن الحكيم بتحريم الشيوعية، و ليومنا هذا تضل مناطق الغالبية الشيعية، العراق إيران البحرين السعودية، تعيش تحت وهم دولة المهدي،، مرورا بالخوئي و حتى السيستاني الذي لا نعرف من أين خرج؟!
الإبن البار لدولة ( مالكي الأرض و من عليها بالأمر الإلهي!) السادة من أل بيت من يدعون نبي الله، السيد الصدر، هو أكبر محنة فكرية حلت بحقوق الشيعة و تاريخ نضالاتهم الحياتي للحق العدل و المساواة
هذا البرجوازي المعمم كان يعلم الحقيقة تماما،، لكنه لم يملك شجاعة الخروج على رغباتهم بملك الأرض و من عليها، ( لسادة بيت النبي)
فتفنن بصياغة الأكاذيب و الأباطيل التي تعطي له و للسادة مثل الخميني و الخامئئي و حسن نصر الله و و و كل الحق الرباني و الإلهي بملكية الأرض و ما عليها حتى الحيوانات و الحشرات!!
لا أعرف لم المجاملة و الخوف من ذكر الحقيقة


4 - شكرا للكاتبة سيدة بن علي ..
واصف شنون ( 2012 / 5 / 4 - 13:58 )
انت تعرفين سيدة ان الكتابة هي عمل خطر ..لذلك لإان كتابة سطور مختصرة تعد بالنسبة لي معضلة كبرى ..،الأهم هو اننا ما زانا نملك أحجارا في زخم المستنقعات ..تحياتي لك وشكرا على المتابعة النقدية ..


5 - الأخ جلال البحراني
واصف شنون ( 2012 / 5 / 4 - 14:07 )
تحياتي عزيزي البحراني اشكرك على المداخلة ،لا أعرف اين هي مجاملتي لقوى الظلام التي ذكرت ،هناك قوى اجتماعية متداخلة في صميم التدين الشيعي ولايمكن نكران ذلك باهانة رموزها ،وإلا كيف يمكن تنوير الأخرين ، ان الكتابة للناس هي من الصعوبة القصوى لأصحاب الضمير ..فلايمكنني عزل رجال الدين الشيعة عن اتباعهم في مقال من خمسمئة كلمة ...انها عملية تغيير ...صعبة للغاية ، لكني بودي طمأنتك من اني لا أخاف من الله ولا من شرطته
تحياتي واحترامي


6 - هدية
جلال البحراني ( 2012 / 5 / 6 - 19:20 )
أستاذ واصف،، إنظر كيف يعملون في البحرين
http://bahrainonline.petrix.net/showthread.php?t=390576

و إستمع لهذا المعتوه ماذا يريد من ثورة البحرين و بماذا ينصحنا!!
http://www.youtube.com/watch?v=mDQWhdzqTiQ&feature=related

و هنا التعليقات
http://bahrainonline.petrix.net/showthread.php?t=390657

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب