الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمة الأحلام المقدسة

رباح حسن الزيدان

2012 / 5 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يرى الكثير من العلماء بأننا من أكثر الأمم تأثراً بالأحلام من الناحية الأجتماعية , فكثير من عاداتنا وتقاليدنا , نشأت فينا من جراء ما نسبغ على أحلامنا من صبغة قدسية . وبعض رجال الدين يعتقدون بأن الأحلام تنطق أحياناً من الوحي الألهي الذي لا يجوز الشك فيه . وقد جرى العوام وراء رجال الدين في هذا الشأن الى درجة كان لها أثر كبير وبالغ السوء .
والكل يعلم بأن الكثير من القبور والاضرحة والمزارات المنتشرة بكثرة في بلادنا العربية هي محض أوهام وليس لها أي أساس تأريخي سوى حلم للخليفة الفلاني أو الرجل التقي الفلاني وهناك بعض القبور والأضرحة بنيت على أساس أحلام بعض المشعوذين . مما أدى أنتشار هذه القبور والتي أنهال عليها الناس بالدعاء والتضرع والزيارة والنذور
وكما كان لبعض الأحلام السبب الرئيس في أحترام هذا الرجل أو هذاك وقد يصل هذا الأحترام الى درجة التقديس .
لقد برر الكثير من العلماء الى أن تصديق الناس بالأحلام وتهافتهم على القبور التي الوهمية التي بنيت على أساس الأحلام , يرجع الى أن هذه القبور وأن كانت وهمية فأنهم يجدون فيها شيئاً من المنفعة النفسية .
فالكثيرون منهم فقراء لا يجدون في دنياهم علاجاً لأمراضهم أو حلاً لمشكلاتهم المستعصية. وهم بذلك يلجأون الى الاوهام علهم يجدون فيها عزاءاً أو أيحاءاً نفسياً.
وكثيراً ما ينفعهم هذا الأيحاء أو العزاء . ولكن ذلك قد يضر بهم من الناحية الأخرى حيث يؤدي بهم هذا الأمر الى أتخاذ عقائد وعادات سخيفة تخدر عقولهم وتعرقل عليهم سبل الحياة .
ولا يخفى على أحد بأن المسلمين هم أكثر من غيرهم تمسكاً بأوهام الأحلام . وهذا لا يعني أن الأمم الأخرى خالية من هذه الأوهام نهائياً .
جميع الأمم مرت بمثل ما مرت به الأمه الأسلامية , لكن المسلمون أمتازوا عن غيرهم بكونهم أدخلوا بعض الأحلام الى صلب شريعتهم وأيدوها بما أوتوا من كتاب أو سنة . فصارت لديهم مثل الوحي المنزل .
بل وأدى ذلك الى تقاتل علمائنا الأبطال في موضوع الأحلام بتقسيمها الى صالحة وموكل بها وطالحة وكل قسم من هذه الأقسام ينقسم بدوره الى أقسام أخرى أكثر تفصيلاً , طبعاً من دون أن ننسى أحلام اليقظة وأحكامها , تاركين بذلك علم النفس وكل العلوم الأخرى المرتبطة بهذا الموضوع , ليقيموا بذلك الدنيا أو يقعدوها على مجرد حلم تافه , حلم به أحد المشعوذين أو وعاظ السلاطين .
وهم يتجاوزون بذلك علماء ثبتت مكانتهم العلمية وضاربين بعرض الحائط نظريات كثيرة ومنها نظرية فرويد ( الحافز النفسي ) والتي يلخص فيها هذه النظرية بكلمتين حيث يقول بأن الحلم ليس سوى ( تحقيق رغبة ) . وتحقيق الرغبة في الحلم قد لا يظهر على شكل مفضوح أنما يظهر في كثير من الأحيان مقنعاً أو رمزياً .
وأننا قد نجد عذراً لشيوع مثل هذه الأوهام في العصور القديمة . ولكننا في هذا العصر الحديث الذي نعيش فيه يجب أن لا نتهاون أمر مكافحة مثل هذه الأمور التي تحط من قيمة العقل البشري . فأذا أردنا أن نعيش في القرن الواحد والعشرين فيجب أن نترك ولا نتمسك بخرافات القرون البائدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تخلف
رياض صالح ( 2012 / 5 / 7 - 12:47 )
قمة التخلف والتدهور الفكري والثقافي في أن نعتمد على حلم لتسيير أمور معينة في حياتنا
والله نحن ألان في أخر سلم الأمم من الناحية العقلية
الله يرحم هذه الأمة


2 - مضحك
أحمد محمد ( 2012 / 5 / 7 - 12:50 )
هذا من الأمور المضحكة فكيف يمكن لبشر أن يقوم بشي معين أو لا يقوم به أعتماداً على حلم هل ماتت العقول أم أن هذه ألامة تستثقل التفكير وتسير خلف راعي القطيع من الوعاظ والمشايخ وتأتمر بأحلام من يدعي التقوى
اتوقع أن عقول الناس خرجت خارج نطاق الخدمة

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال