الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الفساد

حافظ قبيلات

2012 / 5 / 12
المجتمع المدني


الفسادُ لغةً:التّلفُ والعطبُ ،والاضطرابُ والخللُ،والجدْبُ والقْحطُ ، وإلحاقُ الضرر، ويقال: فاسدٌ، وفسيدٌ ، والجمعُ: فَسْدى.
والفساد أنواع وأشكال: الفساد السياسي: والفاسد السياسي الذي يرتبط عادةً بالخيانة والعمالة والجاسوسية، ويحقق لذاته من الأعداء مكاسب سياسية ومالية،
والفساد المالي والإداري:مثل السرقة والرشوة والمحسوبية، وقد تأخذ شكلاً ملطفاً ، مثل الكومشن! وبدل الأتعاب والهدية ، ورد الجميل . وهذا يؤدي بالحتمية إلى الفساد الأخلاقي والاجتماعي: فالفاسد مع تكرار ممارسته للفساد، تنحط لديه معاني المروءة، والكرامة، وتنعدم لدية الحساسيات الأخلاقية فتتداخل عنده القيم الحميدة مع قيم الوضاعة والنذالة.
والفسْدى: متضامنون متكافلون، تربطهم المصالح والمكاسب ، وقلما يعيرون اهتماماً ًللهموم الوطنية والقومية والإنسانية ،ولا يلتفتون إلى النزعات الطائفية والإقليمية... وغيرها.، إلا بمقدار ماتخدم مصالحهم ومكاسبهم.
وقد يتحدث الفسْدى عن قيم العدل والحق والنزاهة ،ويمارسون شعائرهم الدينية والإجتماعية، ويبالغون في الحديث عنها، ويحفظون مآثر تراثية ودينية، يرددونها حيثما حلوا، للتغطية على فسادهم وشرورهم.
إلاّ أن أسوأ نتاجات الفساد هو ترسيخ مفهوم " ثقافة الفساد" حيث تتسرب قيم الفساد لتحل محل قيم الخير والمحبة، حيث تصبح قيم الفساد مع الزمن ، مقبولة ومبررة.
ومع تحول الفساد إلى ممارسة وثقافة مقبولة، يمكنه عندئذ أن يصيب "بالعدوى"بطريق المخالطة والمشاركة، فكثرة الفسْدى وتحسن أوضاعهم، يغرى الآخرين، بإتباع نفس الأساليب والممارسات. فكم من نظيف مارس الفساد ، من حيث لا يرغب،لانعدام الطرق الأخرى وتضاؤل وانحسار البدائل.، ومن منا لم يمارس الوساطة، والحصول على أولويات وحقوق الآخرين. وانعكس هذا على الإدارة العامة ، بالترهل، واليأس، واللااباليه، والتملص من المسؤولية.
ولكن الفساد لا ينمو ولا يترعرع، إلاّ إذا توافرت له " البيئة " والحاضنة المناسبة لنموه وتكاثره،.وهي غالباً ، أنظمة الحكم الفاسدة.التي تحول مجموعات الفسْدى مع الأيام إلى شبكة مصالح، ترتبط مع الحاكم الفاسد،والمسؤول الإداري التابع ،بمنظومة تبادل المنافع والفوائد.
لذلك يصعب محاربة الفساد بسبب ترابط أركانه، فالحاكم الفاسد يحمي السياسي، والسياسي يحصّن الإداري الفاسد، وكلاهما يحمي الاقتصادي والمالي، فتتكون منهم " مافيا"متشابكة. ومن الصعب مقاومة هؤلاء بوسائل الإصلاح التقليدية،لامتلاكهم جميع وسائلها التشريعية والقانونية والإدارية. والحقيقة ليس من علاج لها إلا الاستئصال.
ونحن كشعوب مغلوبة، تقع علينا شرورهم وأوزارهم ، نتحمل جزء كبير من المسؤولية عن الفساد، لانتعلم ولا نرعوي، كم مرة انتخبنا الفاسد السيئ؟
وكم دافعنا عن فاسد سارق؟ بحجة انتماؤه الطائفي أو الإقليمي أو العشائري، ونحن نعلم انه سوسة تنخر جذور الوطن. وكم دفعنا الوضيع المتكبر إلى الصفوف الأولى، ووصفناه بالذكي، والشاطر، والفهلوي ! وتناقلنا قصصهم وبطولاتهم،وسعينا إلى التقرب منهم .
هل هي ثقافتنا الموروثة؟، ثقافة الشيخ والزعيم والسيد.
سادتي الكرام: لا تغيير ولا إ صلاح إلاّ بنبذ " ثقافة الفساد" التي تغلغلت في شراييننا وعقولنا، والعودة إلى ثقافة الكرامة والشهامة والكبرياء والاعتزاز بالوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحتاج كل الشعوب للعديد من شبكات الشفافية
محمد الشعري ( 2012 / 5 / 12 - 16:32 )
النقد الذاتي أصدق و أرقى أصناف النقد و أنفعها للجميع.
أحيي كل من يساهم في الوقاية ضد الفساد بأن يجسد النزاهة و الشفافية في كافة شؤونه الخاصة و العامة.
أتمنى من كل الأصدقاء أن يشاركوا في إنشاء شبكات لمنظمة الشفافية الدولية.
www.transparency.org
يجب نشر هذه الشبكات المرجوة في جميع الأحزاب و النقابات و في مختلف القطاعات المدنية و العسكرية.

اخر الافلام

.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء


.. ميقاتي ينفي تلقي حكومته رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين السوريي




.. بمشاركة قادة سياسيين.. آلاف الماليزيين يتظاهرون في العاصمة


.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر




.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن