الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


براقش تقتل أهلها بعد موتها

علي الأمين السويد

2012 / 5 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت قد أجلّت كتابة اي مقال لا يصبُّ في معين الثورة السورية المباركة إلى ما بعد سقوط الإرهابي بشار الاسد. و لولا أن عيني وقعتا على خبر زلازالي أثار تقلبات شديدة في معدتي حتى وددتُ لو أني لم أنظر إلى تلك البقعة التي كانت تحتلها تلك الجريدة صاحبة عنوان الخبر الصحفي الذي صدمني منذ ذلك الحين و أصابني بالغثيان إلى وقت خط هذه الكلمات.
أما الخبر الذي تصدَّر تلك الجريدة فهو " قانون "مضاجعة الوداع" يشغل الشارع المصري" ، واعترف بان عبارة "مضاجعة الوداع" جذبتني في البداية، ليس بسبب وجودها في صحيفة قراءها من المحافظين نوعا ما، و ليس لمدلولها الجنسي بحد ذاته، و إنما لما قد تعنيه هذه العبارة الغريبة التي رحت أجرب ذكائي في تلمِّس مدلولها قبل أن تصل يدي للجريدة، و بالرغم من أن عصرت تلافيف مخي و ضعت فرضيات عديدة لما قد تعنيه "مضاجعة الوداع" في ثوان سريعة، إلا أن السباحة في المقال اثبت بُعدي الشاسع عن كل ما افترضت و اثبتت أن هنالك طامة كبرى تلتحف التعريف الصاعق الذي مفاده ان مضاجعة الوداع هي رخصة أو فتوى إسلامية تقضي بالسماح لأحد الزوجين بمضاجعة الطرف الاخر و هو ميت!!!
حاولت ان أتخيل كيفية المضاجعة تلك لكنني لم افلح إلا في تخيل كيف أن براقشاً جنت على اهلها. و براقش كلبة كانت برفقة فارين بدمهم. وبينا هم نيام في الليل إذ نبحت براقش، فسمع نباحها من يتبع اصحابها، و استيقن السامعون أنهم مدركو أهلها و هم نيام، و ايقنوا انهم قاتليهم لا محالة، فقال احد الملاحقين جملته: "على أهلها جنت براقش" فأصبح مثلا ذاع صيته و استمر الى وقتنا الحاضر.
غير أن براقشاً المسكينة لم تكن تعلم أنها بنباحها ستتسبب بهلاك أهلها و هي التي تجهد لحمايتهم، ولو علمت لما نبحت. فما بال من يتسم بالعلم، و جمع الفهم يصرخ بما يخالف الطبيعة البشرية بكل المقاييس قائلاً بأن ما جاء به هو من عند الله، و يطلب منا أخذه عنه باسم الاسلام و باسم سنة نبيه يرحمه و يرحمكم الله.
وقبل هذا الصارخ بمضاجعة الاموات، بُحّ صوت راضع الاثداء الشرعي، وغدا سيقفز الينا من يفتي بجواز الزواج من النعاج الابكار شرعاً وعدم جواز الجمع بين نعجتين اللهم إلا إذا غُمّ على الزوج وشُبِّه له.
و من مقاربة المفتي و براقش لا أجد سببا واحداً يجعل صورة براقش تختلف عن صورة من يخرج على العالم ليلطخنا بصبغة حيوانية و يدعي انها منزلة من عند ربه و اسلامية مئة بالمئة رغماً عن انوفنا. فبراقش تسببت في قتل اهلها مرة، وهؤلاء يقتلوا احترامنا لأنفسنا اولاً و احترامنا من قبل العالم كل فترة ألف مرة.
فماذا بقي لهؤلاء "المتنورين" حتى يثبتوا للعالم اننا المسلمون مجتمع جنسي حيواني بإمتياز وليس لدينا همٌّ في هذه الدنيا سوى الرضاعة المشروعة من الجارات والموظفات والزواج من اربع حسناوات و اختلاف الدورات الطمثية و أخيراً و ليس آخراً ابداً نكاح الاموات خلال ست ساعات مما يؤكد نظرتهم المصنعة مسبقاً عن المسلمين.
ولكن و بالرغم من هذا وذاك و بالرغم من أنوف البراقش كلها فالإسلام لا ينافي الفطرة.

____________________________________________________________________________________________

مصادر "مضاجعة الوداع"
1. جريدة السياسة الكويتية
http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/189214/reftab/36/Default.aspx
2. تكذيب خبر مناقشة مضاجعة الوداع في البرلمان المصري
http://www.almustagbal.com/?tag=%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%AC%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%B9








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
حمورابي سعيد ( 2012 / 5 / 4 - 18:16 )
اخي علي...ان الزوج هو الذي يضاجع زوجته المتوفاة توا .اما الزوجة فلا تستطيع مضاجعة الزوج المتوفي ,لان الاخير تكون عصاه قد مالت كثيرا لا ينفع لتقويمها اغلض الحبال ,ارجوا التصحيح .تحياتي


2 - هذا مقالي
علي الأمين السويد ( 2012 / 5 / 4 - 22:52 )
الاخ الكاتب علي الامين

يبدو انه قد حصل خطأ فهذا المقال لي وقد تم نشره هنا بالخطأ

علي الامين السويد
http://www.ahewar.org/m.asp?i=3199


3 - شكراً لادارة الحوار المتمدن
علي الأمين السويد ( 2012 / 5 / 5 - 08:35 )
تم إعادة المقال إلى قواعده سالما


4 - نريد حلاً عملياً لو سمحت
علي الأمين السويد ( 2012 / 5 / 5 - 08:46 )
أخي حمورابي
هذا الفعل خطير فشد الحبل قد يفصل الجزء عن الجسم
أو ربما يقطع الحبل دون الفصل
لذلك اختر لنا طريقة أخرى لحل القضية

تحياتي لك عزيزي

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | عمليات نوعية وغير مسبوقة للمقاومة الإسلامية في


.. «توأم الروح والتفوق» ظاهرة مشرقة بخريجي 2024




.. تغطية خاصة | إيهود باراك: في ظل قيادة نتنياهو نحن أقرب إلى ا


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان ترفع مستوى الإسناد




.. لماذا تخشى الكنيسة الكاثوليكية الذكاء الاصطناعي؟