الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احدث ابتكارات الاخونجية : المرتديلا والديمقراطية الاسلامية

خليل خوري

2012 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تمشيا مع انغلاقهم وتحجرهم الفكري وعدم اعترافهم بحضارة الشعوب الكافرة والمشركة وبمنظومة القيم والاخلاق التي تحكم علاقات هذه الشعوب يحلو لاقطاب الاخوان الملتحين وكوادرهم المتقدمة اذا ما انشأوا مصنعا ان يضيفوا الى منتجاته كلمة " اسلامية " تمييزا لها من حيث النكهة والنوعية عن المنتجات غير الاسلامية فلو خرج من خطوط الانتاج مواد استهلاكية مثل المرتديلا والمشروبات الغازية و السراويل فلا بد ان يطرحوها في الاسواق كماركات مسجلة لهم وان يروجوا لها كمارتديلا وبيبسي وكلاسين اسلامية ، كذلك لو انشاوا مصنعا لانتاج الحافلات واستعانوا ببعض الخبراء الوافدين من دول الكفرة والمشركين من اجل تجميع الحافلات على خطوط الانتاج فلا بد ان تطرح في الاسواق كباصات اسلامية . المسالة هنا ستبدو للكثيرين غريبة ومستهجنة ولا تتمشى مع حقيقة ان الرؤوس الفارغة للاخوان الملتحين لا تفرز افكارا او حتى تخيلات علمية يمكن توظيفها في مجال الابتكار والانتاج فضلا عن ان العالم الاسلامي عبر صيرورته التاريخية لم يتوصل الى ابتكار يستحق الذكر اللهم الا طائرة عباس ابن فرناس ذات الدفع النفاث والاسرع من الصوت ، والريموت كونترول ماركة " افتح يا سمسم " الذي كان يستخدمه على بابا والاربعين حرامي ولكن التمايز من منظور اخواني يبدو عاديا وطبيعيا لان كل هذه المصفوفة من المنتجات حتى لو كانت في من حيث المنشأ والتصميم والابتكار من منتجات الكفرة والمشركين قد اكتسبت صفتها الاسلامية بمجرد ان بسمل عليها الملتحون اثناء مرورها على خطوط الانتاج ثم اطلقوا صيحات الله اكبر اثناء تعبئتها . ولا ننسى انه منتج "حلال " وغير ملوث بالربا لان مدخلات الانتاج ومثلها الالات والماكنات قد تم تمويلها بقروض "حسنة" كتلك التي تقدمها البنوك الاسلامية تحاشيا لغضب الله لقاء مرابحة متواضعة مدعومة بعبارة " جزاكم الله خيرا". وتمشيا مع انغلاقهم الفكري وتعاليهم على " الاخر الكافر والمشرك " فقد امسك كبير شيوخهم ورئيس منظمة علماء المسلمين يوسف القرضاوي بلحيته الطويلة قبل ايام واقسم عليها بيمين مغلظة قائلا ان الديمقراطية لم تعد منتجا يونانيا بل هي كالمرتديلا والبيبسى والانترنت والخلويات منتج اسلامي محض كما انها حسبما اكد فضيلته في تصريحات ادلى بها في تونس اثناء القائة مواعظ دينية امام حشد كبير من الملتحين التونسيين " ليست كفرا كما يدعي البعض بل هي التوبة ذاتها " ولماذا اكتسبت مضمونها الاسلامي ؟ على هذا التساؤل يجيب القرضاوي قائلا : الديمقراطية التي اتت بها الثوارات العربية هي ديمقراطية الله لعزة الاسلام !! بمعنى اخر لو كانت الثورات العربية ثورات فجرها الكادحون من العمال والفلاحين وكانت طليعتها تتشكل من احزاب يسارية ولو تمخضت في نهاية المطاف عن سيطرة اليساريين على مقاليد السلطة في تونس ومصر وليبيا عندئذ ستكون الديمقراطية بنظر القرضاوي ورهطه من الاخوان الملتحين من صنع الشيطان حتى لو كان " الشعب " كما تعني كلمة ديمقراطية هو مصدر السلطات وعندئذ لن يقبل القرضاوي باقل من تطبيق نظام الشورى الذي كان معمولا بها في عهد السلف الصالح وظل ساري المفعول حتى انهيار الدولة العثمانية ولعل القرضاوي في مثل هذه الحالة سيوجه الدعوة للوجهاء وعلية القوم من ال قريش للاجتماع تحت اية سقيفة للتشاور بشان اختيار خليفة للمسلمين و هنا لا استبعد ان يرشح القرضاوي لهذا المنصب الرفيع اما الشيخ حمد بن خليفة او خادم الحرمين الشريفين وذلك تمشيا مع مبدا الشورى وحيث لا تتجلى حاكمية الله على الارض الا بحكام على شاكلة حاكم مشيخة قطر او اي خليفة نفطي اخر يحظى بالرعاية الاميركية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حلال
حمورابي سعيد ( 2012 / 5 / 11 - 18:21 )
اخي خليل...احدى الشركات الكافرة في بلد اوروبي تنتج الدجاج وقد وضع على العبوة كلمة(حلال) .وبعد البحث والاستقصاء تبين ان احد ائمة الجوامع في البلد يتقاضى راتبا شهريا من الشركة لقاء وضع ختمه على العبوة ,في حين ان الدجاج حاله حال بقية منتجات الشركة .تحياتي

اخر الافلام

.. 154-Al-Baqarah


.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م




.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي


.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه




.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد