الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلفيون...الجذور والأفكار: دراسة وصفية التيارات السلفية في مصر2/3

محمد نبيل الشيمي

2012 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عرفت مصر ظهور التوجهات والاتجاهات السلفية بالمعني العام مع بواكير ظاهرة الصحوة الإسلامية في مفتتح القرن الفائت , غير أن خارطة الاتجاهات السلفية شهدت مع توالي السنين حالة من التنوع في الأفكار والرأي , وبرغم التصاعد السلفي في المجتمعات العربية والإسلامية بشكل عام ومن بينها مصر فقد ظلت هذه الخارطة السلفية تتسم بتعقد وتداخل الخيوط إلي الحد الذي بات معه من الصعوبة بمكان الإحاطة الدقيقة بمكونات الخارطة السلفية في الساحة المصرية والوقوف علي أفكارها ورموزها واتجاهاتها وقواها من روابط الوصل ومحددات الافتراق والتمايز هذه المحاولة والتي أتت كحصيلة مراكمة ومتابعة للملف السلفي في الحالة المصرية علي أكثر من صعيد حاولت رسم ملامح الخريطة السلفية تجلي غموضها وتكشف الكثير من تفاصيلها ,

جماعة أنصار السنة المحمدية

تأسست جماعة أنصار السنة المحمدية في مدينة القاهرة علي يد الشيخ محمد حامد ألفقي الذي نشأ في بيئة أزهرية محافظة حتي بلغ سن الثامنة عشرة , فاستفزه ما كانت تعج به البيئة المصرية وقتها , مما رآها شركيات وبدعيات وخرافات , وأرجعها هو إلي تسلط التصوف والصوفية علي المناحي الفكرية والمؤسسات الدينية كان ألفقي من علماء الأزهر , كما كان من مرتادي ( الجمعية الشرعية ) ولكنه اختلف مع شيوخها حول قضية ( الأسماء والصفات ) وهي من قضايا العقيدة التي تختلف حولها بعض الفرق الإسلامية ( كالمعتزلة والأشاعرة والجهمية والشيعه وغيرهم ) مع أهل السنة والجماعة ,
بعد حصول ألفقي علي شهادة العالمية من الأزهر ( الدكتوراه ) انطلق ومجموعة التفت حوله إلي الدعوة إلي التوحيد الخالص والدفاع عن السنة في المساجد والمقاهي والمنتديات , فذاع صيته , وكثر أنصاره حتي حدثت احتكاكات ومضايقات متبادلة بينه وبين الطرق الصوفية , فاتجه إلي العمل الجماعي المنظم من خلال إنشاء جمعية تحمل منهجهم وتنشر مبادئهم ووضع لها قانوناً وكون لها إدارات وبلغ إتباعه الآلاف ,
بعد وفاة الشيخ ألفقي تعاقب علي جماعة أنصار السنة عدد من الرؤساء حتي عام 1969 وهو العام الذي أدمجت فيه الحكومة المصرية جماعة أنصار السنة في الجمعية الشرعية , واستمرت الجماعة علي هذا الحال حتي جاء عام 1972 فأعيد إشهار الجماعة مرة أخري علي يد الشيخ رشاد الشافعي ( المؤسس الثاني ) , مستفيدة من أجواء حالة الانفتاح السياسي التي سمح بها الرئيس السادات ,
وينتشر أعضاء الجمعية في كل محافظات مصر , ولها في مصر قرابة مائة فرع وألف مسجد .
قامت هذه الجماعة علي دعوة الناس إلي التوحيد الخالص المطهر من جميع أنواع الشرك والدعوة إلي صحيح السنة بفهم السلف الصالح وإرشاد الناس إلي نصوص الكتاب والدعوة إلي مجانبة البدع والخرافات ومحدثات الأمور كما تدعو إلي أن الإسلام دين ودولة وعبادة وحكم , وصالح لكل زمان ومكان ومن ثم يجب الدعوة إلي إقامة المجتمع المسلم والحكم بما أنزل الله فكل شرع غيره في أي شأن من شئون الحياه معند عليه سبحانه , منازع إياه في حقوقه , ويجب في ذلك إتباع السياسة الحكيمة دون استعجال أو صدام لإقامة شرع الله تعالي في الأرض .
كما تعتقد الجماعة أن النظام الديمقراطي نظام كافر , لأنه يعطي الإنسان حق التشريع الذي هو حق خالص لله , وأن نظام الإسلام له ذاتية خاصة فليس له علاقة بالنظم الغربية الحديثة , ولكن الجماعة تري أن الانتخابات بالترشيح وبالتصويت وسائل جائزة في حد ذاتها , لأن مزاحمة أهل الديمقراطية لتقليل شرهم في الانتخابات العامة وغيرها أمر جائز , مع مراعاة الضوابط الشرعية إذا ترجحت المصالح علي المفاسد وفي مجال أصول الدعوة , تري الجماعة شرعية العمل الجماعي ولا تقر التحزب لغير السنة والجماعة , وتقر التنظيم بالضوابط الشرعية .
وتري الجماعة أن إقامة الدولة الإسلامية (التمكين ) لا يتحقق إلا بنشر التوحيد الخالص , فهو شرط لتحقيق وعد الله بالنصر وعودة الخلافة وترفض بشدة العمل المسلح ضد الحكومات وتعتبره خروجاً لا ينتج عنه إلا اتساع دائرة الفتن ,
يرى البعض أن الخطاب الرسمي لهذه الجماعة يغرق كثيراً في تفاصيل العقيدة , ويعطي اهتماماً لمحاربة البدع ولكنه لا يتطرق كثيراً لقضايا إشكالية في البيئة المصرية مثل قضية الحاكمية كما يبتعد هذا الخطاب تماماً عن السياسة , إلا أن المنهج الكلي للجماعة يقر العمل الجماعي المنظم – بضوابط – تُحدث وجوب إقامة شرع الله , بل الحكم بالكفر علي من لا يطبقه , جعل من هذه التيارات السلفية في مصر تقريباً من علميين وحركيين ومداخلة وإن بقيت السيطرة علي مفاصل الجماعة للتيار ألمدخلي المصري بحكم تماهيه مع الأجهزة الأمنية التي تفرض رقابة صارمة علي الجماعة وتتدخل في كثير من تفاضيل حركتها , كما أبعد سلفية الإسكندرية الذين بدءوا نشاطهم ضمن إطار الجمعية , وإلا أنهم ابتعدوا عنها لرغبتهم في العمل في مساحة واسعه وبعيدة عن مؤسسات الدولة بالإضافة إلي بعض المآخذ الشرعية علي الجمعية .
( الدعوة السلفية )

النشأة :
في سبعينيات القرن الماضي بلغ النشاط الطلابي في الجامعات ذروته , وظهر ما وصف بالصحوة الإسلامية علي يد ما كان يعرف بالجماعة الإسلامية التي ذهب معظمها للانضمام إلي جماعة الإخوان المسلمين إلا أن نفراً من هؤلاء الطلبة في جامعة الإسكندرية علي رأسهم محمد اسماعيل المقدم رفضوا الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين متأثرين حينها بالمنهج السلفي الوهابي وذهبوا ليكونوا نواة لدعوة سلفية أخذت في النمو بعد انسحاب الطلاب المتأثرين بالمنهج السلفي من الجماعة الإسلامية التي كان قد أحكم الإخوان قبضتهم عليها وبدأ التنافس شديداً بين هؤلاء الشباب السلفيين والإخوان علي ضم الطلاب والسيطرة علي المساجد , وبلغ ذروة الصدام عام 1980 علي إثره قرر هؤلاء السلفيون العمل بطريقة منظمة , فكونوا ما يشبة باتحاد الدعاة , ثم أطلقوا علي أنفسهم بعد ذلك اسم ( المدرسة السلفية ) , وأصبح محمد عبد الفتاح ( أبو إدريس ) قيمّ هذه المدرسة أسوة بالمدارس العلمية التي كانت قائمة في عصور الازدهار في التاريخ الإسلامي , ورفضوا لفظ الأمير , لاعتبارهم أن يقتصر علي إمارة الدولة .
وبعد عدة سنوات من العمل الحركي والجماهيري أطلقوا علي منظمتهم ( الدعوة السلفية ) بعد انتشارهم في كل أنحاء مصر , وكثرة أتباعهم الذين يقدرون بمئات الآلاف , ولكنهم يشتهرون بمسمي هو ( سلفيو الإسكندرية ) .
يؤمن أصحاب مدرسة الدعوة السلفية – كما يؤمن أنصار السنة المحمدية – بالعمل الجماعي التنظيمي العلني , ولكن أصحاب الدعوة السلفية يرفضون العمل من داخل مؤسسات الدولة الرسمية , ولذا فهم يرغبون في إنشاء تنظيم علني لكن لا يخضع لإشراف الدولة لأنهم يعتبرون أن مؤسسات الدولة غير إسلامية والعمل تحت لوائها يعد بمثابة دخول للعبة السياسة التي يرفضون المشاركة فيها كما أنهم لا يودون الخضوع للرقابة الأمنية , أو للتوجيهات الحكومية في ممارستهم لدعوتهم .


( السلفية المدخلية )
النشأة :
التيار السلفي ألمدخلي في مصر هو امتداد للتيار السلفي ألمدخلي في المملكة العربية السعودية , والذي كان قد برز إبان حرب الخليج الثانية 1991 , وبدأ هذا التيار في الظهور كتيار مضاد للتيارات المعارضة لدخول القوات الأجنبية كالإخوان والسرورية فذهبت أبعد مما ذهبت إليه مؤسسات الدولة الرسمية مثل هيئة كبار العلماء , والتي أفتت بجواز دخول القوات الأجنبية علي أساس أن فيها مصلحة إلا أنهم لم يجرموا من حرم دخولها أو أنكر ذلك فجاء الجامية وأعتزلوا كلا الطرفين وانشئوا فكراً خليطاً يقوم علي القول بمشروعية دخول القوات الأجنبية , وفي المقابل يقف موقفاً معادياً لمن يحرم دخولها أو ينكر علي الدولة ذلك وهذا علي أساس مرجعية سلفية تتمرس في أدلة من القرآن والسنة ويعرفون بـ(الجامية ) نسبة لمحمد أمان إلجامي الإثيوبي الأصل , وهو المؤسس الحقيقي لهذا التيار ويلقبون أيضا بـ( المدخلية ) نسبة إلي ربيع بن هادي ألمدخلي وهو أحد رموز هذا التيار في المملكة العربية السعودية .

ولا يختلف المداخلة عن غيرهم من التيارات السلفية غير الجهادية الأخرى في اعتقادهم بعدم الخروج علي الحاكم المسلم , وإن كان فاسقاً , إلا أن المداخلة – خلافاً لكثير من التيارات السلفية – يعتبرون أنه لا يجوز معارضة الحاكم مطلقاً , ولا حتي إبداء النصيحة له في العلن , وبعتبرون ذلك أصلاً من أصول العقيدة عند أهل السنة والجماعة ومخالفة هذا الأصل يعتبر خروجاً علي الحاكم المسلم , كما أن المدخلية تعتبر أن الاعتراف بالحاكم والولاء له وحده لا يكفي إذا لم يتم الاعتراف بمؤسسات الدولة الأخري مثل منصب المفتي مثلاً أو بمؤسسة الأزهر , كما أنه ليس لأحد أن يخرج عن فتوي علماء البلاد الرسميين , فإذا حلل هؤلاء العلماء فوائد البنوك فإنه علي الرعية المسلمة في هذا البلد الإذعان لتلك الفتوي وعدم مخالفتها ومن يخالف ذلك فإنه علي طريق ( الخوارج ) .
كما تتمايز المدخلية عن غيرها من التيارات السلفية في أنها تعتبر أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان ومن ثم فهي تشن هجوماً حاداً علي الجماعات الإسلامية وتصفها بالحزبية , لأنها ضد مفهوم الجماعة في رأيهم , ومن ثم فهم ( خوارج ) علي النظام ومبتدعه في الدين , وهجومهم عليهم يهدف إلي إنهاء الفرقة في الأمة , والتفافها حول سلطانها .
ويعتبر المداخلة أن الحكم بما أنزل الله أمر فرعي , وليس أصلاً من أصول العقيدة وبذلك فإن من يحكم بغير ما أنزل الله ويشرع القوانين الوضعية لا يكون قد ارتكب ناقضاَ من نواقض الإسلام بأي حال من الأحوال .

السلفية الحركية

النشأة :
في حي شبرا في القاهرة شكلت مجموعة من الشباب تياراً أطلق عليه فيما بعد : السلفية الحركية وكان أبرزهم الشيخ فوزي السعيد ,
يكاد يتطابق منهج السلفية الحركية مع منهج الدعوة السلفية ( مدرسة الإسكندرية ) , إلا أن السلفيين الحركيين لا يكتفون بتكفير الحاكم حكماً فقط , ولكن يذهبون إلي تكفيره عينياً إذا لم يحكم بما أنزل الله ويجهرون بذلك في خطابهم الدعوي , كما يعتقدون أن مظاهر المجتمعات الإسلامية الآن من تبرج وسفور ومعاص كلها من أمر الجاهلية لكن لا يكفر بها , وأي انحراف عن الشريعه بزيادة أو نقصان فهو أمر الكفر , وما خالف الإسلام فهو جاهلية في الكبيرة والصغيرة , وأن الكفر المراد في الآية الكريمة ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) , يقصد به الكفر الأكبر لا الأصغر , بل إن الذي لا يرج ؟؟للكفر أياً كان فهو كافر , كما يعتقدون بحرمة المشاركة في المجالس النيابية , لأنها تتحاكم إلي غير شرع الله وتجعل الدستور الذي وضعته حاكماً لشريعة الله عز وجل وهذا ؟؟مفر , ودائماً ما يشن الحركيون هجوماً عنيفاً علي التيارات السلفية التي يرون أنها تهون من مفهوم المعصية ويحصرون مفهوم الكفر في دائرة تكذيب الدين أو الجحود ويصفونهم بـ ( مرجئة العصر )

يتفق السلفيون الحركيون مع سلفية الإسكندرية ومع جماعة أنصار السنة في مشروعية العمل الجماعي بضوابط وشروط منها : عدم التحزب أو التعصب لفكرة بعينها – غير كلام الله ورسوله – يوالي أصحابها عليها ويعادون , كما لا يضعون الجماعات الإسلامية العاملة علي الساحة ضمن الفرق النارية الثنتين وسبعين , لأنهم يفرقون بين الجماعات والفرق , فالجماعات أصولها هي أصول أهل السنة والجماعة لكنهم ينفون عن هذه الجماعات أن يكونوا هم الطائفة المنصورة , بل هم الفرقة الناجية فقط , ومع ذلك فالسلفية الحركية ترفض تكوين جماعة خاصة بهم , كي لا تزيد افتراق الأمة , لكن تشجع أتباعها علي التعاون مع جميع الجماعات العاملة علي الساحة فيما اتفقوا عليه , وتعتزلهم فيما تفرقوا فيه وفرقوا الأمة بسببه , ولذلك فلا يرفض هؤلاء السلفيون العمل مع أي جماعة أو تنظيم أردا أن يقيم دولة الإسلام , أو أن يعيد دولة الخلافة , ومن هنا تأتي تسمية هذا التيار بالحركي .

الجمعية الشرعية

النشأة :
أسس الشيخ محمود خطاب ألسبكي الجمعية الشرعية عام 1912 تحت اسم الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية وكان دافعه في ذلك رؤيته للواقع المصري المضطرب في ظل الاستعمار الذي نتج عنه تنحية الشريعة الإسلامية عن الحياة العامة , وتغيير مسار التعليم ومناهجه وبدايات حملة التغريب التي ظهرت في تلك الفترة, وما صاحبها من دعوات تقلل من قيمة المرأة ومكانة الشريعة الإسلامية في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وظهور وتفشي البدع والخرافات .
وبرغم أن الهدف الأساسي الذي سعت إليه الجمعية عند إنشائها هو الوعظ والإرشاد والدعوة إلي الالتزام بالسنة ومحاربة البدعة , فإن هدف تدعيم قيمة التعاون والتكافل بين أبناء الشعب شغل بال ألسبكي منذ لحظة التأسيس الأولي .
وتنتشر فروع الجمعية في جميع أنحاء جمهورية مصر وتعتبر من أقوي وأبرز المنظمات العاملة في العمل الخيري , وليس فقط لأنها تمتلك أكثر من 350 فرعاً في مختلف أنحاء البلاد , بل لامتلاكها بيئة خدمية اجتماعية واقتصادية تغطي أنحاء البلاد , ورئيسها حالياً هو الدكتور محمد المختار محمد المهدي , وهو من علماء الأزهر .
الأهداف :
إلي جانب أن هذه الجمعية نادت بالدين الإسلامي ككل لا يتجزأ , وإلي إحياء السنة ومحاربة البدعة , فإنها حددت عدداً من الإغراض وراء إنشائها , منها : نشر التعاليم الدينية الصحيحة والثقافة الإسلامية لإنقاذ المسلمين من المعتقدات الفاسدة , وكذلك فتح الكتاتيب لتحفيظ القرآن , وإنشاء المساجد , والقيام بواجب الرعاية الاجتماعية من خلال إعانة المنكوبين , وإنشاء المستشفيات لمعالجة الفقراء , وتحقيق مبدأ التضامن الاجتماعي من خلال رؤية إسلامية .


السلفيون المستقلون

النشأة :
هذا التيار يعد امتداداً للتيار السلفي القديم في مصر منذ العصور الوسطي وقد مثله العديد من المجموعات والجمعيات منذ بداية القرن العشرين مثل جمعية الهداية التي قادها الشيخ محمد الخضر حسين , وكانت تقوم علي الدعوة إلي الالتزام بالسنة ومحاربة البدع , وكان منتموها يهتمون بالهدي الظاهر في المسائل المتعلقة بشكل الملابس واللحية وشعر الرأس والحجاب وغيرها من هذه الأمور .
ثم أمتد هذا التيار إلي سبعينيات القرن الماضي متأثرين أيضاً بالتيارات السلفية القادمة من المملكة السعودية , ولكنهم لم يجمعهم تنظيم معين ولا يسعون لذلك ولا يجمعهم إلا شيخ يتتلمذون علي يدية , ويلتفون حوله حتي كونوا عدداً من المجموعات تلتف حول عدد من المشايخ .
المنهج :
يؤمن هذا التيار بالتغيير القاعدي , فهم يفسرون قول الله تعالي : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) بأن واقع الأمة الإسلامية لن يتغير إلا إذا غير كل فرد من نفسه وأصلح من حالها وفق معايير الإسلام , ثم يبدأ في تغيير من حوله من أهلة وجيرانه وزملائه في العمل فيغيرون هم أيضاً بنفس الطريقة , وهكذا تنصلح الأمة , ثم إن شأنهم كشأن باقي الفصائل السلفية يدعون إلي تنقية الدين من البدع , وبدأت تتطور وسائل هذا التيار في نشر الدعوة من الخطابة وإلقاء الدروس إلي الدخول في الفضاء الالكتروني والإعلامي .

إلي جانب هذه الحركات فإن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في دراستها المنشورة تحت عنوان خريطة الحركات الإسلامية في مصر قد أوردت ضمن هذه الحركات التي تعتبر أيضا حركات سلفية ... ما يلي /

جماعة شباب محمد ( ص )
والجماعة التالية الإخوان المسلمين من حيث تاريخ النشأة هي ( جماعة شباب محمد ) التي أسسها مجموعة من قادة وشباب الإخوان الذين انشقوا عن جماعة الإخوان المسلمين عام 1939 وعلى رأسهم محمود أبو زيد عثمان وحددوا خلافهم مع الإخوان في عدة نقاط أبرزها عدم أخذ قيادة الإخوان بمبدأ الشوري في اتخاذ القرار وذلك بالمخالفة لتعاليم السياسة الشرعية الإسلامية وكذلك جماعة الإخوان المسلمين تحت لواء الحاكمين بغير ما أنزل الله علي حد تعبير المجموعة المنشقة ويقصدون به رضا جماعة الإخوان بالعمل السياسي في اطار القانون الوضعي السائد والذي يحكم العمل الحزبي والنقابي .
وقد طرحت جماعة ( شباب محمد ) في مسألتي ( الحكم بما أنزل الله ) وسيلة تغيير الواقع وكانت جماعة شباب محمد تؤمن أنه لا سبيل لنهضة الأمة الإسلامية والخلاص من مشاكلها إلا بإقامة الخلافة الإسلامية والعودة للإسلام الصافي كما كان النبي ( ص ) , وهي في ذلك مثل سائر الجماعات الإسلامية السابقة واللاحقة لكنها زادت عليهم شيئاً جديداً وهو أنها حددت أنه لا سبيل لتنفيذ ذلك سوي بالتشدد والتعصب للإسلام بمعني عدم المهادنة أو اللين وكذلك استخدام الجهاد المسلح , وقد أعلنت ( جماعة شباب محمد ) ذلك في أدبياتها وعلي رأسها محلة النذير التي ألت لها ملكيتها من الإخوان المسلمين بعدما انشق صاحب امتيازها ( وهو محمود أبو زيد عثمان نفسه ) مع من انشق وشارك في تكوين جماعة شباب محمد .
وقد بلغت جماعة شباب محمد مبلغاً لا بأس به من الانتشار والقوة أيام حرب فلسطين عام 1948 وبمرور السنوات تقلص وجود ( جماعة شباب محمد ) حتي لم يعد منها شأ في نهاية السبعينات من القرن العشرين سوي بعض الكتيبات والمنشورات التي تصدرها من حين لأخر بإشراف محمد عطية خميس المحامي رئيس ( جماعة شباب محمد ) حينئذ وبوفاة محمد عطية خميس في أوائل الثمانييات انتهي أي ذكر لجماعة شباب محمد في الشارع السياسي والإسلامي بمصر .

القطبيون

تكونت جماعة القطبيين في السجن بعد انتهاء محاكمات قضية الإخوان المسلمين في عام 1965 والتي تعرف عند البعض بتنظيم سيد قطب و وقد تكونت من مجموعه صغيرة من قادة وأعضاء الإخوان المسلمين وكان علي رأسهم محمد قطب شقيق السيد قطب والإستراتيجية التي اعتمدها القطبيون للتغيير الإسلامي قد دونها مؤخراً بشكل متكامل محمد قطب في كتابه ( واقعنا المعاصر ) وتتلخص في أنه يتحتم تربية أغلبية الشعب علي العقيدة الإسلامية الصحيحة حتي إذ قامت الدولة الإسلامية الحقيقية أيدها وتحمل الصعاب التي ستترتب علي قيامها من قبل القوي الغربية التي ستقاوم أي نهضة إسلامية حقيقية في مصر وستضرب حصاراً ظالماً ( حسب رأيه ) علي الدولة الإسلامية الناشئة يطال كل شأ من أول منع استيراد القمح والمواد الغذائية إلي منع استيراد أي مواد صناعية , بل ومنع تدفق مياه النيل بطريقة أو أخري حتي لو وصل الأمر إلي ضرب السد العالي بقنبلة نووية صغيرة , وانطلاقاً من هذه الرؤية الفاقطبيون يرون أنه يتحتم بجانب تربية الشعب قبل إقامة الدولة الإسلامية فإنه يتحتكم أن يهتم أبناء الحركة الإسلامية بالتفوق في تعلم العلوم والتكنولوجيا الغربية الحديثة حتي تتوافر لهم فرص إيجاد الحلول العلمية والعملية الحديثة للتغلب علي هذه الصعاب المترتبة علي إقامة الدولة الإسلامية في مصر .
وبصفة عامة بعد أن سمح لهم السادات باالعودة للدعوة فإن القطبيين عددهم صغير , ومعدل التجنيد لديهم يعد بطيئا جداً وذلك كله يعكس الخلل في تكتيكات جماعة القطبيين , ولذلك فرغم أنهم بدئوا مسيرتهم الدعوية في نفس الوقت الذي بدأ فيه الإخوان في منتصف السبعينات فإن عدد القطبيين ألان لا يزيد عن عشرين إلفا بينما ربما يزيد عن عدد الإخوان المسلمين ألان عن مليون .
ورغم ذلك كله فإن التيار القطبي مازال تياراً مؤثراً وموجود في معظم دول العالم خاصة العالم العربي لكنهم في كل مكان لهم نفس الخصائص الموجودة فيهم في مصر من حيث البطء وعدم الفاعلية , وقد أدي ذلك في بعض الحالات إلي تململ عناصر فاعلة داخل الجماعة ومن ثم الانشقاق عليها مللاً من جمود المنهج الحركي للجماعة .

جماعة الجهاد الإسلامي

نشأت أول مجموعة جهادية في مصر حوالي عام 1964 بالقاهرة . وكان أبرز مؤسسيها ثلاثة هم علوي مصطفي وإسماعيل طنطاوي ونبيل البرعي وكانوا جميعاً طلبة في الثانوية العامة وقتها , ولقد تخرج إسماعيل من كلية الهندسة بجامعة الأزهر فيما بعد , كما تخرج علوي من كلية الهندسة أيضاً , بينما تأخر نبيل البرعي دراسياً ثم التحق بكلية الآداب بجامعة بيروت .
أصبحت هذه ألمجموعه تنظيماً يضم عدداً من المجموعات في القاهرة والجيزة والإسكندرية، وقليل من المحافظات الاخري . وكانوا جميعاً طلبة من ثانوي أو الجامعة لكن التنظيم استمر.
وكان من بين أعضاء هذا التنظيم أيمن الظواهري في نهاية الستينيات . كما كان من أعضاء هذا التنظيم يحيي هاشم ورفاعي سرور , وأيضا كان من أعضائه محمد إسماعيل المقدم من الإسكندرية كما انضم لهذا التنظيم في نفس الفترة نهاية الستينيات مجموعة الجيزة التي كان أبرز قادتها مصطفي يسري وحسن الأهلاوي لكن هذه ألمجموعه سرعان ما انفصلت في أوائل السبعينيات عند أول بادرة خلاف مع التنظيم .
ولقد اختار التنظيم مبدئياً أسلوب الانقلاب العسكري لتحقيق هذا التغيير , وتبني نهج الاعتماد في اختراق الجيش علي أشخاص تم تربيتهم مسبقاً في التنظيم ثم دفعهم للالتحاق بالكليات العسكرية .
كان التنظيم يعتمد مناهج لتعليم الدراسات الشرعية . تقوم علي أساس المنهج السلفي , كما ألزم الأعضاء بحضور دروس الشيخ محمد خليل هراس بمسجد ( قولة ) بعابدين وهو المقر العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر . كما تضمنت المناهج الدراسية بجماعة الجهاد الأولي هذه كتابي ( في ظلال القرآن ) و( معالم في الطريق) لسيد قطب
أما في مجال التدريبات العسكرية فإن هذه الجماعة لم تكن تتبني سوي التدريبات البدنية الشاقة بجانب التدريب علي الألعاب القتالية كالمصارعة والكاراتيه , ولاْنهم كانوا يتبنون فكرة التغيير عبر التغلغل في الجيش واستخدامه للقيام بانقلاب عسكري , وذلك عبر توجيه الأعضاء من طلبة الثانوي لدخول الكليات العسكرية وكذا توجيه الأعضاء من طلبة الجامعات للتحويل للكليات العسكرية ,
ولهذا أيضا لم يكونوا مهتمين بشراء أو تخزين السلاح أو التدرب عليه خارج الجيش اللهم إلا ما كان من تصرفات فردية لم يكن التنظيم يمانع فيها .
وكانت هذه الجماعة تعتمد في مجال التجنيد علي تجنيد الملتزمين بتعاليم الإسلام أياً كان انتمائهم الفكري بإعتبار أن خلافهم الرئيسي مع غيرهم هو مسألة ( طريقة التغيير ) فإقناع أي ملتزم بهذه الفكرة يحوله لشخص صالح للانضمام لجماعة الجهاد , ولكن كان بالطبع لهم بعض الملاحظات والخلافات القليلة والجوهرية مع كل من الجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية في بعض تفصيلات مسائل في العقيدة حتي أن علوي مصطفي كان قد كتب كتيباً في هذه المسائل .
وقد ظل هذا هو منهج جماعات الجهاد المصرية في الدعوة والتجنيد حتي الآن , حيث كانت مساجد الجمعية الشرعية وأنصار السنة وحلقات الدرس فيهما هي ملتقي أعضاء الجهاد , كما كانت الميدان الأبرز للدعوة والتجنيد لجماعة الجهاد في ذلك الحين بسبب انحسار النشاط الإسلامي في ذلك الوقت في هذه المساجد ومنع الأنشطة الإسلامية في سائر ساحات العمل السياسي الاخري كالجامعات والنقابات .
هذا وقد شهد هذا التنظيم العديد من النشقاقات واستقلال بعض قادته وكان الأبرز في هذا انشقاق د. صالح سربه الذي دبر المحاولة الانقلابية في الكلية الفنية العسكرية .. ( لمزيد من المعلومات يمكن الرجوع إلي المصدر المشار إليه ) ... وقد كان للتنظيم الدور الرئيسي في اغتيال السادات ... وهناك حسبما ورد بالدراسة فرق بين جماعة الجهاد والجماعات الإسلامية الاْخري .
الفرق بين جماعة الجهاد والجماعات الإسلامية الاخري :
ولكن ماهي رؤية جماعة الجهاد الإسلامية المصرية لوسيلة التغيير وأولوياته وما الفرق بينها وبين الجماعات الإسلامية الاخري ؟
تتلخص رؤية جماعة الجهاد للواقع بصفة عامة في أن ضعف المسلمين وتخلفهم يرجع للبعد عن الإسلام بالمفهوم الذي تراه الجماعات السابقة وهنا جماعة الجهاد لا تختلف عن أي منها ولكن ياتي الخلاف في إستراتيجية التغيير التي تبنتها جماعة الجهاد والوسائل التي اتبعتها في ذلك وذلك كله انطلاقاً من تصورها عن الواقع السياسي الإسلامي المعاصر .
لقد تصورت جماعة الجهاد الواقع الأساسي الإسلامي في إطار الحديث الصحيح المشهور والذي تفهم كل الحركات الإسلامية من خلاله ماضي الأمة الإسلامية وحاضرها ومستقبلها والذي يقول فيه النبي ( صلي الله عليه واله وسلم ) تكون النبوة فيكم ما شاء الله لها أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون خلافة علي منهاج النبوة فتكون فيكم ما شاء الله لها أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء الله أن يرفعها ثم يكوم ملكاً عضوضاً فيكون فيكم ما شاء الله له أن يكون ثم يرفعه الله إذا شاء الله أن يرفعه ثم يكون ملكاً جبرياً فيكون فيكم ما شاء الله له أن يكون ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه ثم تكون خلافة علي منهاج النبوة ثم سكت , فجميع الحركات الإسلامية تري أن النبوة المذكورة في الحديث هي عصر حكم النبي للمسلمين بينما الخلافة علي منهاج النبوة تبدأ بعصر أبي بكر الصديق وتنتهي بيوم تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان وانه من معاوية حتي بداية العصر العباسي الثاني هو الملك العضوض أي الظالم وأما المرحلة الحالية فهي مرحلة الملك الجبري , أي ما نسميه بلغة العصر أنظمة الحكم العسكرية التي تحصل علي الحكم عبر الانقلاب العسكري .
إلي هنا تتفق كل فصائل الحركة الإسلامية الحديثة تقريباً علي هذا التوصيف بل وتتفق معها كثير من فصائل الحركة الإسلامية التقليدية علي نفس التوصيف . ولكن كل هذه الفصائل تنحصر خلافاتها وتمايزاتها في كيفية التعامل مع هذا الواقع .
فالجهاد يري أنه مادامت حكومات العالم الإسلامي قد اغتصبت الحكم بالانقلاب العسكري رغماً عن الشعوب وبمساندة ومباركة من الاستعمار الغربي فإنه يحق للمسلمين أن يستردوا حقهم المغتصب بالقوة المسلحة , ورأي الجهاديون المصريون أن الاستيلاء علي الحكم في العالم الإسلامي أولي من قتال الغرب رغم كل الظلم الذي يظلمه الغرب للمسلمين وقد اعتمدوا في ذلك علي القول بان أنظمة الحكم في العالم الإسلامي هي عدو قريب بينما الغرب فهو عدو بعيد واستدلوا علي أولوية قتال العدو القريب بقولة تعالي ( يأيها الذين أمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ) ومعني يلونكم أي الأقرب لكم .

السماويون

كان الشيخ طه السماوي ( وشهرته عبد الله السماوي ) قد اعتقل عام 1965 ضمن جماعة الإخوان المسلمين وكان مازال في سن متيغير نسبيا, وعندما خرج من السجن نجح في تأسيس جماعة جديدة أصبح هو أميرها ليسعي إلي إعادة تأسيس دولة الخلافة الإسلامية عبر تكوين جماعة كبيرة تعتزل المجتمع وتعيش في الصحراء .
ولا تقتصر أهمية السماوي علي ذلك بل ترجع أهميته لأن انتشاره هذا أدي لتوسيع رقعة المنتمين للحركة الإسلامية في السبعينيات الأمر الذي جعل كثيراً من رموز الجهاد والسلفية والجماعة الإسلامية تلاميذ لبعض الوقت لدي السماوي حتي قيل بحق ( أن جميع الإسلاميين قد مروا عليه في وقت ما من حياتهم . ومن أشهر من تتلمذ عليه الملازم أول خالد شوقي الاسلامبولي قاتل الرئيس أنو السادات .
والشيخ طه السماوي, وكان قد نشط لبعض الوقت في أواخر الثمانينيات وحتي أواخر التسعينات مع حزب العمل المصري ومازال ساعد السماوي الأيمن عبد الرحمن لطفي ( أبن خالة خالد الاسلامبولي ) يعمل كقيادي لحزب العمل بالمنيا في صعيد مصر .
وكانت أجهزة الأمن قد نسبت إلي جماعته تهمة حرق أندية الفيديو في عام 1986 م .
وتم إلقاء القبض عليه للمرة الأخيرة عام 2007 م عندما اتهمته أجهزة الأمن بإحياء جماعة السماوي علي اثر تصريحات إعلامية انتقد فيها مراجعات الجهاد التي أعلنها الدكتور سيد إمام ,
ولم يعد لجماعة السماوي وجود ألان . وقد توفي السماوي نفسه في يناير 2009 م .

الجماعة الإسلامية

كانت الجماعة الإسلامية قد تكونت كحركة طلابية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي داخل جامعة أسيوط مثلها مثل سائر الحركات الطلابية التي تكونت في كل جامعات مصر في هذه الفترة علي أيدي مجموعة من الطلاب في جامعة أسيوط كان أبرزهم أبو العلا ماضي ومحي الدين عيسي وصلاح هاشم ,
واشتهرت الجماعة الإسلامية باستعمال القوة في تغيير ما اعتبرته من المنكرات المخالفة لتعاليم الإسلام في المجتمع , مثل منع اختلاط النساء بالرجال وشرب خمر وحفلات الموسيقي والأفراح والمسرحيات أو عروض الأفلام ونحو ذلك , كما مارست نوعاً من السيطرة في المدن والريف كلما سنحت لها الفرصة فهاجمت شقق الدعارة وتجار المخدرات كما أرغموا النصابين علي إرجاع الأموال لأصحابها كلما سنحت الفرصة لهم , واثأر ذلك حنق الحكومة عليهم لأن الحكومة شعرت أن هذا إلغاء لها ولسيطرتها علي المجتمع لصالح اتساع نفوذ الجماعة الإسلامية , ووجهت للجماعة الإسلامية ضربات أمنية اجهادية متتابعة .

تيار التوقف والتبين
وأهم مجموعاته ( الناجون من النار )

ربما ترجع أول نشأة لفكرة التوقف في الحكم علي المسلمين بكفر أو إسلام إلي نشأة جماعة القطبيين عام 1965م , حيث ظل القطبيون يتبنون هذه الفكرة منذ نشأتهم وحتي 1981 عندما قرروا التخلي عنها كما أشرنا لذلك سابقاً والفكرة كانت تقوم لدي القطبيين علي التوقف عن الحكم للمسلمين المعاصرين بكفر أو إسلام إلي أن يتبينوا حقيقة معتقداتهم .
وكان القطبيون لا يشترطون في المسلم أن ينضم لجماعتهم ليحكموا له بالإسلام إنما كانوا فقد يشترطون أن يدين بنفس معتقداتهم التي هي في أغلبها معتقدات الإسلام الصحيحة عدا بعض الجزئيات التي تخالف أصول الإسلام أو اختلف فيها العلماء كعدم العذر بالجهل في العقائد والتشدد في مسألة التحاكم للقوانين الوضعية التي تخالف الإسلام أو لا تخالفة دون مراعاة العوارض والأعذار التي قد تكره المسلم علي شأ من ذلك , ولكن في منتصف السبعينيات ظهرت مجموعات كثيرة مختلفة تتبني فكرة التوقف لكن أدخلوا عليها التعديلات الجوهرية أهمها أن الحد الادني للإسلام لم يعد هو عقيدة الإسلام حسب فهمهم كما عند القطبيين لكنه صار هو ذلك بالإضافة للانضمام لجماعتهم والسمع والطاعة لأميرها في كل صغيرة وكبيرة كما تبنت بعض هذه الجماعات فكرة الانقلاب المسلح لإقامة دولة الإسلام وسعوا للتسلح والتدرب علي السلاح ولكن حتي منتصف الثمانينيات لم يقوموا بأي عمل مسلح ضد الحكومة أو المجتمع .
وبسجن قادة المنظمة وأغلب قادتها تفككت وانتهي أمرها ولم يعد لها وجود رغم استمرار هروب مجدي ألصفتي لست سنوات متصلة قبل أن يلقي القبض عليه عام 1993 و ويسجن مع رفاقه الذين تحول أغلبهم عن فكر التوقف إلي فكر السلفية الحركية ,
ولكن علي كل حال فتيار التوقف والتبين مازال موجوداً في واقع الحركات الإسلامية المعاصرة في مصر لكنه لا يتبني العمل المسلح كما كان حاله قبل ظهور ( جماعة الناجون من النار ) بل ان هذا الفكر ظل موجوداً وقت ظهور ( جماعة الناجون من النار ) لأنه لم ينضم لها من حاملي هذا الفكر سوي العشرات فقط بينما ظل الباقون علي حالتهم من تبني الفكر ألعقيدي المتشدد دون أن يقرنوه بحمل السلاح .

الشوقيون

شوقي الشيخ شخصية عرفتها وسائل الإعلام فيما عرف بأحداث قرية كحك بمركز أبشراي في محافظة الفيوم عام 1990م , ودخل الشيخ سجن استقبال طره , وفي السجن تعرف علي بعض دعاة وأقطاب مجموعات التوقف والتبين ودار بينه وبينهم نقاش متكرر نتج عنه شوقي الشيخ عن عقيدة تنظيم الجهاد وتبني عقيدة جديدة اشتقها هو بنفسه من عقائد مجموعات التوقف والتبين , وهي عبارة عن عقيدتهم كاملة لكنه أدخل عليها تعديلات مفادة أنه مادام أمر التوقف هذا بدعة فأنه عليه ألا يتوقف بل يبادر بالحكم بكفر من خالف عقيدته دون توقف وبعدها لو اعتنق عقيدته فانه يدخل الإسلام من جديد .
ولم تكمن خطورة شوقي الشيخ في شططه الفكري فقط بل أن خطورته تمثلت في قدرته علي التأثير خاصة في مجال الحيز الجغرافي الذي كان يعيش وينشط فيه فى محافظة الفيوم, ولقد كان شوقي الشيخ زعيماً حركياً ويتمتع بكاريزما حتي أنه نجح في تجنيد عدد من الشباب فى المجموعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-