الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أداء الواجب بأتقان أعظم مكافأة لمن أراد ان يربح نفسه

سامي الحجاج

2012 / 5 / 12
المجتمع المدني


كان اينشتاين يقول :-(إذا لم يوافق الواقعُ النظريةَ، غيِّر الواقع.)
حين تكون الجدوى بلا جدوى...يكون من السخف ان تكتب لمن لا يقرء لك...
وتنتظر من لا يأتي اليك...
وتقع في غرام من لا يشعر بحبك...
وان تمد يدك لمن لا يصافحك...
اعتقد ان هناك الكثير من الناس يقعون في الوهم و يركضون خلف السراب...
ومنهم من يقعون في غرام من لا يشعر بحبهم ولا يقدره ولا يهتم به ابدا...!
بل الاسوء من ذلك ان يصبح له من يحب كالسراب حين يذهب اليه يبتعد عنه الى مكان اخر...!
على المرء ان حاسما في الامور التي تقتضي الحسم ويقطع الشك باليقين و يؤدي واجبه على اكمل وجه ممكن كي يربح نفسه أولاً وقبل كل شئ ولا يدع الآمور تتأرجح مع التيار يدفعها يميناً تارة وشمالاً تارة أخرى!!!
(اذا لم تستطع شيئا فدعه*** وجاوزه الى ماتستطيع)
فمن اتضحت عنده الرؤية كان قد وضع قدمه على الطريق الصحيح...
يقول طاغور:- إذا أنتَ أغلقتَ بابكَ في وجه الزّيف والضّلال فستتمتعُ بالحقيقة!!!
وكذلك استطيع القول ان من أدى الواجب المناط به بأتقان يكون قد قدّم لنفسه ولوطنه ولشعبه الكثير الكثير!
وقبل ان اروي هذه القصة اللطيفة اقول ماقاله أحد الشعراء:-
قالت الضفدعُ قولاً فسّرتْهُ الحكمــاءُ
في فمي ماءٌ وهلْ ينطِقُ مَنْ في فيــهِ ماءُ...!
كان في أحد البلاد قاض مشهور بالعدل والذّكاء. انتشر خبر القاضي العادل في كل مكان. وصل الخبر إلى الملك. سعد الملك أن في مملكته قاضيا حكيما يحكم بين الناس بالعدل. قال الملك:لا أكتفي بما أسمعه عن ذلك القاضي، أريد أن أتأكّد بنفسي من عدالته، وأعرف طريقته في الحكم بين الناس.لبس الملك ثوب رجل عاديّ ليتنكّر حتى لا يعرفه الناس. ركب الملك حصانه، وغادر قصره وسار في الطريق من غير حرّاس ولا جنود. شاهد الملك شحاذا يمد يده للناس، فسألهم أن يتصدّقوا عليه ببعض المال. أشفق الملك على الشحاذ، وطلب منه أن بركب الحصان خلفه لينقله إلى المدينة. ركب الشحاذ خلف الملك وهو لا يعرف.وصل الحصان إلى المدينة وعليها لرجل ومن خلفه الشحاذ. التفت الرجل للشحاذ وقال:وصلنا المدينة، يمكنك الآن أن تنزل، لكن حاذر أن تقع على الأرض!.أجاب الشحاذ بأعلى صوته:الحصان حصاني، كيف تطردني أيها الرجل؟! انزل أنت الآن من فوق حصاني. ثم صاح الشحاذ واستغاث، فتجمع الناس حولهما. قال الشحاذ للناس:هذا حصاني. وقال الرجل:بل هو حصاني. احتار الناس ولم يعرفوا أيّ الرجلين صادقا في كلامه. قال أحد الناس:هيا إلى القاضي؛ فهو الذي سيحكم بينكما بالعدل.أخذ الناس الرجل والشحاذ إلى دار القضاء. كان القاضي جالسا يحكم بين الناس. وقف الرجل أمام القاضي وقصّ عليه قصّته. سمع الشحاذ كلام الرجل، فصاح وقال للقاضي:هذا الرجل كذّاب، الحصان حصاني، وأنا ركّبته معي لأدلّه على الطريق.قال القاضي:اتركا الحصان عندي، واذهبا الآن، ثمّ أرجعا إليّ صباح الغد. انصرف الرجلان، فوضع القاضي الحصان في الإسطبل.في صباح اليوم التالي جاء الرجل والشحاذ إلى دار القضاء، نهض القاضي من مجلسه وقال للرجل الشحاذ:اتبعاني. سار القاضي، وسار خلفه الرجل والشحاذ.. وصل الثلاثة إلى الإسطبل. دخل القاضي والرجل والشحاذ الإسطبل، وكان الحصان موجودا. بقي الثلاثة في الإسطبل بعض الوقت، ثم عاد القاضي ومعه الرجلان إلى دار القضاء. حكم القاضي برد الحصان للرجل، وأمر جنوده أن يجلدوا الشحاذ ويحبسوه.في المساء ذهب الرجل إلى بيت القاضي وسأله:كيف عرفت الحقيقة؟.فقال القاضي:الأمر بسيط، عندما دخلتما الإسطبل معي هذا الصباح لاحظت أن الحصان يقترب منك ويشمّك ويتمسّح بك، بينما لم يبد أي حركة نحو الرجل الآخر، فأدركت – دون شك – أن الحصان لك. ابتسم الرجل وقال للقاضي:أتدري من أنا؟. قال القاضي:لا.فقال الرجل:أنا الملك، جئت متنكّرا لأتأكّد من عدلك. اختر المكافأة التي تحبّها. قال القاضي:اعذرني أيّها الملك؛ فلن أختار شيئا، إنّما أؤدي واجبي!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية


.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور




.. تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط قطاع غزة


.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •




.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ