الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحضور الكردي القوي في الجمعية الوطنية القادمة ضمان لوحدة العراق- الكرد الفيليون أبناء أعزاء لشعب يفخر بهم

عبدالباسط سيدا

2005 / 1 / 29
القضية الكردية


إن ما جرى ويجري في العراق راهناً يمثّل مقدمة لسلسة من المتغيرات التي ستشهدها المنطقة في المستقبل. هذه المتغيرات التي تنظر اليها الشعوب بعين الايجاب، على الرغم من انها ليست على اطلاع كامل بطبيعة المتغيرات القادمة وماهية الأهداف الكامنة وراءها، وذلك بعد ان أصابها اليأس والاحباط سواء من أنظمتها الرسمية، او معارضاتها التي يمثّل رضى الأنظمة عنها السقف الأعلى بالنسبة لمطالب قسم لايستهان به منها.

إن الوضع الراهن في العراق لم ينضج بعد؛ فحسابات الفرقاء متباينة متعارضة. وما يزيد الوضع تعقيداّ هو التدخل الاقليمي من قبل دول الجوار، خاصة سورية وايران وتركيا، التي تدرك أن استقرار الأوضاع في العراق مؤداه تخلخلها لديها. لان "الرعايا" سترى ،وتقارن ، وتطالب..... وستأخذ الأوراق الاقليمية ترتيباً آخر. خاصة الورقة الكردية التي كانت ومازالت القاسم المشترك الذي تتمفصل حوله الجهود المؤامراتية التي يبذلها مسؤولو الدول الثلاث بهدف المصادرة على امكانية ما يشم منه - مجرد الشم – رائحة الاعتراف بالحق الكردي المشروع.

ولعلنا لا نأتي بشئ جديد إذا بينّا هنا أن هذه الدول قد تمكنت إلى حد كبير من تضليل أوساط لايستهان بها من شعوبها، حتى باتت هذه الأخيرة تعتقد أن الكرد ، وليس تلك الانظمة، التي تحكمها من دون ارادتها، هي علة مآسيها وتخلفها. هذا في حين أن الكرد يتقاسمون مع تلك الشعوب المعاناة العامة؛ ويتعرضون في الوقت ذاته لمعاناة خاصة نتيجة انتمائهم القومي ليس الاّ......

لقد أدى الكرد باستمرار في تاريخ العراق الحديث دور صلة الوصل بين مختلف مكونات الشعب العراقي القومية والدينية. و كان التسامح والاستعداد للتعامل مع الجميع من دون عقد هو الأساس الموجه الدائم للسياسات الكردية في العراق عبر مختلف المراحل. وقد أثبتت مرحلة ما بعد صدام مدى اتزان التوجه الكردي، وعدم خضوعه للأحاسيس والانفعالات الهوجاء. فلم تكن هناك حوادث انتقام أو تطاول على الممتلكات؛ هذا في حين أن الكردي مازال يذبح على الهوية في العديد من المناطق العراقية؛ والأنكى من هذا وذاك هو أن بعض الدول العربية ممن تدّعي انها حريصة على وحدة العراق، تبارك وتروج لممارسات كهذه، ممارسات تؤدي إلى تعميق الشروخ، وتهدد بقطع الأواصر. ومن اللافت للنظر أن مؤسسات اعلامية عربية تتظاهر بالاستقلالية، تتناغم مع هذه الطروحات الهدامة، وتروج لعمليات الذبح والتخريب.
إن الانتخابات القادمة مصيرية بالنسبة إلى العراق ككل، وإلى الكرد في كردستان العراق وعموم العراق بصورة خاصة؛ فالجمعية القادمة ستكون مخوّلة بكتابة الدستور وتحديد الخطوط العامة للمستقبل العراقي... والحضور الكردي القوي في الجمعية الوطنية الانتقالية القادمة هو ضمانة للعراق بأسره، وللشعب الكردي على وجه التحديد. فالكرد بحكم انتمائهم المذهبي الغالب بامكانهم تعزيز اسس التفاهم مع الوسط العراقي السني؛ هذا في حين أن الاشتراك في المعاناة والقهر والحرمان قد جمع بينهم وبين الشيعة في الجنوب، ومكّنهم من التفاهم والتواصل....

من جهة أخرى يعد الحضور الكردي القوي في الجمعية المذكورة الركيزة الأكثر فاعلية في مواجهة تطورات المستقبل؛ لذلك لابد من تأكيد هذا الحضور من خلال دعم القائمة الكردستانية التي تضم الكرد والعرب والكلدواشوريين والتركمان وسائر المكونات الاثنية والدينية في كردستان والعراق. والدعم هذا لايأتي عبر تبني هذه القائمة فحسب، بل يكون من خلال التوجه إلى صناديق الاقتراع، والتصويت لها.

إن الواجب الوطني العراقي، والواجب القومي الكردي يلزمان سائر الكرد بالمشاركة الفاعلة الايجابية في الانتخابات. وهنا لابد من التوقف عند جانب من الشكاوى التي تتصل بتشكيل هذه القائمة، والأخطاء التي قد حدثت هنا وهناك بفعل عوامل لا مجال لتناولها هنا، وفي مقدمة تلك الأخطاء عدم اعطاء الكرد الفيليين ما يستحقونه من تمثيل في القائمة المذكورة، وذلك بالتناسب مع حجمهم السكاني ودورهم النضالي المتميز في الحركة الوطنية العراقية عموماً، والحركة الكردستانية في العراق على وجه الخصوص.

إن الاحجاف الذي تعرض له هؤلاء الأشقاء لم يكن موضع ارتياح من قبل سائر الكرد سواء داخل العراق أو خارجه. واليوم هناك مناقشات مسؤولة تدور بين المثقفين والمهتمين بهذا الشأن من الكرد من مختلف أجزاء كردستان، تطالب جميعها بتدارك هذا الأمر مستقبلاً، فهم أبناء أعزاء لشعب يفخر بهم. اما بالنسبة لانتمائهم المذهبي فهو يعد مزية كبرى سواء بالنسبة للكرد أو العراق بأكمله؛ انهم حلقة اتصال أساسية تضاف إلى الدور الفاعل الذي يؤدية الكرد على وجه الاجمال في بنية النسيج الوطني العراقي العام.

والأمر ذاته بالنسبة إلى الكرد الأزديين الذين عانوا الأمرين من قبل الجميع، كما ان مناطقهم تعد اليوم من أكثر مناطق العراق تخلفاً واهمالاً.

إن ما حدث قد حدث، لكن المطلوب هو ألاّ يتكرر ذلك مستقبلاً، والمؤشرات جميعها تبين أن الامور في طريقها نحو الأفضل. لكن المطلوب الذي لايقبل المناقشة والإرجاء راهناً هو وحدة الصف الكردي والكردستاني بجميع مكوناته، وذلك يتجسد في الاصرار على الانتخابات والتصويت للقائمة الكردستانية التي تعكس طموحات المجتمع الكردستاني بتكويناته المختلفة، وتعبّر عن آمال الشعب العراقي عرباً وكرداً، شيعة وسنة، قوميات وأديان ومذاهب ....
إنها ساعة الحسم، ساعة إعادة كتابة التاريخ وفق ارادة الشعوب..................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما


.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا




.. ناشطون يتظاهرون أمام مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية في بر


.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر




.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ