الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارل بوبر والتاريخانية ؟

شامل عبد العزيز

2012 / 5 / 8
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


لما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها عام 1919 - 1920 - هذا العام كان حاسماً في فلسفة " كارل بوبر " الفيلسوف الانكليزي انتماء والنمساوي الأصل " والذي سوف نتناول بعض أفكاره من خلال هذا المقال , ترك منزل والديه ( يهوديان بالأصل تحولا للديانة المسيحية ) بينما بوبر كان يصف نفسه " لا ادري " على الرغم من توسلاتهما كي يستقل بنفسه وكي لا يشكل عبئا عليهما. فقد أصبح أبوه شيخا جاوز الستين… فقد كل مدخراته في التضخم المالي الذي استشرى في أعقاب الحرب , وأقام بوبر في مبنى قديم لمستشفى عسكري مهجور , عمل بغير أجر في عيادة النفساني ألفرد آدلر , وبأجور زهيدة في أعمال أخرى كتدريس أو تدريب طلبة أمريكيين… أو كمساعد نجار... هذا النجار أثر كثيرا في شخصية بوبر ولكن ترك في نفسه رد فعل عكسيا عنيفا حين كان بوبر يراه دائما يؤكد أنه يعرف كل شيء وأنه على صواب ولا يخطئ أبدا. فأصبحت احتمالية الخطأ الكامنة في كل موقف هي جذع الفلسفة البوبرية ( من هنا انطلق بوبر " النجار يعرف كل شيء وانه على صواب ولا يخطئ أبداً " وهذا هو بؤس الايدولوجيا في توجهها نحو الادعاء بأنها تملك اليقين وتعرف الحقيقة ولذلك وحسب ظنّي تكون انطلاقة الفيلسوف كارل بوبر من هنا ومن خلال عمله كمساعد للنجار, حالة النجار موجودة على صفحات الحوار المتمدّن مُتمثلة بالأستاذ فؤاد ألنمري ومن يؤيده وإليكم الدليل : يقول في رده على تعليق الدكتور علي عجيل منهل " أما عن ستالين فأنصحك بقراءة كتابي تحت عنوان - من هو ستالين ؟ وما هي الستالينية ؟ - المنشور في موقعي على ألنت فهو لا شك سيحررك من الاستلاب الذي تعاني منه بقوة ) انتهى تعليق الأستاذ فؤاد ألنمري ؟
الآن ما هو الفرق بين النجار الذي كان يعمل عنده كارل بوبر كمساعد وبين الأستاذ فؤاد ألنمري ؟ على صواب ولا يخطئ أبداً ؟ أليس من حق كارل بوبر أن يقف طويلاً أمام هذه العبارة ونقف نحنُ أيضاً ؟
لم يكن بوبر يدخن أو يحتسي خمرا , كان يأكل قليلا ويرتدي ثيابا متواضعة. المتعة الوحيدة التي لم يستطع التخلي عنها آنذاك هي التردد على حفلات الموسيقى السيمفونية وكانت التذاكر رخيصة لأنه كان يستمع واقفا. بخلاف العمل الاجتماعي من أجل الأيتام والموسيقى كان اهتمام مهم هو الفلسفات السياسية اليسارية. أمضى إبان مراهقته ثلاثة أشهر ماركسيا , لكنه انقلب بحماسة إلى الاشتراكية الديمقراطية... وأصبح في النهاية داعية ما يمكن أن نسميه: ليبرالية معدلة , ليبرالية النصف الثاني من القرن العشرين , التي اقترنت باسم بوبر ..
من مواليد 28 يوليو 1902 – في فينا – توفي في 17 سبتمبر عام 1994 - في لندن .
بعيداً عن عائلته ووالده الدكتور وأخواه كذلك ووالدته والتي هي خليقة بأن تنجب هذا الفيلسوف سوف يكون موضوعنا عن بعض الأفكار التي يؤمن بها كارل – ريموند – بوبر ..
في كتابه – بؤس الايدولوجيا – يحدد التاريخانية بقوله :
إنها نظرية تعنى بكل العلوم الاجتماعية , تجعل من التنبؤ التاريخي هدفها الأساسي , وتعلّم أن هذا الهدف يمكن تحقيقه , إذا استطعنا أن نمسك بالاتجاهات العامة , والقوانين التي تقبع خلف التطورات التاريخية . انتهى ..
التاريخانية تعتبر مفهوماً إشكالياً يحضر دائماً في النقاشات الدائرة حول فلسفة التاريخ .
يعني عبر النقاشات مذهباً قوامه " أن دراسة التاريخ تساعدنا على التنبؤ بمجريات الأحداث في المستقبل "
تعلّم التاريخانية إذا ضرورة النظر إلى التاريخ كتطوّر محدود لسيرورة واضحة نكتشفها من خلال الماضي ونعمل من خلالها على تحديد المستقبل ( من يستطيع أن يتكهّن بالمستقبل ) ؟
طبعاً كلّ هذا أكده الفيلسوف كارل بوبر في كتابه " درس القرن العشرين " والكتاب عبارة عن خلاصة لفلسفته السياسيّة والأخلاقيّة .
في نفس الوقت تعبيراً عن المسار الذي تلاحم فيه عند بوبر – النضال السياسي بالبحث العلمي – وإرادة الكشف على الحقيقة مع أخلاقيات علميّة وفلسفيّة رفيعة المستوى .
في هذه الحالة ومن خلال هذه القراءة هو خصم كبير ل ماركس والشيوعية ,, ليس هذا فحسب بل لكل الذين يزعمون تأييد مشروع سياسي – اقتصادي – اجتماعي – على أساس معرفة قوانين الصيرورة التاريخية .
عند بوبر " التاريخ يساعدنا على أخذ الدروس من الماضي " ولكن لا شيء يسمح لنّا بإسقاطه على المستقبل للتنبؤ بما سيحدث ( من وجهة نظر شخصية بحتة هذا منهج صحيح , كيف يكون التكهّن بالمستقبل وكيف تكون مجرى الأحداث معروفة مسبقاً ) ؟
من يزعم بمعرفة مستقبل التاريخ فهو ينزع كلّ مسؤوليّة أخلاقيّة عن الحاضر , ويحوّل الناس إلى مجرّد منفذين لمصير سيتحقق مهما كان الحال ( الأديان تقول بذلك , نهاية الكون والعقاب والثواب والجنة والنار ولكلّ دين مواصفات وقيم يعتقد بها هؤلاء وينتظرون المصير النهائي حتماً ولكن بدون دليل ) .
هذا هو هدف ماركس " تنبأ بأن الشيوعيّة كشكل لديكتاتورية البروليتاريا يجب أن تتحقق " ؟
ولكن السؤال هل ستتحقق حتماً ؟ لا ندري ..
لقد كانت الضرورة التي يمكن أن تقام بكل يقين من خلال دراسة التاريخ والاقتصاد :
( الشيوعيّة هي شيء يجب أن يحدث ) ( الرأسمالية مجتمع غير مقبول يجب أن ينتهي ) ؟
( هذا ما يجب أن يحدث , بعد تحقيق الاشتراكيّة سيكون هناك مجتمع رائع – مجتمع جديد كليّاً – يتحابّ الناس فيه – يخدمون بعضهم بعضاً ويسود السلام على الأرض ) ..
من لا يحلم بهكذا مجتمع , من لا يتمنى هكذا مجتمع , ولكن هل تكفي الأحلام والأمنيات , هل النفس البشرية آلة يتم برمجتها , هل حوادث التاريخ تؤيد كل هذه الأحلام وهذه الأمنيات وفي نفس الوقت نستطيع أن ندفعها لما نشاء ونرغب من أجل الوصول إلى المجتمع المثالي ؟ اعتقد أن الأمر ليس على هذه الصورة ؟
لا أريد أن أقول بأنها مثاليّة – طوباوية ولكن نفس حوادث التاريخ تنفي كل هذه الأحلام والأمنيات .
عند الفيلسوف كارل بوبر " المذهب الشيوعي " قائم على اعتقاد بظهور عالم أفضل – مؤسس على قوانين الصيرورة التاريخية ,, وعلى هذه الصورة فعلى كل واحد واجب " أن يؤيد الحزب الذي سيحقق هذا الهدف "
( إنّ هذا الأمر الواقع الذي يجب بكل الطرق أن يحدث ) ؟
إذا قاوم أحدهم " علماً بأن الأمر يتعلق بشيء حتمي " فإن المقاومة تعد جريمة ,, لماذا ؟
( لأنك تقاوم شيئاً يجب أن يحدث ) ؟ المقاومة نفسها تصبح مسؤولة أو مشتركة عن العنف وعن الموت الذي سيحدث حتى تقام الشيوعيّة ..
العنف والموت في الحالة الشيوعيّة مُبرر إذاً لسبب بسيط هو أننا لا نستطيع أن نجعل الناس على أن تقبل الشيوعيّة طوعاً فلا بدّ من الإكراه ؟
ولكن هناك سؤال " ألاّ توجد أمم ومجتمعات أخرى وصلت مبتغاها وحققت أهدافها دون اللجوء إلى العنف والموت " في حالة وجود مجتمع واحد " هذا معناه أن العنف والموت ليس سبيلاً لتحقيق الأهداف بل هناك وسائل أو أساليب أخرى من خلالها تتحقق الأهداف ..
من وجهة نظر كارل بوبر فإن " الماركسيّة " التي اعتمدت المنطق التاريخاني ( النظرة الغائيّة للتاريخ ) تلتقي في أهدافها بالمبدأ الشمولي ( هذه حقيقة 100 % ) وكذلك أسطورة القدر ..
عند بوبر هي خطأ من أولها إلى آخرها .. لماذا ؟
التاريخاني عند بوبر " يرى التاريخ مثل مجرى الماء – مثل النهر الجاري " يعتقد أنه يستطيع أن يتوقع أين يمرّ الماء – وأنه أكثر ذكاء " أيّ التاريخاني " لأنه يرى الماء أو يتصور أو يتخيل أنه في إمكانه أن يتكهّن بالمستقبل "
هذا الموقف الأخلاقي خطأ كليّاً ..
في إمكاننا أن ندرس التاريخ كما نشاء ولكن هذه الفكرة الخاصة بالنهر ليست أكثر من " مجاز " ولا علاقة لها بالواقع والحقيقة .
من الممكن أن ندرس ما مضى ولكن ما مضى انتهى ..
انطلاقا من هنا فإننا لسنا في المستوى الذي يسمح لنا بالتنبؤ وببساطة أن نتحرك وأن نحاول جعل الأشياء أفضل وأحسن .
اللحظة الحاضرة هي اللحظة التي انتهى فيها التاريخ وليس بمقدورنا أن ننظر إلى المستقبل ونحن نعتقد أن في إمكاننا أن نتكهّن بفضل المجرى أو الاتجاه .
لا يمكن أن نقول " كنتُ أعرف أنّ المجرى سيمر من هنا "
ما هي الأمثلة أو الدليل على الفشل لكل الذين حاولوا أن يتنبؤا بالمستقبل ؟ لأن لا أحد حسب بوبر يعرف المستقبل ..
ماركس مثلاً كان يعتقد أنّ كل الآلات سيكون لها محرك بخاري , وأنّ كلّ المحركات ستصبح شيئاً فشيئاً كبيرة إلاّ أنّ الظاهر يبدو عكس ذلك :
آلة الحلاقة لم تخطر ببال ماركس والآلات آخذة في الصغر .
مثال أخر :
ماركس يرى من منظور الإنتاج في ما يتعلق بالأشياء المادية في حين أنّ التطوّر حدث من منظور الاستهلاك , الثورة الكبيرة التي لم يستطع ماركس إدراكها جيداً ويفهمها بشكل جيد هي السكك الحديد التي سمحت للناس أن يتحركوا ويتنقلوا ولم تصنع من اجل الإنتاج , إنها خدمة موجهة إلى الأشخاص الذين يرغبون في زيارة أشخاص آخرين ومدن أخرى .
ماركس لم يرها كذلك أي لم يرى على أنها ثورة , هذه الثورة استمرت مع الثورة " الفوردية " وذلك باقتراح من هنري فورد لسيارات ملائمة للعمال وليس فقط لأصحاب الملايين .
يقول بوبر " إذا كنت أتحدث عن كل هذا " فلأن الأمر يتعلق بثورات لا أحد يستطيع أن يتوقعها ومنها ثورة التلفزيون وثورة التكنولوجيا وبالتأكيد لم يتوقعها ماركس .
إذا كان هدف التاريخانية هو معرفة مجرى النهر ( الأمر الذي يعتبره بوبر فكرة غبية ) لأنها محاولة لاستكشاف تاريخ المستقبل في حين أن خاصية التاريخ أنه يضعنا دائماً أمام ثورة غير منتظرة وغير متوقعة .
فما الذي يقترحه بوبر ؟
1 – إنشاء قائمة للأولويات تطبق في المجتمع وهي السلّم الذي يتأسس على وضعية تكون فيه القنابل النووية في أيدي الشعوب المتحضرة من اجل أن تحطمها وأن لا تحتفظ إلاّ بكمية قليلة منها لأسباب أمنية , هذا يتطلب تعاون جميع الأطراف .
2 – وضع حد للانفجار السكاني ( الديموغرافي ) , كل الأحاديث حول المحيط والبيئة لا تفيد إذا لم يتم التصدي للمشكل الرهيب للسكان , إنه هو السبب في هدم وتخريب المحيط وكذلك المطلوب – تعاون جميع الأطراف .
3 – النقطة الأخيرة ( التربية ) :
وضع برنامج حيث على الجميع أن يتعاون في فرض الرقابة على التلفزيون حتى لا يتم تربية الأطفال على العنف ( يأسف بوبر لحديثه عن الرقابة على رغم ليبراليته ) ولكن لا يمكن أن تكون " هناك حرية من دون ان تكون هناك مسؤولية " فحرية وحقوق يدي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين في الدفاع عن أنوفهم .
هذه هي الفكرة الأساسيّة لدولة القانون ( أخشى أن يتبادر إلى أذهانكم أنني أتحدث عن دولة القانون في العراق فهذه دولة لصوص وطائفية وأشباه الرجال وأتباعها من الصغار والذين يطلقون عليهم باللهجة الدارجة العراقية " اللوكية " ) .
دولة القانون تتسع رقعتها بمقدار ما نقوم بواجبنا في التربية على اللاعنف ( تطبيق القوانين في ميدان النشر والتلفزة والاتصال أو الإعلام الجماهيري ) .
هو مبدأ بسيط والفكرة هي نفسها أو ذاتها .
توسيع حرية كل واحد إلى أقصى حد ممكن في إطار الحدود التي تفرضها حرية الآخرين .
ما هو عماد هذه الدولة أي دولة القانون ؟
عماد الدولة " الديمقراطية " وهي سلطة الشعب الذي يمنع إقامة الدكتاتورية .
أو يمنع قيام نمط من السلطة ينفي دولة القانون .
يقول بوبر أن اليونانيين كانوا قد فهموا ومنذ القدم أن تحقيق الديمقراطية لا يعني وضع الشعب في السلطة وإنما العمل بقوة على اجتناب خط الطغيان ( نحتاج لعقود لكي نفهم الديمقراطية ) .
هناك جملة مشهورة قالها تشرشل ويستشهد بها كارل عن الديمقراطية :
هي أسوأ أشكال الحكم باستثناء جميع الأشكال الأخرى التي هي أسوأ منها .
الديمقراطية في ذاتها لا شيء مفيد فيها وكل ما هو مفيد يأتي من جهات أخرى لا منها ,
إنها ليست أكثر من وسيلة لتجنب الطغيان لا أكثر ولا أقل .
هي تعني أن الجميع متساوون أمام القانون وأن لا احد يجرّم أو يدان ما لم تثبت عليه الأدلة .
في الديمقراطية لا وجود لمبدأ يجعل للأكثرية الحق , لماذا ؟
لأن الأكثرية قد ترتكب أخطاء فادحة , وهذا ما فعلته باختيار هتلر بنسبة 94 % من نسبة الناخبين .
كتاب كارل بوبر هو اختيار إنسان عرف الشيوعية في شبابه أيام ستالين واختبر الديكتاتورية مع هتلر وعاش الديمقراطية في انكلترا مع مارغريت تاتشر .
يعتبر كارل بوبر احد أهم الذين كانت لهم بصمة في وجهة الفكر الاجتماعي والسياسي المعاصر فقد جاءت آراؤه لتكسر القوالب التي اتسم بها الفكر الغربي لمدة تزيد عن قرن من الزمن ، ويعتبر كتاب بؤس الايدولوجيا احد أهم أعماله البارزة في نقد الآراء القائلة بوجود قوانين يسير التطور التاريخي وفقا لها . ولقد صحح بوبر أخطاء شائعة عن المناهج الاجتماعية وميز بين التنبؤ والنبوءة متوقفا عند التفسير التاريخاني والنزعة الكلية ووحدة المنهج في العلوم . كانت الفرضية التي طرحها " بوبر" في هذا الكتاب هي أن مسار التاريخ الإنساني يتأثر بقوة بنمو المعرفة الإنسانية، ولذلك لا نستطيع أن نتنبأ ولا نتمثل المستقبل لأننا لا نعرف حين يحضر هذا المستقبل عند أي صفحة ستكون معرفتنا موجودة. وبطريقة أخرى، حين نتأمل الوضع والمتغيرات علينا التخفف من الذهنية التاريخية التنظيرية والالتفات أكثر إلى الواقع المشاهد فقد كانت الدعوى الأساسية في هذا الكتاب هو اعتقاده بان فكرة المصير التاريخي هي مجرد خرافة ضاربا بذلك العديد من الأيدلوجيات التي كانت سائدة آنذاك وخص بوبر بالذكر الفاشية والشيوعية والتي أكدت انه ثمة قوانين لا مهرب منها للقدر التاريخي .
أتمنى أن أكون قد قدّمت الفيلسوف كارل بوبر ببساطة من أجل حوار أفضل .
/ ألقاكم على خير / .
http://khaledfayyad.blogspot.com/2011/08/blog-post_25.html
http://www.hekmah.org/portal








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أيها الشامل .. أحسنت
نضال سعيد ( 2012 / 5 / 8 - 18:15 )
تحية وتقدير لك عزيزي استاذ شامل المحترم
بعد قراءة المقالة لا يسعني إلا أن أقول أحسنت وأجدت .. سلمت اناملك الكريمة ... ولك كل الحب والتقدير لما تبذله من جهود كبيرة وشاقة في سبيل نشر الفكر التنويري والعقلاني .. إلى الأمام أيها المناضل ... مع عاطر تحياتي


2 - ملاحظة وشكر
رعد الحافظ ( 2012 / 5 / 8 - 19:58 )
عزيزي شامل
أشكر جهدكَ بتلخيص قراءتك عن المفكر كارل بوبر والتعريف به وبأفكاره لمن لا يعرفه
لكن لي ملاحظة طالما ذكرتها لك / حول وضع الروابط
نعم أنتَ وضعت رابطين
الأوّل هو / المدونون الأحرار وفيه كلام كثير ممّا جاء في مقالك ( وكان الأفضل أن تُشير مع كل مقطع عن مصدره ) , بينما الرابط الثاني لم أجد بين العناوين المختلفة العديدة أحدها يرتبط بمقالك / كان الأحرى أن تدلّنا أنتَ عليها
طبعاً هذا ليس تشكيك في نزاهتك , لكن تذكير بإتباع كلّ ما يبعد الشكّ والطعن في تلك النزاهة
******
أفكار بوبر / وأشكرك ثانيةً على هذا الملخص , توافق تفكيري الليبرالي عموماً
العقائد الشموليّة ( كالأديان والأحزاب الشيوعيّة والقوميّة ... الخ ) لا ترضى لها بشريك
أمّا نسير على هواها بلا جدال , أو نحنُ خونة يجب إفنائنا من الوجود
بينما على العكس من ذلك / الفكرة الليبرالية والديمقراطية التي تستوعب الجميع , تشترط القبول بالآخر
*****
قد يتطلب الأمر 14 قرن أو أكثر لملاحظة عجز الأديان عن الإجابة بمنطقية على الأسئلة
لكن لم يمضِ سوى قرن واحد على ظهور الشيوعيّة
ما يدفع الأنصار الى التمسّك والأستقتال , في سبيل نصرتها !


3 - اغلاق التاريخ
نجيب توما ( 2012 / 5 / 8 - 20:22 )
مقالك ايها الرائع صفارة انذارلاعادة فهم وتامل بطمغات ارادوها ان تكون الحقيقة المطلقة
هل هناك فكر او نظرية تستطيع اغلاق التاريخ؟؟
المفكر الفرنسي بروديل يعتبر التاريخ جدلية الزمان..اي ان حركة التاريخ تولد باستمرار قيما وتناقضات جديدة اي بما يعني ليس هناك نهاية مطلقة كما حاول ماركس التنبوء بها =الشيوعية
لقد عمل المفكرون على تفتيت مقولة الموضوعية المطلقة واستبدالها بالنسبية والشك الذي يخضع الحقيقة التاريخية الى المساءلة
والتاريخانية حسب ريموند وليامز
مهاجمة لكل انواع التفسير او التنبؤ عن طريق ضرورة تاريخية او اكتشاف قوانين تطور تاريخي عامة
عزيزي شامل شكرا لك للمقال الحيوي والمهم والذي هو دعوة للنزول من العرش وللتلغمط بالتراب تراب التواضع والنسبية





































































4 - في تاريخية المعرفة
محمد البدري ( 2012 / 5 / 8 - 21:55 )
شكرا للعزيز الفاضل استاذ شامل علي مقالة عن كارل بوبر، فالرجل تشاكل مع كل ما سبقه بتشاكله مع الماركسية التي هي قشدة الفلسفة ومنتجها النهائي مؤقتا الي ان ينشط العقل الانساني مرة اخري ليكشف الجديد. بوبر محق في فلسفتة اي اختبار التصديق والتكذيب، فما لا يقدر علي عبور الاختبار فهو يستحق اعادة التفكير فيه ويبقي موضع شك وتحليل مجددا.. فما هو علم هو ما يمكن تكذيبه وهو امر ذو دلالة خطيرة بان معارفنا كلها اكاذيب حتي ولو صدقتها التجربة، فاين الحقيقة غذن اللهم الا إذا كانت ديمومة البحث ونشاط المادة هو اصل الاشياء لنتاج ما خفي علينا. فلو الاستاذ النمري تحلي بقدر من الفلسفة (وهو يعرفها جيدا بلا جدال) وتخلي قليلا عن مطلقات سقطت في الاختبار قبل ان يقول بوبر بنظريته لاضاف جديدا بدل من الوقوف علي جانب التاريخ بينما الجميع يحاول ايجاد مخرج لازمته وازمة كثيرين اصبح العالم يضيق عليهم. تحية وتقدير مرة اخري.


5 - مشاكل بوبر علميا واخلاقيا
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 8 - 22:09 )
عزيزي ألأستاذ شامل عبد العزيز
اجمل التحيات
ان فلسفة العلم لبوبر تعاني نفسها من مشاكل ونواقص خطيرة ويمكن ابراز بعضها وبشكل مختصر جدا هنا.
١- ان التنبوء هو احدى وظائف بعض العلوم وليس هدف كل علم هو التنبوء. فعلوما مثل الكيمياء يعتبر التنبوء احدى وظائفها, حيث يمكن التتبوء كيماويا بان جمع ذرة اوكسحين مع ذرتي هيدروجين ينتج مختبريا جزيئة ماء. ولكن علوما اخرى مثل التشريح او ألأنسجة فان وظيفتها ليس التنبوء بقدر ما هي تطوير قدراتتا على تقديم فهما وصفيا لواقع الحال (الطبيعي) والذي تعتمد القدرة على وصفه بشكل افضل على مقدار كفاءة الباحث ودقة اساليب وادوات بحثه.
٢- ان مفهوم بوبر للتنبوء يعاني من نفس امراض الحداثة التي يهاجم
بوبر احدى فلسفاتها كالماركسية وينعتها باللاعلمية بسبب تعريفه المتعسف هو لمفهوم العلم. فمثلا ان ألأحصاء الرياضي, الذي تخالف مفاهيمه تعريف بوبر للعلم او تناقضه, يستخدم في الطب بشكل واسع في الدراسات الكمية في مجالات نشوء وتطور ألأمراض او الأستجابة للعقاقير.
يتبع


6 - مشاكل بوبر علميا واخلاقيا
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 8 - 22:14 )
فمثلا, يمكن التبوء احصائيا, اي احتماليا, بان امكانية اصابة شخص ما بسرطان الرئة عند تدخينه عددا محددا من السكائر يوميا لمدة محددة من السنوات اعلى منها بمقدار محدد كميا منها في الشخص غير المدخن. وهذا لايعني ان هنالك يقينية علمية بان الشخص المدخن بالمواصفات اعلاه سوف يصاب بسرطان الرئة, كما ان هنالك اشخاص يصابون بسرطان الرئة برغم عدم تدخينهم بالمرة (لأن هنالك دوما تداخل مع العامل الجيني). اعطيك مثالا آخرا من علم العقاقير. فاذا وصف لشخص مصاب بالكآبة عقارا مضاد اللكآبة, فان التتبوء باحتمال تعافيه من الكآبة لايكون يقينيا ابدا, بل احتماليا . وكل ما احتاجه لتبرير وصف العقار له هو دراستين على ألأقل تظهران بان العقار اكثر فعالية من ألأنتظار لوحده او ما يسمى ب
Placebo
(ان هذا المثال له مشاكله العلمية وألأخلاقية ايضا لأن شركات ألأدوية الممولة للبحوث عادة تجبر الباحث المتعاقدة معه على نشر نتائج البحوث التي تظهر فعالية الدواء ومنعه من نشر النتائج السلبية, وهذا يعكس تأثير السياسة المدمر على العلم او ما يسمى هكذا)
يتبع


7 - مشاكل بوبر علميا واخلاقيا
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 8 - 22:21 )
ان الحكومات وألأشخاص تنفق مليارات الدلارات سنويا على العقاقير
بناء على تنبوء احتمالي غير يقيتي على مستوى الشخص او حتى لأسباب مفتقدة للعلمية أو ألأخلاقية , ولكن هذه المعرفة هي افضل معرفة يستطيع العلم تقديمها ألآن, هكذا يقال, او انها معطيات ناتجة لتعريف ماهو علم من قبل الساسة ورجال ألأعمال وليس من قبل رجال العلم (أو نسائه) في ألأعم ألأغلب. اي ان هذه ألأموال الهائلة تنفق رغم فشلها غالبا في عبور اختبار التنبوء ليقينية بوبر المشتق مما يسمى لديه -بالتكذيب-
Falscification
والتي هي يقينية لربما لن تتحقق ومهما طال الزمن او تطور العلم.
٣- اعتبر بوبر, اضافة الى الماركسية, علوما مثل التحليل النفسي لاعلما, وقد ايده في ذلك العديد من دعاة المدرسة السلوكية النفسية. والمفارقة الصارخة ان ألأتحاد السوفيتي السابق وبعض الدول ألأخرى الموالية له آنذاك قد منع دراسة وممارسة التحليل النفسي ايضا باعتباره علما برجوازيا؟ وبالتالي, باعتقادهم, يعتبر لاعلما, مفضلين استخدام اساليب العلاج السلوكي المعتمدة على تجارب بافلوف برغم ان ألأخير قد اجرى كما هو معروف تجاربه على الكلاب.
يتبع


8 - مشاكل بوبر علميا واخلاقيا
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 8 - 22:27 )
وبرغم ذلك فان بوبر لم يعترض او ينتقد مدرسة السلوك النفسي هذه على الصعيد العلمي او ألأخلاقي بالرغم من وجود فوارق هائلة بين ألأنسان والكلب في تركيبة الدماغ وألأعصاب او وجود فوارق نوعية كوجود ما يسمى بالوعي لدى ألأنسان والمرتبط ايضا بوجود اللغة ومسائل -فلسفية- تتعلق بألأرادة الحرة للأنسان كما تزعم الفلسفات الوجودية وتطبيقاتها في علم النفس والطب النفسي .
٤- ان دراسة تاريخ تطور العلم تظهر بانه ليس هنالك اسلوبا محددا او منهجا فكريا ( بوبريا او خلافه) مسبقا او محددا لتطوره, وان تطور العلم تاريخيا يتخذ شكلا عشوائيا كما اثبت ذلك اشهر مؤرخ للعلم في القرن العشرين فايرآبند.
٥- ان ماركس كان, باعتقاد البعض وانا بضمنهم, باحثا علميا ولا يمكن تحميله المسؤولية, وانت لاتفعل ذلك, بما قام به لاحقون على صعيد العلم او السياسة. واعتقد ان هم ماركس ألأول كان هو تشخيص امراض الرأسمالية, حاله حال عالم ألأمراض في الطب, واقترح بعض العلاجات وترك لنا الخيارات لنفعل ما نشاء بما قاله هو. ولا اعتقد, وان كنت لا أجزم, بان ماركس او اتباعه قد تبنوا فعلا نظرية او مبدأ الحتمية ألتاربخية,
يتبع


9 - مشاكل بوبر علميا واخلاقيا
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 8 - 22:28 )
فدراسة التاريخ تدلل على العكس في اكثر ألأحيان ان لم يكن كلها.
اما الموت من اجل قضية فهو ليس باعتقادي بسبب علمية القضية من عدمه (ألأديان مثلا؟), بل بسبب قناعات نفسية معقدة قد نتفق او نختلف معها, وكلا الحالتين قد لا تلعب دورا حاسما للشخص المعني في اتخاذ قراره.
مع وافر مودتي وشكرا جزيلا على اثارة هذا الموضوع المعقد والشيق في آن واحد.


10 - تعقيب 1
شامل عبد العزيز ( 2012 / 5 / 8 - 22:53 )
الصديق الوفي نضال - تحياتي - شكراً للمرور وأتمنى ان أكون عند حسن ظنك - تقبل تقديري
الأخ والصديق رعد الحافظ - شكراً على التنبيه - الرابط الثاني كان من عدة أسطر اختصرته كما هو في المقال ويبدو انه سبب لك المشكلة علماً بأني بعد النشر امسح كل المسودات
أفكار بوبر واضحة وهي عرض لما قاله حول التاريخانية - يبدو انها مثل ما تقول بل اكيد - زي الفريك لا تقبل الشريك كما يقولون في الأمثال الدارجة - نعم نحتاج لفترة طويلة مع تحياتي
العزيز الأستاذ نجيب - خالص شكري لك - جدلية الزمان - ممتاز هذا التعبير - ما لا افهمه حقيقة كيف يستطيع شخص ما التنبؤ بأحداث التاريخ والوقائع وأن تتحقق لا محالة - من الصعب جداً فهم هذا الأمر أولاً وحدوثه ثانياً - من الممكن ان نتبأ بشيء لا علاقة له بالمجهول أو الغيب أو القادم ولكن في الحوادث لا يمكن ذلك وانا مع بوبر فيما قاله حول المجرى والنهر
مع احترامي وتقديري


11 - الأستاذ شامل عبد العزيز
آكو كركوكي ( 2012 / 5 / 8 - 23:02 )
شكراً لهذه المقالة الجميلة والمفيدة عن فيلسوفي المفضل كارل ريموند بوبر ويعتبر من أكبر منتقدي واكبر خصوم الماركسيين والشيوعيين.
قبل حوالي سنة دخلنا في نقاش على صفحات الحوار المتمدن مع السيد حسقيل قوجمان، وأمير الغندور، والدكتور حسين علوان عن أفكار بوبر، فوصلوا لنتيجة إن بوبر ليس سوى صهيوني حاقد على الشيوعية وهو مزيف للماركسية.
كان هذا حكماً جائراً جداً وفكرت أن أكتب مدافعاً عن بوبر لكني تراجعت لأن اعتقدت إن هذا الصراع الأيدولوجي سوف لن يؤدي الى أي نتيجة.
عموماً كنت أود أن أقول إن بوبر واحد من أعظم المتخصصين في فلسفة العلوم، وحل مشكلة المنهج الإستقرائي منذ ايام ديفيد هيوم
ووضع معيار القابلية للخطأ أو الدحضانية أو تترجم بالقابلية للتكذيب
Falsifiability or refutability
وعلى أساسه يضع معيار للتميز بين النظريات العلمية وغير العلمية
ومن أهم كتبه في فلسفة العلوم هو منطق البحث العلمي/ترجمة محمد البغدادي
The Logic of Scientific Discovery
هناك إنتقادات من قبل لاكتوس وكارناب وفيريباند لأفكاره حول الدحضانية علماً إن الاخير هو فوضوي أو من الداعيين ل(ضد المنهج) في العلوم. وله ردود عليهم.


12 - الأستاذ شامل عبد العزيز2
آكو كركوكي ( 2012 / 5 / 8 - 23:04 )
ومن أهم كتبه في فلسفة العلوم هو منطق البحث العلمي/ترجمة محمد البغدادي
The Logic of Scientific Discovery
هناك إنتقادات من قبل لاكتوس وكارناب وفيريباند لأفكاره حول الدحضانية علماً إن الاخير هو فوضوي أو من الداعيين ل(ضد المنهج) في العلوم. وله ردود عليهم.
في مجال السياسة والإجتماع فله كتابان مهمان جداً
المجتمع المفتوح وأعداءه /وهو بجزئين ترجم لحد الآن الجزء الأول منه فقط
The Open Society and Its Enemies
في هذا الكتاب ينتقد (التأريخيانية) أو إعتبار إن للتأريخ مسار محدد يمكن إكتشافه، أو كم يسميه الماركسيين بقوانين التطور التأريخي، وهو وينتقد كل من أفلاطون وهيغل وكارل ماركس بسبب هذا المنهج. ويعتقد إن التاريخ ليس له مسار محدد لأن الإنسان هو الذي يصنع التأريخ والمستقبل والذي يحرك الإنسان هو المعرفة. فنحن لا نعرف ماذا سنعرف غداً حتى نعرف ماذا سنفعل غداّ وبالتالي لا نعرف كيف سيرسم المستقبل غداً. وهذا بعكس الماركسية التي تقول إن المادية التأرخية أو الأقتصاد هو المسؤل عن حركة التأريخ وإنتقال المجتمعات من طور الى طور آخر.
وهو يقول إنه سقراطي، كانطي ومعروف بما يسمى العقلانية النقدية في الفلسفة.


13 - الأستاذ شامل عبد العزيز3
آكو كركوكي ( 2012 / 5 / 8 - 23:06 )
في هذا الرابط هناك نسخة من هذا الكتاب على النت:
http://www.4shared.com/office/LbzonVXW/__-___.html
أما الكتاب الثاني فهو عقم المذهب التأريخي ترجمة عبد الحميد صبرة
http://www.4shared.com/office/1GAoC5up/__-____-_____.html
كتاب عقم المذهب التأريخي هو نفسه كتاب بؤس الأيدولوجيا الذي ذكرتموه ولكن ترجمته غير موفقة أما الترجمة الراقية فهو لعبد الحميد صبرة الذي تم بعلم بوبر نفسه.
بوبر كان صديق لجماعة الوضعيين المناطقة (حلقة فيينا) فنجشتاين وكارناب وغيرهم ولكنه أنتقدهم كثيراً. وله كتب أخرى عديدة مثل البحث عن عالم أفضل والحياة كله حلول للمشاكل والكون المفتوح وغيرها غير مترجمة. ومجال عمله تقريبا في كل مجالات الفلسفة.
بالعربية كتب عنه من قبل يمنى طريف الخولي، وعادل مصطفى ولخضير مذبوح. وغيرهم.
أفكار بوبر الفلسفية إحداها تكمل الأخرى سواءاً في مجال فلسفة العلوم أو السياسة أو الإجتماع.
حول الديمقراطية يقول إن الديمقراطية هي محكمة الشعب وليس حكم الشعب، ففي اليو الذي تذهب للأنتخاب فأنت تحكم على الحكومة السابقة وليست التي سوف تنتخبها.
هناك الكثير الذي يمكن أن يقال وشكراً





14 - عذرا للخطأ
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 9 - 00:13 )
عذرا للخطأ. انها بللطبع
Falsification
او كما يكتبها البعض ك
Falsificationism
مع الشكر


15 - لأستاذ العزيز طلال الربيعي
آکو کرکوکي ( 2012 / 5 / 9 - 08:04 )
الأستاذ العزيز طلال الربيعي هناك فرق كبير بين كل من:
Falsifiability
أو القابلية للخطأ او كم ترجمتها الدكتورة يمنى بالقابلية للتكذيب
وبين ماكتبتموه:
Falsification
وهو التكذيب أو الدحض أو التفنيد
الأول هو المعيار والثاني هي النتيجة
فالنظرية إذا كانت قابلة للتجربة ويمكن إشتقاق أو إستنباط فروض أخرى عنه تقال عنها بإنها نظرية علمية قابلة للخطأ أو الدحض أو التكذيب فيطبق عليها المعيار
Falsifiability or refutability
والنتيجة تكون أما التعزيز
confirmation
أو الدحض أو التكذيب
Falsification
أما النظرية غير قابلة للتجربة والإستقاق فهي ليست علمية دون الخوض في تأكيدها أو دحضها
والأخير ينطبق على الماركسية ونظريات (علم) النفس والأحتمال


16 - الاستاذ شامل
سرمد الجراح ( 2012 / 5 / 9 - 09:26 )
بداية, شكرا جزيلا لهذا الجهد الرائع. في فلسفة كارل بوبر تجد ربطه مسار التاريخ في نقطتين من الزمن لايعتمد على الحتميه العمياء كمثال مجرى النهر
وأنما يشير الى إن الوصول من النقطه أ الى ب يتحدد بعوامل كثيره لايمكن حسابها ولاتوقعها
فأذا كنت تعيش في زمن النقطه أ, ستكون أفكارك ومداركك محكومة بعصرك وادواته ولا تستطيع التنبؤ بالادوات والمتغيرات التي تحدث بين أ والنقطه ب
أما الماركسيه وأسلوب الفرض والقسر, فقد أهملت جانبين مهمين سببا فشلها وكشف عدم جدواها
الاول العامل الخارجي وتأثيراته, فعندما يتباطئ الزمن داخل الدوله الشيوعيه, تصبح هدفا للتطور الذي يجري خارجها أو تحاول غلقه ومنعه من الدخول فتموت خنقا
والثاني هو العامل الانساني, فأنك لاتستطيع اجبار البشر على المسير كالقطار على سكه, فالانسان يبدأ بتخريب السكه بوعي او بدون وعي لكي يفك اساره
لقد احتاج العرب في ربيعهم الى الانترنت للخروج على الحاكم بعد الف واربعمائة سنه
ولا نعلم ماذا سيحتاجونه للخروج على اصحاب الدين والاسلام السياسي
تحياتي


17 - كيف نكذب -تكذيب- بوبر؟
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 9 - 10:51 )
عزيزي ألأستاذ آكو كركوكي
اعيد واكرر بان ما يقوله بوبر باستخدام التكذيب لتعربف العلم هو شمولية وان ادعي لفظيا محاربتها. كما ان مبدأه هذا لا تزكية دراسة تاريخ العلم وبالتالي يكون تجريدا ارادويا وفارغا.
ان بوبر لم يدعي عدم صحة الماركسية او التحليل النفسي بل عدم القدرة على تكذيبهما, كما كيف يمكن تكذيب -تكذيب- بوبر نفسه لمنح آرائه صفة علميته؟ كما ان منطق كودل الرياضي اللاتكاملي ينفي صفة التكاملية لأي نظام معرفي, وهذا ينطبق ايضا على بوبر نفسه
او على اية فاعدة اخرى لتعريف العلم.
ان تعريف العلم في عصر ما هو عملية اجنماعية ونفسية اكثر منها كونهاعلمية بحتة.
هتالك خلافات ونقاشات كثيرة وحادة حول الفروق بين ما ىيسمى العلوم الأعتيادية والعلوم
ألثورية, والعلوم الصلدة والعلوم الناعمة, وألعلوم ألأجتماعية والعلوم الطبيعية, الخ.
هذ باخصار بالغ ايضا.
مع مودتي وتحياتي


18 - تعقيب 2
شامل عبد العزيز ( 2012 / 5 / 9 - 10:56 )
الباشا البدري - تحياتي - هذه عبارتك من تعليقك :
. - فما لا يقدر علي عبور الاختبار فهو يستحق اعادة التفكير فيه ويبقي موضع شك وتحليل مجددا
هذه العبارة حقيقية ورائعة وانا أؤمن بها من وجهة نظر شخصية غير مُلزمة لأحد
كيف نستطيع أن نحكم على المستقبل من خلال الحوادث الغيبية أو التي لم تقع . كيف نعرف ماذا سيحدث بعد 100 عام - 1000 - مليون سنة ؟ كل يوم البشرية في شان - المسألة ليست مواد يتم إدخالها في مختبرات - الإنسان لا يخضع للمختبر بنفس طريقة المواد - مجرى النهر مثال
من الصعب جداً ان نتكهن بما سيحدث مستقبلاً ونعطي نتائج كنتائج المواد والتعامل معها بطريقة علمية مخبرية
أنا مع بوبر في هذه الجزيئة - قد يختلف معنا البعض ليس مشكلة
حوادث التاريخ هي الدليل
منذ عام 1884 ولحد الان هناك ثورة علمية وتكنولوجيا لم تخطر على بال إنسان وبعد 100 سنة سوف يكون هناك اختراعات وثورة علمية اخرى لا نستطيع ان نحددها الان
هذا هو الفرق حسب نظرتي البسيطة بعيداً عن الفلسفة والتمنطق
خالص التقدير


19 - العزيز طلال الربيعي
شامل عبد العزيز ( 2012 / 5 / 9 - 11:33 )
شكراً لك على التعليقات القيمة ومحاورتك مع الأستاذ أكو كركوكي - تعليقات إضافة كبيرة بدون مجاملة
اتفقنا او اختلفنا لا يهم - سوف أقول لك رايي - تعليقك الأول تتحدث عن الكيمياء ذرة أوكسجين وذرتي هيدروجين - هنا ليس تنبؤ بل عملية علمية مشاهدة ومحسوسة تعطي نتائج وقتية في التو واللحظة وهذا حسب رأيي يختلف عن التاريخ وقراءته وماذا سيحصل مستقبلاً على ضوء الماضي او قراءة الحاضر - هناك فرق لا زال الأمر شخصي ومن وجهة نظري - العلوم التي تدخل في مجال التجريب والمشاهدة وتكون محسوسة تحتلف اختلافاً جذريا عن تنبأت وتوقعات المستقبل من خلالدراسة الإنسان - الإنسان على مرّ التاريخ لا يخضع لتجارب علمية من اجل قراءة المستقبل لأن الظروف والحداث تختلف فليس من المعقول ان تتطابق نفس القيم التي نستخدمها في العلوم البحتة وبين التاريخ -من المستحيل أن نقرأ ماذا سيحصل بعد 200 عام حتى التكهن غير مفيد ولا ينفع قبل 50 عام لم يكن احد يتوقع هذه الثورة المعلوماتية والتكنولوجيا والتطور والالات الصغيرة
لذا انا مع بوبر في هذه النقطة وموضوعي حصراً في التاريخانية بالرغم من الانتقادات الموجهة لبوبر في باقي فلسفته
احترامي وتقديري


20 - العزيز طلال الربيعي
آکو کرکوکي ( 2012 / 5 / 9 - 11:35 )
العزيز طلال الربيعي تقولون

ان بوبر لم يدعي عدم صحة الماركسية او التحليل النفسي بل عدم القدرة على تكذيبهما


وكتبت أنا هذا

أما النظرية غير قابلة للتجربة والإشتقاق فهي ليست علمية دون الخوض في تأكيدها أو دحضها
والأخير ينطبق على الماركسية ونظريات (علم) النفس والأحتمال

نحن الأثنان نقول نفس الشئ ...فلماذا التكرار؟

منهج بوبر كله قائم على النقد على أساس عدم وجود حقيقة مطلقة...فهو عرضة للنقد بالتأكيد ولكننا لا نستطيع أن ننقد النقد نفسه.

معيار القابلية للتكذيب والذي يختلف عن (التكذيب)
ليست (بنظرية علمية) بل (معيار) لتمييز النظريات

تذكر إن هذا المعيار أتى في زمن كانت فيه النظريات في مجال الأقتصاد والإجتماع والنفس أي مايسمى بالعلوم الإنسانية كانت تريد أن تحاكي العلوم الطبيعية أو تدعي إكتشافها لقوانين ترقى لقوة قوانين الطبيعة
.
هذه القصة سيتوضح لو راجعتم كتابه عقم المذهب التأريخي


21 - الأستاذ آكو كركوكي
شامل عبد العزيز ( 2012 / 5 / 9 - 11:44 )
شكري وتقديري لك وللتعليقات وللمحاورة مع العزيز الربيعي - أبن رشد يقول من الانصاف أن تمنح لمحاورك نفس الحجج -التي تمنحها لنفسك - الذين يطلقون التهم جزافاً - صهيوني - عدو - تحريفي مع احترامي لهم سببه الفشل والاحباط - لا تجوز هكذا محاورة وكنت محقاً في عدم دخولك في الصراع الايدلوجي
بوبر قرأت عنه كثيراً وهو فيلسوفك المفضل وكما يقول المثل خذوا من كل شيء احسنه - انا حسب ظني اخترت التاريخانية وأرى الرجل محقاً وأدلته حقيقية فيما قاله - صهيوني - يهودي - صليبي - إسلامي لا يهم - المهم ماذا قال - لا تنظر إلى الرجل ولكن انظر ماذا قال : انا أؤمن هكذا - ليس من المعقول أن نجعل الناس على امة واحدة - هذا عكس طبيعة البشر وسنن الكون - لا احد يستطيع أن يعرف ماذا سيحصل مستقبلاً - من يعرف ماذا بعد 1000 عام ؟ هذا هو السؤال
أنا لا احب أن اتعرض لأي مبدا سوى من باب الرأي والرأي الآخر الذي يرفضه أهل الجمود العقائدي ويصرون على أن الشيوعية حتمية - لا اعتقد بانها حتمية وماذا نفعل إلى
ان تكون حتمية ومتى - هذه قراءة غير منطقية - اليوم الغرب أقرب إلى ماركس من الثوريين وهذه حقيقة
خالص الاحترام سيدي


22 - التعلّم والنقد والحقيقة المُطلقة
رعد الحافظ ( 2012 / 5 / 9 - 12:51 )
تحيّة مُجدّداً للعزيز شامل وجميع الأحبّة المتداخلين
في الواقع ليس كارل بوبر فقط , مَنْ دعى الى نبذ الأدلجة وشجّع النقد وشجب فكرة الحقيقة المطلقة
قبلهُ وبعده كثيرون فعلوا ذلك , ومنهم نيتشه طبعاً
الذي حذّرَ ( بتعبير المترجم علي مصباح ) من أصنام الحقيقة / إنّها أعمدة منصوبة للآلهة
نيتشه بالغ في عدائهِ للإتباع والتقليد الى درجة نبذ حتى تلاميذهِ هو والمريدين من حولهِ ودعاهم للتمرّد عليه والتنّكر لهُ وقال نصاً
{ في الحقيقة أنصحكم بالتخلّي عنّي والتمرّد على زرادشت .... فلعلهُ قد خدعكم }
وقال أيضاً كلام رائع بحق المعلّم والتلميذ والرابط بينهما
{ إنّها لطريقة بائسة في مكافأة مُعلّم , أنْ يظّل الواحد مجرّد تلميذ }
و نيتشه كان يكره ويخشى من تحوّل فكرهِ الى عقيدة دوغمائية , فقال
{ إحذروا أن يقتلكم صنم ما , أو منظومة آيدولوجية يتهافت عليها المتعطشون للسلطة المشحونون بالضغينة والنزوع الى الإنتقام }
لماذا أشعر بإنطباق هذا الكلام على كلّ رافعي الشعارات الثورية بما فيهم الأدعياء والأنذال ؟
تحياتي للجميع


23 - تعقيب 3
شامل عبد العزيز ( 2012 / 5 / 9 - 13:21 )
العزيز سرمد
تحياتي
توصيفك دقيق وهذا ما قاله بوبر بطريقة أخرى وبتعابير مختلفة ولكن الفكرة الواحدة - النقاط في تعليقك مهمة
المشكلة عندي هو عدم إيماني بوجود من يستطيع ان يتكهن بقراءة المستقبل وتكون النتيجة حتمية
يبدو ان هذه مشكلة عندي فقط ؟؟؟؟؟؟؟
شكراً لك
العزيز رعد
تحياتي
ثانية
انت مشكور بدون مجاملة على تناولك نيتشه على صفحات الحوار
ما كتبه في فترة جنونه - 10 - سنوات أعظم كتاباته
بعد عامين من وفاة نيتشه ولد بوبر أي في عام 1902
صحيح بوبر لم يكن الأول الذي تناول ما يسمى الحقيقة المطلقة التي في أذهان المؤدلجين أصدقاءك ؟؟؟ هههه
مع كل ذلك - كل قول من نيتشه يصلح للاستدلال على ما نقوله
تقديري لك


24 - بين بوبر وماركس والنجار
أمير خليل ( 2012 / 5 / 9 - 13:52 )
بالنسبة للحوار الذي يشير إليه أ. أكو كركولي حول بوبر .. ولم يكن منه فائدة .. لدرجة فضل معها أن يبقى خارجه .. فأنا أعترف بأنه كان بدون فائدة فعلا .. وبأني غيرت كثيرا مما كنت أظنه وقتها .. سواء عن بوبر أو عن غيره

وربما يساعدنا جميعا الإطلاع على المقال الرائع عن بوبر على الرابط التالي

http://www.alawan.org/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B6%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%AA%D9%87%D8%A7.html

النقطة التي يقدمها أ. طلال الربيعي جيدة .. وهي الفصل بين العلوم الطبيعية - الكيمياء - وبين العلوم الإنسانية - التاريخ والاجتماع

وهذه تسحب من بوبر القدرة على وصم الماركسية والفرويدية باللاعلمية .. لكنها أيضا تسحب سمة العلمية عن كل من الماركسية والفرويدية

وهنا يصبح بوبر وماركس وفرويد على صواب وعلى خطأ .. لأنهم يطبقون أدوات العلوم الطبيعية في مجال العلوم الإنسانية ..

ولكن ربما لا يوجد هناك حل أو بديل آخر

فربما كان العلم في بعض أشكاله مجرد أدوات قابلة للتوظيف لترويج أي ايديولوجية كانت .. سواء ليبرالية أو ماركسية أو حتى دينية

ولذلك سيظل النجار في كل زمان ومكان قادرا على الزعم بأنه يعرف كل شي


25 - استحالة التننؤ بوحود اللاوعي
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 9 - 15:19 )
عزيري ألأستاذ شامل عبد العزيز
أتفق معك تماما أنه من الصعب للغاية استخدام أساليب العلوم الطبيعية للتنبؤ بسلوك الإنسان. فنحن، ألأطباء النفسانييون, نواجه هذا المأزق على الدوام، حيث نحن مطالبون عند فحص اي مريض بتقدير وجود احتمال باقدامه على ألأنتحار وقوة هذا ألأحتمال. هنالك بعض المؤشرات التي تساعدنا في تقدير هذا ألأحتمال, لكن علمنا ليس ابدا من العلوم الدقيقة. نفس المشكلة نواجهها قي الطب النفسي العدلي لتقرير احتمال قيام المريض المرتكب لجرائم بارتكاب جرائم ثانية عند انتهاء فترة محكوميته والشروع باطلاق سراحه من السجن. الرأي للعام له دور كبير ايضا في تحديد مسار التقييم,
لأنه من الصعب للغاية التنبؤ بسلوك الإنسان فاتي افضل استخدام أساليب البحث النوعية بدلا من الكمية التي تضحي بفردية الشخص وسماته الفريدة وتحيله الى شحص مجهول تحكمه احصائيات المجموعة, اي انها ةحوله من انسان حر الى فرد من افراد القطيع.
يتبع


26 - استحالة التننؤ بوحود اللاوعي
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 9 - 15:20 )
أيضا، التحليل النفسي يتحدث عن العقل اللاواعي والعلوم التي يستخدمها بوبر كمصدر غير مؤهلة لدراسة أللاوعي حيث انه لا يتواجد في منطق اللاوعي امكاتية النفي سواء أكان تكذيبا او شيئا آخرا.
مع وافر مودتي وتحياتي


27 - الأستاذ شامل عبد العزيز المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 5 / 9 - 15:47 )
ما بين نيتشه رعد الحافظ ، وبوبر شامل عبد العزيز ، واشتراككما معاً في وهم الإله ، تقدمان لنا أروع ما قدمه العقل الجبار ، تحياتي لجهدك الكبير ، ومساهماتك في التنوير ، وأسعدني أيضاً قراءة التعليقات ، التعليق نقد ، ضوء على الموضوع ، لذا أحرص على قراءة التعليقات لفهم الأمور السياسية التي ركزت عليها في مقالاتك الأخيرة . تشكر عزيزنا مع التحية والتقدير ،


28 - تعقيب 4
شامل عبد العزيز ( 2012 / 5 / 9 - 17:24 )
الأستاذ امير خليل - شكراً لك - في موقع الأوان اكثر من موضوع عن بوبر - نعم سيبقى النجار زاعماً انه يعرف الحقيقة وهنا نقطة الخلاف - كيف يمكن وهذا السؤال للمرة المليون إلى أصحاب الحقيقة المطلقة أن نتكهن بالمستقبل وماذا سوف يحدث فيه بالتفصيل
بوبر على حق في هذه النقطة حتى لو كان على خطأ في نقاط أخرى - نحن موضوعنا عن التاريخانية واعتقد سيدي الفاضل وبعيداً عن المصطلحات - التوقعات لعالم أفضل لا يستطيع شخص ما ان يرسمها لنا من الممكن ان يحدث العكس وهذا متوقع ولكن بعد مئات السنين
الحوار بين الدكتور طلال وبين الأستاذ آكو كركوكي مهم للوصول إلى حوار أفضل
خالص أمنياتي بالخير
الدكتور العزيز طلال
خالص الشكر للاهتمام وإبداء الآراء ومنكم نستفيد - حقيقة تعليقاتك وانا اقرأها عند المستشار جاسم وغيره في الصميم
أطيب أمنياتي لك بالخير خصوصاً وانك تنقل لنا تجربتك العلمية على صفحات الحوار مزيداً من التقدم في عملك - مع الاحترام
الأخت ليندا - تحياتي - شوي شوي وسوف تكونين سياسية ههه أنا في البداية لم اكن أرغب في ذلك ولكن الكتابة في شتى المواضيع يعود بالفائدة
لا نحب أن نكرر انفسنا
مع الاحترام


29 - هل ممكن الحديث عن المستقبل -1
انور نجم الدين ( 2012 / 5 / 10 - 12:20 )
1) سؤال:

هل ممكن الاشارة لطفا إلى المصدر الذي يحاول فيه ماركس رسم خطة لعالم آخر؟

حسب ماركس: (ان التطور يجري بصورة طبيعية، يعني انه لا يخضع لخطة عامة للأفراد المتضامنين بصورة حرة، فانه ينطلق من محلات وقبائل وفروع وعمل متباينة ..) (الايديولوجية الالمانية، ص 79).

وهكذا، فلم يحاول ماركس رسم المستقبل. ولكن هل ممكن الحديث عن المستقبل؟ وهل الحديث عن المستقبل يعتبر التنبؤات النبوية؟

2) التنبؤات:

إذا كان من الممكن فهم التركيب الكيميائي للاسمنت مثلا وأسباب تفاعله الكيميائية مع الماء والرمل والحصي (وهو بالطبع ليس له العلاقة بالتنبؤات)، وإذا كان من الممكن تطوير الأدوية نتيجة لفهم التفاعلات الكيميائية بين الاشياء المختلفة، وتغير الصفات وطبيعة الجينات (وهو بعيد كل البعد عن التنبؤات)، وإذا كان من الممكن جمع البيانات وثم تحليل المعلومات بخصوص الطقس، ومتابعة الأحوال الجوية وإصدار التحذيرات لاتخاذ الاحتياطات اللازمة من قبل الملاحة الجوية والبحرية، والمسارات الآمنة للسفن، ومسارات العواصف، والصيد (وهو بعيد كل البعد عن التنبؤات)، ...


30 - هل ممكن الحديث عن المستقبل -2
انور نجم الدين ( 2012 / 5 / 10 - 12:21 )
... فمن الممكن ايضا فهم التركيب الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع وتحليل مساره التاريخي، وهو ايضا بعيد عن التنبؤات. ولكن ميدان هذه الدراسات هو تاريخ الاقتصاد وليس (علم النفس)، أو (فلسفة العلم) مهمتها هي البحث عما وصل إليه العلوم التجريبية، فمبرر فلسفة العلم، هو نفس مبرر علماء المسلمين للتوفيق بين العلم وعقيدتهم.

3) ما مبرر الشيوعية؟

ان هذا المبرر يوجد في التركيب الاجتماعي للمجتمع الرأسمالي ذاته، مثلما نجد سبب التفاعل الكيميائي للاسمنت مع المواد الأخرى في الاسمنت ذاته. ولا نحاول التنبؤ بشيء إذا قلنا: ان فوضى الإنتاج تسود نظام الاقتصادي الرأسمالي. ولكن الفوضى -وقانونها هو المزاحمة، العرض والطلب، وهو نفس القانون الذي يسبب الأزمات الاقتصادية- هو نفس قانون التراكم وتركيز الإنتاج في أيدي قليلة من الناس،. أما التمركز وتركيز الإنتاج، يؤدي بصورة حتمية إلى القضاء التدريجي على الإنتاج المبعثر نتيجة ...


31 - هل ممكن الحديث عن المستقبل -3
انور نجم الدين ( 2012 / 5 / 10 - 12:22 )

... لتطور الصناعات التي لا بد أن يؤدي في الوقت ذاته إلى تمركز السكان في المدن ايضا. وان وجود المدن تحتاج الإدارة، والشرطة، والضرائب، والتنظيم البلدي، والسياسة .. إلخ.
وهكذا، فلا نتنبأ بشيء إذا قلنا: ان التناسق العظيم للإنتاج الرأسمالي وثم الإدارة الرأسمالية ذاته، سيجعل من دور التنظيمات الهرمية ودور الأفراد الطفيلية والبيروقراطية في قيادة المجتمع، نافلة نهائيا. وكانت الثورة الشيوعية الباريسية عام 1871، تستهدف نقل الإدارة إلى المجتمع من خلال القضاء على الادارة الهرمية العسكرية للمجتمع واستعاضتها بإدارة مدنية وتحويل الإنتاج المتمركز ووسائله في أيدي قليلة، إلى ملك الجميع. والادارة المدنية التي انطلقت منها ثورة الكومونة، لم تكن من اختلاق العقل أو ابداع الأذكياء-الانتلجنسيا-، بل كانت موجودة في المجتمع بصورة مسبقة، وهي كانت إدارة المدن: البلديات لا تحتاج إلى أية تنبؤات أو النظريات أو وصفة فلسفية من قبل ماركس أو باكونين، حيث انها كانت واقعة تاريخية.

خالص تحياتي


32 - فرويد ونيوتن
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 10 - 12:40 )
عزيزي ألأستاذ اكو كركوكي
ان مشكلة بوبر كانت مع التحليل النفسي حصرا وليس مع علم النفس.
الا انه كما ذكرت اعلاه فان رأيه هذا لا ىيتفق ابدا مع دراسة تاريخ العلم
إن العديد من الباحثين، مثل غليمور
قد كشف بأن منهج البحث الذي اتبعه فرويد يشبه شبها كبيرا منهج البحث الذي اتبعه نيوتن في صياغة نظرياته، مما يساهم في تعزيز الاستنتاج بأن التحليل النفسي علم.
Glymour, C. (1974). Freud, Kepler and the Clinical evidence. In: R. Wollheim (Ed.), Freud. New York: Anchor
كما يمكنك مراجعة مثلا الكتاب ادناه حول علمية التحليل النقسي
Patrizia Gampieri-Deutsch:
Psychoanalysis as an Empirical, Interdisciplinary Science
مع وافر مودتي


33 - الدكتور طلال العزيز
آکو کرکوکي ( 2012 / 5 / 11 - 08:42 )

شكراً لمتابعتك معاً، والكتب الذي أقترحتها علي
كتبت سابقاً ت 20:
تذكر إن هذا المعيار أتى في زمن كانت فيه النظريات في مجال الأقتصاد والإجتماع والنفس أي مايسمى بالعلوم الإنسانية كانت تريد أن تحاكي العلوم الطبيعية أو تدعي إكتشافها لقوانين ترقى لقوة قوانين الطبيعة

وتكتبون:
إن العديد من الباحثين، مثل غليمور
قد كشف بأن منهج البحث الذي اتبعه فرويد يشبه شبها كبيرا منهج البحث الذي اتبعه نيوتن في صياغة نظرياته، مما يساهم في تعزيز الاستنتاج بأن التحليل النفسي علم.

أولاً الواضح هنا وحسب رئيكم إن الذي يجمع العلوم كلها سواءاً الإنسانية منها أم الطبيعية هو المنهج.
ثانياً وإن فرويد حاول أن يحاكي العلوم الطبيعية بإتباع نفس المنهج.

لذلك طبق بوبرمعيار القابلية للخطأ على كليهما وفي كتاب عقم الذهب التأريخي يتحدث بإسهاب عن محاولة العلوم الإنسانية إتباع العلوم الطبيعية في المنهج.
مسقبلاً سأكتب مأعرفه عن معيار القابلية للخطأ.


34 - تحريره من عبودية التاريخ
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 11 - 12:37 )
عزيزي ألأستاذ آكو كركوكي
اجمل التحيات
اود ألأضافة ايضا ان يوبر لم يراعي بشكل كاف الفرق في الهدف ببن العلوم الطييعية والعلوم ألأجتماعية وألأنسانية, والذنب ليس ذنبه كله, ففرويد قد طمح, كما تؤكد انت بحق, الى محاكاة التحليل النفسي للعلوم الطبيعية وكان هذا احد اسباب خلافه مع تلميذه المحلل النفسي يونج بسبب اهتمام ألأخير بأمور روحانية, في حين ان فرويد اعتبر ألأديان عصاب الشعوب. اما ماركس فلا اذكر اهتمامه بمحاكاة العلوم الطبيعية, ولكن اتباعه؟ تكلموا لاحقا عن ألأشتراكية العلمية والتي شوشت الجو وادت لربما الى بعض سوء الفهم لبوبر.
يفرق هربرت بيشمان, رئيس قسم الفيزياء النظرية في جامعة فينا, ببن نوعين من العلوم:
ألأولى يمكن اعادة انتاج معطياتها او تكرارها
reproducible
وهذا ينطبق بالأخص على العلوم الطبيعية.
النوع الثاني يسمى
heuristic
و معطياتها غير قابلة للتكرار مثل حياة اي منا التي لا يمكن تكرارها, وتهتم هذه العلوم بتقسير الأحداث واعطائها معنى محددا جديدا. فاحدى وظائف التحليل النفسي, وعموم العلاج النفسي,هو تحويل تاريخ الشخص المعالج الى حكاية
Hi-story
يصبح
Story
يتبع


35 - تحريره من عبودية التاريخ
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 11 - 12:41 )
في حالة ال
Histroy
يرى الشخص نفسه ضحية لتاريخ وظروف حياته.
وفي حالة
Story
يرى الشخص نفسه كاتبا لقصة حياته, بدلا من ان يكون الضحية, ويستطيع اعادة كتابة قصة حياته كيفما يشاء كي يحقق لنفسه التوازن النفسي الصحي.
ان اعادة كتابة تاربخ الشخص لتاريخ حياته لا يمكن او يجب ان يحدد بقانونية علمية لبوبر او لغيره, لأن قانونية كهذه تحدد ألأنسان بدلا من ان تساهم في تحريره من عبودية التاريخ.
مع المودة للجميع

اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج